أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - اغضبى وثورى ولا تستكينى














المزيد.....

اغضبى وثورى ولا تستكينى


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 09:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




زوجها كان يزعق:

- أريد امرأة لا أريد كاتبة.

- أنت رجل وكاتب.

- رجل وكاتب، نعم، امرأة وكاتبة لا.

- ما الفرق بين المرأة والكاتبة؟

استمر الخلاف بينهما عشرين عاما.

تكتب فى الليل، تخفى أوراقها فى درج مغلق.

جاءتنى الزوجة تبكى.

قلت لها: تمارسين الكتابة كأنها عادة سرية؟

- وماذا أفعل؟

قلت لها:

كاتبة يعنى شجاعة، لا تخافى دفع ثمن الشجاعة، زوجة محبة، نعم، بشرط ألا تقتلى نفسك المبدعة، تعيشين مرة واحدة، ادفعيها بقوة، تصبحى جديرة بالكتابة، عيشى بكل كيانك، امرأة وكاتبة وكل ما عندك، وإلا ما معنى الحياة؟ أن تفقدى شجاعتك أسوأ من فقدان ساقك، تخيلى نفسك تسيرين بساق واحدة أو بعكاز من الخشب؟

التخفى يعنى الخوف، مم تخافين؟ الطلاق لا يخيف امرأة مثلك تملك نفسها وطعامها ومسكنها.

- هل الكتابة تتناقض مع أنوثة المرأة؟

- هذه أسئلة عفا عليها الزمن، تتكلمين بلغة جدتى، مفتاح شخصيتك يكمن فى كلامك، كانت جدتى تكتب بالليل وتخفى الأوراق فى درج مغلق، حتى ماتت دون أن تنطق، لم تترك وراءها أثراً أو كلمة واحدة.

- هل أنا امرأة متخلفة؟

- وماذا يعنى التخلف إلا إخفاء مشاعرك القوية، ما يغير العالم المشاعر القوية وليس الفاترة الباردة، الثورة مشاعر جامحة، الكتابة مشاعر جامحة، فى غياب المشاعر الجامحة تصبح الحياة بلا معنى ولا شكل، لا أقول لك اركبى حصاناً مثل دون كيشوت وناطحى السماء، لكن عليك ألا تستكينى وتخافى وتكتبى فى الخفاء، كتابك سيكون عظيما لو امتلكت الشجاعة، كونى مقاتلة لتكونى جديرة بالكتابة، الكتابة كالحياة دراما قوية، فيها دموع ودم، كونى كاتبة وامرأة لا تناقض فيه، حياة المرأة دراما لا تجد من يكتبها.

- نعم

- لا يكتب عن المرأة إلا الرجال، أغلب الكتب عن النساء تحمل أسماء الرجال شىء مؤسف، كل شىء يحمل أسماء الرجال حتى ما يخرج من بطون النساء.

شىء مضحك ومخز.

- عندى مخاوف تراكمت خمسة آلاف سنة وتجمدت كالجدار داخل نفسى.

- اكسرى الجدار، حطميه لتطلقى سراح نفسك.

- أخاف أن تتحطم نفسى معه.

- نفسك لن تتحطم، هذا وهم، أوهام كثيرة مفروضة علينا، اكسريها، تخلصى منها.

كيف؟

- أخرجى أوراقك من الدرج، انشريها على العالم، إن غضب زوجك دعيه يغضب، إن جاءتك ورقة الطلاق بالبريد ضعيها فى القمامة، افتحى درجك المغلق للهواء الطلق، الهواء الطلق يأتى دائما مع الطلاق، التشابه فى الحروف يكشف المعنى والشكل.

غامرى باللغة تأتك اللغة، ادفعى حياتك تعد إليك حياتك أجمل، اقتحمى المجهول، لا مستحيل فى الكتابة، كونى كاتبة مرموقة، لا تكونى الجندى المجهول، لا أحد يعبأ بالمجهولين، اغضبى من العالم وثورى، الثورة تجعل الإنسان جميلاً.

أظهرى نفسك وأسرارك للملأ، لا تخجلى من جسمك وعقلك، ارفعى رأسك، قولى أنا امرأة وكاتبة وكل ما أريد أن أكون، أنا من سلالة حواء وإيزيس وماعت، إلهتى المعرفة والحكمة والعدل.

لولا ثورات النساء فى التاريخ ما تحرر العبيد، لا يحرر الطفل من عبوديته إلا أمه، لا تحرر الرجل من بدائيته إلا امرأته.

لا تحدث الثورات فى الخفاء، الثورة والكتابة كلتاهما لا تعرف السرية.. حطمى قفل الدرج واكتبى فى النور، اغضبى وثورى ولا تستكينى.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟
- نيوتن.. زويل.. باراك أوباما
- انطقوا الصدق فالتاريخ لن يرحمكم
- نساء ورجال نتاج الفساد
- البرادعى.. زويل.. المنقذ والتبعية
- الرئيس القادم.. الروحانية الصوفية والتحرش الجنسى
- تحت غطاء الصندوق العدالة عمياء!
- النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟
- النيل يتدفق فى السويد رغم ظلم العالم
- علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟
- أنتخب رئيساً يفتقد شجاعة التعبير؟
- ثغرة الدستور لتسريب «العدل» والنزاهة
- صوت المرأة ثورة
- رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع


المزيد.....




- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - اغضبى وثورى ولا تستكينى