أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي















المزيد.....

الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تبدا رسميا الاجراءات لاختياررئيس مصري لاول مرة منذ اكثر من 5000 عام فقد اعلنت نتائج التصويت للمصريين المقيمين والمهاجرين خارج حدود الوطن. كان الشعب المصري في الداخل مهمشا ولا ضرورة لاخذ رايه فيمن يحكمه وكان النظام السياسي المصري يعتبر من في الخارج وكانهم جيفة في قبر لا معني لتذكرهم الا عند تجديد شهادات الوفاة في القنصليات أو تسول بعض الاموال منه عندما تحل الكارثة كبيع صكوك وشهادات استثمار وقت عجز الميزانية عن تلبية حاجات النظام كما حدث عندما ارسلوا سيدة الطرب الاولي كوكب الشرق أم كلثوم تطوعا بالغناء في عواصم العالم لجمع الاموال بعد الكارثة التي ارتكبها "عتريس الاول" في العام 67. فلماذا تعمدت السلطة اعلان نتائج ابناء الوطن بالخارج، الذين لم تعرهم ادني اهتمام، مخالفة ابسط قواعد الانتخابات وفي نفس الوقت تفرض حالة من الصمت الدعائي في الداخل لفترة 48 ساعة قبل بداية افتتاح سيرك صندوق الانتخاب.


لم يكن "عتريس الاول" منتخبا لهذا كان له الحق في فعل ما يشاء وقت أن يشاء، فمشيئته قدر حسب عقيدة المصرين الذين يؤمنون بالقضاء والقدر. لهذا هبوا لاسترجاعة في العاشر من شهر يونيو من عام المشيئة حتي يستمر في ادارة الكون، فالمصريون أكثر شعوب الارض حرصا علي استمرار الكون سائرا ومستداما، مهما جري لهم من كوارث، تخوفا من الكارثة الاكبر التي منها يهربون ورغم ذلك يحلفون بها ويتعبدون لها ولا يعيشون الي للقائها فهم لا يفعلون اي شئ الا لضمان سلامتهم لو اتت واضطروا لمواجهة عتريس هناك. فحبهم للعتاريس لعبة سياسية دينية لم يكسبوها في اي جولة لها علي مدي عمرهم المديد لهذا يفضلون العتريس معهم محبوسا في ذل الدنيا بدلا من ان تاتي النهاية وتتفرق بينهم السبل لتبدأ محاكمتهم علي افكارهم الدينية الاخروية التي بسببها اكتوي العالم باسره وكانوا هم الاكثر اكتواءا منها. ولذات السبب لم تستطع السلطة صبرا، (السلطة كانت دائما ونيابة عن المصريين معبرة عنهم ارادة وشعبا وحضارة وتاريخا )، حتي تنتهي نتائج الانتخابات بالداخل فذهبت للتبشير بنتائج تصويتات من بالخارج (الاموات في نظرها). حل اللغز يكمن في عقيدة المصريين، اليس الاموات هم الادري بحقيقة من هو العتريس في عالم الحقيقة، فليخبروا بها إذن من بالداخل لتاكيد ايمانهم وتقوية عقائدهم.


في السعودية، وطن الاستبداد الديني الاول، وفي بلاد المهجر الديموقراطية اتت نتائج التصويت باولويات لا تتفق والثورة لكنها تتفق وعقائد المصريين وممارسة السلطة الاستبدادية السياسية الطويلة عليهم. كما لو ان الهجرة والسفر لم تعد به أدني فائدة واحدة ناهيك عن الاشاعة الكاذبة التي تقول بسبع فوائد. فوجود عدة مرشحين، ليس مضمونا ان كلهم عتاريس، وإذا كان عتريس المخلوع قد ادار الكون في فترة سكون واستقرار فكيف يمكن لمن ليس عتريسا أن يديره في فترة ارتبكت فيها الامور لتسكين عواصف رياح شمسية وعواصع تحريرية بميادين القاهرة عاصمة ام الدنيا اللهم الا بعتريس من نفس الصنف وأشد تنكيلا. فما جري بعد تخلي المخلوع علي مدي عام واربعة اشهر يثبت ان المصريين كانوا علي حق في ان الكون (الكون في نظر المصريين هو ما انجبته ام الدنيا) بدون ادارة عتريسية هو الفوضي. فالمصريون المهاجرين والمغتربين الذين تعرفوا علي عالم الغيب اتفقوا و يبشرون بحقائق عقائد المصريين في الداخل من حيث الحاجة الي حاكم من الصنف العتريسي. هكذا اوحت السطة لمن في الداخل قبل ذهابهم لصندوق الانتخاب.


فكما ياتي الوحي من عالم الغيب اتت الايحاءات بمن سيحكم ايضا من عالم الهجرة والمهجر. هكذا تتم التعبئة مجددا لاختيار عتريس رغم انها فرصة نادرة لا تتكرر الا كل 5000 عام بان يكون هناك اكثر من مرشح تخلصا من نظام الاستبداد. الا ان تفويت الفرص هي من فضائل السلطة عندالمصريين. الفرصة الحالية هدية من التاريخ ستخدم المصريين ويأبي المصريون في الخارج والسلطة في الداخل الا أن يتم عتريس نوره ولو كره الثائرون. ما اندر الفرص التي تاتي صادقة لتغيير بؤس الواقع وما اكثر الاغبياء الذين يتفادون لقائها ويصممون علي لقاء كل عتريس لا يعرفون عنه ومنه الا الخوف والطاعة والاستبداد.

ربما يجادل مجادل بان الناس تخاف مما تجهل، لهذا يطبقون المثل القائل "اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفوش". لكن كيف يجهل المصريين ممن في السعودية حقائق ذلك الوطن الذي يعامل اهله معاملة لا تليق بالانسانية وكيف يجهل المصريون في بلاد الديموقراطية وضعهم الارقي في تاريخ الانسانية، وكيف يجهل المصريون 5000 الاف عام من حكم الاستبداد؟ فالتجهيل بما نعرف ونري ونسمع ونجرب هو عين الجهل ولا يقابله كنقيض الا التحلي بشجاعة اختبار ما نجهل لنتغلب علي ما نعرف. فما نعرف هو ذاته ما يريد نظام عتريس ان يعيد زرعه بعد ان عصفت الثورة به.


السعودية لا تعرف التصويت ولا تري الا رجل دين او امير قبيلة علي راس الحكم لهذا اتت نتائج المغتربين هناك باولوية مرسي الاخوانجي يليه ابو الفتوح الاخوانجي كمروجين لعتاريس السماء ايضا ثم حمدين صباحي سليل العتريس الاول في تاريخ مصر الحديث. وفي بلاد المهجر الديموقراطية اوروبية وامريكية فان حالة الهلع التي يقودها بعض المصريين من عتريس بلحية جعلت نتائج التصويت تاتي لصالح شفيق الذي اختاره آخر العتاريس قبل تخليه من علي كرسي العرش ليضع نهاية للميدان الثائر وهو ما صرح بامكانية فعله في لقاء مرئي باحد القنوات الفضائية بانه سيفض اي اعتصام أو مليونية في ظرف ساعات.

الم نكن محقين إذن بان اعلان نتائج تصويتات الخارج علي اختلافها الواسع هي ليست اختلافات بقدر ما هي اتفاقات علي اختيار استبدادي جديد بعكس ما طالب به ثوار الميدان، والاهم بعكس ما يشاع أن عتريس الجديد سيحكم فترات رئاسية محدودة والاقصر في تاريخ توليها حتي لا يكون هناك استبداد وديمومة عتريسية علي المصريين في مستقبل ما بعد الثورة. لكن وهنا المفاجأة اليس وجود زبانية مرسي وابو الفتوح في البرلمان باكثرية هو ضمان للحكم بتشريعات عتريسية اسلامية، ويقابلها اختيار شبه موحي به بولي نعمة المخلوع (شفيق) كعتريس جديد دون دستور يحد من صلاحياته او مدة رئاسة او اجنده عمل هو كمن ياتي بعتريس ومعه ملائكة وملأ مسومون بصلاحيات تشريعية استبدادية ليعيد سيرة مصر أم الدنيا ومخترعة العتاريس والاديان وليكرر المصريون السيرة العطرة لاكثر من 5000 الاف عام؟


يوم القيامة هو اليوم الذي ينتهي فيه وجود حاكم ازلي لحكم ام الدنيا فهي التي اخترعت الدولة والنظام والحكم والحاكم العتريسي وهي التي اخترعت ايضا الدين والوحي ويوم القيامة والحساب عقابا وثوابا. لم يبقي سوي 24 ساعة لتقوم القيامة فهل سيؤجلها المصريون مرة اخري أم سيحقق المصريون لحظة الاوراجازم العقائدية بموقف شجاع لاختيار حاكم وليس عتريس ويتخلص الشرق من آفاته السياسية والعقائدية فالدنيا انحسرت كثيرا واصبحت هي الشرق المتخلف وليس كل العالم حسب ما اعتقد المصري حتي ولو هاجر وعرف ما لم يعرفه علي مدي الاف السنوات أو مما كبل به نفسه من قرآن وانجيل واي كتاب منزل من لوح محفوظ.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبيلبرج .. وسينما الخليج
- معركة الدستور - مصر بين الدولة والدين
- اول انجازاتهم خسائر
- المرأة بين سنادين السلطة ومطارق الدين
- لوما لماليزيا ودفاعا عن الموطن السعودي
- التضليل بين العلمانية والاسلام
- عودة لحضارة السلب والنهب
- بين التاريخ والعقل
- محاولة للفهم
- المعرفة هي خلاص الانسان
- آه ... لوكان هناك استك
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي
- اليسار بين الوحده والتشتت
- السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الانتخابات المصرية بين الوحي والوعي