أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يسارية المثقف














المزيد.....

يسارية المثقف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المثقفون كانوا دائما نقديين في توجهاتهم,طبيعي أن ينحاز البعض لصالح هذه الجهة أو تلك,وينتصر لفكرة السلطة,فيغدو مدافعا عنها,ويفك ارتباطه بكل الحركات المعارضة,وكل معارضة للسلطة حتما لن تكون إلا سياسية,يصير له مجاله,أي خدمة السلطة بفكره,وتبرير سلوكاتها السياسية,باختصار تحول الفكر إلى إيديلوجية,تحمي مصالح السلطة والمتحالفين معها من الطبقات الفئات المستفيدة من الإمتيازات المادية وحتى الرمزية,لكن السؤال هل المثقف يساري بطبعه,أم أنه لايكتس هذه اليسارية إلا بانتسابه لتنظيم يساري,حزب أو منظمة أو حركة سياسية تقدمية؟؟؟
1اليساري المثقف
كان اليسار يصر على أهمية المعرفة,وهناك من حصرها فيما هو إيديولوجي,كالمراجع التي تنظر للثورات,تحدد التحالفات وكيفية انتزاع السلطة وبنائها بعد الثورة,وما يعنيه الإقتصاد البديل لنمط الإنتاج المطاح به,هذا اتجاه أرتذوكسي,في اليسار,كالسلفي,الذي يعتبر العلم هو ما ينفع الناس في أمور دينهم وآخرتهم,ما عداه فهو ليس علما,بل ضلال,يقسي القلب ويعميه عن معرفة الله تعالى,لكن هناك اتجاه آخر في اليسار,اعتبر المعرفة عامة,ليست محصورة فيماهو إيديولوجي,بل تتعداه إلى المعرفة العلمية الدقيقة والإنسانية والفلسفية,بدون حصرها في الفلسفة المادية,بل الإنفتاح على الفكر الوجودي والثراتي الديني والتاريخي,وجل الإبداعات الإنسانية,الفنية الروائية والشعرية والموسيقية,فاليسار في نظر التوجه الثاني,يستحضر العاطفي الإنساني,ويقيم مسافة بين الوعي والإيديولوجيا,فلا يصير المناضل عبدا للتنظيم,يكرر المقولات,ويعمل وفقها وكأنه حارس محراب,لايتحرك بدون تعليمات,لن تكتسب شرعيتها بدون تأويل لما قاله الثوار السابقون.
2المثقف اليساري
هو مثقف بمعارف غير موجهة إيديولوجيا,يمتح من النقد كقيمة سامية,فهو يجد نفسه ضد كل السلط,فكره يقظ,لاتغريه المصالح,ولا يطمح لها,بل إنه يحرج الدولة وحتى خصومها من المعارضين,فهو يساري بدون انتماء لتيار تنظيمي سياسي وإيديولوجي,لكنه داعم فعلي للمعارضة اليسارية العقلانية,فهو يكشف نظريا عن اختلالات الدولة,وحيفها وحتى عنفها المادي والإيديولوجي,وفي الوقت نفسه يوضح عيوب المعارضة وجوانب قصورها في الصراعات السياسية والفكرية الإيديولوجية العامة,وهذا الصنف من المثقفين,يعتبره اليساريون الأرتذكسيون متعاليا عن الصراعات الطبقية,بل متخاذلا في نصرته للتنظيمات اليسارية والطبقات التي تعبر عن تطلعاتها الإجتماعية والسياسية,بينما هو في الحقيقة نصير الحق والعدالة,واليسار نفسه قد يمس بهذه القيم,ويتعالى عن محاسبة نفسه,والإنتباه لتراتبيته المقرفة,التي تجعل البعض في خدمة البعض الآخر,وتؤهل أفرادها بناء على غير الكفاءةووهذه حقائق يتجنب اليسار طرحها,ويعتبر المثقف عندما يثيرها بمثابة خصم أو عدو,يسعى لإضعاف اليسار والنيل منه سياسيا وإيديولوجيا.
يسارية المثقف,ليست تنظيمية لتتحكم فيه الأحزاب والتنظيمات اليسارية,وإن كان من حقه هذا الإنتماء,دون أن يكون مبررا لصمته على ما يروج في الجسم اليساري الذي اختار التفاعل معه ودعمه,فكريا وحتى حركيا وإيديولوجيا ,مادامت لديه هذه القناعة الفردية,فيسارية المثقف,يستمدها من حسه النقدي,ويقظته الفكرية,سواء كان رجل فكر أو مبدع,فعين على مجتمعه لا تحيد,.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات


المزيد.....




- -تنتقل من قارب إلى آخر-.. نيران هائلة تلتهم 15 قاربًا بمرسى ...
- شاهد.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- لافروف يكشف عن اتصالات غير معلنة بين روسيا والغرب بشأن أوكرا ...
- رئيس مالاوي يعلن مقتل نائبه في حادث تحطم طائرة
- بلينكن: نتانياهو يؤكد التزامه باقتراح الهدنة وبيان حماس يبعث ...
- هكذا تفاعل صناع محتوى عرب مع نتائج الانتخابات الأوروبية!
- راجمة الصواريخ الروسية -أوراغان- الروسية تدك مركز قيادة للقو ...
- منظمة الهجرة الدولية: ارتفاع عدد ضحايا غرق مركب مهاجرين قبال ...
- السعودية.. حشد من الحجاح يردد الدعاء خلف طفلة على كتفي والده ...
- شويغو: روسيا تلاحظ رد الفعل المنضبط للعالم على تدريبات القوا ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يسارية المثقف