أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كوره جي - e pur si mouvولكنّها تدور














المزيد.....

e pur si mouvولكنّها تدور


حميد كوره جي
(Hamid Koorachi)


الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في 15 شباط 1564 ولد غاليله غاليلي الذي مرّغ ، باكتشافاته الفلكية و العلمية أنف الكنيسة و القوى الرجعية الحاكمة في الأوحال. و تمر في 17 شباط ذكرى اعدام شهيد التقدم والإنسانية غيوردانو برونو ( 1548_1600) ، حرقا في كومبادو فيوري في روما ، تنفيذا لحكم أصدرته محاكم التفتيش ، بتهمة الكفر و الزندقة التي فهموها من تعاليمه القاضية بلا نهائية الكون ، و لتهجماته على سلطة و قدسية البابا و الكنيسة و تحديه لهما.
و قبل اصدار حكم الإعدام قضى برونو سبع سنين سجن ، إذ كانت محاكم التفتيش تتأمل منه أنه سيتراجع عن أفكاره ، و لكنه أصر ّ عليها و ازداد عزما و ايمانا بها .
و قد عاصر عالم الفلك و الفيزياء و الرياضيات و الفيلسوف غاليله غاليلي المناضل ضد الدكتاتورية الدينية ، عاصر شهيد الفكر برونو الذي كان يصغره سنا.
و قد اعتقد غاليله غاليلي مبكّرا بأفكار و تعاليم عالم الفلك البولندي الروسي كوبرنيكوس ( 1474_ 1543) القاضية بمركزية الشمس في المنظومة الكونية ، و قد ساهم بنفسه في تطوير تعاليم الأخير و دعمها ، باضافاته القيّمة و أبحاثه الفلكية ، و ملاحظاته للحركات الداخلية للكواكب والأجرام السماوية الأخرى.
وقد ركّب ناظورا تمكن بواسطته تأكيد اكتشاف أقمار جوبيتر الأربعة الكبيرة عام 1610. كما اكتشف مراحل دوران فينوس و البقع الشمسية.
وقد أكّد غاليله في تعاليمه لعدة أعوام أن الأرض مثلها مثل الكواكب الأخرى تدور حول الشمس ، على عكس ما تريد الكنيسة و السلطات الحاكمة أن يعتقد الناس بأن الأرض هي مركز الوجود. إن السمعة العلمية المحترمة و المنزلة الرفيعة لغاليليه كانتا سببا لعدم تجرؤ محاكم التفتيش لإيقافه في نشر أفكاره و تعاليمه لفترة معينة . كما أن الكنيسة بدروها استفادت في تجارتها البحرية من ناظور غاليله في تبيين الطرق السهلة والآمنة و معرفة المناخ و التنبؤ بالمخاطر.
و قد أصدرت محاكم التفتيش عام 1616 أمرا لغاليله بايقاف العمل في نشر تعاليمه عن مركزية الشمس ، وقد وعد غاليله باطاعة ذلك الأمر، بعد أن تلقت كل الأوساط و المراكز العلمية في اوروبا اكتشافه و تعاليمه و تنبتها ، مما جعل أمر محاكم التفتيش و تنفيذه من قبل غاليله بلا جدوى.الفكرة الخطيرة لمركزية الشمس انطلقت و لم تعد ثمة من قوة على ارجاعها إلى منطلقها أو ايقافها عند حد. و لم يعد حتى غاليله نفسه بقادر على ذلك. و قد أصدر غاليله عملا قيّما بعنوان " الديالوج ... "
أجبرته محاكم التفتيش أن يضمنه ندمه و يعلن تراجعه عن فكرة مركزية الكون ، وأنه كان على " ضلال" . و في تلك الأثناء وفق ما شاع أطلق غاليله عبارته الشهيرة "
و لكنها تدور .. .. e pur si move
و من الطبيعي أن تقف الكنيسة و القوى التابعة لها و السلطات التي تباركها ، ضد اكتشافات علمية تفضح دجل المستغلين، و تدعو الناس بشكل أو بآخر إلى عدم اطاعة من يستغلهم باسم الدين والله و القدسية. تلك التعاليم أكدت أنه لا مكان مقدسا في الكون ، و أن الناس بطبيعتهم خيّرون ، و يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق و الواجبات ، و يتمتعوا بخيرات الأرض بدون خوف و وجل ، و بدون أية قوة تمنعهم من ذلك.
و قد كان المسرحي الأشتراكي الألماني الشهير برتولد بريخت ( 1898_ 1956) معجبا بغاليله ، و أسرته حياته المثيرة لاشكالية العلم و الاكتشافات و الأخلاق و الالتزام الإجتماعي . و قد كتب بريخت مسرحية " غاليله غاليلي" بيّن فيها أساليبه و ايديولوجيته في الكفاح ضد الفاشية و النظام الرأسمالي .
و الدافع الظاهري لكتابة " غاليله غاليلي" كان نجاح الفيزيائيين الألمان و خصوصا اوبنهايمر بتجزئة ذرة اليورانيوم و اسهامهم في انتاج القنبلة الذرية . فبرزت مسألة الأخلاق و إنسانية العلماء ، و السبل التي يمكن بها حماية البشر من القوة التدميرية للاكتشافات الخطيرة . وقد عالج بريخت في مسرحيته " غاليله غاليلي" مسألتين مهمتين هيمنتا على تفكير الكثير من الكتّاب : أولاهما مسألة تطور العلوم و الأخلاق الاجتماعية ، و التي نالت قسطا وافرا من النقاش و المعالجة ، أجريت فيها مساءلا لعلماء و بحاثة ، و على راسهم اوبنهيمر الذي يعتبر أول من ساهم في انتاج القنبلة الذرية.
و المسألة الثانية ، كانت حول كيفية ادارة و تطبيق الحقائق و الاكتشافات الحطيرة في ظل سلطة شمولية ، تحتكر كل شئ ، و خاصة العلم و التقنية ، و لا تدعها أن يكونا في متناول الآخرين ، وترى فيهما تهديدا لوجودها في حالة ان لم يشكلا تهديدا لأعدائها.
لكن المسألتين أي الاكتشاف العلمي و الأخلاق الاجتماعية، في نظر بريخت توأمان ، يجب التعامل معهما بالتساوي و العدل ، و لا يمكن اهمال احداهما لصالح الأخرى ، فتنهار بنى المجتمع و تتفسخ . إن ّ آراء غاليله ثورية خالصة ، موجّهة ضد الطبقات الحاكمة المستغِلة ، و المستبدة ، و التي تستخدم ما تستطيع من أفكار الدوغما ، و تلجأ إلى ليّ الحقائق و تشويهها لامتصاص المزيد من دم أبناء الطبقات المحرومة و الكادحة ، و لا تدع أية وسيلة ، من ضمنها القتل و التجويع في سبيل استمرار سلطاتها السوداء ، و الوقوف بوجه تيار التقدم و الانسانية. و لكنها ، مثلما قال غاليله، تدور .



#حميد_كوره_جي (هاشتاغ)       Hamid_Koorachi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نار بروميثيوس لن تنطفئ أبدا
- ما أغناي ! لي الدنيا كلّها
- البقرة الحنون
- سونامي العراقية
- معجزات أم التجرّد من الشعور الإنساني؟
- سُوْرَة المشاهدة - للشاعر الإيراني سهراب سبهري ( 1928_ 1980 ...
- للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد ( 1935_ 1967 ) لا يبقى إلا الص ...
- أحد سكان العراق سنة 38هجرية : ... ما ينهاهم دينهم عن سفك الد ...
- هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟
- التهاب الخواطر
- !واحتس ِ نسمة ً من ريح ِ الخريف
- جذور العلمانية تكمن في السعي للحياة الأفضل
- ثلاث شمعات تضئ دربنا في زمن العتمة المطبقة
- قراءة في كتاب - العابرة المكسورة الجناح ، شهرزاد ترحل إلى ال ...
- ليلي من وراء الليل
- إسفلت وقصائد أخرى للشاعر السويدي آرتور لوندكفيست
- الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ...
- في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟
- المدينة الصناعية وقصائد أخرى
- دماء شيوعية


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كوره جي - e pur si mouvولكنّها تدور