أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طلال سعيد يادكار - الصحوة الانسانية بين القومية والدينية














المزيد.....

الصحوة الانسانية بين القومية والدينية


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من سخرية القدر ان تكون نهاية حزب القومية العربية , حزب البعث , وأن يكون موته على نفس الارض التي ولد عليها ! وأن يموت معها كل احلام القوميين العرب الذين كانوا يحلمون بقيادة الامة العربية قيادة عربية بعد التحرر من الاستعمار نحو أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية ! ومنذ تقريبا منتصف القرن الماضي وتحديدا منذ 1947 الميلاد الرسمي لحزب البعث وحتى ايامنا هذه لم يحقق الحزب ايا من اهدافه وبقيت تلك الاهداف حبرا على ورق , لانها ببساطة لم يكن تطبيقها على ارض الواقع ممكنا ! بل على العكس من ذلك , فعلى الرغم من ان الوحدة كانت احدى اهداف الحزب , فانه مع ذلك انشق عن نفسه وانقسم على نفسه واصبح حزبين عدوين , وأصبحوا منذ 1966 الاخوة الاعداء وسقطت معها الايديولوجية التي كانوا يروجون لها !
كان هدف الحزب تحقيق الوحدة على اساس القومية العربية , وكان ذلك هدفا صعب التحقيق لا بل مستحيلا حتى لو نظريا ! لأن الوطن العربي اساسا ليس عربيا بالكامل ! فمشرقه أو شقه الاسيوي فيها قوميات كردية وتركمانية وأرمنية وشركسية وأرامية اضافة الى القوميات الاخرى , ومغربه أو شقه الافريقي فيه القومية الامازيغية والبربرية والصومالية وقوميات أخرى! ولهذا كان الفشل نهاية حتمية لدعاة الوحدة على أساس القومية العربية لأنه تم اقصاء القوميات الاخرى والتي كانت تشكل ومازالت جزءا لايتجزأ من هذا الذي نسميه ( الوطن العربي ) !
واذا كان القرن الماضي قرن دعاة القومية والرفاق فان القرن الحالي هو قرن دعاة الدين والشيوخ وخاصة بعد الاحداث والثورات في الدول العربية وتغيير انظمتها ! حتى وان لم يكن الدين اساسا المحرك الرئيسي في إحداث التغيير فانه اصبح في موقع القيادة في الدول التي سقطت انظمتها ! واذا كانت الصحوة القومية هي سمة القرن الماضي فان الصحوة الدينية , او هكذا يسموها , هي سمة القرن الحالي ! وهدف الدين ( الاسلامي طبعا ) تطبيق الشريعة اضافة الى تحقيق الحلم الأزلي في الوحدة ( الوحدة الدينية ) ونشر دين الله وفتح البلدان وجعل الناس أمة واحدة على دين واحد ! مع أن هذا يخالف الواقع ويخالف حتى النص المقدس الذي يقول ( ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. 99 - يونس ) ويقول أيضا ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة . 118 – هود ) !
وللاسف الشديد ليست هناك صحوة انسانية مع تلك الصحواة ! فالنزعة الانسانية غائبة تماما عن الساحة العربية والاسلامية سواء على مستوى الانظمة والحكام او على المستوى الشعبي ! وكما قال محمد أركون في كتابه نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية " لقد ماتت النزعة الانسانية في العالم الاسلامي وسيطرت النزعات القومجية والاصولية المتطرفة على الجماهير العربية , وهناك خطران يهددان النزعة الانسانية في مجتمعاتنا : التعصب القومي أو العرقي و التعصب الديني" .

فنحن نعيش بين تعصب قومي وعرقي اعمى يلغي ويحتقر القوميات والأعراق الاخرى وبين تعصب ديني ومذهبي اعمى يلغي ويحتقر الاديان والمذاهب الاخرى ! والتعصب الشديد للقومية وللدين وللمذهب يؤدي الى الرغبة ليس فقط في الانفصال عن الاخر بل الى الرغبة في اقتلاع واستئصال ونفي الاخر من الوجود ! وهناك أمثلة كبيرة في تاريخنا العربي والاسلامي في الماضي وفي الحاضر !
كل انسان له الحق في الافتخار بما ينتمي اليه , فالعربي له الحق ان يفتخر بعروبته وللكردي الحق ان يفتخر بكرديته والامازيغي له الحق ان يفتخر بأمازيغيته وكل صاحب قومية له الحق ان يفتخر بقوميته ولكن ليس لأحد الحق في الغاء أو احتقار قومية الاخر ! وكل صاحب دين له الحق ان يفتخر بالدين الذي ينتمي اليه, فالمسلم ( سني أم شيعي ) له الحق ان يفتخر باسلامه وبمذهبه والمسيحي له الحق ان يفتخر بمسيحيته واليهودي له الحق ان يفتخر بيهوديته ولكن بدون تعصب اعمى يلغي حق الأخر في دينه وعقيدته ومذهبه !
فهل الانسان في ( وطننا العربي - الاسلامي ) , وخاصة الذي نجح في ثورته , على استعداد أن يكون انسانيا في قوميته وفي دينه ومذهبه ؟ وهل هو قادر على ان يتجاوز الأطر الضيقة للقومية والدين نحو اطار الانسانية بمفهومها الواسع ؟



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلامريكا - هل يصلح أمر هذه الأمة ؟
- القمة العربية في بغداد برئيس كردي !
- أنتم لم تختلقوا فلسطين , بل نحن اختلقنا اسرائيل !
- شكر وتقدير بمناسبة الانسحاب الامريكي من العراق !
- هل الشرق الاوسط بانتظار حرب الخليج الرابعة ؟
- الجلاد والضحية ...عندما يلبس أحدهما ثوب الاخر!
- الحسن والحسين و أنا
- خطاب تاريخي!!
- الجذور التاريخية والدينية للصراع العربي - الفارسي !
- الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....
- نعم ... كان سيتحول الى مزار!!
- في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء
- داء العظمة... مرض و جنون!!
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طلال سعيد يادكار - الصحوة الانسانية بين القومية والدينية