أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عائشة ج1















المزيد.....

عائشة ج1


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 13:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ زمن طويل وأنا أفكر بالكتابة حول رجالات ونساء عصر الإسلام الأول، عصر النبوة، عصر الصحابة، ليس لقلة ما كتب حوله، لا أبداً، ولكن لتحيز أكثر الكتاب، فأما أن يكون مادحاً لتلك الشخصية أو هذه حباً فيها وتقديساً لها، وأما أن يكون ذاماً لها ومشهراً بها لأسباب كره تلك الشخصية من قبل الكاتب.
فمثلاً السنة بالعموم وعلى اختلاف مذاهبهم يحبون عائشة زوجة النبي، ويعطونها مكانة عالية جداً لم تصل اليها أي من زوجات النبي الأخر، بينما الشيعة بالعموم يكرهونها لأسباب عدة، أولها حربها يوم الجمل ضد علي، حتى وصل بالبعض بتكفيرها وإدخالها جهنم.
وبالنسبة لي سأحاول أن أكون حيادياً قدر الإمكان، لا أقوم بتمجيدها كما يفعل السنة، ولا بسبها كما يفعل بعض الشيعة، بل سأحاول أن أنقل لكم النصوص التاريخية أو ما كتب عنها قديماً وحديثاً كما هي، دون أي تدخل مني، وبعدها سيكون هناك نقاش حول ما قيل ويقال بتلك الكتب، وطبعاً سنجد ما يعزز مكانة عائشة، وكذا ما يطعن بمكانتها وقدسيتها، ويظهرها أنها امرأة كأي من النساء، تحب وتغار، تخطأ وتصيب.
لا أبغي من هذه السلسلة البحثية تشويه صورة عائشة، أو تلميعها، قدر هي نقل وتصور ونظرة من شخص يعيش في القرن الحادي والعشرين لامرأة عاشت في القرن السابع الميلادي، الأول الهجري، مع ملاحظة كم التناقضات الثقافية والفكرية والمعرفية بين العصرين.
فهي عاشت في عصر البداوة الفكرية والمعرفية بالكامل، ونحن نعيش عصر التكنلوجيا والفضاء والذرة، هي عاشت عصر الجواري والعبيد والأسارى وقطع الرقاب، ونحن نعيش عصر حقوق الإنسان والحيوان، فوجب وضع هذه الفروق بالحسبان، حتى نعطي الأحداث وشخصياتها حقها في القرار الذي وجدته صحيحاً بزمانه، ونجده قمة في التخلف في زماننا.
وهذا يبرز لنا بشرية الأفعال لكل الشخصيات المقدسة، حيث لو كانت هذه الأفعال نابعة عن الإله، ومنزلة لتلك الشخصيات، فأكيد أن هذا الإله يعلم بما سيحصل مستقبلاً من تقدم، على كافة الصعد، وأهمها الفكرية والمجتمعية، وبذا كان من الضروري أن يعلم شخصياته التي يريد لها القداسة، أن تكون من الحكمة في الفعل والتصرف بحيث لا تتعرض للنقد مستقبلاً.
مشكلة عصرنا أن هذه الشخصيات التي تعتبر مقدسة عند كثير من المسلمين على غالبية مذاهبهم، ومن لم يكن مقدساً عند مذهب معين، لا يعني بالضرورة كذلك عند مذهب آخر، كما هو حال عائشة مثلاً، او معاوية، لا يسمح بنقدها أو تمحيص فعلها، كما أنها أصبحت قدوة في الفعل لدى كثرة من الناس، ولو كان الأمر لا يتعدى ذاك لكان خيراً، ولكن نشأت معارك، وقتل وذبح وسجن أناس كثر بسبب كلمة ضد هذه الشخصية أو تلك، خاصة من قبل السنة ضد الشيعة، لأن أكثرية السنة تعتبر رجال ونساء العصر الأول، أو بما يسمون صحابة، لا يخطئون، وكل فعل قاموا به محمود، وغير مكروه أو منبوذ، وهذا معناه أن تلك الشخصيات ما زال لها أثر وتأثير في حياتنا اليومية، حيث ما زال الخلاف على أشده بين السنة والشيعة، من محب لشخصية بذاتها، لكاره لنفس الشخصية.
لذا فأني سأحاول القاء الضوء على أكثر الجوانب السلبية للشخصية، مع ذكر بعض وليس كل الإيجابيات، وذلك للتركيز على أن لا قداسة لأي بشر، ما دام يخطأ ويصيب.
و أخيراً وبما أني ليبرالي التفكير، فأني لن أضيف أي قداسة كما قلت على أي شخصية تاريخية كانت، ولن ألحق أمام أسماء تلك الشخصيات أي ملحقات، من مثل رضي الله عنه، او عليه السلام، او صلى الله عليه وسلم.
وهذا ليس انتقاصاً من تلك الشخصيات، أو عدم احترام لها، او عدم احترام للمسلمين الذين يقدسونها، ولكن كي لا أثير زوبعة بأني مع تلك الشخصية أو ضدها، هذا أولاً، وثانياً لأني لا أؤمن بالقداسة التي يؤمن بها أغلب المسلمين، حيث عندي أن البشر سواسية، ومن قام بعمل خير يحسب أن يلقى جزاءه عند ربه، فلا ينتظر مني تقديساً لعمله في كل مرة أذكر بها اسمه.
