أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الما يسوكه مرضعة ضرب العصا لازم ينفعه














المزيد.....

الما يسوكه مرضعة ضرب العصا لازم ينفعه


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 11:29
المحور: كتابات ساخرة
    


من المؤكد انكم سمعتم بالقصة الشعبية التي طلب فيها الملك من ازلامه المقربين ان يحكوا له قصة لاتنتهي. وبعد محاولات باءت بالفشل انبرى احد الحشاشين ليقص على مسامع الملك المفدى قصة النملة التي جاءت واخذت حبة قمح وذهبت ثم جاءت نملة اخرى واخذت حبة اخرى وذهبت ،بعدها جاءت نملة ثم اخرى واخرى واخرى ليأخذن حبات قمح ويرجعن وتعود النملة الاولى لتأخذ حبة قمح وهكذا.. ولم تنته القصة حتى نزع الملك عمامته ثم جبته وصاح بالحاكي" ولك بس عاد ترى شلعت قلبي".
ولأننا مولعون بالتراث ومتمسكين باهدابه خوفا من الغرق والفضيحة فقد اراد ملكنا وفقه الله ان يضع حدا للانفجارات التي ابتلى بها اولاد الملحة واعلان البراءة من مقولة "ان لم تمت بالحر متّ بعبوة".
وهكذا كان..
فقد انفقت الحكومية العراقية ما يقارب المليار دولار لشراء اجهزة فحص التفجرات وهي كما قيل تحتوي على الاشعة الصينية (الجيل الثاني للاشعة السينية), واكتشف القوم بعد ان صحوا ذات يوم من النوم ان هذه الادجهزة التي سموها"السونار" مرة و"المجرشة" مرة اخرى و"المكفخة" مرة ثالثة لاتعمل بما فيه الكفاية وقد سببت في تفجيرات راح ضحيتها عدة ألاف من البشر ساهموا بموتهم في افساح المجال للاخرين في الحصول على مواد غذلئية اضافية من بطاقة التموين.
ولأن اعضاء الحكومة والبرطمان والمسعولين الاخرين يخافون على حياتهم بالدرجة الاولى فقد ارتأوا استبدال هذه الاجهزة باخرى نافذة الصلاحية ومن بلدان الكفار الاخرى.
وعند هذه النقطة احتدم الجدل في جهتين، مجلس الوزراء وامانته العامة من جهة ومجلس البرطمان من جهة اخرى.
ولأن الشباب في هاتين الجهتين يؤمنون ايمانا مطلقا بالديمغراسية فقد استمعت كل جهة الى الاراء المتبادلة واستمر ذلك مئات الليالي راح خلالها عشرات من اولاد الملحة الذين كانوا يتسكعون على قوارع(جمع قارعة) الطريق الى سمائهم السابعة.
وفي آخر يوم من ايام السنة الماضية وبعد ان ملّ القوم ليس من تبادل الأراء وانما للحضور الالزامي لهذه الاجتماعات التي فرضت عليهم فرضا فقد توكلوا على الله ووافقوا على مشروع جديد رصد له اكثر من 50 مليون دولار.
هذا المشروع كان فكرة في منتهى "التقدمية والعصرية" وهو ببساطة استيراد اجهزة لكشف كذب هذه السونارات وستكون مرافقة لها أي متلازمة معها وعلى اي فرد من افراد السيطرة ان يستعين بسائق الشاحنة المزمع فحصها ليحمل معه هذه الاجهزة الجديدة بغية السرعة في الانجاز.
وقبل التوقيع على هذا المشروع اقترح احد "العباقرة" ممن لم يحظ العراق بمثله منذ قرون ان يصار الى تخزين اجهزة جديدة اخرى لفحص "كذب اجهزة الكذب" لأستعمالها وقت الحاجة ولابأس من الاستعانة بسائق المركبة واحد ركابها واذا تعذر ذلك يمكن السماح للسائق بمواصلة سيره.
ووافق الجميع على هذا الاقتراح العملي والفعال وتم التوقيع على المشروعين وسط تصفيق حاد من ايادي اولاد الملحة التي لم تزل حرارتها عالية جدا في تلك الايام.
ولكن هذا التصفيق لم يستمر طويلا اذ انبرى احد المارة ليسأل باعلى صوته"ومن يضمن ان هذه الاجهزة الجديدة صادقة في الكشف عن الكذب؟؟ لابد اذن من استيراد اجهزة اضافية اخرى لكشف كذب كذب الكذب وتكون ايضا ملازمة للاجهزة المستعملة ويستعملها طاقم جديد من افراد نقاط السيطرة ولكل واحد مهمته الخاصة في حمل جزء من الجهاز بعد ان يتم ترقيمه حسب الحروف الابجدية.
وهنا ايضا وافق القوم على هذا المشروع المقترح واشار التصفيق الى موافقة الاكثرية وتم التوقيع على المشاريع المقررة والزام وزارة المالية برصد الميزانية المخصصة شرط ان تكون مفتوحة تحسبا لأي طارىء يمكن ان يتسبب في انتكاس هذه الاجهزة في عملها ويصبح من الضروري استيراد اجهزة اخرى لكشف كذب الكذب وابو كذب الاجهزة القديمة.
وبعد ان تم مناشدة مصانع البلدان الكافرة تم استيراد الوجبة الاولى من الاجهزة المرقمة اعلاه وحفظت في صحراء الزبير قرب اخواتها اجهزة الكهرباء التي لم تزل نائمة هناك منذ اكثر من سنتين.
ومرت الايام الخوالي ليتم استيراد الاجهزة رقم 2 حسب الجدول المعد لذلك اعقبتها وصول الوجبة رقم 3 من هذه الاجهزة.
وحسب تقارير العلاقات العامة في مجلس البرطمان فان ميناء الفاو العميق شهد وما يزال ازدحاما غير عادي للبواخر التي وصلت اليه وهي محّملة بالاجهزة حسب ترقيمها الذي وصل الى رقم 10 والحبل على الجرار.
ومازالت الاجهزة تتوالى حتى كتابة هذه السطور.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدراء البلديات لايعرفون ما هو آت
- المنقبات المنقبات.. السافرات السافرات
- ايها الرقعاء.. قليلا من المروءة
- شعيط ومعيط وخامسهم...
- حليب ابو قوس في ساحة الفردوس
- اسراب البوري الرفيع في ذهن القائد الرقيع
- زين يابه؟؟
- اذا كانت هاي مثل ذيج ،خوش مركة وخوش ديج
- احدث الطرق في تعاطي الحشيشة بدون شيشة
- شعرة معاوية بين باستيل فرنسا وابو غريب العراق
- سور سليمان عليكم.. ومنكم
- عن (هوايش) ايام زمان وحمير اليوم
- الشاطحون والشاطحات والمؤمنون والملحدات
- فلك صابك ابو حسين
- بعض من حكايات جدتي عن ذلك الزمان الاغبر
- والله عيب.. عيب يا أهل الزبير
- بستوكة الحكومة العراقية الموقرة
- ابو الطيب بطران.. بطران ياولدي
- من يدلني على اغبى من حاتم الطائي
- الشاطر والمشطور وما بينهما


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الما يسوكه مرضعة ضرب العصا لازم ينفعه