أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى














المزيد.....

التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 20:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


صعود الإسلاميين في معظم دول شمال إفريقيا : حزب العدالة و التنمية في المغرب , النهضة في تونس, ملامح تطبيق الشريعة في ليبيا و فوز الإخوان في مصـــر في انتخابات ما بعد مبارك جعلت كل الأنظــار تتجه نحو الجزائر كنظــام له تجربة مــريرة و مرهقة و حساسية شديدة تجـاه الإسلاميين . ما أصطلح عليه " العشرية السوداء " لا تزال ماثلة في الوعي السياسي للنخبة العسكــرية التي تحكــم البلاد منذ الاستقلال ولا تزال تشكـل الهاجس النخبوي خشية تكرر التجربة .. و مازالت تلقي ظلالهــا على الحياة السياسية و الحزبية و التشريعية , لا يخلو قانون من الإشــارة إلى العشرية السوداء و ما خلفته من دمــار شامل للبنية الاقتصادية و الاجتماعية و الارتفاع المذهل للضحايا و القتلى على مدار عشرة سنوات و أكثر .
تناولت الكثير من الصحف الفرانكفونية مشكلة النظام الجزائري مع الإسلاميين و التحول الإقليمي لصالح الإسلاميين و مستقبل التعامل مع الأنظمة الإسلامية المغاربية ؟ و إحدى الجرائد الإفريقية الناطقة بالفرنسية تكلمت بصراحة عن تضحيات الجزائريين التي ذهبت في أدراج الرياح ! و تقول في إحدى مقالاتها ..في حين تكبدت الجزائر ملايير الدولارات كخسائر اقتصادية و آلاف القتلى و المفقودين لأجــل محاربة الإسلاميين فضلا عن الدمار و الخراب المصاحب للحرب ..فإن الإسلاميين في تونس و المغرب صعدوا الى سدة الحكم بانتخابات ديمقراطية . الواقع أن المقال جانب فيه الصواب في أكثــر ما ذهب إليه فضلا عن روح التحريض التي تغلب على متون النص .
أولا: أن الجزائريين أخذوا على حين غرة بالخطــاب الإسلامي المتودد و الوعود الجميلة لإقامة دولة على أسس إسلامية لا مجال فيها للإقصاء و التهميش , و معاقبة الحزب الحاكم آنذاك الذي كان يمثل ذروة الفساد ,و بانتقال السلمي للسلطة . كل ذلك كانت أدبيات الخطاب المعتمد , في خضم المعركة الإنتخابية تشكــل جناحــها العسكري الموازي لجناحها الإيديولوجي الأصــولي , أصبحت تصــول و تجـول في كل الساحات و الميادين و المنابــر و بلهجات إستفزاز متعاظمة , كما أحكموا الطوق على كل المساجد و دور العبادة و بات من الصعب إبداء رأي ضدهم أو معارضتهم . قبل التوجــه الى الإقتراع كان الزهــو و الثقة بالنفس الشديدة تسيطــر عليهم إلى درجــة توجــيه تــهم خطيرة للنخب الوطنية و العلمية و الثقافية و الفنية و الإعلامية و أيضــا مؤسسات الدولة ( كمؤسسات و كأفراد) و الوعيد بالتصفية الجسدية و الانتقام و رأينا الإعتداءات المتكررة على بعض المواطنين أمام الملأ و ذلك بمباركة شخصيات الحزب الإسلامي !
ثانيــا : أن إختراق القوانين و العصيان المدني و المسيرات و الإعتصامات كانت السمة المميزة للحزب في كــل أطــواره , أصاب الشلــل الحياة الاقتصادية أمــا النشاط الإبداعي الثقافي و الإبداعي خــلال تلك الفتــرة أشبه بالفترة الستالينية و المثقفون ,فريق منهم فر بجلده و فريق آثر صمت خشية على نفسه . أصبحت الديمقراطية عندهــم كــفر و إلحاد و أصبح الحكــم الراشدي "الخلافة الرشيدية " هي المثل الأعلــى كنظـــام و نموذج لحكم إسلامي و بدأت أقلام من هنا و هناك في عمــلية بعث التراث الإسلامي و التذكير في مناقب الخلفاء و السلف الصالح و التعبئة السياسية و الإعلامية قل نظيرهــا في التاريخ .
هامش الحرية الكبير الذي كان يتمتع به الجزائريين منذ الاستقلال أوشــك أن يكون من الماضي و أصبح الخــطـر محدقا بكــل الشرائح الاجتماعية سيمــا أن حرية التعبير و الإختلاف مكفولة دستوريا في إطار دستور 1989 . الحيلة التي انطلت على أصحـابهــا أن صعــود الحزب الإسلامي كان في إطــار ديمقراطي و من تــم وجهوا مدافعهم للقيم الديمقراطية و الديمقراطية نفــسها , و كــم كانوا يسخرون و يتنذرون بهذه الكلمة !
ثالثا : التمــويل السعودي الوهــابي للحزب الإسلامي كانت القشة التي قسمت ظــهــر البعير بحيث أنكشفت النوايــا عن وجود قصــد لوضع الجزائر موضــع أفغاني كمضمون سني وإستلهـام شــكل الثوري للثورة الإسلامية في إيران .
رابعا : كان التأثير شاملا و مدمــرا عشية الانتخابات بدلا من مخــاطبة السلطة العسكرية و محــاورتــها و التفاوض مع القوى السياسية , راح في تحدي السلطة العســكرية و الطبقة السياسية تحديــا سافرا و مجابهتهـمـا في حلقات استفزازية إلى أقصى حد .
قــرر العسكــر توقيف المســار الإنتخــابي , و من هنا كانت الفصائل الإسلامية العسكرية معدة للعدة و دخــلت في حرب ضد كل الجزائريين : تفجيرات , مجــازر , تحطيم البنى التحتية , الخــطـف , إعدام الأمهات , قتل المدنيين , إنتهاك الأعراض , الإعتداء على الممتلكات , التصفيات الجسدية للفنانين و المثقفين و الإعلاميين ...و القائمة طويلة على مدار أكثر من 15 سنة و قد بلغ عدد الضحايا للمأساة الوطنية أكثر من مائتي ألف قتيل !
خلاصة القول , أن الحزب الإسلامي الجزائري , نشــر الدمــار في كل مكان و يختلف عن ما هو موجود في تونس و المغرب و مصــر و لا يمكن مقارنة هذه الأحــزاب ( النهضة و العدل و التنمية و الإخوان في مصر ) فهذه الأخيرة أمتهنت السياسة منذ عقــود و تنشط ضمن اللعبة السياسية الديمقراطية , أما عندنــا هو ذلك الطــوفان الجارف الذي أكــل الأخضر و اليابس و أساء الى الإسلام كديانة و أساء لكل الجزائيين ...و قد دفع الشعب ثمن غاليا.
في غمــرة الإنتشاء الإسلامي بالحكم في الأقطــار العربية بعد الفوز الإنتخــابي , لا أعتقـد أن التجربة الجزائرية تتكــرر أو أنها أستفادت من التجربة الجزائرية ,
فـــتضحيات الجزائريين لم تذهب سدى .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة
- أنقذوا سكان أشرف
- الدراسة ما بعد الأربعين
- صديقي الفرانكوفوني
- لماذا ينتحر شبابنا في البحر ؟
- التخلف كممارسة يومية
- الصلاة خير من النوم.
- كفاكم دعارة !!!
- صديق من زمن الحرب
- عن نشأة العنف في الجزائر ..
- الجلاد في آخر أيامه
- فرنسا : التهديد القادم
- الحنين الاستعماري
- صديقي الكومبارس
- المومس و الإصلاحات السياسية
- الولاء للوطن أم الولاء للأسرة ؟
- فرحتنا لم تكتمل..
- إسلامية المعرفة و عزف الألحان
- قراءة للنص المرجعي- للإسلامية المعرفة -
- في النموذج الأندلسي


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى