أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - النجاح : السير في دروب الفساد














المزيد.....

النجاح : السير في دروب الفساد


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 09:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


النجاح : السير في دروب الفساد

تضج المكتبات بمئات المؤلفات التي تضع قواعد الواجب إتباعها و الخطوات المستقيمة ربحا للوقت و الجهد و المال لكي تصل الى النجاح في الحياة و تحقيق الكثير من الرفاهية و الإستقلالية و الرغبات.. كتابات تنطلق تارة من توثيق العلاقات الإنسانية و تارة معرفة مكنونات النفس البشرية و تارة من قراءة الواقع و تارة من دافع المغامرة و التهور ...المؤلفون يحاولون إعطاء مصداقية لكتابتهم و هم يقدمون نصائحهم الى القراء بإلإستناد الى تجاربهم و تجارب غيرهم من الناجحين و معظمهم يسيق مقولة النجاح يجر النجاح فتعرف الى الناجحين يسهل عليك تحقيق النجاح -هذه الأخيرة لا ندري مدى صدقــها في بلدنــا- بل وكل تلك الوصفات المقدمة من مؤلفين أجانب و عرب و جزائريين ..لماذا ؟
إستقراء الواقع الجزائريمن خلال مكوناته السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية يوحي لنا أن كلمة النجاح تحتاج الى إعادة تفسيرهــا و تشريحها و تنزيلها على النموذج الجزائري ..إذا كانت كلمة النجاح تعني الوصول الى المكان أكثر إشراقا في هذا العالم بتحدي الصعاب و العراقيل التي تصادفك في الطريق و تجتازهـا سليما و تصل الى منصة التتويج بشرف وكرامة و مصحوبة بهتافات الإعجاب أو بدونها . فإن النجاح في الجزائر ليس كذلك ؟ و لا داعي لقراءة تلك الكتب التي تقدم لك الوصفات السحرية لأن مفعولها غير مؤكد .
هناك تقاليد راسخة في المجتمع يعرفها كل فرد فينا أنه لا يمكن أن تنطلق في مسارك الفني أو التجاري أو العلمي أو الرياضي إذا لم يكن هناك قــوة تحتضنك و يد عليا تباركك في مسارك و تستظل بــها و تستعين بــها و ترعااك..
إذا رأيت مؤسسة ما ناجحة و تدر الملايين و خزائنها ممتلئة و تنشط بشكل كبير فأعلم أن هذه المؤسسة من ورائهــا جماعة أو عصابة أو سلطة بكل تدرجاتها و متاهاتها و هي البقرة الحلوب المدللة التي ترعى حيث شاءت و متى شاءت دون يحدها سور او سياج أو مانع او كما يقول الناس العاديين عندنا (من أصحاب الفوق ) و يشير بسبابته الى الأعلى ..
إذا رأيت جريدة ناجحة و واسعة الإنتشار و تطبع الالاف النسخ و تستأثر بحصة الأسد من الإشهار فأعلم أن وراءها جنــرال قابع في الظل يهش عليها التحرشات من أقرانه من هنا و هناك دفعا للنص نص ..
إذا رأيت محاميا ناجحا و مشهورا و كلمته لا تصل الى الأرض فأعلم أنه له علاقات مشبوهة مع القضاة الواقفين منهم و الجالسين وهو غارق في الفساد الى دقنه و رائحته العفنة تمتد الى الآفاق ..يلتجئ اليه أصحاب المصالح فيحسم نزاعاتهم في أول جلسة .
و هناك آلاف الأمثلة مشابهة في المضمون و تختلف من حيث الشكل فقط ..
إذا أردت أن تنجح في الجزائر يجب أن تدفــع , لا يهم موهبتك أو جهدك أو عيونك ..تدفع لسدنة و حراس الهيكل على مختلف مستوياتهم و أن تحوز رضاهم و تقدم القرابين لهم و أن تمــر على القنوات أو الدروب التي تحددها قوانينهم و حصصهم و إياك أن تستثير أحدهم فأنك لاتصل إلى غايتك و منتهاك و لن تر خط النهاية مهما حاولت و لن تتذوق طعم النجاح أبدا .
كل شيء يخضع للقوى الخفية , تعيين الوزراء ’ تعيين نواب الشعب , أعضاء المجالس المنتخبة , المدراء التنفيذيين , القضاة ,مدراء الوكالات , المجلس الدستوري , الولاة , مدراء الجامعات و مدراء الإذاعات الوطنية , التلفزيون , الجمارك ...,القائمة طويلة غير متناهية ..
خاتمة القول أن النجاح (عندنا) كلمة مطاطة لا تنطبق عليها المقولات الشائعة و الدارجة يمكن تفسيرها على أنها سيــر في دروب الفساد



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب مهتم , الشعب غير مهتم
- لخبطة حقوقية


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - النجاح : السير في دروب الفساد