أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة














المزيد.....

النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندلعت الثورة المصرية مرة أخري بعد ان بدت الامور وكان الثورة قد انهت مهامها وحققت مراميها. ساعد علي ابتلاع الوهم مرور 9 اشهر منذ تخلي المخلوع عن السلطة للمجس العسكري المصري ومشهد انتخابات تونس واستقرار الاحوال واجتماع المجلس التاسيسي بها استعدادا لتسليم السلطة الي المدنيين، وكيف وضع الثوار الليبيين نهاية لحكم طاغية ارهابي اما بقتله او القبض علي بقايا اسرته ورجاله.

9 اشهر لم تستقر فيها الامور في ربوع مصر فاما فتن طائفية وحرق كنائس واضرابات وقطع طرق وكان آخرها جريمة ماسبيرو المدبرة لقتل وترويع اقباط مصر، مع قرارات مبتسرة لم نشهد لها اثرا في الشارع او في حياة المصريين صادرة من سلطة المجلس او حكومة الظل التي يرأسها شخص كان ضمن الحاضرين في ميدان التحرير وقبلها ضمن فساد الجهاز الحاكم لنظام المخلوع. القرارات كانت كحبر علي ورق يصاحبها مانشيتات صحف قومية كبري بوعود لم تنفذ. صحف خدمت النظام سابقا بكل كفاءة لبقائه في السلطة لاكثر من 60 عاما. كان المشهد اكثر فجاجة وصلافة عند إتخاذ قرارات ويتم عمل نقيضها في اليوم التالي مباشرة. ثم تجري عملية ترميم شفاهية بتطييب الخاطر بالفاظ وكلمات وتصريحات كاذبة وليس بتنفيذ سياسات علي ارض الواقع.

علي مدي 9 اشهر تشكلت احزاب سلفية أصولية وتم التصديق عليها من حكومة المجلس العسكري. كلها من رحم حزب النظام المخلوع رغم القرارات بعدم انشاء احزاب علي اسس دينية. واخذ كثيرين من رجال الحزب المنحل مواقعهم داخل الاحزاب الجديدة استعدادا لدخول الانتخابات التي يصمم المجلس العسكري علي تنفيذها في موعدها. ولم يحاول المجلس العسكري الوفاء بأي تعهد او قرار الا بتأكيد قيام الانتخابات في موعدها وكانه حريص علي الحياة المدنية!!
مع كل جريمة طائفية كان مشهد المسؤول العسكري وبجانبه شيخ ملتحي – من السلفيين - وكانهما المسؤولين عن حل المشكلة، كدعاية انتخابية بانهم الحريصين علي الامن والامان. كان ظهورهما دائما يتم بعد الحرق او الهدم لدور العبادة المسيحية او بعد القتل لمواطنين مصريين شهداء في تلك الاحداث والجرائم.

اندلعت الثورة ثانية وكأن النار ظلت تحت الرماد علي مدي الاشهر التسعة فكان اول ما فعلت أن طردت محمد البلتاجي الاخواني المتظاهر بالثورة وظل يعمل بوقا من اجل ديموقراطية هي اصلا غير موجوده لا في الاسلام ولا في ادبيات الاسلام السياسي ولا عند العسكرتارية. كان حضوره منفردا كبالونة اختبار عن مدي قبول الشارع والمجتمع الثائر مرة اخري للجماعة. فعندما مرر المجلس العسكري القيادات الاخوانية وتم له زرعها في الثورة باستدعاء طارق البشري وصبحي صالح (لجنة دستورية) لوضع الوثيقة الفاسدة بعد الثورة مباشرة كان يحاول اضفاء شرعية عليهم بعد ان مارسوا نذالة غير معهودة بعدم مشاركتهم في الثورة لخلع نظام فاسد ان لم يكن الافسد ضمن نظم الاستبداد والفاشية في العصر الحديث.
فهل كان تمرير الاخوان كاحد فصائل الاسلام السياسي مقدمة لاستدعاء الاكثر ارهابية وفاشية من السلفييين ليكونوا ضمن المشهد مع كل جريمة تقع. كانت رموز المجلس العسكري هي القاسم المشترك والشريك الحاضر مع الاخوان ومع السلفيين اما الواجهه السياسية له فكانت حكومة عصام شرف الضعيفة الغير مؤهلة وغير كفؤ وبدون صلاحية لتسكين الامور وتدليك غرائز الشعب المصري البسيط حتي تمر الانتخابات التي لا ضمان لنزاهتها.

