محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 14:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلما أفتح القرآن و أبدأ بقراءة سورة الفاتحة يأتي على ذاكرتي ما ذكره (علي الدشتي)، في كتابه (23 عاما. دراسة في السيرة النبوية المحمدية)، بأن هذه السورة ليست جزء من القرآن الذي "نزله" الله على نبيه محمد، و إنما هي دعاء من المسلمين إلى الله.
و قد كان (رشتي ) مسجونا، و يمكن أنه سجن نتيجة أفكاره التي لاتتفق مع وعاظ سلاطين وقته.
و يقال أن الصحابي عبد الله بن مسعود كان له نفس الرأي في سورة الفاتحة –أو سورة الحمد-، و بسبب معارضته اسلوب جمع القرآن، في زمن الخليفة الراشدي الثالث: الأموي عثمان بن عفان، فإنه تلقى ضربا مبرحا على مذاكيره من قبل جلاوزة هذا الخليفة الراشدي المسلم الذي يُنسب إلى زمنه اختيار القرآن الذي نقرأه الآن. و لهذا يسمى القرآن بالقرآن العثماني.
و لم يقبل عبد الله بن مسعود اعتذار الخليفة بعدئذ و ظل ناقما عليه حتى احتضاره.
و في كل يوم و عبر صلاتهم الخمسة و عن طريق تلاوة سورة الفاتحة يدعو المسلمون الله بـ "إهدنا الصراط المستقيم" و كأنهم لم يهتدوا إليه سابقا طوال حياتهم الدينية. فهل أن المسلمين لم يهتدوا إلى الصراط المستقيم بعد؟ أم أن هناك إلحاح منهم إلى الله؟
إن المهتدي إلى الصراط المستقيم لا يحتاج إلى أن يهتدى مرة ثانية و ثالثة إليه، ولربما يكون الدعاء أفضل لو كان لطريق ثان أفضل.
ثم يضيف المسلمون: "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين". أليست هذه الأنانية بعينها. يريدون الطريق المستقيم لهم وحدهم و ليس للمغضوب عليهم.
ألم يأتي الاسلام و قرآنهم ليهدي الناس جميعهم، بما فيهم الضالين، بل أن الضالين لهم حاجة أكبر من المهتدين. و الحقيقة أن الهداية إلى الطريق المستقيم يجب أن تكون للضالين لا للذين اهتدوا إليه. إلا أن المسلمين لا يريدون أن يجد المغضوب عليهم و لا الضالين صراطهم المستقيم.....
و هم يقصدون بالمغضوب عليهم: اليهود و بالضالين: المسيحيين.
محيي هادي-أسبانيا
25/07/2012
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