أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - سقوط الصنم العربي















المزيد.....

سقوط الصنم العربي


علي جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمكن الإنسان من القضاء على الكثير من الأمراض التي تعرض لها مند ظهوره على وجه الأرض .. وليس هناك مثقال درة من الشك في انه سيتمكن من حل معظم المشكلات التي سيعاني منها في المستقبل .. إلا أنه تتملكني درجة كبيرة من التشاؤم حول إمكانيته إيجاد دواء فعال لمعضلة "القومية العربية" لأنها أعيت من يداويها ..



لا أجد سببا منطقيا واحدا لتشبث البعض عندنا بالمغرب ب "القومية العربية" في الوقت الذي يسعى فيه أهلهاا في موطنها الأصلي إلى التخلص منها ومن تبعاتها .. ولا أدل على دلك مما ذكره الأستاذ جميل مطر في جريدة "الحياة" يوم 23/07/2003 بأن " الشعب العراقي ضاق درعا بعروبته" ..فهده العروبة تهدف إلى إضعاف الدولة و الحيلولة دون اندماجها في العالم المعاصر و الدفع بها إلى الخروج عليه كلما استطاعت على دلك سبيلا .. فهم يعارضون العولمة المفيدة للعالم لأنها تتعارض مع سعيهم إلى نشر العوربة المضرة بهدف جعل العالم "قرية عروبية صغيرة" محاطة بحراس غلاظ شداد لكي لا يسمع فيها لغوا ولا تاتيما إلا عبارة "لا إله إلا العربية" لا شريك له٬ له العزة وله النصر..



وما يفسر هلع "حراس المعبد القديم" ٬على حد تعبير الأستاذ أحمد عصيد٬ هو كون الرياح لم تعد تجري بما تشتهيه سفن "القومية العربية" و الأساطير المؤسسة .. فقد قض مضجعهم كون الأقباط في مصر٬ والكرد و البابليون والآشوريون و السومريون وغيرهم في العراق٬ و الأمازيغ في كل دول شمال إفريقيا٬ و النوبيون و أهل دارفور والجنوب في السودان يصرون على حقهم الطبيعي في المطالبة باعتماد لغاتهم في التعليم و الإعلام و القضاء بجانب العربية التي فرضت عليهم بحجة القوة لا بقوة الحجة .. ولما نال الأكراد حقوقهم اللغوية و الثقافية وتبعهم مسيحيوا جنوب السودان بفضل نضالهم المرير ضد ديناصورات البعث العروبي٬ راود الأمل باقي القوميات التي مازالت ترزح تحت نير العروبة والوهابية ابنتها بالتبني ..



لطالما تحين العرب الفرصة لاستعادة أمجاد العصر الجاهلي الغابرة.. أيام كان أجدادهم لألهتهم يصنعون .. فبنو أصنام "اللات " و "العزة" و "مناف" فخروا لها ساجدين .. ولم يكن منظر تحطيمها يفارق أدهانهم حزنا على فراق آلهة كانت عظيمة على مر العصور .. وأسى على فترة تاريخية كانوا فيها أسيادا ليس فقط على الخيل و البيداء بل على آلهتهم لأنهم هم من صنعوها بأيديهم .. إلا أنهم بعد مجيء الإسلام أحس أصحاب الصولة والصولجان - أثرياء الجاهلية - أن بعض رؤوسهم اليانعة قد جاء من يذلها و البعض الأخر قد حان قطافها بأمر من الإله الواحد و الوحيد الذي لم يصنعوه بأيديهم .. أن يكونوا عبيدا لإله ينحنون له خمس مرات في اليوم و هم الذين دانت الرقاب لهم و ليست لهم يد في خلقه . أمر غير مستساغ !! ولم يركعوا مع الراكعين إلا و السيف على رقابهم ..



ومند تلك اللحظة التزموا بالنفاق و الاعتناق .. فلم يأخذوا الدين الجديد بالجدية المطلوبة كما لم يكونوا جادين حتى في عبادتهم لأصنامهم بل كانوا يقنعون الناس للمجيء للطواف حول الكعبة لما يدره عليهم الحج من أموال.. وقد يكون ذلك دليلا واضحا لمن يتأمل الوضع الراهن على كون المسلم العربي يستحم في نهر التاريخ مرتين .. ومند تحطم آلهتهم وهم يتحينون الفرصة لرد الاعتبار لها و لهم بشكل من الأشكال .. ولما استتب لهم الأمر بعد عقود من الغزو و النهب و السلب تذكروا أن يصنعوا تمثال اله وهمي هده المرة في أدهان الناس يعبدونه جميعا ولا يكفرون به – لتغتهم العربية - إله أحبه كل العرب بدون استثناء .. واجتمعت عليه كلمتهم كما لم تجتمع على إله أو نبي من قبل ..