فإذا اعدنا ترتيب الاحداث منذ انتهاء مرحلة الثورة في مرحلتها الاولي نجد عصام شرف كواجهه لحكومة مؤقتة، ثم اتوا برموز اخوانية لوضع وثيقة دستورية ثم استحضار رموز سلفية في مشاهد شعبية وفي فضائيات واحزاب الي حد تشكيل مجلس شوري للجماعة ليفتي فيما يجري من وقائع علي الارض المصرية المطالبة بالديموقراطية والحرية والكرامة، ومخاطبتهم للمجلس العسكري. فهل يمكن ان نصدق ان مطالب الثورة ستتحقق في ظل هذه السياسات والمظاهر التي يلعب فيها العسكري والشيخ الدور الاول والاخير خاصة إذا ما تذكرنا ان الديموقراطية ليست من ادوات المجلس العسكري او من فلسفة العسكريات بشكل عام، اما عند السلفية بكل انواعها فانهم يقولون برفضهم لها لانها كفر وليست من الاسلام، وأن الحرية هي انحلال وليست من الاسلام أما الكرامة فقال احدهم في احدي الفضائيات السلفية الشهيرة انه بحث عن هذه الكلمة في كتاب الله فلم يجدها.

لم تخرج الثورة مجددا الا بالاحساس ان حصاد الثورة الاولي قد تآكل او تمت سرقته ضمن سياسات مجلس ليس ثوريا بطبيعته وجماعات سلفية واخوان لا يؤمنون بشئ اسمه الثورة. فالمشهد في نوفمبر ليس سوي جماعة اخوانية ومعها سلفية اصولية تدعم مجلس عسكري، ومجلس عسكري يبدو في مظهر مؤيد للثورة لكنه يستدعي قوي غير مؤمنة بقيم الثورة لدعمه.

تحت رعاية المجلس العسكري مارس الاخوان النذالة بتسللهم الي قوي ثورة شعب مصر بعد ان احجموا ورفضوا المشاركة بنذالة اسبق. مستغلين الدين باعتباره خلاصا، متناسيين ان المصريين غارقون في الدين والفساد معا يدا بيد. وان السلطة الفاسدة لديهم هي من تروج للدين عبر المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الشعبية والجماهيرية والمساجد والكنائس.

فإذا كان للدولة ثلاثة اجهزة رئيسية هي التنفيذية والتشريعية والقضائية، فالاولي وضعها المجلس في يد الضعيف العاجز المشلول عصام شرف الذي لا يملك من امره شيئا، والثانية اخذ المجلس العسكري بيد الاخوان والسلفيين وفلول نظام المخلوع ليضع لهم قدما داخل البرلمان مع محاولة لابقاء قدمهم الاخري في ميدان التحرير لاخذ شرعية لهم من الثورة، تلك القدم التي قطعها الثوارفي الجولة الثانية منها. ويبقي القضاء الذي طالته يد الفوضي والارتباك بل والفساد في كثير من الاحيان. فهل بقي شئ لم تمارس فيه النذالة والخسة والانتهازية في دولة تحت حكم العسكر طوال ستين عاما خاصة إذا ما تذكرنا ان معظم رجال يوليو كانوا من الاخوان المسلمين سلفيوا المرجعية.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي
- اليسار بين الوحده والتشتت
- السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء
- الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد
- السلفية والوهابية واسرائيل
- حتي لا تتكرر كارثة يوليو
- أضغاث احلام بالخلافة القديمة
- دستور آل سعود المطبق عمليا على بلاد نجد والحجاز
- رسالة الي المصريين
- الوصايا العشر للسلطة الفاسدة
- حديث الذكريات المبكر
- إحذروا هؤلاء
- الوكر
- وسقطت الابوه السياسية
- عندما يصاب المفتي بالهلع
- جلد الحية... وقبل ان يرحل الدكتاتور
- تونس وخرائط النوايا والاولويات
- الفتنة الطائفية صناعة محلية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة