عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج39

محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الباحث : أسألك في الموضوع السابق يا عم ...
المؤمن : نعم يا بني ...
الباحث : هل أنت تنفي الصفات الحسنى عن الرب وتنسبها للإنسان ؟!!
المؤمن : لا أبداً .. الصفات ثابتة للرب على نحو الاطلاق .. يعني مطلقة بلا حدود .. جعلت للإنسان كهبة على نحو المحدودية .. الانسان الآن يحوي الصفات بالقوة ولن تتحول الى الفعلية الا عند تمامه وكماله ..
الباحث : لماذا خلق الله الشيطان وهو يعلم انه سيضل الناس ؟!!
لماذا سمح الله للشيطان أن يضل الناس عن الهداية ؟!!
هو الذي سمح له أن يغوي الانسان .. ثم يعود الله بعد ذلك ويعاقب الانسان في نار جهنم .. هل هذا عدل يا عم ؟!!
المؤمن : هذا الموضوع هام فعلاً وهو يحتاج مقدمات لغرض فهمه .. نسأل سؤال .. هل أصل الخطيئة ذاتي للإنسان أم جعلت من الرب .. بمعنى أن الرب عندما خلق الانسان في الحضرة .. خلق عيوبه معه .. أم أن العيوب كانت اصلاً موجودة في الانسان قبل ان يخلقه الرب كوناً كاملاً ؟!!
والجواب هو أن العيوب كانت موجودة في الانسان قبل ان يخلق في الحضرة ...
الباحث : و أين كان الانسان قبل الحضرة وخلقه كوناً كاملاً ؟!!
المؤمن : كان في حالة الجمود .. موجود ولكنه ساكن بلا حركة ...
الباحث : لا أتصور موجود بلا حركة أبداً .. كيف ؟!!
المؤمن : جامد ساكن مثل البذرة .. هذه البذرة التي تحمل النبات انها جامدة .. ولكنها متى ما زرعت في الارض .. تحركت ونمت وصارت شجرة .. وهذا مثال تقريبي الانسان .. كان في حلة سكون رهيبة .. لم يكن شيئاً مذكوراً .. كما يقول قرآن المسلمين ...
الباحث : وهل كان الانسان مدرك ؟ يشعر بسكونه وجموده يوم لم يكن شيئاً مذكوراً ؟!!
المؤمن : نعم ادراك واحساس وضيق رهيب في حالة الجمود التي سبقت خروجه الى الحركة في الحضرة الالهية وخلقه كون كامل .. الرب أنعم عليه نعمته العظيمة وأخرجه من السكون الى فضاء واسع من الوجود المتحرك .. ثم أنعم عليه أن جعله كون كامل .. ثم أنعم عليه وجعله سيداً لهذا الكون .. ولا يستطيع احد ان يؤدي شكر الرب ان اخرجنا من حالة السكون الرهيبة الى هذا الملك العظيم .. لقد كنا في السكون نعاني من الضيق الشديد والانحباس التام .. ثم أنعم الرب وخرجنا الى فضاء الوجود الواسع ...
الباحث : لا أتذكر شيئاً يا عم ...
المؤمن : كل الناس ناسين الآن .. وكل المؤمنين يتذكرون الآن .. الذكرى بالإيمان فقط .. في تلك المرحلة من السكون كان الانسان يحمل عيوبه في صميم ذاته في أصل وجوده ...
الباحث : يعني العيوب ذاتيه للإنسان !!
المؤمن : نعم ذاتية ...
الباحث : ولكن في الفلسفة يقولون .. الذاتي يستحيل انفصاله عن الذات .. اذا فالعيوب يستحيل ان يتخلص منها الانسان ...
المؤمن : صحيح الذاتي لا ينفصل .. ولكن هذه هي عظمة ومعجزة الرب .. خلق هذه الاطوار لكي ينزع العيوب من الانسان .. في البدء خلق الرب الانسان كون كامل .. ومنحه الهبة الالهية التي تمكنه من قيادة الكون .. وسلمه الكون فعلاً .. ولكن عيوبه الداخلية الدفينة في صميم ذاته لم تمكنه من القيادة .. فادخله داخل كونه الذاتي .. وجعله يمر في أطوار متعددة .. النشأة الاولى .. والدنيا .. والبرزخ .. والقيامة .. والجنة والنار .. والرضوان الاكبر .. ثم يعود الى الحضرة كاملاً .. وقد تطهر وتخلى عن عيوبه الذاتية .. فيحمل الامانة بجدارة ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : العيوب كانت دفينة في بواطن نفس الانسان ... لم يكن الانسان يعترف أصلاً أنه يحمل أي عيب أو نقص .. كان يأخذه الزهو بذاته عندما رأى ذاته كونا كاملاً .. والملائكة ساجدة له .. وخدم تطيعه .. حالة من التكبر والاعجاب الذاتي .. لم يكن يعترف أن في ذاته نقص .. كان يرى ذاته كاملاً .. ولكن الرب كان يعلم سبب عدم قدرة الانسان على قيادة الكون في البدء .. إنها عيوبه ونواقصه الذاتية الخفية ...
الباحث : اكمل يا عم ...
المؤمن : فكان لا بد من محفز يساعد الانسان على اظهار تلك العيوب والامراض الداخلية .. فسمح الله للشيطان بالدخول الى الكون الانساني لمساعدة الانسان على اظهار أمراضه الخفية الى الخارج والعلن .. لكي يعترف بها أولاً .. ثم يمكن معالجتها ثانياً ...
الباحث : يعني الشيطان ليس من الكون هذا ؟!!
المؤمن : لا أبداً .. أنه مخلوق غريب .. جاء الى كون الانسان كمحفز للإنسان على اظهار أمراضه الخفية ...
الباحث : أليس هو من الجن ؟!!
المؤمن : سأجيبك ...

نقلها لكم
محمد الحداد
12. 07. 2012

#محمد_الحداد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل