أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - عدالة الشيطان














المزيد.....

عدالة الشيطان


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 02:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بما أن لكل شيء إذا ما تم نقصان كما قال الشاعر فإن الأمور ما لبتت أن سارت في الإتجاه المعاكس لما تشتهيه سفن النبي (ص) و عمر بن الخطاب بانحراف العرب عن الطريق المستقيم و حلول الغدر في نفوسهم محل الوفاء و انصرفوا إلى التوظيف السياسي للدين يشترون به ثمنا قليلا .. وما يضع الإسلام في موقف حرج و يظهر الديانات و الثقافات الأخرى أكثر تسامحا هو غض العرب للطرف عن العبودية و الاحتقار و العنصرية التي يتعرض لها " الآخر المختلف " في الدول العربية ..

و تعد معاناة " البدون " بالكويت من أبشع أمثلة الإستهتار بكرامة الإنسان الذي كرمه الله و دليل ساطع على حلول القسوة مكان الرحم ة في نفوس العروبيين و على وفائهم لخصلة معاملة الإنسان و كأنه في مستوى البهائم .. أما الأمازيغ فلم يكن حالهم أفضل من الآخرين .. فاللوبيات العروبية و الإسلاموية مازالت تصر على اعتبارهم أضأل مخلوقات الله و أكثرها إثارة للرعب و الأشمئزاز .. و لتمريغ أنوفهم في التراب لا يسع القناة الثانية المغربية إلا أن تبتكر طريقة هي سابقة في تاريخ الإعلام السمعي-البصري حيث يلاحظ الجميع أن مقدمي النشرة الأمازيغية هم الوحيدون في العالم الذين يسمعون ولا تدركهم الأبصار كالجن .. هكذا تحتقر اللغة الأمازيغية في وطنها بين اللغة العربية و لهجاتها المتعددة " كالدر في الأصداف يستر زى و يبخس في الثمن " كما يقول الشاعر ..

هكذا تأبى دروس العدل و الإنصاف إلا أن تأتينا من أباليس حذرنا دعاة القومية العربية و الإسلام السياسي من كونهم لنا عدوا مبينا .. إلا أن الأمثلة العالقة في الذاكرة تفند ادعائهما و تبين أن قلوب هؤلاء " الشياطين " ملأى بمشاعر النبل و السمو .. فالعالم أجمع شاهد قيام الصحفية "عميرة هاس" و " الصحفي"جدعون ليفي" و كلاهما إسرائيليان من صحيف "هارتس" بنشر قصص عن المعاملات السيئة التي يتعرض لها بعض الفلسطينيين في المعابر .. كما سمع بقيام الجندي "يهود شاوول" بتنظي معرض لتقديم شهادات الجنود الإسرائيليين الذين اعترفوا طواعية بإهانة الفلسطينيين و طالبوا دولتهم دون خوف بإنصاف المظلومين (أعدائهم) .. هنا تذهب بنا الذاكرة بعيدا لاستحضار غضب علي ( كرم الله وجهه ) على عدم معاملة عمر بن الخطاب ( الفاروق ) لليهودي - خصم علي - بنفس المعاملة الحسنة التي حظي بها علي .. كان هذا قبل إماطة القومجية اللثام على وجهها البشع .. وعندما تدخل العصبية من الباب يخرج العدل و الإنصاف من النافدة..

و من منا لا يعرف جورج كالاوي النائب البريطاني و رئيس " حزب الإحترام" و قائد " قافلة شرايين الحياة " و الذي تحمل ما لاطاقة له به في سبيل إيصال المساعدات لأهل غزة المحاصرين بين مطرقة إسرائيل و سندان حماس .. ولم يفعل كالاوي إلا السير علي خطى أسلافه أمثال الأكاديمي توماس كلاركسون الذي جال بريطانيا طولا و عرضا ممتطيا فرسه خلال حملته الشهيرة ضد تجارة العبيد قبل قرنين من الزمن .. حتى أرغم سلطات بلاده على إصدار قانون يحرم العبودية و بعد ذلك بقليل أعلنت هايتي كأول جمهورية " للعبيد " في العالم .. وبعد هذا كله أليس من المهزلة بمكان كون العرب هم الوحيدون في العالم - على حد علمي- الذين مانفكوا يعضون على "العبودية " بالنواجد حيث أوردت صحيفة "الإندبندنت " البريطانية أن العرب في موريتانيا مازالوا يستغلون و يملكون السود الأفارقة كعبيد .. دون أن يحرك به القرضاوي لسانه .. لا لشيء إلا لأن " الفاعل" عربي و" المفعول به" عجمي .. كالاوي و من على شاكلته يجاهدون بنية صادقة في سبيل كرامة بني البشر بغض النظر عن اللون و الجنس و اللغة .. عكس القوميين العرب و الدعاة على أبواب جهنم و أباطرة البزنس الديني الذين بحت حناجرهم من كثرة الدعاء إلى "الموت" في سبيل الله منذ قرون .. و قد آن الأوان للإنصات لكلاوي و أمثاله الذين يدعون إلى " الحياة" في سبيل الله ..

تبا لإنفلوينزا " التعصب الأعمى" .. فبعد أكثر من 200 سنة على القانون البريطاني، وبعد قرون عديدة من ظهور فكرة حقوق الإنسان في الديانتين اليهودية و البوذية .. و بعد 3000سنة من مجيء مصطلح " الديموقراطية" من اليونان .. و بعد 15 قرنا من نزول القران " بلسان عربي مبين" لن تجد لمبادئها في حياة العرب أثرا كأنهم لم يقرؤوا القران و لم يسمعوا ب"الديموقراطية " أبدا .. وما يترائى للناظر اليوم " كباقي الوشم في ظاهر اليد " ..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - عدالة الشيطان