أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال سعيد يادكار - إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!














المزيد.....

إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 23:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


انتقد بعض الكتاب سواء في الصحف أو في مواقع النت الجنوبيين السودانيين على ماأظهروه من علامات الفرح والسرور عند مراكز التصويت للادلاء لصالح الانفصال. وتعجبوا كيف يمكن لمواطن أن يفرح لفصل وطنه , أو أن ينسلخ عن الوطن الأم؟؟!! وطبعا من حق الكتاب أن ينتقدوا وأن يتعجبوا لأنهم لم يذوقوا طعم الحروب الاهلية ولم يشموا رائحة الموت ولم يفقدوا فردا عزيزا عليهم ولم يشردوا ولم تنتهك أعراضهم في تلك الحروب القذرة على أرض الوطن الواحد وبين الشعب الواحد!! فلاسمح الله لو ذاق هؤلاء المنتقدين والمتعجبين طعم الحرب الاهلية وذاقوا ماذاقه الجنوبيين لكانوا أول المصوتيين للانفصال وأول الكافرين بالوحدة الوطنية!!
فلاعجب إذا أن أغلب السودانيين الجنوبيين قد رقصوا طربا عند الادلاء بأصواتهم في مراكز التصويت. ولاعجب أن رأيناهم وهم يصوتون لصالح الانفصال. فهؤلاء قد ذاقوا مرارة الحرب الأهلية أو الحروب الأهلية لعقود طويلة , وذاقوا مرارة البؤس والشقاء التي خلفتها تلك الحروب والتي لم تبقي ولم تذر لهم من وطنهم الغني بثرواته سوى شبه وطن ! الوطن الذي لم يعطيهم بوحدته المزعومة سوى الجوع والتشرد والحرمان والموت!
فقد خلفت الحروب الاهلية في جنوب السودان للسنوات مابين 1955 - 1972 و السنوات مابين 1983 - 2003 أكثر من ( 2 مليون ) قتيل إضافة الى أعداد كبيرة من المعوقين وأربعة ملايين نازح في داخل السودان وخارجه ! ولاننسى الاثار السلبية لتلك الحروب على النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب السوداني.
فلانعجب عندما نرى جنوبيا يرقص ويفرح بالانفصال المرتقب , فهو لم يذق طعم الوطن بالرغم من مساحته الكبيرة , فهي أكبر دولة عربية من حيث المساحة ! ولانعجب عندما يفرح بالانفصال , لأنه لم يشبع قط من سلة غذاء بلاده بالرغم من أن بلاده هي سلة غذاء العرب وربما سلة غذاء العالم ! ولانعجب عندما يرقص طربا وهو ينفصل عن الوطن العربي الكبير الذي وقف متفرجا على مآسيه وآلامه ولم يحرك ساكنا لاسابقا ولاحاليا للتخفيف عن معاناته ! فهو بجنوبه لاهو عربي ولا هو اسلامي فلماذا يتعرب ولماذا يتأسلم!!
بل العجب كل العجب من الدور العربي الشبه معدوم في السودان حتى ان أغلب الاتفاقات والمعاهدات المهمة التي وقعت بين الشمال والجنوب تم توقيعها في دول أفريقية غير عربية ! رغم أن مصر لديها حدود بطول 1273 كيلومتر مع السودان ولديها نهر النيل المشترك معها إلا أنها غائبة عن الساحة السودانية ولم تكن لها أي دور إيجابي فيها !
فالذي ذاق كل تلك المرارة ولسنوات طويلة من أجل الوحدة المزعومة , كيف لا يرقص فرحاً وهو يرى أن خلاصه في تلك الورقة الصغيرة وباشارة صغيرة على كلمة ( الانفصال ) ! كيف لايرقص طربا وهو يرى أن الوطن المنقسم على الارض أصلاً سوف ينقسم على الخريطة أيضا!! وبذلك ينتهي معاناته وآلامه وربما يحقق وحدته النفسية التي مزقتها رصاصات تلك الحروب ! فاذا كانت الوحدة نقمة عليه فربما يكون الانفصال نعمة له !



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..
- خصخصة الإله واحتكار الحقيقة
- شعوب وحكام ..صالحون وطالحون
- المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها
- الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طلال سعيد يادكار - إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!