أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ















المزيد.....

عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 18:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كالملايين من أبناء الدول العجمية التي اكتوى تاريخهم بسياط العنصرية العربية ٬ لم أجادل يوما في كون العقلية العربية بدائية٬ متخلفة ٬ خداعة و ميالة إلى التسلط و الاستعلاء .. و من يظن غير ذلك فهو من المعاندين ..

ولا يخدعون إلا أنفسهم عندما يدعون أن " العرب أمة واحدة ذات رسالة خالدة" .. كلام جميل لو لم تفضحه نظرة خاطفة على خريطة ما يسمونه قسرا ب "الوطن العربي من المحيط إلى الخليج " .. فكل دولة تظهر من المحبة الزائفة بقدر ما تبطن من الحقد الدفين .. و لكي لا نطيل في التنظير نتأمل بؤر التوتر هذه : فهناك خلاف مزمن بين المغرب و الجزائر لكونها صانعة البوليساريو .. وبين المغرب و ليبيا لكون «الزعيم مازال يستقبل أعضاء الجبهة في واضحة النهار.. و بين المغرب و قطر لكونها تسخر آلتها الإعلامية العملاقة لمساندتهم .. وبين المغرب و سوريا لموقفها السلبي من قضية المغرب الأولى .. و بين مصر و الجزائر جراء الأحداث الهمجية بعد تغلب المنتخب الجزائري على المصري في " معركة أم درمان" بالسودان .. و بين مصر و حزب الله اللبناني بعد اكتشاف مصر لخلية تابعة للحزب تخطط لزعزعة أمن الفراعنة .. و بين لبنان و ليبيا بعد اختفاء " الصدر" بها و تحميل القدافي مسؤولية اختفائه .. و بين لبنان و سوريا بعد ما مل اللبنانيون من الوصاية السورية على بلادهم.. وبين السعودية و سوريا عقب اتهام الرياض لدمشق بتورطها في مقتل الرئيس الحريري في عمل إرهابي مشين.. وبين السعودية وليبيا بعد الشجار الطفو لي بين حكام البلدين .. وبين الكويت و فلسطين لوقوف الأخيرة بجانب صدام عقب استعماره القصير للكويت " الشقيقة " .. وبين الغرب و فلسطين لمشاركة وفدها في أحد احتفالات البوليساريو .. وبين السعودية و قطر بعد إطاحة أمير قطر الحالي بوالده الموجود أنداك في زيارة للمملكة و بين العراق و الدول العربية «الشقيقة « أيضا لدورها الظاهر و الباطن في تسهيل مهمة الإرهابيين العرب بالعراق لوقف زحف الديمقراطية العراقية و إجهاض أرقى الدساتير في المنطقة..

أما الصراعات الداخلية بهذه الدول فحدث و لا حرج .. فالحرب الساخنة مازالت تحصد الأرواح باليمن لاستحالة الوحدة قسرا بين الشمال و الجنوب .. وفيما يسمى زورا وبهتانا ب " المغرب العربي" هناك خلاف مزمن بين اتحاد القوميين العرب و الإسلاميين الساعون إلى فرض التعريب و إماتة الأمازيغية و بين الأمازيغ الذين يحاولون جاهدين رد هذه الهجمة الشرسة رغم كونهم قد جردوا من جميع أشكال الدفاع عن هويتهم و ثقافتهم و عن وجودهم أيضا .. و اخر في مصر بين الأقباط و الإسلاميين .. و في السودان بين المسيحيين و المسلمين .. و مليشيات البشير العربية تطبق المساوات في الرعب و الموت بين أبناء دارفور .. وفي سوريا هناك خلاف بين الأكراد و العروبيين .. و هل أتاك حديث صراع الإخوة الأعداء بفلسطين الذي لا يتجاهله إلا المتكابرين .. و في دول الخليج فالصراع دائر بين الشيعة و السنة و بين الجميع و " البدون " .. أما في لبنان فالصراع بين الطوائف فنار تحت الرماد .. فبأي من هذه الخلافات تكذبون ؟
و رغم كل هذه الصراعات و الخلافات و الحقد الدفين لا يخجلون من ترديد عبارات " الوطن العربي " و " ممثل الكرة العربية في المحافل العربية " و " التاريخ العربي المشترك" و "اتحاد البرلمانات العربية " و " المصير العربي المشترك " و " الوحدة النقدية العربية المشتركة " .. أسماء أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى حقائق واقعية .. ويحاولون جاهدين أن يخفوا مشاعرهم الحقيقية تجاه بعضهم البعض و يتظاهرون بخلافها .. و لو تصارحوا لكان أحسن مصداقا لقول الرسول الأعظم : " لو تكاشفتم لما تدافنتم " ..

