أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد















المزيد.....

خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 19:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الآن تمتحن أصالة المثقف و الصحفي و السياسي و قدرته على صوت الحق و الترفع عن الالتحاق بزمرة المروجين للكذب".. كلمات الصحفي المصري سيد زهران توجز حالة البعض ببلادنا .. ألم تر كيف يتكلمون عن الأمازيغ و كأنهم اليهود .. وعن الأكاديمي محمد شفيق وكأنه تيودور هرتزل مؤسس الدولة اليهودية .. وعصيد على أنه "وايزمان" مهندس الضربة الجوية التي دمرت الطائرات المصرية قبل إقلاعها .. والدغرني وكانه إسحاق رابين الذي قمع انتفاضة 87 بتكسير عظام الفلسطينيين .. ورشيد راخا و كأنه أولمرت الذي شن حربا لا هوادة فيها ضد إسلاميي غزة .. و أمينة بن الشيخ و كأنها تسيفي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية إبان الحرب على حزب الله .. والملكة الأمازيغية "تهيا" وكأنها غولدا مائير التي قالت "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة" .. ويتحدثون عن النائبة البرلمانية تباعمرانت التي تجرأت و نطقت بكلمة بالأمازيغية في البرلمان و كأنها رددت ما قاله الممثل الأمريكي هاريسون فورد "العرب أكثر قذارة من الحيوانات و نحن اليهود شعب الله المختار فلا مجال للمقارنة" ..
كما أن العربان يتلذذون بتبخيس الناس أشياءهم .. فلم يرتح لهم بال حتى انحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي و كأنه حزب "كاديما" .. ويبدو لهم حرف الزاي في العلم الأمازيغي و كأنه النجمة السداسية وسط العلم الإسرائيلي .. ولا تتحمل أعصابهم سماع الأغنية الأمازيغية و كأنها النشيد الوطني الإسرائيلي .. ولا يرون أي فرق بين الكونغرس العالمي الأمازيغي و الحركة الصهيونية العالمية ..ولا بين شعار الأول "أوال أكال أفكان" و شعار الثانية "فلسطين داوود سليمان" .. ولا يقرؤون الصحف الأمازيغية "تاويزا" و" العالم الأمازيغي" و كأنها "معاريف" أو "يدعوت أحرنوت" الإسرائيليتان .. ويكتبون في جرائدهم شماتة على زلزال الحسيمة وكأنها مستوطنة في قلب القدس ك "قرية بن غوريون" .. ومع ذلك لم يتساءل أحد عن هذا الحقد الدائم باسم الإسلام و العروبة على رموز الأمازيغ ..
تزداد و تنتشر الجماعات و المجموعات و الجمعيات و المنظمات والتنظيمات كالفطر وهي تهنيء بعضها بعضا في كل خطوة في طريق الهجرة إلى الماضي واستعادة الخلافة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر "جماعة التوحيد والجهاد" و "حركة أنصار الدين" اللتين تهدمان القبور في شمال مالي منغصين على الأمازيغ الأزواديين فرحة استقلالهم .. و طالبان و القاعدة التي تسفك دماء الجميع وحطمت تمثال يودا في أفغانستان و "الجهاد الإسلامي" و"التوحيد والصلاح" و "العدالة و التنمية" الذي يحرض على الأمازيغ و "العدالة والبناء" و"حزب النور" و"حزب الاستقلال" و "حزب الله" و"حماس " و"بوكو حرام" و "الجماعة السلفية للدعوة و القتال" و "الجماعة الإسلامية المقاتلة" و "الجيش الإسلامي للإنقاذ" وكل الأحزاب و التنظيمات ذات خلفية عروبية و إسلاموية و التي سببت في صراعات تهدد وحدة الجنس البشري بل وقد تقضي عليه تماما مما يؤكد بالملموس قولة الفيلسوف فوكو الشهيرة "الدين عقل مجتمع لا عقل له" وهؤلاء هم الذين يجلبون العار للإسلام ولكن من يجرؤ على قول الحق من "عربنا" ..

