أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - رسالة إلى الرئيس أوباما















المزيد.....

رسالة إلى الرئيس أوباما


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 13:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست من ملايين العرب الذين يشتمون أمريكا في العلن ويلهثون في السر وراء " الكرين كارد " للالتحاق ببلاد " العم سام" . . ولست من العرب الذين يسعون منهم إلى امتلاك ما لم يبدلوا أي جهد في اكتسابه.. ولا أظن أن لا مستواي التعليمي ولا مكانتي الاجتماعية يسمحان لي بمخاطبتك.. فقط إيماني بحسن نيتك يلهمني إسداء النصح لك و أنت مقبل على مغامرة محفوفة المخاطر لعلك تغير سياسة اللا عنف التي تنهجها مع العرب و إلا ستكون وبالا على أمريكا و على العالم بأسره .

لقد كان بالود لو تصلك هذه الرسالة قبل توجهك إلى مصر لإلقاء خطابك التاريخي للعالم الإسلامي .. توجهت بنية خالصة و العالم المتحضر كله يشهد انك صادق في أقوالك وأفعالك و إلا لما منحك جائزة نوبل .. و لكنك توجهت للشعب الخطأ و المكان الخطأ في الزمن الخطأ .. ولا أظنك ستشد الرحال إلى تلك المنطقة الملغومة لو عرفت أن الذين ستخاطبهم لتصحيح نظرتهم الخاطئة لأمريكا يؤمنون أكثر من إيمانهم بالله بقول شاعرهم " لا تشتر العبد إلا والعصا معه // إن العبيد لأنجاس منا كيد ".. فهم لم يتخلصوا بعد من هذه العبودية المقيتة التي جاء الإسلام ليحاربها مند أكثر من 15 قرنا وحاربها أجدادك" إبراهام لنكولن" و "مارتن لوثر كينغ" إلى أخر رمق من حياتهما ..

وقد تعدل عن السفر لو عرفت أن النبي (ص) نفسه عانى الأمرين مع أجدادهم .. وما أن ظن الناس أنه قضي في نفوسهم على العقلية الجاهلية حتى رجعت حليمة إلى عادتها القديمة و بدؤوا يتقاتلون على المناصب في ساقفة بني ساعدة حتى قبل أن يوارى جثمانه التراب .. فما بالك أنت الذي جئت من بلاد يعتبرونها " الشيطان الأكبر ".. وإن كنت جئتهم لتقنعهم باحترام الأقليات ونبد الإرهاب والعصبية القبلية و التخلص من إسلام الجماعات الإسلامية و ٱتباع إسلام من قال فيه الله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " فقد جئتهم بما لا قبل لهم به ..

فأنت يا أخي تخاطب أناسا عقولهم في لغتهم .. حيث تعد اللغة العربية والتدين الزائف و العبودية والاستعلاء حجر الزاوية في وجودهم .. ولقد حاول المتنورون منهم رغم قلتهم دعوتهم إلى الحوار و معاملة "الاخر" المختلف بالحسنى لينسجموا مع شروط الحياة في عصر الإنترنيت و العولمة و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن لا حياة لمن تنادي .. فهل أنت قادر على إحياء الموتى سيدي الرئيس ؟

فلا تتعامل مع العرب إلا و العصا معك .. أما سياسة المهادنة هذه فما هي إلا إهدر للمال و الجهد دون نتيجة .. فالتاريخ أتبت أن اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب و بعض المسلمين هي " لغة القوة" .. فقد أتبتت نجاعتها في أفغانستان و العراق و ليبيا.. ولولا إتقان إسرائيل لهذه اللغة لما اتقت شرهم .. لذلك لا يوجد في سجون حماس إلا "شاليط" ٬ بين المئات من أبناء "فتح"٬ دخلت إسرائيل من أجله حربا مدمرة أرجعت غزة إلى قرون قبل التاريخ .. و يعد "شاليط" الإسرائيلي الوحيد داخل السجون العربية كلها رغم كثرتها .. وتعد الحدود السورية-الإسرائيلية أكثر الحدود أمنا لإسرائيل لأن قادة البعث العربي في سوريا يقدرون إسرائيل حق قدرها و يعرفون أن أي تهديد لأمن الدولة العبرية يعني زوال النظام السوري إلى الأبد..

فاحتفظت إسرائيل بذلك بهويتها الدينية والثقافية و أمن مواطنيها .. ولم تمنعها قلة مستعملي لغتها الشبه ميتة من تسلق سلم المجد و التطور مع الدول الأكثر تصنعا في العالم دون أن تمنع فلسطينيي 48 من استعمال العربية في المدارس و الإدارات و الإعلام كما تمنع العرب الأمازيغية و الكردية بمبررات واهية .. إنجاز كبير ما كانت إسرائيل لتحققه لو لم تكن تتقن اللغة التي يفهمها العرب .. فالعقلية العربية ليست هي العقلية اليابانية أيها الرئيس .. فالوقت الذي أعطيتموه لليابان استغلوه ليبلغوا من العلم درجات فأفادوا البشرية كثيرا .. أما "حماس" و "حزب الله" و "القاعدة" و "طالبان" و "إيران" فهم يسعون لاستغلال سياستكم لربح الوقت لامتلاك و تكديس الأسلحة لتقوية أنظمتها من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على شعوبها و لتفرض نظاما عاما جديدا لم ير العلم مثله من قبل ..

سيدي الرئيس .. قوة أمريكا في نظامها السياسي و دستورها واقتصادها و اختلاف قومياتها و أديانها و لغاتها قبل سلاحها .. و يجب أن تبقى دائما هكذا حتى تكون نمودجا يتحدى به و تسطع شمس حريتها على العالم أجمع .. وتلعب دور دركي العالم الذي لا يظلم عنده أحد كما كانت حبشة النجاشي أيام ظهور الإسلام .. صديقا للمظلوم و خصما للظالم و لو كان من ذوي القربى .. فلولا أمريكا لما قامت لحقوق الإنسان قائمة ولما كن هناك أمل للأقليات في حقها في العيش الكريم الذي سلبتهم إياه القومية العربية .. ولولا أمريكا أيضا لما وضع الإنسان قدما على القمر ولولاها لفتكت الأمراض و المجاعة بمن في الأرض جميعا.. هكذا تكون همة الشعوب و ليس السباحة في مستنقع التعصب الديني و العرقي في بلدان الرعب و الذل التي يتواجد بها الموجه لهم خطابك ..

أيها الرئيس المنتخب ديموقراطيا .. إني أتخيلك وأنت توجه خطابك للعربي في سابقة هي الأولى في تاريخ أمريكا و لسان حالك يقول (مستعملا تعبيرا دقيقا لنيتشه )׃ "إني أعتبرك قادرا على جميع الشرور ولذلك أطلب منك الخير . حقا كم هزئت من أولئك الضعفاء الذين يعتبرون أنفسهم صالحين لمجرد أن لا مخالب لهم ." الآن وقد تبين لك أنه " ليس في القنافذ أملس " ، إذا أردت أن تحفظ لأمريكا هيبتها فلا فطبق سياسة سلفك بوش تجاه العرب و بعض الدول الإسلامية .. و إلا سنكونن جميعا من الخاسرين ..
والسلام



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - رسالة إلى الرئيس أوباما