أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف














المزيد.....

التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 10:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعثرت الثورة المصرية، وكادت تجهض بالقوة المسلحة، لولا صمود النساء المقاتلات، وأمهات الشهداء، وأطفالهن وآبائهن وزملائهن فى الثورة وزميلاتهن.

عددهن بالآلاف لكنهن بالإصرار والاستمرار يجذبن الملايين إليهن عند الضرورة، يتدفقون من كل المحافظات والشوارع والحوارى والميادين، دفعوا ثمن حرية الشعب المصرى وكرامته بالدم والدمع والعرق والتعب والأرق والنوم على الأسفلت فى الحر والبرد، لولا صمود هؤلاء حتى الموت، والتعذيب فى السجون والضرب وتمزيق الملابس حتى التعرى، لتم القضاء على الثورة نهائيا على يد المجلس العسكرى والإخوان والسلفيين، ونخبة النظام المتملقة للثورة، ثم المتحولة عنها حين تضرب.

رددت هذه النخبة المتلونة أقوال المجلس العسكرى عن ثوار مصر، شوية بلطجية يخربون الدولة لصالح مخطط أجنبى، يتميز القانون السياسى والأخلاقى بالازدواجية، بالكذب وخيانة العهد، العبودية الطويلة تحت حكم الاستعمار والاستبداد، وضرب الثوار فى السجون، وضرب النساء فى البيوت، واحتقار الخدم والفقراء، وعقاب الضحايا من الأطفال، عندنا خمسة ملايين طفلة وطفل فى الشوارع، ضحايا القانون الظالم المزدوج، يتخلى الأب عن ابنه أو ابنته، يلقى بزوجته إلى الشارع لإرضاء نزوة، يدعمه القانون، تغيب العدالة فى الدولة والعائلة، يلتزم رجال القانون بما يسمونها العدالة «القانونية» وليس العدالة الأخلاقية، لأن القوانين تقوم على الظلم، حسب النظام الطبقى الأبوى الحاكم، بدلا من محاكمة مبارك أمام محكمة عسكرية، بصفته رجلا عسكريا، إذا به يحاكم أمام محكمة مدنية عادية، أما الشابات والشباب الوطنى، الذين رفعوا رأس مصر عاليا بعد الثورة، فإنهم يحاكمون أمام المحاكم العسكرية ويعذبون فى السجون، وتشوه سمعتهم. المجلس العسكرى لا يحاكم على قتل وضرب وسحل الشابات والشباب الثورى، بحجة أن القانون لا يسرى على العسكريين كما يسرى على المدنيين، حجة واهية بالطبع، لماذا لا يحاكمون أمام محكمة عسكرية؟

يمكن لرجال السلطة أن يبرئوا الحاكم الظالم تحت اسم القانون، ويمكن أن يعاقبوا الضحايا المظلومين تحت اسم القانون، وينتقلوا من محاكم عسكرية إلى مدنية كما يشاؤون. كان المفروض أن تحكم الشرعية الثورية بعد الثورة بقوانين عادلة جديدة ودستور عادل جديد، لكن المجلس العسكرى مع القوى الدينية والسياسية السائدة قاوموا الإرادة الثورية لتغيير الدستور. كيف يمكن انتخاب برلمان جديد بدستور قديم؟ وكيف يمكن انتخاب رئيس جمهورية جديد بدستور عتيق تم ترقيعه ليخدم القائمين على الحكم؟

النظام القديم (مع الاستعمار الخارجى) لايزال يحكم، ويسرع بانتخابات برلمانية ورئاسية مفتعلة متسرعة، خوفا من التغيير الثورى الحقيقى تعثرت الثورة وكادت تنتهى، لأنها لم تفرض الشرعية الثورية منذ البداية، وتركت المجلس العسكرى والقوى السلفية والإخوانية يحكمون بقوة السلاح والدين، لكن الثورة المصرية نجحت بقوة الملايين، بل تطورت مؤخرا إلى ثورة ثقافية وأخلاقية بسبب شجاعة النساء وزملائهن الرجال الثائرين. استطاعت المرأة الثائرة الصامدة أن تحدث ثورة فى القانون الأخلاقى المزيف، ومفهوم الشرف الضحل، واختزال كيان المرأة المصرية لتكون مجرد جسد، يغطى بالتدين الزائف أو يعرى فى السوق الحرة أو بالضرب، أعطت المرأة الثائرة درسا أخلاقيا للجميع، قادرا على تغيير النظرة الدونية للمرأة. المرأة عقل داخل جسد يتحدى رصاصهم وقنابلهم حتى الموت. الشرف هو الثورة ضد نظام فاسد وقوانين فاسدة. كشفت النساء الثائرات عورات النظام الحاكم.

صورة المرأة العارية فى الإعلام جرحت شعور هيلارى كلينتون الأنثوى الرقيق، لا يجرح شعورها مذابح النساء والأطفال والرجال، على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية - الأمريكية والناتو.

هيلارى كلينتون فى حماسها الاستعمارى تحت اسم حماية المرأة المصرية، تشبه غزو الجيش البريطانى لمصر ١٨٨٢ تحت اسم الحماية، تشبه حماس بعض الرجال، تحت اسم «الدكر» لحماية الأنثى، التى تعرت، كم عدد الآلاف الذين اخترق رؤوسهم وعيونهم الرصاص الحى فى الشوارع والميادين؟ رأيت بعينى بقايا مخ الإنسان المصرى فوق الأسفلت فى شارع قصر العينى، وجثث القتلى رجالاً ونساء وأطفالاً، مكومة فى مشرحة زينهم، مثل قطع اللحم المجمد فى علب الصفيح، هتفت الشابات والشباب فى المظاهرات: «ارفعى راسك يا أختى.. أنت أشرف من اللى داسك»، هذه العبارة الموجزة تغير مفهوم الشرف.

الشرف لا تثبته الكشوف عن العذرية. الشرف فى رأس المرأة وعقلها، لم يتحرر العبيد والنساء فى التاريخ إلا بالدماء. أحد الكتَّاب الكبار يقول إن ثورة يناير المجيدة تم تشويه صورتها بهؤلاء الشباب الذين يحرقون المجمع العلمى، كنز مصر العظيم، يبكى عليه الكاتب الكبير ولا يبكى على دماء الآلاف من شباب مصر وشاباتها، كنز مصر الحقيقى. أستاذ جامعى كتب: العيال الشوارعية خربوا البلد، الناس بتترحم على أيام مبارك، الخطة رسمتها الثورة المضادة لإنهاء الثورة دون جدوى.. الثورة مستمرة.



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد
- نساء تونس ونساء مصر
- «الجدل» قمة الفضائل .. علموا أطفالكم الجدل
- ميدان التحرير فى قلب مدينة لندن
- الثورات والنساء وتقسيم الشعوب
- صاحب الجلالة والنساء
- العضلات السياسية فى مصر وانسحاب المرأة
- هل المرأة تصلح رئيسة دولة؟
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ 2
- لماذا تكون السياسة مصالح وليست مبادئ؟ (١)
- زعيم الإخوان المسلمين وزعيم الشيوعيين
- الدفاع عن سيناء بعصا موسى السحرية!!
- ماذا يقول القراء والقارئات؟
- امرأة تكتب فى الليل
- العدالة عمياء ولا عزاء لمن يرون
- أحداث أوسلو والثورات الشعبية الجديدة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف