|
|
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟.....5
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 06:21
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلى:
كل حزبي يحرص على احترام المبادئ، والضوابط النقابية.
كل نقابي يلتزم بالمبادئ، والضوابط النقابية.
من أجل علاقة مبدئية بين الحزب، والنقابة.
من أجل نقابة تحترم فيها المبادئ، والضوابط النقابية.
محمد الحنفي
علاقة الحزب بالنقابة:,,,,,1
وبعد مناقشتنا لمفهوم الحزب، ومفهوم النقابة، اللذين تبين من خلال تناولهما: أن الحزب ليس هو النقابة، وأن النقابة ليست هي الحزب، نظرا لاختلاف المنطلقات، ولاختلاف الشكل التنظيمي، ولاختلاف البرامج، ولاختلاف الأهداف، إلا أن هذا الاختلاف، لا ينفي قيام العلاقة بين الحزب، والنقابة.
فما مفهوم العلاقة؟
وما مفهوم العلاقة بين الحزب، والنقابة؟
وما طبيعة هذه العلاقة القائمة في الواقع؟
وكيف يجب أن تصير هذه العلاقة؟
وما هي الشروط المتوفرة لبناء علاقة موضوعية بين الحزب، والنقابة؟
وما العمل من أجل حماية العلاقة الموضوعية بينهما؟
ومن يقف وراء إفساد العلاقة بينهما؟
هل هو الحزب؟
هل هي النقابة؟
كيف نحارب فساد العلاقة بين الحزب والنقابة؟
وما العمل من أجل التخلص من فساد العلاقة بينهما؟
وقبل أن ندخل في مناقشة علاقة الحزب بالنقابة، لا بد من الوقوف على مفهوم العلاقة أولا، والتي تعني الارتباط الإرادي، أو القسري، بين شخصين، أو بين منظمتين، أو بين دولتين، بهدف القيام بعمل مشترك، لتحقيق أهداف معينة.
وهذه العلاقة، عندما تكون إرادية، تتحقق فيها المساواة بين الطرفين المعنيين بالعلاقة، التي تصير وسيلة للقيام بعمل مشترك، لتحقيق الأهداف المشتركة بينهما، سواء تعلق الأمر بين شخصين، أو بين منظمتين، أو مجموعة من المنظمات، أو بين دولتين، أو مجموعة من الدول.
والعلاقة عندما تكون إرادية، تكون محكومة بالاحترام المتبادل بين الأطراف المعنية بالعلاقة: أفرادا، أو منظمات، أو دولا.
والعلاقة، كذلك، لا تكون إلا من أجل القيام بعمل مشترك، لتحقيق أهداف مشتركة، ولخدمة مصالح الطرفين، أو الأطراف المعنية بالعلاقة على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.
وعلاقة من هذا النوع، لا تكون إلا مبدئية، والمبدئية لا تعني إلا احترام المبادئ المعتمدة، في التعامل بين الجهات المعنية بالعلاقة. وهو ما يضمن استمرارها، وتطورها، على مستوى العمل المشترك، وعلى مستوى الأهداف، وعلى مستوى تبادل الخبرات، وغير ذلك مما له علاقة بالأطراف المعنية بالعلاقة.
أما مفهوم العلاقة بين النقابة، والحزب، فإنها يفترض فيها أن تقوم بين منظمتين مختلفتين شكلا، ومضمونا، وعلى أساس الاحترام المتبادل بين النقابة، والحزب، نظرا للاختلاف القائم بينهما، على مستوى المنطلقات، وعلى مستوى طبيعة التنظيم، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى الأهداف.
وأهم ما يجب أن يميز علاقة النقابة بالحزب، هو احترام:
1 ـ كون العلاقة قائمة على أساس احترام التعامل الديمقراطي بين النقابة، والحزب.
2 ـ كون النقابة مستقلة عن الحزب، الذي لا يمكن له أبدا أن يتدخل في شؤون النقابة.
3 ـ كون النقابة ذات طبيعة جماهيرية، يمكن لكافة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أن ينتظموا فيها، في الوقت الذي نجد فيه أن الحزب لا ينتظم فيه إلا المقتنعون بأيديولوجيته، وبتصوره التنظيمي، وبخطه السياسي.
4 ـ كون النقابة، في أهدافها، لا تتجاوز تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بهدف التقليص من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي، في الوقت الذي نجد فيه أن الحزب يسعى إلى الوصول إلى السلطة.
5 ـ كون النقابة تقدمية، إذا لم تكن خاضعة لجهة رجعية، بينما نجد أن الحزب قد يكون تقدميا، وقد يكون رجعيا، وقد يكون وسطيا، وفي حالة تقدمية الحزب، فإن مضامين تقدميته، تختلف عن مضامين تقدمية النقابة.
6 ـ كون النقابة تسعى إلى وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تنظيميا، ومطلبيا، وجماهيريا، ونضاليا، وبرنامجيا، وغير ذلك، من أجل أن يمتلكوا القوة، لفرض الاستجابة إلى المطالب المادية، والمعنوية للنقابة.
7 ـ كون النقابة بدون أيديولوجية تتأسس عليها، في الوقت الذي لا بد فيه من أيديولوجية معينة، يتأسس عليها الحزب.
8 ـ كون النقابة، في حالة احترام ديمقراطيتها، وتقدميتها، وجماهيريتها، واستقلاليتها، ووحدويتها، تستطيع الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في الوقت الذي نجد فيه أن الحزب لا يناضل إلا سياسيا.