و الواقع يؤكد خلو قلوبهم من مقدار ذرة العاطفة و الإستقامة .. فهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون .. و يزورون الإنتخابات .. و يختلسون الميزانيات .. و يقصفون المحصنات .. ويقهرون اليتيم .. و يستغلون الأطفال جنسيا .. ويعتدون على الخادمات وهم قضاة .. ولا يصلون الأرحام .. و ويقتلون النفس التي حرم الله في دارفور و كردستان .. و يخسرون الميزان .. ويهمشون الأقليات باسم الإسلام و الوحدة الوطنية ..و يكذبون مع الكذابين .. ويركعون مع الراكعين .. ومع ذلك يتسائلون لماذا تقدم الغرب و تاخر العرب ؟ متجاهلين أن لتلك الشعوب إله يحميها و أن فوق كل ظالم ظلام .. فسلط عليهم الله بذنوبهم من لا يخافه و لا يرحمهم ... و مسخهم الله و أصبحوا بقدرته خير أمة أخرجت لتضحك من جهلها الأمم .. لا يصنعون إلا أطنان من العبارات و الخطب المنمقة و بتعبير الصحفي الإسرائيلي عوزي بنريمان ساخرا : " إيران تثير الرعب و الفزع في إسرائيل من محاولاتها النووية . نحمد الله أن العرب لاهون عن هذا الأمر و لا يصنعون إلا قنابل مليئة بالكلمات الطنانة " ..
عقدة الدونية هذه تدفعهم إلى التعويض عنها باحتقار عظماء الأمازيغ و الرفع من شأن أسماء عربية أقل منها قدرا كالجابري ٬ المثقف النعامة على حد تعبير الأستاذ أحمد عصيد ٬ الداعي إلى إماتة اللهجات كخطوة أولى لتعريب أصحابها .. و عثمان سعدي المصاب بعمى اللغات و لا يرى من "البربرية" إلا كونها عربية ولو طارت معزة .. و السفياني ممثل حزب البعث العربي النازي بالمغرب .. و بنسالم حميش وزير ثقافة المغاربة الناطقين بالعربية ولو كانت ركيكة .. ورسول السياسة التكسبية عبد الباري عطوان الضيف المبجل لصحيفة "المساء" و لقناة "الجزيرة" القومجية و الملاد الامن لكل عروبي مفضوح قوميا كان أو إسلاميا .. والمرتزق نيني رائد التملق الصحفي بالمغرب .. و أباطرة البزنس الديني الأمازيغيان المغرر بهم الأستاذ العثماني و الشيخ ياسين و القرضاوي .. و من تبعهم إلى يوم الدين.. .
ولا أعتقد أنني أسرف في سوء الظن إذا قلت بأن المغرب يمر بأسوأ مرحلة بسبب اللوبيات العروبية و الإسلاموية المندسة كالفيروسات في مختلف دواليب الدولة و التي تحول دون دوران عجلة الديموقراطية ببلادنا رغم مجهودات ثلة من الأخيار المؤمنين بالتسامح .. و لكن كما قال الشاعر : " متى يبلغ البنيان أشده // إن كنت تبني و غيرك يهدم" .. لقد حاولوا بكل ما أوتوا من مؤلفات و مذكرات أن تحل هذه الأسماء القومجية محل عظماء أمازيغ قلما تجود الأرض بمثلهم كالملك يوكرتن الذي جاء في كتاب الأستاذ محمد شفيق " لمحة عن 33 قرن من تاريخ الأمازيغ" أن " حنكته الحربية النادرة في معارضة و مقاومة روما تسببت في هزات أجتماعية عنيفة اجتاحت القواعد الإيطالية كلها " و هو صاحب القولة المشهورة التي ندد فيها بجشع الرومان : " روما أيتها المدينة المعروضة للبيع أنت هالكة لو تجدين مشتريا " .. و الملك يوبا 2 الذي تعجب من نبوغه فلوتارخوس من كون " بربري نوميدي (يصبح) أكثر الأدباء ظرفا و رهافة حس " .. و من أشهر مؤلفاته "ليبيكا" الذي تحدث فيه عن بلاد الأمازيغ .. أما الأمازيغي حنبعل أكبر جنرال عرفه التاريخ بشهادة المؤرخين و العسكريين فقد أدار عاصفة الصحراء من قبره الذي دفن فيه لأكثر من 14 قرنا .. ذلك أن الجنرال الأمريكي و قائد عاصفة الصحراء وفي و ثائقي حول "حنبعل" على قناة الجزيرة قال بأنه طبق خطة حنبعل بالحرف ليضمن الإنتصا ر على صدام البعثي في حرب الخليج الثانية .. ملك أمازيغي أيضا "ماسنيسا" استنجد به قائد أمركي أيضا وهو الرئيس أوباما حين ذكر في خطابه بإفريقيا بمبدأ مسينيسا الشهير " إفريقيا للأفارقة " و ذلك ليضمن تحالفهم معه ضد الأرهاب .. و على الذين مازالت لديهم ذرة شك في عظمة و قوة الأمازيغ العسكرية أن يقرؤوا تاريخ البيزنطيين البواسل الذين هزمهم الأمازيغ في معارك طاحنة سنوات 537م ٬ و 543م و 550م و 563م ٬ وقتل منهم القائد الأمازيغي "أكزمول" ثلاث جنرالات على التوالي فتأكدوا أن "الحديد لا يفله إلا الحديد" ، فقالوا كلمتهم المشهورة : " البربر لا يمكن أن يهزمهم إلا البربر " .. ولو قيلت هذه الشهادة عن العرب لملئوا الدنيا لافتات و لوضعوها على الجدران في المدارس و المساجد .. ولألفوا حولها القصص و المسرحيات و المسلسلات و لأنه ا قيلت على عظمة شعب لا يموت فقد تم تغييبه كما تم تغييب أب علم الإجتماع إبن خلدون لا لشئ إلا لأنه ذكر "البربر" بخير و أسهب في ذكر مناقبهم و لم يتملق للعرب كمعظم الكتاب و مفكري اليوم ..
هذا يدفعنا إلى الإعتقاد أن عدم وجو د هذا التاريخ و هذه الشخصيات في مقررات مدارس و إعلام الأرض التي دافعوا عنها كالأسود و بنوها بسواعدهم و لم يستجدوا أحدا ليدافع عنهم لا يمكن تبريره بالجهل .. ولا بكون هؤلاء الأمازيغ اختفوا في الغبار عند مرور عربة التاريخ التي لا تتوقف .. وهل يخفى القمر؟! لا أرى من مبرر لذلك سوى التجاهل أو بالأحرى الخوف من أن تتشبه الأشبال بالأسود فتزأر مرة أخرى فوق قمم جبال تمزغا من جديد .. فيضطر الأمويون الجدد إلى ترديد دعاء : " اللهم لا تحملنا في هذه البلاد من البربر ما لا طاقة لنا به".



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