فإن كان الله يحب من عباده الخطائين فهو بالتأكيد لا يحب منهم المنافقين .. يتكلمون في مسلسلاتهم عن عدالة عمر "الفاروق" وفي الواقع يغضون الطرف عن ظلم "الإخوة" صدام و البشير والقذافي و بوتفليقة و الأسدين وشيوخ الوهابية و بلادن الذين تفننوا في الذبح و التنكيل بالأقليات الشيعية والكردية و المسيحية .. أما وقد استهدف الاضطهاد الأقلية المسلمة في ميانامار فلم يعد السكوت من ذهب .. فارتفعت أصوات "المسلمين" عبر الفضائيات و الفايس بوك لتخليص إخوانهم من بطش الأعداء البوذيين وكأنهم تجاهلوا القمع الوحشي الذي تعرضت له جل الأقليات الدينية والعرقية في المجال العربي الإسلامي تحت عبارات "وأد الفتنة" و"الوحدة الوطنية" و"العصابات المسلحة" و "جرذان النيتو" و"الخارجين عن القانون" و "المغرر بهم" و" الفئة الضالة" و "المتخابرين مع الأعداء" و "المخربين" و "المندسين" و "متناولي حبوب الهلوسة" و "الميكروبات" و"شداد الآفاق" بالإضافة إلى "كفار" و "زنادقة" و "مرتدين" المألوفة فهده التبريرات أشبه بالعذر الأقبح من الذنب.. وحتى إن كانت مأساة هده الأقلية المسلمة حقيقية فلن تجد لها من يصدقها لأن المدافعين عنهم اليوم بشراسة في الفضائيات البترودولار كانوا بالأمس من الكاذبين وأصبح رصيدهم من المصداقية صفرا ..
لا عجب فالعقلية العربية المتدينة وحدها من يقدر على تبرير الشيء ونقيضه " عقلية تقبل أن تنشأ الأحزاب باسم الله محتوية على مزيج من الصدق و الكذب و التدليس ..ومواطنين شربوا من كأس التدين الزائف حتى الثمالة فسارعوا إلى الانخراط والتصويت على أحزاب المشروع العروبي ظاهرها المغربة و باطنها العروبة المسمومة .. الذنب ليس ذنبهم بل ذنب الدين جعلوا الناس ينتظرون الحزب المنتظر ليخرج الناس من ظلم "الميزان" و قساوة "التراكتور" ومن لسعات" النحلة" ومن ظلمات أحزاب الشيطان إلى نور حزب "المصباح" وجعلوا الناس يؤمنون بمشروع فكري و سياسي و ثقافي و اجتماعي فاشل .. دلك الحزب الذي أثنى عليه الفقهاء و نصح به المرشدون لكون أعضاءه أقرب إلى الله من الخلفاء الراشدين ومن كون أمينه العام "المهدي المنتظر" .. متجاهلين ماقالته الممثلة الهندية جول ياناج "معتقداتك لا تجعل منك شخصا أفضل ،سلوكك هو الذي يحدد دلك " ..
فعلى المغاربة ألا يتفاجؤوا غدا حين تبدأ حكومة الله بإنشاء "الشرطة اللغوية" التي ستنزل إلى الشارع لمعاقبة مرتكبي الأخطاء اللغوية في العربية .. أما ا الذين يتجرؤون بالكلام بالأمازيغية فسيرجم أمام الملأ كمن يأكل أمام الناس في رمضان .. أما من يكتب بتفيناغ فإن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له بالمرصاد .. وقد رأينا الدور البوليسي الذي يقوم به بعض الصحفيين و المثقفين المبرمجين رسميا وفقهاء خارج التغطية في تحريضهم على النشطاء الأمازيغ وكأنهم أعضاء في "الهغانا" الإسرائيلية بسبب دعوتهم إلى جعل الأمازيغية تزاحم " لغة أهل الجنة" في الدستور وما كانوا ليفعلوا دلك لولا كلمة صريحة من كبيرهم الذي علمهم السحر والدي تعامل مع الأمازيغية بوضاعة .. وهو الذي اتبع سياسة التفقير المستدامة والترويج لتطبيق نسخة معدلة من الإسلام لا أثر فيها للآيات و الأحاديث الداعية إلى استكشاف ثقافة وسبر أغوار أمم و شعوب مغايرة ..
في الوقت الذي بدأت فيه طلائع الديمقراطية في الإقبال يروج أعداءها لنسخة من الإسلام المستوردة مشحونة بعوامل التفرقة و التنافر لأن الأصلية التي نزلت على الرسول الكريم لا تخدم المشروع العروبي الساعي إلى إنشاء عالم عربي من المحيط الأمازيغي إلى الخليج الفارسي وهو مشروع فكري و سياسي و ثقافي و اجتماعي فاشل في منطقة تعد آخر معقل لقوى الظلم و الاستبداد و الذي "لا يستطيع فيه المواطن أن يفتح فيه فمه إلا عند طبيب الأسنان" على حد تعبير الدكتور فيصل القناعي في "السياسة الكويتية" .. فالأحرى بمواطني هده الدول ليس الاحتفال بل تنكيس الأعلام و إعلان الحداد تعبيرا عن حزنهم على إحلال صورا لهيمنة و التسلط و الاستبداد محل الحرية والعلمانية و الكوكبية و قيام المجتمع الديمقراطي التعددي الذي طال انتظاره ..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساكت عن الحق بنكيران أخرص
- أصابت الأمازيغية و أخطأ بنكيران ~
- رسالة إلى صديق إسرائيلي
- -القذافي-،-مبارك-– أسماء العرب الحسنى
- ألا بذكر الديمقراطية تطمئن القلوب؟!
- سقوط الصنم العربي
- هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
- الجابري – الأمازيغي المغرر به
- أكاديب العرب الحقيقية
- من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
- حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
- وصايا طارق بن زياد -العروبي-
- الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
- العرب و اليهود و احترام العالم
- العرب والهلوكوست اللغوي
- الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
- سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
- ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
- عدالة الشيطان
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد