خيري حمدان
الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 17:53
المحور:
الادب والفن
سَبَقَ لي يا وَقْتُ
سَبَقَ لي أنْ كُنْتُ أسيرَ لحْظَةٍ
قَدْ تَكونُ عابِرَةً في تَيّارِ الوَقْتِ
في ماضيكِ، مُسْتَقْبَلي، عَلى شَفا
قُبْلَةٍ.
سَبَقَ لي أنْ عَشِقْتُ العِشْقَ
عُنْوَةً
قَبْلَ أنْ تَفْرِدي جَناحَيْكِ تَحْنانًا
سَبَقَ لَكِ أنْ تَعَثّرْتِ بي
بِقَلبي،
سَبَقَ لَكِ أنْ هَمَسْتِ، تَأوّهْتِ
حينَ فَقَدْتِ القُدْرَةَ على تَحَسُّسِ
ذاتِكِ بَيْنَ ذِراعَيّ.
سَبَقَ للوَقْتِ أنْ تاهَ الطَريقَ
كانَ يَبْحَثُ عَنْ ظِلّكِ في
بُحَيْرَتي
غَرِقَ، شَهَقَ، بَكى وَعَشِقَ
الوَقْتُ وَقْتي وَوَقْتِكِ
حَتّى غَشِيَ لَحْظَتَهُ تَرْتَشِفُ
القَهْوَةَ
بِانْتِظارِ انْعِتاقِهِ مِنْ عَقارِبِ
الوَقْتِ - أجْنِحَتَهُ الهائِمَة.
انْفَلَقَ قَلْبُهُ الوَقْتيّ المُؤَقَتِ
كَيْفَ يَعْشَقُ اللحَظْةَ الهارِبَةَ
في كُلِّ الجِهاتِ
وَهُوَ
المَحْكومُ مُنْذُ الأزَلِ
أنْ يَرْكُضَ، يَسيرَ، يَحْبو
إلى الأمامِ
حَيْثُ العِشْقَ يُمارِسُهُ
الغُرِباءُ
يُمارِسُهُ كُلُّ مَنْ حُكِمَ بِالوَقْتِ
طُفولَةً، رُجولَةً، شَيْخوخَةً
لا تَبْكِ يا وقْتُ
لِكُلّ غِوايَةٍ ثَمَنٌ!
غِوايَتي أنْ أرْقُبَ الشَيْبَ
في صَدْغي
غِوايَتي أنْ أعْشَق.
#خيري_حمدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