أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت














المزيد.....

عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 11:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



إنتفاضـة 5 اكتــوبر 1988 وضعت الجزائــر موضع مســاءلة أمــام تـاريخـهــا الحديث , جــردت الســلطــة من كــل مصداقيــة تجــاه الأمــة و أحرجت النظــام الذي هـو خليط الدولة و الحزب و العسكريين و قدمــاء المجــاهدين الذين يعيشــون على إمتيــازات تفضيلية لا نجــدهــا في أي دولة أخــرى في حين بقية الشعب يعيش يومــه تحت ضغط إقتصــادي و إجتمــاعي و سيــاسي رهيب أشبه بالأنظمــة الإستبدادية المنتشرة في العالم الثالث . كــان التهمــة الموجهة الى السلطــة- الحزب تختلف من شخص الى آخــر و من فئة الى أخــرى و من منطقـة الى منطقة الى أخــرى إلا أنهم يتفقــون على شيء واحد و يشيرون اليه إشــارة لا لبس فيهــا : القضــاء .
المواطــن البسيط هــو أكثر الأشخــاص تضــررا من "الحقــرة " و "الظلم " و "الفســاد" الذي أرتبط بالمحــاكم و مرافق القضــاء لعشــريــات كــاملة , هذه الأخيرة كانت آلــة جهنميــة في توطيد دعــائم الدولة الإستبداديــة , كـانت ماكنــة لتحــويل الآلاف من المواطنين الى ضحــايا تتلذذ بـها الســلطــة و خــاصة من المعارضين لإستمرار نمط الحكــم حينذاك..
عـمت مظــاهــر الحرق و التكسير أغلب مرافق الدولــة و لم تنجــو منها مرافق القضــاء التي تــم تأهيلهــا بعد الإنتفــاضــة بطــريقــة فجــة و أصبحت أداة للإنتقــام من الشباب الذين صبوا جــام غضبهــم عليــها دون إعتبــار لأبسط الحقــوق الإنسانيــة و تــحولت الى فضــاء جهنمي لكـل مواطن تســول نفسه أن يتحـرك في إتجــاه السلطة و معارضتها من خــلال إكتظــاظ شديد في السجــون و ممارســة التعذيب داخــل السجــون و حتى التواطؤ مع الأجهــزة الأمنيــة في السمــاح لــها بالتنكيل بالمعــارضين و على مرأى و مسمع منها ..
و عــلى رغــم مــا قيل عن إستقلالية القضــاء بعد دستور 96 و تفعيل لمبدأ الفصل بين السلطــات إلا أن هذا القضــاء لا يزال يدار و يسير بنفس الكيفية التي كــان عليهــا من قبــل , هذه المــرة رغم هــامش الديمقراطيــة التي يتمتع به المواطن الجزائري و بعض المزايــا التي يتمتع بها و إن كــنت مجــرد واجــهة لتزيين ملامح النظــام فإن الأمــر فيه كثير من المؤاخذات و السلبيات التي تطــال المتقاضين الذين يدخــلون في متــاهــات لا سبيل فيهــا للخــلاص , لأن الأمــر يتعــلق هذه المــرة بالفــســاد , بفســاد المحــاكم و الإستهتــار بحقــوق المتقــاضين و ذوي المصــلحــة , تطبق فيــهــا فقط شريعــة الغاب..أمثــلة كثيرة لا حصــر لهــا تمثــل عمــر القضــاء بكــامله . بعبــارة أخــرى أنه أحد الأجهــزة الظــلامية المسلطــة على العبــاد , فمن غيــر ممكن إستعادة حق أو حمــايته إذا لــم تكــن قــويــا بمــا يكفي ..فالقــوانين الموضــوعية و الإجــرائية لا يستفيد منــها ســوى الأقــويــاء و لصــالحهــم ..و الإلتجــاء الى القضــاء مضيعــة للوقت , و من الأفضــل و هذا مــافهمــه الرجل البسيط أنه يجب إقتضــاء الحق بنفــسه و بواسطته إمــا بالثــأر أو بوســائل بدائيــة و هذا هــو الإتجــاه الغــالب لغالبية الشعب , فإذا أرتكبت جــريمــة في حقه (المواطن) فــلا بد أن أن يعمــل على الإقتصــاص لنفسه بوســائله الخــاصة و هذا مــا يفســر إنتشــار الجــريمــة بشــكل واسع في كــل الأوســاط , و قد أخذ الأمــر أكثــر خــطــورة عندمــا يفرج على أخطــر المجرمين بشــكــل يسبب إستياء عــام لدى المجتـمع عــلاوة على العفــوالرئاسي في كــل منــاسبة و بالتــالي المجرمين لم يعودوا يأبهــون للعقــوبات الرمزيــة من القضــاء و خــاصة أولئك الذين لهــم نفــوذ واسع داخــل أروقــة المحــاكم .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوء اللحظات تلك...
- حديث عن الرجل المناسب..
- المناضل الفذ : في ذكرى هاشمي الشريف
- أزمة إنسانية في الأفق : الأشرفيون يموتون عطشا
- مغالطات التي تبناها و آمن بها و أستسلم لها الكثير
- أمورنا.. سمن على عسل !
- وقفة إكبار و إجلال في ذكرى- الحوار المتمدن -
- أمة محمد لا تقرأ
- هوت حين هوى الرئيس
- الثورة المصرية تأكل أبنائها
- التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى
- الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة
- أنقذوا سكان أشرف
- الدراسة ما بعد الأربعين
- صديقي الفرانكوفوني
- لماذا ينتحر شبابنا في البحر ؟
- التخلف كممارسة يومية
- الصلاة خير من النوم.
- كفاكم دعارة !!!
- صديق من زمن الحرب


المزيد.....




- سيارات أجرة تسلا الروبوتية تثير ردود فعل متباينة في أوستن.. ...
- الذكاء الاصطناعي لرصد المؤشرات البيولوجية للخلايا
- خامنئي يهدد أمريكا بدفع -ثمن باهظ- في حال شن هجوم آخر على بل ...
- فلسطينيو الضفة الغربية يتبرعون بالدم لفلسطيني غزة
- إيرانيون يشككون بدوام الهدنة مع إسرائيل ويترددون بالعودة لدي ...
- أزمة الحريديم تشتعل مجددا.. إنذار نتنياهو لإقرار قانون التجن ...
- رئيس الوزراء الإسباني يدعو إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرا ...
- استطلاع جديد في أميركا يثير قلقا بإسرائيل
- الرئيس الأوغندي يدعو للاعتراف بإسرائيل ويدافع عن تاريخها
- لهذه الأسباب إيران وأميركا تتفقان على مخاطر تطبيق واتساب على ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت