أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بن جبار محمد - صديقي الفرانكوفوني














المزيد.....

صديقي الفرانكوفوني


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3545 - 2011 / 11 / 13 - 21:02
المحور: سيرة ذاتية
    



لم أصدق و أنا أرى أمامي عمي الجيلالي الذي غادر الوظيفة منذ تزيد عن عشر سنوات بعدمــا أحيل على التقاعد , أنقطعت عني أخباره تماما رغم أنه يسكن في مدينة قريبة منا . ميزة هذا الرجل أنه فرانكفوني بامتياز يقرأ باستمرار و يطلع على آخــر الروايات التي صدرت حديثا مع بداية الدخول الأدبي في فرنسا و الدول الفرانكفونية , يتابع بدون انقطاع غير ممل لكل المستجدات الأدبية و الثقافية هنــاك لما يتمتع به من امتياز , أن أحد أبنائه هناك يرسل له دوريا كل الروايات التي يطلبهــا لهذا الكاتب أو ذاك , كما له عدة معارف شخصيات فرنسية يجودون عليه ببعض الكتب على سبيل الصداقة المتبادلة .
عمي الجيلالي الذي كان يشغل منصب عون مكتب منذ سنوات الستينيات إلى حين تقاعده أحتفظ بثقافته الفرانكفونية التي أكتسبهــا مع الفرنسيين قلبا و قالبا , شكلا و مضمونا قولا و سلوكــا , كنت عندما أجلس إليه و أستمع إليه أنتشي بالفرح والسعادة و الطمأنينة , حديثه شيق و صادق وجميل وشاعري و مقنع عندما يبدي رأيه بعفوية تحسب أنه يسبق زمانه بمراحــل .. كنت لا أمــل من الإستماع إليه و الحديث إليه في مختلف المواضيع . أتذكــر أنه كان سديد الرأي و المشورة و له طــريقة تحليل للمواقف و الظرفيات بشكل يثير إعجابي و إعجاب من يستمع إليه , و لا يثير أي حساسية تجاه دين أو عرق أو أصل ..يتكلم بعفوية و يبني وجهة نظره في الأمــور مثل يبني أحدنــا منزله على أسس صحيحة .
كان موظفا عاديا , كلما انتهى من رواية يطلب الأخـرى و هــو في تتابع زمني يراقب التحولات من حــوله إلى أن انتهت أيامه مع الوظيفة , رغــم أن الشيخوخة أضعفته و بلغ منه الوهــن ..إلا أنه داوم على القراءة و أحتفظ بجزء كبير من ذاكرته . ها هو اليوم يزورنا , و يعيدنا زمنيا الى عشرات السنين , بينما هو يتحدث كنت أراقب لباقته و حسن كلامه و رزانته وملامحه التي تعبــر عن حسن سجيته و صدقـه و صداقته الخالصة و ثقافته الواسعة . كان يروي لنــا تجربته ما بعد الستين .. كنت أحملق فيه جيدا حتى لا يفوتني من حركته شيئا , كان بحق عصفورا نادرا قل ما نجد نظيرا له في سمائنا التي تبهدلت بأشباه المثقفين الذين يصولون و يجولون في كل الميادين, من السياسة و الى أكثر الحقول المعرفية تخصصا ! و عندما تناقشهم تجدهــم يكركرون مرجعياتهم الدينية دون نقد و لا تمحيص و مشكلتهم أنهم يضعون آرائهم فوق كل إعتبار و مساءلة أما رصيدهم في القراءة لا يتعدى بعض الكتيبات الصفراء. أغلب كلامهم هو سب و شتم و تكفــير و عنجهية فارغة و رأي على شاكلة سمك لبن تمر هندي .
قبل أن يودعنا عمي الجيلالي , دفعني الفضول أن أسأله أي كتاب يقرأه اليوم ؟ قال لم أنته بعد من قراءة رواية " مائة صفحة بيضاء " و هي موجودة معي في السيارة . بينما هو يهم بالخروج , أنتابني إحساس أنه آخــر لقاء بعمي الجيلالي .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينتحر شبابنا في البحر ؟
- التخلف كممارسة يومية
- الصلاة خير من النوم.
- كفاكم دعارة !!!
- صديق من زمن الحرب
- عن نشأة العنف في الجزائر ..
- الجلاد في آخر أيامه
- فرنسا : التهديد القادم
- الحنين الاستعماري
- صديقي الكومبارس
- المومس و الإصلاحات السياسية
- الولاء للوطن أم الولاء للأسرة ؟
- فرحتنا لم تكتمل..
- إسلامية المعرفة و عزف الألحان
- قراءة للنص المرجعي- للإسلامية المعرفة -
- في النموذج الأندلسي
- النجاح : السير في دروب الفساد
- الشعب مهتم , الشعب غير مهتم
- لخبطة حقوقية


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بن جبار محمد - صديقي الفرانكوفوني