بن جبار محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مثل هذا اليــوم يغــادرنــا المنــاضل الوطني (2 أوت 2005) هــاشمي الشريف الى غيــر رجــعة تحت سمــاء تنعم بالســلم الوطني , وقف و قــاوم و نــاضل في أدق و أخــطــر مرحــلة تــاريخية كــانت تمــر بــها الجزائــر ( سنوات التسعينيات ) , جزائــركانت تحيط بها جمــاعات الموت الإرهــابية من كــل جــانب كمــا تحيط الذئاب بفرائسهــا حيث كــانت الآلة الإرهــابية تحصد الآلاف من ضحــاياها بأعمــال التقتيل و التنكيل و تدمير الممتلكــات و إشــاعة الفزع و الرعب في كـامل المعمــورة ..
هاشمي الشريف كان كالشمعة في مهب العاصفة , مع رجــال قلائل قــاوموا و أبقوا على ثباتهم الى آخــر لحظــة بشجــاعة منقطعــة النظير في مواجهة السنين الدمــوية لتخليص وطنــه الجــزائر من الإرهــاب الإسلاموي الذي أتى على اليابس و الأخضر و برعـــاية و تموين و غطــاء إعلامي وهــابي مائة بالمائة , ..
هــاشمي شريف رجل ثقــافة و مجــاهد الثورة التحريرية من الرعيل الأول و منــاضل ديموقراطي و إجتمــاعي قل نظيره في الجــزائر الحديثة , لم يكتف بذلك بل صــارع و وقف في مواجهــة النظــام الريعي و البيروقراطي و الهشــاشة و الفوضى الإقتصــادية التي طبعت بطــابعها البلد الى حد الآن ..كــان عضــوا فعــالا في حركة الديمقراطية و الإجتماعية و بعدهــا حركة "التحدي " كرئيسهــا و منسق لجنتهــا المركزية ..خاض معركة أفكــار و بنــاء بوســائل حزبية و بتحليل عميق للأزمة التي كــانت تضرب الجزائر آنذاك عوض تلك التحليلات السطحية التي كــانت السلطة تعتنقــهــا و تكتفي بــها . تعرض لمحــاولات الإغتيال أكثر من مرة على يد الجماعات الإرهــابية و لكــن ذلك لم يكن كــافيا ليتخــلى عن العمــل النضالي بــل أستمــر على الكــفاح على أكثر من جبهــة ..الى أن وافته المنية عن مرض لم يستسلم له بسهــولة , تـــرك فينــا عقيدة حب الوطــن و صــرامة النضال و شجــاعة مواجهــة الضلامية و الرجــولة الحقــة.
نصلي على روحك الطــاهرة .
#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