أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - المرأة ورفع الحجاب عن العقل














المزيد.....

المرأة ورفع الحجاب عن العقل


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 09:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شهر مارس فى العالم هو شهر المرأة، ٨ مارس هو يوم المرأة العالمى، تلقيت دعوات من مختلف البلاد للتحدث عن الثورة والنساء والإبداع، فى باريس جمعنى اللقاء بنساء عربيات وفرنسيات ثائرات، من أجل التحرر، ورغم الفارق الكبير بين وضع المرأة فى بلادنا وبلادهم إلا أن الثورة الفرنسية، مثل غيرها من الثورات فى أوروبا وأمريكا، مثل الثورة المصرية والثورات العربية الأخرى، رغم اختلاف الزمان والمكان - لم تواكبها ثورة لتحرير العقل من الرأسمالية الذكورية، لم يتم تحرير النساء فى أى بلد، القهر الاقتصادى الجنسى الأبوى الدينى والفلسفى يختلف فى الدرجة فقط من بلد إلى بلد.

ساعدت الثورات الاشتراكية فى بعض البلاد على خلخلة النظام الطبقى الرأسمالى، إلا أن العقل الذكورى، المسيحى أو الإسلامى أو اليهودى أو البوذى أو غيره، ظل مسيطرا على الأنظمة الحاكمة والشعوب، حتى النظام الشيوعى، فى الاتحاد السوفيتى وأوروبا الشرقية، ظل العقل الذكورى الأبوى مسيطرا فى الدولة والعائلة.

من السهل القيام بثورة سياسية، وإسقاط رؤوس النظم الحاكمة، لكن من الصعب تغيير العقل والثقافة والفلسفة والعلاقة بين النساء والرجال.

فى ظل أنظمة اشتراكية قد تتحقق العدالة الاجتماعية نوعا ما بين فئات المجتمع، يتمتع الرجال الفقراء، من الطبقات الأقل، بحريات اجتماعية ودينية وأخلاقية أكثر من النساء من الطبقات الأعلى، وتظل قوانين العائلة كما كانت فى الأنظمة العبودية.

أمامنا فى مصر طريق طويل شاق لتحرير النساء والأطفال من السيطرة المطلقة للرجال، لكن الثورة ستستمر وسوف تتغير قوانين الأسرة وينتهى عصر النظام الأبوى، كما ينتهى عصر الرأسمالية أيضا.

لن أشارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر، كما لم أشارك فى الانتخابات البرلمانية السابقة، التى تم إجراؤها ضد إرادة الشعب المصرى، والتى أدت إلى مجلسى شعب وشورى لا علاقة لهما بالثورة وأهدافها الأساسية.

لن أشارك فى لعب انتخابية وسياسية، يتم فيها تغييب إرادة الشعب المصرى من أجل إجهاض الثورة المصرية، والعودة بنا إلى النظام القديم بوجوه قديمة أو نصف جديدة.

السلطة الحاكمة فى مصر اليوم «عسكرية، سياسية مدنية، ودينية» هى المسؤولة عن إجهاض الثورة.. تعاونوا معاً من أجل حماية مصالحهم المرتبطة بمصالح النظام السابق.

تعاونوا معا من أجل قتل الثوار والثائرات منذ ٢٥ يناير حتى اليوم، وتشويه سمعتهم، وضربهم فى السر والعلن.

ها هم رجال ونساء النظام السابق يتواجدون، ويسيطرون على أغلب المناصب الجديدة والقديمة، فى الدولة والحكومة والإعلام والبوليس والجيش وكل مكان.

ها هى المحاكمات تؤدى إلى لا شىء، لم يعاقب أحد ممن قتلوا الشباب وممن نهبوا ثروات البلاد.

ظهرت من جديد وجوه رجال ونساء تعاونوا سنين طويلة مع النظام السابق، ضربوا الحركة النسائية المصرية، فتتوا جهودها، منعوا تكوين الاتحاد النسائى المصرى، لتصبح زوجة الحاكم هى بطلة تحرير النساء، وأعوانها من أعضاء المجلس القومى للمرأة، الذى يعاد تشكيله اليوم بوجوه قديمة ونصف جديدة، من أجل إجهاض الحركة النسائية الثورية، التى تشكلت فى ميدان التحرير، من الشباب والشابات معا.

تم صنع أبطال وبطلات للثورة لم يشاركوا فيها، لم يصبهم خدش واحد فى جسدهم. وتم إبعاد الشباب والشابات الذين صنعوا الثورة وشاركوا فيها، دفعوا ثمنها من دمائهم وعيونهم وحياتهم ومستقبلهم.

أصبح هؤلاء الثوار والثائرات فى السجون يحاكمون ويعذبون، أو فى المستشفيات يعالجون من إصابات بالغاز والرصاص الحى، حُرموا من عيونهم أو أذرعهم أو أرجلهم، حُرقت قلوبهم وقلوب أمهاتهم وآبائهم وإخوتهم وزملائهم وزميلاتهم فى الثورة.

تم صنع انتخابات للبرلمان ضد إرادة الشعب وضد أهداف الثورة، ويجرى الآن الإعداد لانتخابات رئاسية لا تقل خداعا عن الانتخابات البرلمانية لتعيين رئيس جديد لا يقل استبدادا عن الرئيس السابق، يتلقى الأوامر من القوى المسيطرة فى الداخل والخارج.

أصبح السباق فى انتخابات الرئاسة يشبه السيرك أو البورصة، كما يشبه المرشحين المتنافسين على العرش حتى الموت. هذا التكالب على السلطة والثروة؟

كيف تكون انتخابات جديدة دون دستور جديد؟ بدهية لا تحتاج إلى فقهاء فى القانون، بل إلى ضمير حى يرفض الخداع والمراوغة للإبقاء على النظام القديم والمصالح المشتركة، يتقاتلون فى الانتخابات الرئاسية بهذه الشراسة؟ مصالح الشعب تهمهم إلى هذه الدرجة؟

أغلبهم تجاوز الستين أو السبعين، مخضرمون فى لعبة السياسة، هل السلطة مغرية إلى حد تجاهل الضمير والمنطق؟

انتخابات تعرف نتائجها مسبقاً من وراء الأبواب المغلقة؟

نحن فى حاجة إلى ثورة جديدة، ترفع الحجاب عن العقل المصرى، وتحررنا - نساء ورجالا - من الجهل والتجهيل الذى نعيش فيه.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد
- نساء تونس ونساء مصر
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن


المزيد.....




- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...
- تبلغ 73 عاما.. من هي المرأة التي خططت لاغتيال نتنياهو بقذيفة ...
- بعد 8 سنوات من الدوام الليلي.. كيف تغلّبت ممرضة على اضطراب ا ...
- ظروف مأساوية للنساء الحوامل في غزة وسط الحرب والحصار
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل “هنـــــــــــ ...
- مؤشر جديد للفقر في العراق يسلّط الضوء على النساء: انخفاض طفي ...
- اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية
- في العراق.. تسريب صور المحامية والناشطة زينب جواد يثير غضبًا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - المرأة ورفع الحجاب عن العقل