لذا ستكون جميع الأسماء المذكورة دون أي لواحق تقديسية تلحقها، حتى لو كان نبياً أو ملكاً.
وطبعاً سيكون هناك عروج في يوم ما على موضوعة القداسة تلك، وكيف أن الإسلام أسس للطبقية المجتمعية وعززها بدل أن يمحها.
قبل أن نتحدث عن شخصيتنا وجب التأكيد على فقرة مهمة، وهي أن ما نذكره أو نكتبه لا يعتبر هو الحقيقة كاملة، ولكن هو ما عرفناه عن تلك الشخصية مما كتب عنها، سابقاً وحديثاً، وهو بالضرورة لا يعني بالضبط ما حدث بتلك الأيام الخوالي، ولكن ما نقل لنا عن تلك الأيام والشخصيات، وبذا يصعب التفريق أن الناقل قد أدخل شيئاً من عنده، بالإضافة أو النقصان، كي يصل بنا لنتيجة هو باغيها، لذا فأني لا أستطيع الجزم تماماً أن هذا ما حدث بالضبط، ولكنه الأقرب لما حدث حسب معرفتنا الحالية، أي أن للموضوع نسبية، خاضعة للمكان والزمان، وشخصية الكاتب التاريخي.
نعود لموضوع مقالتنا هذا اليوم لنتحدث عن شخصية محورية مهمة جداً، وهي عائشة، هذه المرأة القوية التي شغلت قلب النبي بجمالها ودلعها، والتي شغلت عصر النبوة بمقالبها، والتي شغلت عصر الخلفاء بتحريضها وحروبها، فمن هي عائشة ؟!!
هي عائشة بنت أبي بكر، أول خليفة بعد النبي محمد، وأسمه الكامل، عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر زوجة أبي بكر، حيث ان أمها كانت متزوجة من رجل آخر قبل أبي بكر، وهو عبدالله بن حارث الأزدي، صاحب أبي بكر قبل الإسلام، وبعد أن توفي عبدالله بن حارث، تزوجها أبو بكر، وولدت له اثنان فقط، عبد الرحمن، ثم عائشة.
ولدت عائشة في السنة الرابعة بعد البعثة النبوية في مكة، أي ولدت وعمر محمد 44 سنة، أي أن فرق العمر بينهما هو 44 سنة، وهذا مهم جداً لنعرف مدى تأثير هذا الفرق بالعمر على العلاقة بين الشخصيتين، محمد وعائشة.
وتزوجها النبي في مكة وعمرها 6 سنوات في السنة العاشرة للبعثة النبوية، أي قبل 3 سنوات من الهجرة.
ودخل بها في المدينة بعد الهجرة بفترة قليلة، أي في السنة الأولى الهجرية، وعمرها 9 سنوات، وهي ثالث زوجة يدخل بها النبي، بعد خديجة كزوجة أولى وحيدة، ثم بعد وفاتها خطب سؤدة بنت زمعة وعائشة في نفس الوقت تقريباً، ولكنه دخل على سؤدة مباشرة، وتأخر دخوله على عائشة 3 سنوات.
توفي النبي في سنة 11 هجرية، أي أنها عاشت معه 10 سنوات، وكان عمرها بين 18 و19 سنة حين وفاته، أي أنها أصبحت أرملة وهي في عز شبابها وأنوثتها، وهذا مهم جداً لنعرف مدى هذا التأثير النفسي على فتاة شابة ترملت، ونتائج هذا التأثير بالتصرفات والأفعال القادمة في حياتها.



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج56 والأخير
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج55
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج54
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج52
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج50
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج49
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج48
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج47
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج46
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج45
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج44
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج43
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج42
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج41
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج40
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج39
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج38
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج37


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عائشة ج1