مساعدة النساء اللواتى يضربن ( 3 - 3 )

مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 12:47
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

ماذا يمكن فعله لمساهدة التساء اللواتى يقعن ضحية للعتف ؟ فى البداية يلزم ان يتفهم المرء مايعانينه. فغالبا ما لا يقتصر الاذى الذى يسببه الضرابون على الاساءة الجسدية. بل يلجأ هؤلاء عادة الى التهديدات الشفهية ايضا. وهكذا تشعر الضحية بانها عديمة القيمة والنفع.
تأملوا فى حالة روكسانا التى ذكرت قصتها فى المقالة الاولى. فأحيانا يستخدم زوجها كلمات جارحة. تروى روكسانا : " انه يطلق على القابا محقرة. ويقول : انت لم تنهى دراستك. فكيف ستتمكنين من الاعتناء بالاولاد بدونى ؟ انت ام كسلانة لا تنفعين بشئ. هل تظنين ان السلطات ستدعك تحتفظين بالاولاد اذا تركتنى ؟ ".
ويعزز زوج روكسانا سطوته بمنعها من التصرف بالمال. ولا يسمح لها باستعمال السيارة. كما انه يتصل بها هاتفيا طوال اليوم ليعرف ماذا تفعل.
يرى من ذلك ان الاساءة الى رفيقة الزواج ليست بالمسألة البسيطة. لذلك اصغوا بتعاطف كى تتمكنوا من تقديم المساعدة. وتذكروا انه من الصعب عادة على الضحية ان تخبر بما يحدث لها. فينبغى ان تستمروا فى تقوية الضحية. مانحينها كل الوقت الذى تحتاج اليه لتواجه وضعها.
قد تحتاج بعض النساء اللواتى يضربن الى المساعدة من السلطات. وفى بعض الاحيان, عندما تتأزم المسألة كثيرا, بحيث تتطلب تدخل الشرطة مثلا, يمكن ان يرى الرجل المسئ جسامة افعاله. ولكن غالبا ما يتلاشى اى اندفاع للتغيير مع زوال الازمة.
هل ينبغى ان تترك المرأة التى تتعرض للضرب زوجها ؟ لا تجبر الزوجة التى تضرب على البقاء مع رجل يعرض صحتها وربما حياتها للخطر. وما تفعله المرأة فى هذا الشأن يبقى قرارها الشخصى. ولا ينبغى لأحد ان يقنع الزوجة بترك زوجها, وكذلك لا ينبغى لأحد ان يضغط على الزوجة التى تضرب كى تبقى مع رجل مسئ حين تكون حياتها معرضة للخطر.
هل يمكن ان يغير الرجال العنفاء سلوكهم ؟ هذا مافعله البعض. ولكن لا يتغير الضراب عادة الا اذا (1) اعترف ان تصرفه هذا غير لائق. (2) اراد ان يغير مسلكه. (3) طلب المساعدة.
طبعا اذا كف الرجل عن الضرب فلا يعنى ذلك ان سلوكه تغير. فيجب ايضا ان ان يتبنى موقفا جديدا كليا تجاه زوجنه. فعلى الضراب ان ينظر الى زوجته كمعين له لا كخادمة, وان يعطيها كرامة لا ان يعتبرها ادنى منه, ويدرك ضرورة الاستماع الى زوجته.
فى عالم اليوم لا مكان للرجل الطاغية والمستبد.
نعرة الرجولة مشكلة عالمية ان الاشخاص الذين لديهم نعرة الرجولة ويسيئون الى النساء هم مشكلة عالمية. وهذا واضح فى التقارير التالية :
مصر : اشارت دراسة دامت ثلاثة اشهر فى الاسكندرية ان العنف المنزلى هو السبب الرئيسى لتعرض النساء للأذى.فهو سبب 27,9 فى المئة من الزيارات التى تقوم بها النساء للمراكز الطبية المحلية لمعالجة اصاباتهن.
تايلندا : فى اكبر ضواحى بانكوك يتعرض 50 فى المئة من النساء المتزوجات للضرب بشكل دائم.
هونج كونج : عدد النساء اللواتى يقلن ان شركاءهن يضربونهن ارتفع اكثر من 40 فى المئة فى السنة الماضية.
اليابان : عدد النساء اللواتى يلجأن الى مراكز الحماية ارتفع ارتفاعا كبيرا بسبب عنف رجالهن.
بريطانيا : كل 6 ثوان يحدث اغتصاب او ضرب او طعن فى بيت ما فى بريطانيا.
بيرو : سبعون فى المئة من مجموع الجرائم المبلغ عنها للشرطة تتعلق بنساء يضربن ازواجهن.
روسيا : خلال سنة واحدة, قتلت 14,500 امرأة روسية على يد ازواجهن, وصارت 56,400 امرأة اخرى معوقة او تعرضت للأذى الشديد فى الاعتداءات المنزلية.
الصين : المشكلة جديدة وهى تتفاقم بسرعة مذهلة وخصوصا فى المدن.
نيكاراجوا : العنف ضد المرأة فى نيكاراجوا يزداد. وفى السنة الماضية تعرضت 52 فى المئة من النساء لشكل من اشكال العنف المنزلى على يد رجالهن.
( هذه الاحصاءات قديمة نوعا ما فالازمة تتصاعد والاعداد تزايد على مر الوقت )
فى المقالة القادمة سنتحدث عن تصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة التى تختص بالعنف ضد النساء.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل