أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - طلال سعيد يادكار - الله ... الغائب عن الثورة














المزيد.....

الله ... الغائب عن الثورة


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 06:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من الملاحظ عن الانتفاضة الشعبية أو الثورية في مصر أو من قبل في تونس في أنه لم يرفع فيها أي شعار ديني ولم تنطلق شرارة الثورات باسم الله ولاباسم نبيه ولاتعالميه!!ولم ترتبط انتفاضة الشعبين بالسماء بل ارتبطت بالارض ولم ترتبط بالمقدس بل بالخبز ولم ترتبط بالشعائر أو العبادة بل بالعمل والبطالة !! ولم تكن مطالب الثوار أن يكون الحكم بكتاب الله وسنة نبيه ! لقد كان الله وما يزال غائبا عن الساحة . وهو غائب أيضا في البلدان العربية الاخرى المرشحة ( للانتفاضة والثورة ) والتي تنطلق فيها مسيرات ومظاهرات شبه يومية!!
في الحالة التونسية لم يكن للاسلام أي دور على الساحة التونسية منذ خمسينيات القرن الماضي حيث تم الغاء أحكام اسلامية خاصة في علاقة الرجل بالمرأة والتي جاءت في مجلة الاحوال الشخصية في عام 1956 . وتم ايضا احجام دور المؤسسات الدينية في المجتمع التونسي منذ تولي الحبيب بورقيبة الرئاسة التونسية الى أخر يوم من رئاسة بن علي, ولم ينتفض الشعب التونسي على حكامه في السابق لأسباب دينية و لم ينتفض انتفاضته الاخيرة لأسباب دينية أيضا, ولم يكن ضمن مطالبه ( الحكم بكتاب الله ) !! بل كان الله غائبا تماما عن الساحة ولم يظهر لاباسمه و بكتابه ولا حتى بنبيه !! وحتى بعد سقوط بن علي فليس هناك دور فعلي للاحزاب الاسلامية في صياغة السياسة التونسية أو المشاركة في الحكومة المقبلة!

أما في الحالة المصرية فعلى النقيض من الحالة التونسية فللاسلاميين , وخاصة حزب الاخوان المسلمين , دور فعلي ومؤثر في الواقع المصري اجتماعيا وسياسيا . وكانت مصر ولا تزال أرضا خصبة لنمو الحركات الدينية وأرضا لصراع الديانتين الاسلامية والمسيحية الى يومنا هذا. ولا ننسى مؤسسة الأزهر الدينية ودورها في المجتمع المصري ودورها أيضا في العالم الاسلامي من حيث الرقابة الدينية او اصدار الفتاوي.

ومع ذلك كله لم تنتطلق الاتفاضة المصرية باسم الله ولا باسم كتابه ولا باسم نبيه ولم يندس بين الثوار والمحتجين أفراد من الاخوان لكي يرفعوا شعارهم الخالد ( الاسلام هو الحل )!! لقد ( غاب الله ) عن الانتفاضة والثورة , ربما لم يغب , ربما نسيه الثوار الجائعون! لأن الجوع كافر! وكما قيل .. اذا ذهب الفقر الى بلد قال الكفر خذني معك!! والأزهر بشيخه وعلمائه ليس لهم أي صوت مسموع وأي دور ملموس سواء مع أو ضد الثورة, ولم نسمع أي فتوى فيما يخص الثورة الان وفي هذه المسالة المهمة والمصيرية لمصر!! فنحن تعودنا من الأزهر أن يفتينا في كل صغيرة وكبيرة في أمور ديننا أو دنيانا!! لقد غاب الله حتى عن الازهر!! حتى أن الشيخ القرضاوي في مخاطبته للثورة من محل اقامته في قطر, لم يذكر الله في هذه الانتفاضة ولم يدعوا الى الاحتكام الى كتا ب الله وسنة نبيه بل طالب فقط برحيل مبارك!! وهذا دليل على أن الدعوات الدينية وشعاراتها لاتطعم خبزا ولاتشبع جائعا!! ولم تعد تلك الشعارات تنطلي على الشعوب المضطهدة والجائعة!

فاذا كان التونسي قد نشأ في واقع علماني الى درجة كبيرة وليس له ميول دينية فان الغالبية العضمى للمصريين لهم ميول دينية ومع هذا لم يكن الله حاضرا في ثورتهم! ربما لهذا السبب ( غياب الله ) عن الساحة , ومن حسن حظ التونسيين والمصريين, غاب أيضا العنف الديني والذي يؤدي دائما الى اراقة دماء آلاف من الناس باسم ( الله ) !!

وربما وصل الناس الى درجة من الوعي الفكري الانساني بأن الصلوات لاتفتح أبواب السماء وأدركوا بأن الله لايتدخل في شؤن حياتهم .. وربما فهموا الان .. فهموا أخيرا بأن رزقهم لاينزل من السماء ولا يتحكم به ( ميكائيل ) بل يصدر من القصر الجمهوري ويتحكم به الرئيس!!



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..
- خصخصة الإله واحتكار الحقيقة
- شعوب وحكام ..صالحون وطالحون
- المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها
- الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - طلال سعيد يادكار - الله ... الغائب عن الثورة