عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج47

محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الباحث : لماذا يختار الله ناس خاصين هم الأنبياء .. يطلعهم على الحقائق الإلهية .. ويترك باقي الناس في صراع الشك المدمر ؟!!
المؤمن : يا بني .. لا توجد خصوصية أبداً عند الرب لأحد .. فباب معرفة الحقائق الإلهية مفتوح امام كل الناس بدون استثناء .. فقط على الإنسان أن يسعى ويجاهد نفسه .. عليه أن ينظف باطنه من قاذورات الأخلاق الفاسدة .. ثم يتجه الى الله بقلب طاهر نقي ...
فاذا وهبه الله الإيمان .. انكشفت له كل حقائق الوجود .. وصار ولياً من أولياء الله .. أو قديساً حقيقياً .. وهذا متاح لجميع الناس .. بغض النظر عن الانتماء أو الدين ...
الباحث : فما هذا التناقض الواضح بين الاكتشافات العلمية وما يذكره الانبياء في كتبهم السماوية ؟!!
المؤمن : نظريات العلم الحديث في تغير مستمر .. وكل أهل زمان يصرون على مصداقية ما توصلوا اليه من اكتشافات .. معتبريها علماً .. ثم بعد سنوات تتغير تلك النظريات باكتشافات أحدث .. فعن أي اكتشافات علمية تتحدث .. وهم يقولون أن الحقائق نسبية .. ولا توجد حقيقة قطعية في هذا العالم ..
لا يوجد أي تناقض بين كتب السماء والعلوم القطعية .. أما مع العلوم النسبية كما يقولون .. فنعم .. لأنها كل يوم في تغير مستمر ...
الباحث : لماذا لم يذكر الله في كتبه السماوية حقائق علوم التكنولوجيا القطعية الثابتة .. و هو العالم بكل شيء كما تدعي تلك الكتب ؟!!
المؤمن : مهمة الكتب السماوية ايصال الإنسان الى كماله الروحي .. فاذا وصل الإنسان اكتشف بنفسه جميع حقائق الأشياء .. وليس من مهمة كتب السماء الكشف عن التكنولوجيا .. لأن هذه العلوم تدمر أكثر مما تبني .. فالرب خلق الطبيعة كاملة .. يستطيع الإنسان أن يعيش فيها عيشاً سعيداً .. أما الناس فطلبوا اختراعات كثيرة لأجل الراحة والربح المادي .. فخرب الإنسان الطبيعة .. و أنت ترى اليوم ما سببته التكنولوجيا من دمار للبيئة .. وما جرته على الطبيعة والإنسان من ويلات .. ولو أن الإنسان عمر الطبيعة بما يتلاءم وطبيعتها التي خلقها الله .. لما حدث كل هذا الدمار الذي تراه اليوم .. فلا يمكن أن يظهر الله في الكتب السماوية علوم التكنولوجيا .. لأن لها جوانب سيئة كثيرة لا تحصى .. فلن يساعد الله في دمار الانسان ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : هل انتهت اشكالاتك يا بني ؟!!
الباحث : الاشكالات الوجودية والاشكالات على الكتب السماوية لن تنتهي .. ولكنك يا عم ذكرت كلام كثير عن العوالم الأولى و أشياء غيبية ليس عليها دليل .. وعندما كنت أطالبك بالدليل على ما تقول .. تعدني أن تعطيني الدليل مستقبلاً .. ولكني الآن أريد الدليل الكامل ثم نعود الى باقي الاشكالات ...
المؤمن : لماذا لا تستمر في اشكالاتك ثم أعطيك الدليل ؟
الباحث : لأنه سيكون كلام من غير معنى يا عم .. فأنت تتحدث عن أمور غيبية .. قد تصدق .. وقد تكذب .. فكيف لي الثقة بما تقول ؟!!
أريد الدليل الذي وعدتني به أولا .. كي أثق بما تقول .. ثم نكمل باقي الإشكالات الوجودية وما يخص الكتب السماوية ...
المؤمن : نعم يا بني .. تريد أن تثق في كلامي ...
صح ...
سأعطيك الدليل ...

نقلها لكم
محمد الحداد
21. 07. 2012

#محمد_الحداد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل