لماذا يضرب الرجال النساء ؟ ( 2 - 3 )

مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 21:07
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

يقول بعض الخبراء ان احتمال موت النساء على يد شركائهن الذكور اكبر من احتمال موتهن على يد كل انواع المعتدين الاخرين مجتمعين. وقد اجريت دراسات كثيرة لمحاولة وقف العنف ضد الزوجات. فأى نوع من الرجال يضرب زوجته ؟ كيف كانت طفولته ؟ هل كان عنيفا خلال فترة التودد ؟ وكيف يتجاوب الرجل الضراب مع المعالجة المختصة ؟
احد الامور التى عرفها الخبراء هو ان من يضربون زوجاتهم ليسوا جميعا متشابهين. ففى اسفل القائمة هنالك الرجل الذى لا يلجأ الى العنف الا قليلا. وهو لا يستخدم سلاحا وتاريخه ليس حافلا بالاساءة المتواصلة الى زوجته, كما ان العنف ليس من طبيعته بل يبدو انه يتأثر بعوامل خارجية. اما فى اعلى القائمة فهنالك الرجل الذى يصير الضرب عنده عادة. فلا يتوقف عن الاساءة , ويكاد لا يبدى اى ندم.
ولكن وجود انواع مختلفى من الضرابين لا يعنى ان بعض اشكال الضرب غير خطيرة, فكل نوع من الاساءة الجسدية يمكن ان يسبب الاذى, حتى الموت. لذلك اذا كان عنف احد الرجال اقل تكرارا او اقل شدة من عنف رجل اخر, فلا يجعله ذلك مبررا. فلا يوجد عنف يمكن التغاضى عنه. ولكن اية عوامل يمكن ان تجعل الرجل يسئ جسديا الى المرأة التى تعهد ان يحبها باقى حياته ؟
ليس مستغربا ان يكون عدد من الرجال المسيئين جسديا قد تربوا فى عائلات تحدث فيها اساءة. يكتب مايكل غروتش, الذى قضى اكثر من عشرين سنة وهو يجرى ابحاثا حول الاساءة الى رفقاء الزواج : " معظم الضرابين تربو فى بيوت تدور فيها المعارك, فالاطفال والاولاد الصغار ترعرعوا فى محيط عنيف تعتبر فيه الاساءة العاطقية والجسدية امرا عاديا ". وبحسب قول احد الخبيرات, يمكن للذكر الذى يترعرع فى محيط كهذا ان يتشرب من ابيه احتقار النساء فى سنواته الباكرة. فيتعلم الصبى انه يجب على الرجل ان يتحكم دائما فى النساء وان ذلك يتم باخافتهن وايذائهن والحط من قدرهن. وفى الوقت نفسه يتعلم ان الطريقة الفضلى ليرضى عنه ابوه هو ان يسير على خطاه ".
توضح التجربة والاختبار ان سلوك الوالد يؤثر كثيرا فى الولد, سواء للخير او الشر. طبعا لا يجوز التذرع بحجة المحيط العائلى لتبرير ضرب الرجل زوجته, لكن ذلك قد يعطى فكرة عن اسباب نشوء الطبع العنيف عند الشخص.
ان بعض البلدان يعتبر ضرب المرأة امرا مقبولا وطبيعيا ايضا. يذكر تقرير صادر عن الامم المتحدة : " فى مجتمعات كثيرة يسود اقتناع شديد بأن للرجل الحق فى ضرب زوجته او تهديدها بالعنف الجسدى ".
حتى فى البلدان التى لا تعتبر فيها هذه الاساءة مقبولة, يتصرف افراد كثيرون بأسلوب عنيف. وبفاجأ المرء لدى معرفته رأى بعض الرجال غير المنطقى فى هذا الشأن. فبحسب صحيفة انجليزية, وجدت دراسة اجريت فى شبه جزيرة الكيب فى جنوب افريقيا ان اغلبية الرجال الذين يدعون انهم لا يسيئون الى زوجاتهم يشعرون ان ضرب المرأة شئ مقبول, وان هذا لا يعد عنفا.
كما يتضح, غالبا ما تبدأ هذه النظرة المعوجة فى الصغر, ففى بريطانيا مثلا, اظهرت دراسة ام 75 فى المئة من الصبيان الذين تبلغ اعمارهم 11 و 12 سنة يرون ان ضرب الرجل للمرأة امر مقبول اذا استفزته.
يمكن ان يساعد العاملان المذكوران انفا على فهم سبب الاساءة الى رفيقة الزواج, لكنهما لا يبررانها. وبعبارة اخرى, ضرب رفيقة الزواج خطية جسيمة فى عينى الله الذى يكره العنف لأنه يسبب اذى كثيرا للعائلة ككل.
ولكن ماذا يمكن فعله لمساعدة ضحايا الاساءة الجسدية ؟ وهل يوجد امل فى ان يغير الضرابون سلوكهم ؟
الى المقالة الاخيرة.
قول : " الرجل الذى يعتدى بالضرب على زوجته لا يقل جرمه شأنا عن الرجل الذى يلكم شخصا غريبا ".
دلائل تنذر بوقوع المشكلة :
بحسب دراسة فام بها ريتشارد جلس فى جامعة رود ايلند فى الولايات المتحدة, قد تنذر الدلائل التالية بوقوع مشكلة الاساءة الجسدية والعاطفية فى المنزل :
1 - سبق ان اشترك الرجل بطريقة ما فى عنف منزلى.
2 - عاطل عن العمل.
3 - يتعاطى مخدرات غير مشروعة على الاقل مرة فى السنة.
4 - عندما كان يعيش مع والديه, رأى اباه يضرب امه.
5 - ليس الرجل والمرأة متزوجين بل يعيشان فى مساكنة.
6 - اذا كان يعمل فهو يتقاضى اجرا زهيدا.
7 - لم يتخرج من المدرسة الثانوية.
8 - يتراوح عمره بين 18 و 30 سنة.
9 - هو او زوجته او كلاهما يستخدم العنف نحو الاولاد فى البيت.
10 - الدخل ادنى من مستوى الفقر.
11 - الرجل والمرأة من خلفيتين حضارتين مختلفتين.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل