أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - تغيير من الوسط














المزيد.....

تغيير من الوسط


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما كان البعض يراهن على أن التغيير ــ إن قام ــ سيقوم من الجنوب والحاضنة معان أو الكرك ، ومنذ بدايات الحراك كان للجنوب السبق والمطالبة بالإصلاحات ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مطالب الحراك مطلبية محددة السقف ، لا تعدو عن مطالب اقتصادية إصلاحية .
وإن كان الزخم بأعداد المشاركين في الحراكات كبيرا إلا أنه كان بإمكان الحكومة التعامل مع الحالة الراهنة ــ أنذاك ــ كما هي ومعالجة الكثير من المشكلات المطلبية .
إلا أن تعامل الضد من قبل الحكومة خلق نوعا من العداء الظاهر ونوعا من التحدي العلني لما تمثله الحكومة ، مما اعطى فرصة لظهور الحالة النوعية في الحراك والتي قامت بالتأثير على الحراك باتجاه منظم .
الحكومة قامت ــ من خلال تصرفاتها ــ بنقل الحراك وسقوفه المتزايدة إلى مناطق أخرى من المملكة وتمركزه في العاصمة ( عمان ) .
عندما تلجأ الحكومة لسياسة القمع والاعتقال فإن حركة الاعتصامات والاحتجاجات والمسيرات ستنتقل وتتركز في العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وكف يد الاجهزة الامنية ، وهكذا غدت العاصمة مسرحا للحراكات ومسرحا لهتافات بلا سقوف وبكل الألوان ،وقد تم تشكيل عدة تيارات وتجمعات وحراكات تحت مختلف التسميات ،
والحكومة ــ ممثلا للنظام ــ ما زالت تتعامل مع الشارع معاملة الضد والعدو والتسويف والمماطلة والقمع والاعتقال ، وبدل أن تلجأ الحكومة لخيار الحوار ـ الذي طالبت به الجماهير ــ لجأت لخيار العنف والاعتقال ، وهنا كان المقتل من خلال بروز ظاهرة العداء بين معسكر الحكومة وما تمثله ومعسكر الشارع وما يمثله أيضا ، وأدرك بعض ممن كانوا محسوبين على الحكومة ان عليهم التماهي مع الشارع وبغض النظر إن كان هذا باختيارهم أم بإيعاز من الحكومة .
وعلينا أن لا ننكر ان أن الشارع قد اكتسب ــ ظاهريا ــ مجموعات سجلت حضورها بامتياز ونتج عن ذلك حراك من نوع أخر وهو الحراك ( المعلوماتي ) الذي كان فيما مضى في دائرة السرية ، وتم تداول لمعلومات الفساد والسرقة وتم معرفة أسماء وتكشفت خيوط اكثر تشعبا وامتدادا نحو رأس الفساد ، وأصبحت المعلومة في الشارع بين يدي كل فئات وشرائح المجتمع الأردني ، وككل مرة أهملت الحكومة كل الخيارات لفتح صفحة جديدة وبدء التعامل مع الشارع بمصداقية ــ ولأنها تفنقد للمصداقية ــ وقفت عاجزة أمام الواقع الذي فرض نفسه على الشارع ، ولم يعد في جعبة الحكومة ما كان بجعبتها ، الخيار الوحيد هو سياسة القمع والاعتقال والتعامل مع الضد ، وافتعال أزمات ومسرحيات ظنا منها أنها ستشغل الشارع بقضايا ثانوية هامشية وتشتت أنظار الشارع إلى حوادث أخرى ، وأيضا لتخويف الشارع من القادم الذي ينتظر الساحة الأردنية وللقضاء على أي فكرة قد تتبلور في أذهان الناس عن ضرورة التغير الجذري للنظام .
إن انتقال نوع وكم الحراكات والاعتصامات من مناطق المملكة ــ وإن كانت متفرقة ــ إلى العاصمة ( عمان ) هو دليل على أن القادم لن يكون بصالح الحكومة ولا النظام وإن هذا الانتقال فرض وجوده من خلال نشر منظومة من الافكار السلبية حول النظام وانتشرت بشكل افقي لتطال كل المناطق المجاورة للعاصمة ( مناطق الوسط ) ولا يخفى على أحد التشكيلة الديمغرافية في بعض المناطق المحيطة بالعاصمة .
شرائح أخرة من مكونات النسيج الأردني بدأت تستوعب أنها لن تكون بمعزل عن الحراك ، وإن لم تكن متواجده فيه ظاهريا إلا انها كثيرا ما تتفق حول شعاراتها ،وإن عاجلا أم آجلا سكيون بمقدورهم ان يحددوا خياراتهم ، وفي داخلهم ما زالو يحملون ذات الهم وذات القهر وذات المأساة التي تحيط بالشعب الأردني ككل .

عمر قاسم اسعد



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممنوع
- أقانيم تتصارع
- قراءة في الحراك الأردني
- مجتمع الفساد
- من سيسقط النظام ؟؟؟
- ثورة الفقراء
- حكومة أزمات
- وانتصر المعلم
- الدوار الرابع ( دوار المعلمين )
- لترحل حكومة لا تحترم معلميها
- إلى من هم على طريق الموت ( إلى مناضلي أشرف )
- فكرة في دائرة الخطر
- ستة أيام للحكومة
- الإصلاح الرياضي
- طبلة وزميرة
- حلم إنسان ميت
- لماذا لا يموت الدكتاتور ؟!
- لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟
- هل وصلنا إلى الفساد الرياضي ؟؟؟
- تنابل السلطان


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - تغيير من الوسط