أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الحب في زمن الإرهاب














المزيد.....

الحب في زمن الإرهاب


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
أحبوا تصحوا.

فاليوم هو عيد الحب وعيد العشّاق.

فلا وسيلة للقضاء على الإرهاب غير الحب.

الإرهابيون لا يحبون. إنهم يبحثون عن الجنس قبل الحب.

ولو كان الإرهابيون عشّاقاً محبين، وكان للإرهابيين حبيبات على هذه الأرض، لما فجرّوا أنفسهم وتركوهن لوطء الحور العين في الآخرة!

افتحوا أبواب الحب للشباب لكي تغلقوا أبواب الإرهاب.

هل تذكرون رواية (الحب في زمن الكوليرا) للكاتب الكولومبي ماركيز الحائز على جائزة نوبل ؟

لقد أصبح الإرهاب العربي الآن أشد خطراً على العالم من الكوليرا. ونحن بحاجة إلى الحب في زمن الإرهاب/الكوليرا.

فهل العرب يحبون الآن؟

هل ما زال في العرب عشاقٌ يُجنّون ويبكون ويتألمون وينظمون الشعر الجميل.

هل مضى عصر الرومانسية العربية الرائعة؟

هل انقضى عهد قيس وليلى، وكثير ولبنى، وجميل وبثينة؟

هل ما زال صوت الأخطل الصغير وأحمد شوقي وأحمد رامي ونزار قباني يصدح في قلوب الشباب العربي حتى الآن؟

هل انقضى عصر الحب العربي واستبدل العرب الحب بالإرهاب ؟

هل انصرف الشباب العربي عن الحب الأرضي والعشق الأرضي، وحلموا بحب الحور العين في جنان الرضوان، لذا تراهم كل يوم يفجرون أنفسهم بالأحزمة الناسفة، لا هرباً من جور الأرض وطغيانها، ولكن حباً في لقاء الحور العين اللائي لا يُبرى حبهن، ولا تُملُّ معاشرتهن؟

لماذا لا نرى كثيراً فتيات ارهابيات؟

هل لأن الجنة فيها حورُ عينٍ للفتيان فقط، وليس فيها (فالنتينيوات) للبنات؟

-2-



من يتأمل المجتمع العربي في عيد الحب هذا العام يرى على عكس ما يراه علماء الاجتماع والسياسة.

يرى أن هذا المجتمع قد أصبح رومانسياً وناشداً للحب أكثر من ذي قبل، رغم هذا السيل العرِم من دماء الإرهاب الذي يتدفق كل يوم في بعض الشوارع العربية.

يرى أن المدَّ الرومانسي قد طغى في كثير من الأحيان على المدِّ الإرهابي الدموي، وإن كان صوت الطلقات وصوت السيارات المفخخة وصوت الأحزمة الناسفة أعلى من صوت نانسي عجرم وأمل حجازي وإليسا وباسكال مشعلاني وهيفاء وهبي وغيرهن من حوريات هذا الزمان.

يرى أن أغاني الحب لم تعد حكراً على أم كلثوم وفيروز ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وصباح وإنما أصبحت أغاني الحب مشاعاً لكل صوتٍ جميل وقَدٍ رشيق.

لم تعد كلمات الأغاني الرقيقة والصوت الجميل هو جواز السفر إلى قلوب العشاق والمحبين كما كان الحال في الماضي، ولكن أصبح الوجه الجميل والقد الرشيق والأداء الأفعواني الراقص هما جواز السفر إلى قلوب العشاق والمحبين.

-3-



نعم، لم يعد هناك حب على الطريقة العربية.

اختفى الحب القومي، والحب العروبي، وحب ابنة العم، وابنة الخالة، والجارة.

اختفت تقاليد الحب العربية، وشيم الحب العربية.

لقد تعوّلَمَ الحبُ العربي.

أصبح الحبُ في هذه الأيام على الطريقة الأمريكية كما هو الطعام، وكما هو الشراب، وكما هو الملبس ، وكما هي الديمقراطية، وكما هو بناء الدول أيضاً!

استبدل العرب الطرب التركي (أمان.. أمان، ويا ليل يا عين) والموشحات الأندلسية بالغناء الأمريكي (الفيديو كليب)، واستبدلوا هز البطن العثماني الممل، بهذا الرقص الأفعواني الأمريكي المثير الذي تؤديه حور الأرض العربية على شاشات الفضائيات (عينك عينك).

فالعربي الجائع اليوم يأكل خبزاً بغضَّ النظر عن الخبّاز.

-4-


لم يعد العربي ينتظر حبيبته تحت نخلة في الصحراء أو بمقربة من بئر ماء حيث تَرِدُ جمالها ومواشيها للسقاية، أو على ضفاف جدول ماء في الوادي، أو في زاروب البلدة، أو في زقاق المدينة تحت ضوء القمر.

أصبح المحبان يتقابلان في فناء المدرسة وفي (كامبس) الجامعة وفي مدرجات الملاعب الرياضية، وفي برنامج "ستار أكاديمي، أو "وسوبر ستار" وغيرهما من البرامج.

لم يعد الأحبة يهتمون بالسياسة وبالتصويت للحرية والديمقراطية قدر اهتمامهم بالتصويت للنجوم الجديدة الصاعدة في عالم الغناء والغنج.

السوبر ستار المصري محمد عطا خريج برنامج "ستار أكاديمي" أصبح أشهر من عبد الناصر!

لم يعد العربي يناجي حبيبته من الشباك للشباك، ومن الشرفة إلى الشرفة، ويرمي لها من بعيد وردة حمراء في عيد الحب، بل أصبح يقابلها ويذهب معها إلى المرقص الليلي ويقضيا ليلة صاخبة على أنغام "الجاز" و"الراب" والايقاعات الأمريكية.

استبدل العرب قول الشاعر:

هل العيشُ إلا أن تروحَ مع الصِبَا

وتغدو صريعَ الكأسِ والأعينَ النُجلِ

بأغنية المغني الأمريكي:

Birds do it, bees do it,

Even educated bees do it,

Let us do it, let us fall in love.



-4-
ماذا نقول في الحب في عيد الحب هذا اليوم؟

- في الحب السلامة، وفي الإرهاب الندامة.

- أحبوا كثيراً وبعمق، فقليل من الحب لا يكفي.

- الحب الحقيقي متاع الدنيا والآخرة.

- الحب طائر الجميع الجميل في العالم كله.

- الحب هو العملة الوحيدة عابرة القارات التي تُصرف في أي مكان، وفي أي زمان، ومع أي انسان.

- الخوف من الحب هو الخوف من الحياة.

- في الحب: واحد زائد واحد يساوي واحد!

(ينشر بالتزامن مع جريدة "السياسة" الكويتية، و "المستقبل" اللبنانية، و "المدى" العراقية، و " الأحداث المغربية")

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا ينضم العراق إلى الإتحاد الأوروبي؟!
- الإصبع العراقي: لله وللحرية
- أولويات العراق بعد الانتخابات
- العراقيون يؤدون الأحد صلاة العيد!
- الانتخابات العراقية بين الشرعية والتبعية
- صناديق الاقتراع مقابر للرعاع
- الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي
- العراق والمصير المنير
- أول شيخ أزهري يُثني ويُوقّع على -البيان الأممي ضد الارهاب
- محمود عباس والخوارج
- أسئلة الأعراب في أسباب الإرهاب
- محمود عباس والطريق إلى الدولة الفلسطينية
- -الإصلاح من الداخل- دعوة طفولية ساذجة لتطييب الخواطر وتقليل ...
- عراقٌ نادرٌ بين الأمم
- -منتدى المستقبل- خطوة على طريق -الشرق الأوسط الكبير-
- نحن والغرب: الشركاء الأعداء
- المثقفون والطغيان في المؤتمر الثالث للفكر العربي
- الواقع العربي المرير وأسئلته
- الانتخابات العراقية بين كفر المقاطعة ومعصية الاشتراك
- بشائر مؤتمر شرم الشيخ


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الحب في زمن الإرهاب