وفي حالة الإخلال بهذه العلاقة، فإن النقابة تصير إما:
1 ـ تابعة لجهة معينة، تملي عليها ما تقوم به، في ممارستها اليومية، من أجل خدمة مصالح تلك الجهة، التي قد تكون أجهزة الدولة، أو قد تكون حزبا معينا، يسعى إلى النفاذ إلى صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن طريق النقابة الموجهة.
2 ـ حزبية، ينشئها حزب معين، حتى تقوم بتفعيل برامجه، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل أن يصير ذلك وسيلة لجعل الحزب يصل إلى السلطة.
3 ـ بيروقراطية، تخضع لما تقرره أجهزتها البيروقراطية، بهدف خدمة مصالح تلك الأجهزة، ومصالح الجهات المتحالفة معها.
والفرق واضح ،بين احترام ما تستوجبه العلاقة بين الحزب، والنقابة، وبين تحريف تلك العلاقة، عن طريق تحريف الممارسة النقابية برمتها، لتصير شيئا آخر، غير النقابة.
وبعد وقوفنا على العلاقة بين الحزب، والنقابة، ننتقل إلى مناقشة طبيعة العلاقة بينهما، التي تتخذ أشكالا مختلفة، ومتجددة:
الشكل الأول: سيادة الاحترام، والدعم المتبادل بين الحزب، والنقابة، على مستوى المنطلقات، وعلى مستوى المطالب، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى الاحترام القائم، هو الذي يجعل النقابة متحررة، في اختيارها لشكلها التنظيمي، ولصياغة مطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولوضع البرامج النضالية، ولتنفيذ تلك البرامج على أرض الواقع. وهذا التحرر، هو الذي يفسح المجال من أجل الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ويمكن من التنسيق بين النقابة، وباقي النقابات، من أجل القيام بعمل مشترك معين، لتحقيق أهداف مشتركة معينة، بالإضافة إلى الانخراط في العمل النضالي اليومي.
الشكل الثاني: بناء النقابة على أساس تبعيتها إما لأجهزة الدولة، أو لحزب معين، مما يجعلها موجهة، وخاضعة للجهة الموجهة، وفي خدمة مصالحها، عن طريق حشد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لأجل ذلك.
الشكل الثالث: أن تصير النقابة حزبية، ينشئها حزب معين، من أجل أن تعمل على تنفيذ برامجه في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتأتى للحزب أن يجد له أتباعا، ومحيطا جماهيريا في صفوفهم.
الشكل الرابع: أن تبنى النقابة على أساس صيرورتها مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، يصير تابعا لها، ورهن إشارتها.
الشكل الخامس: بناء النقابة على أساس خضوع قواعدها لما تقرره القيادة البيروقراطية، المتحكمة في كل شيء.
وإذا استثنينا الشكل الأول، فإن باقي الأشكال التنظيمية، ليست مبدئية، ولا تستطيع الانخراط في أي شكل من أشكال التنسيق، أو التحالف، أو الجبهة، إلا بإرادة الجهة الموجهة، أو الحزبية، أو العاملة على استغلال النقابة، لإنشاء حزب معين، أو البيروقراطية، كما لا تستطيع الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.
والواقع، أن العلاقة القائمة بين الحزب، والنقابة، يجب أن تصير قائمة على احترام استقلالية النقابة، عن أية جهة كانت، وعلى الدعم المتبادل بين الحزب، والنقابة، وعلى إيجاد قواسم مشتركة بينهما، تعطي إمكانية القيام بعمل مشترك، ينعكس إيجابا على خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بين الحزب، والنقابة، وما سوى هذه العلاقة، يدخل في إطار العمل على تحقيق التحكم المطلق، في الحركة النقابية، عن طريق التوجيه، أو التحزيب، أو الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، أو الممارسة البيروقراطية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟.....4
-
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟.....3
-
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟.....2
-
الحزب / النقابة أية علاقة؟ وأية آفاق؟
-
هل يمسك المسلمون المغاربة عن عقد آمالهم على الحزب المؤدلج لل
...
-
الوفاء للشهداء مصل مضاد للانتهازية...!!!.....1
-
هل يمسك المسلمون المغاربة عن عقد آمالهم على الحزب المؤدلج لل
...
-
هل يمسك المسلمون المغاربة عن عقد آمالهم على الحزب المؤدلج لل
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
في الاشتراكية العلمية، لا مجال لتوظيف الدين في الأمور الأيدي
...
-
حكومة العدالة، والتنمية: هل تحقق العدالة والتنمية...؟!!!....
...
المزيد.....
-
بلاغ صحفـــــي لـــــفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب صـ
...
-
Self-Determination, Not Goodwill, Will Decide the Global Sou
...
-
The False Stability of the “Right” in Italy
-
Missile Defense Fraud Goes Ballistic: Needless, Unworkable,
...
-
“من له مصلحة في استمرار الاحتقان بالمديرية الجهوية للاستشارة
...
-
الشيوعي العراقي: بعزم لا يلين نواصل نضالنا رغم كثافة التحديا
...
-
Polishing Genocide: Israel’s Desperate War to Erase History
...
-
سبع أطروحات حول انتفاضات جيل Z في الجنوب العالمي
-
في اليوم الثاني من الإحتجاجات عمال “مياه الشرب” يجبرون رئيس
...
-
الأمن يقتحم “الوراق”.. متضامنون مع أهالي الجزيرة
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|