أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طلال سعيد يادكار - المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها















المزيد.....

المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 12:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت المرأة في يوم من الايام ( آلهة) وكان الرجل ( عبدا ) لها وهي لم تصبح كذلك إلا بانوثتها ورقتها وعاطفتها ثم دار الزمان وقام الرجل تدريجيا بالانقلاب على المراة والاستيلاء على عرشها وسلب منها الوهيتها بذكوريته وقوته وقسوته, فكانت هزيمة للانثى وبذلك نزلت المراة من مرتبة الالهة الى مرتبة العبيد وابتدأ تاريخ استذلالها واستعبادها. وتؤكد العلوم الانسانية (Anthropology ) على ان العائلة كانت تقوم على قيم الانوثة وسيطرة الام ( Matriarch ) ولم تقم على قيم الذكورة وسيطرة الاب(Patriarch ). ففي البدايات الاولى للمجتمعات البشرية لم تؤسس العائلة ( التجمع الانساني الاول ) بقيادة الرجل الصياد والمحارب بل نشأت تدريجيا حول الام ( الحامل والولود) والتي ترعى اطفالها وتجمعهم حولها . وعاطفة الام نحو اولادها هي عاطفة غريزية أما العاطفة نحو الاب فانها مكتسبة اجتماعيا وأخلاقيا. فالمجتمعات بدأت اموميا وسيطرة المرأة عليها ليس لتفوقها الجسدي بل بسبب مميزاتها وخصائصها الانسانية وقواها الروحية والعاطفية وقدرتها على الخلق ( الولادة) وأيضا لايقاعها الجسدي ( الدورة الشهرية) الذي يتوافق مع ايقاع الطبيعة ( دورة القمر). وكانت عملية الحمل والولادة عند المرأة لغزا ومعجزة بالنسبة الى الرجل ولم يدر بخلده بأنه هو المسبب لذلك, لان العلاقات الجسدية كانت تمارس كرغبة غريزية يتم اشباعها كما يتم اشباع البطن بالطعام وكانت حرة ودون ضابط , حيث كانت كل النساء لكل الرجال وكل الرجال لكل النساء ولم تكن هناك زواج بالمفهوم الحالي , كما ان الفترة الزمنية بين الممارسة الجنسية والحمل والولادة هي فترة طويلة نسبيا فلم يدرك الرجل بأن هناك علاقة مابين العمليتين! فكانت المرأة بالنسبة للانسان البدائي رغبة ورهبة في آن واحد فمن أحشائها تنشأ حياة جديدة ومن صدرها ينبع شراب الحياة فاستحقت بذلك أن تكون آلهة وتتربع على عرش الالوهية... ابتداءا بـ( عشتار) وانتهاءا بـــ ( اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) . عشتار( الام الكبرى) البابلية آلهة الخصب والجنس أثرت في أغلب الثقافات والحضارات المحيطة ببابل واقتبست تلك الثقافات من أسماءها وصفاتها فقد ذكرت في التوراة باسم ( عشتروت)-(فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ).(سفر الملوك /11/5) وفي العقيدة المسيحية تجلت عشتار في شخص مريم العذراء ( الام الكبرى المخصبة ذاتيا والتي تلد ابنها دون معرفة الذكر) وكما جاء في الموسوعة المريمية: ( ان اسمك يامريم , ياأم الله ممتلئ نعمة وبركة الهية. انت أم المؤمنين ... أنت أم الخالق...)
وفي القران: -(وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ). التكوير/4 , العشار هي النوق الحوامل حسب رأي أغلب كتب التفسير, ولم يأتي هذا عبثا ليصف خصوبة الناقة فعشتار هي المسؤلة عن الخصوبة!!
وبعد تتطور عقلية الانسان واكتشاف الرجل مسؤليته عن عملية اخصاب المرأة أخذ بالتدريج يتولى مقاليد السلطة في العائلة وفي المجتمع وبدأ أيضا تظهر الالهة الذكور ( عشتار أنجبت تموز) الذي أصبح إلها. وبهذا سيطر الذكر على السماء بعد أن سيطر على الارض!وبدأت معاناة المرأة في مجتمع ذكوري الى أن جاءت الاديان السماوية الثلاثة والتي كان خطابها ذكوريا أيضا لأنها انبثقت أصلا من مجتمع ذكوري , (إله) ذكر أرسل أنبياء( ذكور) . حتى خاتم الاديان كان خطابه ذكوريا لان المجتمع اليعربي كان رعويا وكان عمل المرأة شبه معدومة فنظر الى المرأة نظرة فتاة الخدر مخدرة في الخيام ومستترة ليس لها عمل ( وقرن في بيوتكن...)الأحزاب/33. ولأنخفاض المستوى الحضاري لديهم نظروا الى المرأة من خلال أنعامهم ( حيواناتهم) (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ..)النساء/34, فعل النشوز مأخوذ من دابة نَشِزة أي لايستقر السرج والراكب على ظهرها فيظهر المعنى واضحا.وفي قصة داود نرى في هذه الاية: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ). ص/23, مالمقصود بالنعجة؟أليس المقصود فيها(المرأة)؟؟ العرب كانت تكنى عن المرأة بالنعجة والشاة , لما عليها من السكون وضعف الجانب( تفسير القرطبي ج7 ). ولو ظهر(الاسلام) في مجتمع زراعي لأختلفت التعليمات وأختلفت النظرة الى المرأة. والقرآن في عدة مواضع يخاطب الناس ( الذكور والاناث) بــ ( يابني آدم ....) أليس البشر من آدم وحواء(حسب الاديان) ؟؟ ولماذا لم يرد اسم حواء بينما ورد اسم ( آدم) خمس وعشرون مرة؟ وفي قصة ( ابراهيم) عندما أراد أن يذبح ابنه حسب الرؤيا التي رأها سأل رأي الابن ولم يسأل الأم رأيها وتجاهلها ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ ) الصافات/102. أهو الامر الالهي أهم هو سلطة الذكر؟ أم كلاهما معا على المرأة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ...)النساء/34, الرجل قيم على المرأة أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها اذا اعوجت( تفسير ابن كثير ج1 ) وآية القوامة ليست محصورة على الرجل وزوجته بل على مطلق الرجال ومطلق النساء( تفسير الشعراوي ج7 ).
والرجل له الحق في أن يستعمل (اخر الحلول) قوته العضلية ضد المرأة عندما يشعر بأنها سوف تعصي أمره ولاتطيعه (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ...) النساء / 34 , ( النشوز لم يحدث بل مخافة أن يحدث) وفي النهاية على المرأة السمع والطاعة للرجل حتى لو بالضرب وحتى لو كان اسم هذه السورة ( النساء) فالرجال قوامون على النساء حتى لو لم يكن هناك سورة باسم ( الرجال) ولإضفاء بعض الليونة والرقة على هذه الآية قال بعض المفسرين (يضربها بالسواك)؟؟!! وللرجل حق في امتلا ك المرأة ( ما ملكت أيمانكم...) أي امتلاك ( سبايا-الحرب والجهاد ) وممارسة الجنس معهن وطبعا العدد غير محدود!! (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (*) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (*) المؤمنون/5-6 (الاية غير منسوخة).هذا في الدنيا,أما في الاخرة فللرجال أيضا(كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍعِينٍ)الدخان/54. أما المرأة فليس لها ( حور )ذكور! والمرأة مكانها تحت الرجل (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا...) التحريم / 10. وكلمة (تحت) تدل- إضافة الى وضعية المرأة عند الممارسة الجنسية -على الخضوع والطاعة ولذا جاء في الحديث الصحيح ( لو كنت آمِراً أن يُسجدَ لِغير الله لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها). وكما أن المسيح لم يختار إمرأة بين حوارييه فان النبي العربي أيضا لم يختار إمرأة بين العشرة المبشرين بالجنة! ومهما حاول المدافعون عن حقوق المرأة أن يثبتوا أن الدين أو الشرائع السماوية قد أنصفت المرأة وأعطتها حقوقها المادية ورفعتها من جانب ولكنهم يغفلون أو يتغافلون عن حقوقها الانسانية التي سلبت منها وأُنزلت الى أدنى مستوى في المجتمع بعد أن كانت في قمة الهرم . بعد أن كان من الممكن أن تكون المرأة قائدة و ( ملكة) كملكة سبأ , سلبت منها هذا الحق (لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة) رواه البخاري. وهل دائما يفلح القوم عندما يولوا أمرهم رجل؟! فكم من الامم والدول سقطت بسبب غطرسة وسوء إدارة الرجل؟! إن القوانين الوضعية هي التي تحاول أن ترفع المرأة وتعطيها حقوقها كحق التصويت في الانتخابات(فلم تكن هناك إمرأة واحدة في سقيفة بني ساعدة عندما تم اختيار خليفة بعد الرسول) ولم تشترك في اختيار أي من الخلفاء! أما الان في المجتمع المتقدم والمتحضر(وليس في مجتمعنا) المرأة هي طرف في المعادلة الانسانية لهن ماللرجال وعليهن ما على الرجال ولها الحق في أن تصبح رئيسة دولة أو قاضية. ولهذا تقدموا وتخلفنا لأن التقدم لايكون احاديا وبقطب واحد للمجتمع , بل بقطبيه الذكوري والانثوي ,أحدهما يكمل الاخر يسيران جنبا الى جنب نحو الامام. فهل يأتي ذلك اليوم الذي نختار فيها نحن العرب إمرأة ونوليها أمرنا لعلها تُصلِح برقتها وعاطفتها و(ألوهيتها) الكامنة فيها مأفسده الرجل بقسوته وجبروته؟ حتى ذلك الحين اقدم التعازي للمرأة بفقدها عرشها (السماوي) وعرشها الأرضي وأقدم لها التهاني كل سنة في يوم المرأة – عيد الأم (بالأصل كانت عيدا لأمنا الكبرى عشتار) واذكرها بأن ليس هناك عيدا للرجل , فلربما يكون هذا عزاءاً لها .... وكل عيد وانتن بخير.



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


المزيد.....




- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طلال سعيد يادكار - المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها