أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غلي جديد - - العروبة - إله العرب الجديد















المزيد.....

- العروبة - إله العرب الجديد


غلي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


" و من ثمارهم تعرفونهم " ، لا أتذكر من القائل و ما المناسبة ، وأغلب الظن أنها كلمات السيد المسيح عليه السلام ، ولكنها أصدق تعبير على سقوط القناع من على وجوه القوميين و الإسلاميين أولياء زواج المصلحة الذي رتبوا له بين الإسلام و العروبة ، وذلك باْستغلالهم البشع للقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة لمحو الأمازيغية .

كما هو معلوم ، لم يدم شغف العرب بالإسلام طويلا فْاْ ختزلوه في اللسان و المظهر و اْستبعدوه من القلب و الممارسة ، فأصبح شغلهم الشاغل إعلاء شأن العربية و لو على جماجم الشعوب العجمية ولغاتهم ، متناسين أن هيبة اللغات تستمد من مواقف أصحابها المشرٌفة و اْحترامهم لثقافات الشٌعوب و حضاراتهم ، ومن اللإنجازات العلميٌة والخدمات الجليلة التي يقدمونها للبشرية جمعا. فالعالم يتدكر الرئيس الأمريكي عند هبوط المركبة الفضائية الأمريكية على سطح القمر قائلا :"إنها خطوة صغيرة للانسان و لكنه خطوة كبيرة للانسانية " ، فلأمريكيون عكس القومجيون العرب يؤمنون لا معنى لاي برنامج يستبعد البعد الإنساني . فشعوب العالم تقدر أمريكا ليس لتفوقها في جميع الميادين فحسب بل لأنها تتسابق الى إغاتة المنكوبين في الكوارث الطبيعية كالتسونامي و الزلازل و الفيضانات و المجاعة ، وتناصر المستضعفين الرازحين تحت نير الديكتاتورية .. وحتى الراي العام الدولي الذي تحضى به إسرائيل ولو كره المعرٌبون (بكسر الراء) ، لم تحظى به سوى لأنها في نظر هؤلاء تمتلك شيئا تفتقده الدول العربية ألا و هو الديموقراطية . فالعربي عندهم يعامل على أنه مواطن كجميع مواطني إسرائيل ، له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، ويتمتع بحق التعبير والتصويت ، و المحاكمة العادلة ، و تلقي الإعلام و التعليم بالعربية لغته الأم ولا أحد يحاول أن يصادر حقه في هويته العربية .. و هذه مبادئ إنسانية لو توفرت في الدول العربية الإسلامية لكانت بالفعل "خير أمة أخرجت للناس" .

قد لا يختلف إثنان في أن الثيارين الإسلامي و القومي لم يتفق ا يوما كما اْتفق الآن على إبادة اللغة الأمازيغية لأن أهلها يبشرون و يعتزون بها و يميلون إليها أكثر من ميلهم إلى العربية مستندين في ذلك على قوله تعالى " ومن آياته اْختلاف ألسنتكم " ، و عقابا لهم على ذلك قرر القومجيون شن حرب لا هوادة فيها يقحم فيها القرآن و السنة لما لهما من تبجيل في نفوس هؤلاء البربر، و ذلك باستعمال التهجير الصٌامت بدفعهم إلى هجرة شخصيتهم المغربية الإفريقية الأصيلة الى الشخصية العروبية ، و إلى هجرة لسانهم إلى العربية ، و التي تعتبر القاسم المشترك عند العرب مع اْختلاف أديانهم و طوائفهم ، أما الإسلام فينظر إليه بعضهم على أنه عامل تفرقة يمكن التضحية به و اْستغلاله عند الضرورة .. هكذا فمن يبتغ غير العربية لغة فلن تقبل منه و هو " كافر بها و بكم أيها العرب ، دساس عليها و عليكم ، كائد لها و لكم ، عامل على قتلها و قتلكم " ، و رغم أن هذا القومجي لا يؤمن بمحمد (ص) فإنه يؤمن إيمانا صادقا أنه لولا القرآن الذي كتب بلسان عربي فصيح لماتت العربية ، و لهذا السبب الوحيد ينصح إخوانه العرب ، أيا كانت دياناتهم ، أن يعلٌمو ا " القرآن و الحديث في كل مدارسكم و جامعاتكم و لتقوم بالفصحى ألسنتكم ، و تتقوى ملكاتكم ، و يعلو نفسكم ، و تزخر صدوركم بالحكمة ، و تشرق طروسكم بساحر البيان " . عيب هذا الإستغلال البشع للقرآن و السنة لأغراض دنيئة و دنيوية ، و عيب منه ازدواجية المعايير حيث يحاكم البعض في الجزائر بتهمة ميله إلى المسيحية حين قدم لصاحب الكلمات المخجلة السابقة بفخر و اعتزاز على أنه " ولد على دين النصرانية .. إلا أنه .. صاحب سيرة عروبية ناصعة ... و بموته تنقضي صفحة مشرفة من تاريخنا و ثراتنا " .

قد يشفع للقومجيين المشارقة أنهم يبحثون عن مصلحة بلدانهم و اْستقرارها و أمنها القومي و السلم الأهلي ، و لكن تبعية القومجيين المغاربة للمشارقة لن تجد لها تبريرا لأنها تضرٌ بالمصلحة الوطنية لبلد مختلف كل الإختلاف عن بلدان المشرق العربي . فإذا كان لبنان مثلا قد وضع حدا للحرب الأهلية بتبني العروبة لكونها القاسم المشترك بين الديانات و المذاهب و الطوائف اللبنانية فإن إصرار بعض المغاربة على العروبة و التعريب في بلد أغلب سكانه ليسوا عربا فذلك ضرب من التٌداوي بالتٌي هي الدٌاء لأن المشكل عندنا هو سوء تدبير التعدد اللغوي و الثقافي .

إنها لمفارقة غريبة أن تدار شؤون المغاربة بعقلية المشارقة ، و أن توظٌف ضرائب الأمازيغ لشراء أفلام المصريين و السوريين ، و أن يدرس التلميذ المغربي لغة الشرق و تاريخه عوض تاريخ المغرب و لغاته . فمن الطبيعي إذن أن ينشأ شبابنا على هيئة أجسام المغاربة و عقول المشارقة ، يميلون حيث تميل رياح الشرقي ، و يفتحون قلوبهم لدعوات الإرهاب ، و جيوبهم للبترودولار القادم من الشرق من طرف أناس يعتبرون بلادنا مغربا عربيٌا و آخرون يعتبرونه إسلاميا .. فيجد بعض المغاربة أنفسهم بين أمرين أحدهما مرٌ .. أما الأمازيغ فيجدون أنفسهم بين عملة كلا وجهيها سيان .. عملة مزورة لم تعد تساوي شيئا في سوق القيم الإنسانية .

و لكي لا نطلق الكلام على عواهنه ، نستمع لصاحبنا القومجي في إحدى غضباته العربية مهدٌدا الأقليات المغلوبة على أمرها " و على اللأقليات التي يجرحها ذكر العروبة ، و يؤلمها التغني بمناقب الإسلام ، واحد من ثلاثة : فإما اْعتناق دين الأكثرية ، و إما الرٌحيل إلى بلد آخ ر" . الرجل واضح هنا وضوح الشمس . . لا مساواة و لا تسامح و لا هم يحزنون ، فإما الرضوخ للهيمنة العسكرية و الثقافية العروبية أو التهجير القسري . فمثل هذه الدعوات و التهديدات هي التي هوت بالإسلام الحنيف إلى الحضيض ، و قوضت أسس الإمبراطورية العثمانية الإسلامية بالتواطء مع أعداء الإسلام ، و تهدد الوحدة الوطنية و التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ، و أشعلت فتيل الحرب الأهلية في لبنان ، و مهدت الطريق أمام الغزو الأجنبي في العراق ، و لطخت صورة الإسلام بين الأمم ... و أتباع أصحاب هذه الدعوات القومجية في الإدارة المغربية هم الذين يعرقلون قطار الديموقراطية ببلادنا ، وأبقوا الأمازيغية خارج الدستور حتى الآن ، و حرموا الأمازيغ من قنوات تلفزية رغم ثقلهم الديموغرافي.. ومنعوا الحزب الديموقراطي الأمازيغي من الساحة السياسية رغم كونها تعج بأحزاب بدون رصيد من الشعبية و المصداقية .

و لكن لا مرد لقضاء القومجيين فهم في كلٌ ميدان يهيمون ، و يمزجون الدٌين بالقومٌية و العربية بالإسلام ، و يظيفون عليه الكثير من الكذب و النفاق ، و يقدٌمونه طبقا شهيٌا ، و كوكتيلا رائعا لكلٌ من تنطوي عليه حيلتهم الشيطانية ، و يصاب با نفلوينزا القومجية و يسبٌح بشعار القومجيين الخالد : " أنا العروبة لي في كلٌ مملكة // إنجيل حبٌ و قرآن إنعام " .



#غلي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غلي جديد - - العروبة - إله العرب الجديد