أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - صديقي الكومبارس














المزيد.....

صديقي الكومبارس


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 08:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



كتبت قبل سنوات رسالة , نصيحة لشاب موهوب موفور الطاقة و الحماسة يهوى الكتابة و يمارس التهـور , كتبت له مذكـرا إياه أن كتابة فعل حضاري و موقف إيجابي من الحياة و طقس من الطقوس الحب لبني البشر ونظرة مغايرة لما درج عليه الناس في تناول الأمور من زواياها الضيقة , الكتابة فسحة للحرية و تجاوز العادي و البديهي و قفزة في الظلام لتنير الأمكنة المتوغلة في حالك السواد. الكتابة شجاعة أدبية و رأي مستنير بدعامات فلسفية و خلفية إنسانية أو مؤنسنة , الكتابة لحظة وعي بالزمن و المصير الإنساني, الكتابة سلطة الروح و العقل , الكتابة هي أن تحيا بكرامة و شــرف , كتــابة إلتزام بالقضايا النبيلة ..
كنت قد أفردت لصديقي رسالة مطولة نسيت مقاطع كبيرة منــها بعدما رأيت كيف أن صديقي أنحرف في بداية مشواره الإبداعي بعد محاولات (الآخرين) لتدجينه و كسر شوكة قلمه و إهدار طاقته و موهبته في تفاهات لا قبل له بمقاومتها , أغدقوا عليه المدح و الثناء بمناسبة و غير مناسبة و سلموا له جوائز لا يستحقهــا و قلدوه مناصب وظيفية في الحكومة .
أصبح تسري عليه قوانين الوظيفة , يلتزم بوقت الدخول و الخروج و يكتب ما يرضي (الآخرين) و يلتزم بواجب الاحترام لرؤساءه الأغبياء و البليدين و يقدم تقاريره اليومية و الشهرية و يتم تنقيط مردوده حسب ما يكتبه عن مسؤوليه في تنقلاتهم اليومية لتدشين المشاريع و عقد الجلسات و محاضر الإجتماعات ...الخ
رغــم ذلك فصديقنا لا يزال يحتفظ بملامح موهبته وبقايا نظرته الأصيلة للأمور إلا أنه لا يحس أنه في أفضل أحواله , جرأته عرفت بعض التلكؤ و معينه الروحي بدأ ينضب فتملكه السأم و الملل و التذمــر .
مستقبله الوظيفي أرتبط بما يجوده قلمه من أنواع التملق و ضرب أصناف الشيتة للنظام و مدح القصــر وزبانيته و تنظيف واجهاتهم النتنة كما عهد إليه برفع قمامتهم و أخطائهم السوداوية و تبييض وجوههم أمام الملأ و الرد على معارضي السلطة بكل ما أوتي من قوة البيان و الأسلوب و الإقناع و قد دفع بأغلبهم الى الجحيم .
صديقي.. أصبح الكلب المدلل للقــصر يؤتمــر بأمر السلطة و ينفذ المهام القذرة بامتياز منقطع النظير . أمام دهشتي كان يزداد إنحناءا و خنوعــا وطأطأة و طاعة و عندما حدثته عن نفسه أنه ليس ذلك الإنسان المتمرد..لم يكن له الوقت حتى في تأمل وضعه الجديد , بدا كمهلوس لا يهمه سوى خدمة هؤلاء الذي وضع عنقه بين يديهم يفعلون به ما يشاؤون .. قلت أننا خسرناك ككاتب فذ و قلم مبدع , لم يفهم كلماتي و أنصرف بقلبه و عقله عني ..عرفت أنه أتخذ لنفسه دينا جديدا و آلهة جديدة يدين بديانتهــا و يقدم القرابين لها بل و يحميها كل من يقترب منهــا أو يحاول النيل منها بكل ضراوة و تشنج و عصبية .. قال لي بعد ذلك أنهم أولياء نعمتي ..لم أعلق على ذلك , أيقنت أن صديقي قد صدرمنه ما يؤكد موته الدماغي و الإخلاقي.. و أستمــر تعامله مع كل الوجوه السلطوية التي مرت بنفس كفاءة خدمة النظام و لم يرف له جــفن .
و هكذا خسرت صديقا عزيزا و ألتهمت قروش السلطة ضميره و خربت عقله و دمرته فأستحال الى عبد من عبيد السلطة يهش عليها من تحرشات المعارضين و يكيل لها الشتائم ويترصدها في كل زاوية من زوايا بلده و أصبح يحترف الوشاية و الأعمال الوضيعة و الدنيئة ..
يكتب في المجلات و الجرائد و مواقع الألكترونية عن مزايا نظام الحكم في بلده و يثني عن هذا و ذاك و يختلق الأكاذيب لتبرير جرائم السلطة في بلده بكل وقاحة و فجــور ... و لا أعرف كيف ينتهي به الأمر غدا عندما يواجه حقيقة أمره و أمام ضميره و أمام التاريخ أيضا و لكن المؤكد سيفضي لي بحديث :كيف أكلوا كبده .
ما يخفى عليه أن السلطة تستغل جهده و قلمه و عقله و شبابه , و عندما يستهلك تماما يرمي خارج دوائر السلطة , يلفظ كما تلفظ نواة التمر .
خسرت صديقي كما خسرنا العشرات منهم ألتهمتهم الآلة السلطوية و حولتهم إلى عبيد و أقنان يعيشون على فتات موائد أسيادهم و بعض المزايا الآنية .

تنويه : رسالتي الى الذين يكتبون بإيعاز من القصر و لا يرون إلا تراه السلطة و يؤتمرون بأمرهــا هم مجرد كومبارس يحملون قذرات أسيادهم و لا يستحقون كلمة ثناء في غيابهم .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المومس و الإصلاحات السياسية
- الولاء للوطن أم الولاء للأسرة ؟
- فرحتنا لم تكتمل..
- إسلامية المعرفة و عزف الألحان
- قراءة للنص المرجعي- للإسلامية المعرفة -
- في النموذج الأندلسي
- النجاح : السير في دروب الفساد
- الشعب مهتم , الشعب غير مهتم
- لخبطة حقوقية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - صديقي الكومبارس