أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - أقانيم تتصارع














المزيد.....

أقانيم تتصارع


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3806 - 2012 / 8 / 1 - 08:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أقانيم تتصارع
الإنسان هو وحدة واحدة بكل مكوناته المادية والوجدانية والعقلية والروحية وعلى الأخرين التعامل معه من خلال هذه الوحدة .
جسد الإنسان هو ما يضفي عليه الشكل ويحدد ملامحه العامة والخاصة .
والعقل هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات وهو الميزان الذي نزن به الشخص .
والروح هو ذاك الشئ الذي من خلاله نحيا ونستشعر أننا احياء بكل معاني الحياة الحقيقية .
الوجدان وهو ما يتعلق بمنظومة من الاحاسيس والمشاعر لتفاعل الشخص مع غيره وإكسابه صفة الانسانية .
والضمير هو المراقب لمكنونات النفس البشرية .
كل أقنوم مستقل بذاته يتصرف بمعزل عن باقي الاقانيم الأخرى ولكن لا بد من وجود رابط خفي بين أقنوم وأخر أو بين أقنوم ومجموعة أقانيم ، وفي لحظة ما تتحد هذه الأقانيم لتشكل الانسان كوحدة واحدة ــ وهذا من النادر حدوثه ــ .
أقنوم الجسد في الغالب يشكل الطابع المميز وله معظم السيطرة على الشخص ويتجلى ذلك في كثير من محطات حياته الغرائزية ، الجسد هو من يمتلك الغرائز وهو الذي يخضع باقي الاقانيم لسيطرته ، الطعام والشراب والمسكن واللباس ... الخ حاجات ضرورية وملحة للجسد وتنم عن أنانية فردية مطلقة لذات الشخص .
اقنوم العقل وهو الذي يميز الشخص عن الآخرين من خلال استعمال هذا العقل في حل كثير من المشاكل التي تعترضه ولكن العقل في النهاية يخضع للتجربة الخاصة أكثر مما يخضع للقياس على تجارب الأخرين ، للعقل سلطة ولكنها لا تظهر إلا من خلال مواقف ملموسة وتجارب شخصية .
الروح الأقنوم الذي نسعى دائما لإيجاده ، نسعى لامتلاكه داخلنا ، رغم أن الروح هي السر الرباني الذي اودعه الله فينا ـ وهي ملكا له ـ إلا أننا نبحث عن ألروح التائهة الهائمة ونادرا ما نجدها وهي بداخلنا ، وإن وجدناها سرعان ما نفقدها .
الوجدان ومنظومة الأحاسيس التي تجعلنا مميزين في تعاملنا مع كثير من المواقف الإنسانية ، وكم نفتقد أيضا لإبراز هذا الاقنوم ، وكم نتوق أن نعيش من خلال هذه المنظومة التي تحدد ملامح إنسانيتنا وطريقة تقبلنا لذواتنا وللأخرين من حولنا ولهذا لا نستطيع تحقيق الحد الأدنى من السكينة .
عندما نشاهد زهرة في حديقة ، سرعان ما تكون السلطة للجسد الذي يحد من نشاط باقي الاقانيم ، وكثيرا ما نمد أيدينا لقطف الزهرة ، نحتفظ بها قليلا أو نهديها لشخص أخر ، تذبل الزهرة ونرميها ، هي الغريزة الانانية وحب التملك لكل شئ جميل ونحرم الاخرين من حق التمتع بهذا الجمال ،
وفي نفس الموقف ربما نقترب من الزهرة ، نشتم رائحتها بعمق ونتفاعل معها كصورة جمالية ويبقى عبقها في وجداننا وبهذا تم إخضاع باقي الاقانيم من قبل منظومة المشاعر
وهنا يتدخل العقل بفكرة سريعة ان الزهرة ليست ملكا خالصا لذات شخص بل هي ملكا لكل من يقدر الجمال وهذا يساعد منظومة الاحاسيس والمشاعر ويدعمها للاستمرارية على ذات النهج . وفي نفس المثال ربما نقترب من الزهرة ونخاطبها روحيا نتوحد معها ونضفي عليها صفة الانسانية وهذا أبعد ما يكون وربما يكون نتيجة صراع ذاتي لعل ذات الشخص يحقق نوعا من الحب والعشق لكائن أخر بمعزل عن أهداف أخرى .
ثم يأتي الضمير وهنا يكون حضوره آني في نفس اللحظة والموقف وربما يكون حضوره بعد اجراء الموقف ، والضمير نادرا ما يستعمله الانسان إلا بعد اتخاذ قرارات ، الضمير يأتي في لحظة خاطفة ليؤنب ذات الشخص حول فعل معين ، الضمير يحاسب ذات الشخص كوحدة متكاملة ، يؤنبه إذا قطف الزهرة ويؤنب أنانيته حتى وإن تفاعل معه الشخص كوحدة سرعان ما يزول هذا التفاعل بعد ان ينتهي مفعول الضمير


عمر قاسم اسعد



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الحراك الأردني
- مجتمع الفساد
- من سيسقط النظام ؟؟؟
- ثورة الفقراء
- حكومة أزمات
- وانتصر المعلم
- الدوار الرابع ( دوار المعلمين )
- لترحل حكومة لا تحترم معلميها
- إلى من هم على طريق الموت ( إلى مناضلي أشرف )
- فكرة في دائرة الخطر
- ستة أيام للحكومة
- الإصلاح الرياضي
- طبلة وزميرة
- حلم إنسان ميت
- لماذا لا يموت الدكتاتور ؟!
- لماذا الرغيف العربي مدور ؟؟؟
- هل وصلنا إلى الفساد الرياضي ؟؟؟
- تنابل السلطان
- هل ستكون من الجنوب ؟؟ ( تحية إلى الكرك )
- المعارضة الأردنية في الخارج / وإسقاط النظام


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قاسم أسعد - أقانيم تتصارع