فدعوا العرب على اختلاف أديانهم ومذاهنهم إلى التسبيح باسم هذا الصنم بكرة و أصيلا .. صنم مبني على هضبة من عدم الاعتراف بالاختلافات وعدم إقرار التنوع البشري يرمم عند الضرورة بمواقف

تقترب من الغرور أحيانا او تتجاوزه غلوا في التقدير الذاتي .. وادعاء التفرد دون الآخرين .. و يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف .. فيأمرون بإماتة اللهجات و ينهون عن الاعتراف بها في الدستور .. ويأمرون بمقاطعة غير العربي و ينهون عن تطبيق قوله تعالى " وجعلنا كم شعوبا و قبائل لتعارفوا " ..ويأمرون بترميم القصبات و ينهون عن ترميم لغة أصحاب القصبات .. و يأمرون بالاستيلاء على الأرض و ينهون عن رد الاعتبار لأصحاب الأرض .. كما يأمرون بإحياء الشعر العربي الجاهلي وينهون عن العمل على المحافظة على الشعر الامازيغي من الضياع ..



إلا أن خطاب الحركة الثقافية الامازيغية و وبيانات منظمات حقوق الإنسان في كل مكان و حتى الاستنجاد بالشيطان في حالة الأكراد و الديمقراطية الإسرائيلية قبل الأمريكية و الأوروبية تبين الفرق الواضح بين البداوة و الحضارة .. و الفرق بين القومية العربية المجردة من الأخلاق وبين الحضارات الأخرى المفعمة بالإنسانية .. والفرق بين العجم الدين يحترمون الوعود و يلتزمون بالعهود و بين العرب الدين يحنثون و يغدرون وفقا لمصالحهم و يتعصبون مرضيا لبني جنسهم و دينهم ضد الغريب .. والفرق بين غير العرب الدين يؤمنون بحق بان "خير الأمور أوساطها" والعرب الدين يحضرونها في الأقوال ويغيبونها في السلوك لأنهم دعاة التطرف و الغلو و القسوة ..



فتلك الخطب و المواقف الديمقراطية أنسفت هذا الصنم العربي و زعزعت أركانه فأحس حفدة أبو جهل مصطفى العلوي و نيني و الفاسي الفهري ومن يدور في فلكهم بقوة الصدمة ... صدمة لا توازيها إلا الصدمة التي أحس بها اعيان قريش عندما بدا الصالحون يدكون رؤوس اللات و العزة ومناف .. فبدا أنصاف الصحفيين هؤلاء يرغدون كالوحوش الجريحة و يصبون جام غضبهم على عصيد و الدغرني الدين يجهرون بعدم جدوى التعليم بالعربية الفصحى التي تنتظر أهلها أن يتكرموا عليها بالموت الرحيم إن كانوا أولادا بررة لان مرضها لن ينفع معه علاج ولم يكن وليد اليوم ولم يتسبب فيه لا الامازيغية ولا اللغات الأجنبية التي يكرهها أهل العربية أكثر من كرههم للشيطان ..فهدا نص من القرن السابع يثبث بما لا يدع مجالا للشك ان مرض العربية مزمن ولن ينفع معه علاج فهم وأجدادهم المسئولون عن وضعية العربية بسياساتهم العنصرية و ليس الامازيغية او اللغات الأجنبية حيث وصفها ابن منصور في القرن السابع الهجري قائلا " إن همي يقتصر على المحافظة على أسس تلك اللغة النبوية و أني ألاحظ اليوم أن استعمال اللغة العربية بات يعتبر عيبا و يتنافس الناس للكتابة باللغات الأجنبية " ٬ عن كتاب " الفكر الإسلامي" لمحمد أركون.



فمتى يكف المرتزقة الذين يستهويهم الانقياد لدواعي الشهرة عن اتخاذ مواقف ضد الامازيغية يعرف الجميع انها تصدر عن دوافع إيديولوجية صرفة ولا تستند إلى حقائق علمية و تاريخية راسخة .. ومتى سيقتنعون بأنه يستحيل ان تصلح المذكرات في وجسد العربية و الأحاديث الموضوعة و الايات الخارجة عن سياقاتها ما أفسده الدهر.. و يستجيبوا لنداءات الناس إلى ضرورة التعليم بلغة الشعب لا لغة الكتب .. لغة الحناجر ل ا لغة المقابر .. لغة البساتين لا لغة المنتديات .. لغة " حمو" و" عسو" لا لغة عمرو و زيد .. لغة "حماد" و "محماد" لا لغة " لحود" و "محمود" .. لغة " بوعزة" و "بوشتة" لا لغة "ابو ايمن" و" ابو حمزة" ..لغة " تباعمرانت" و " توناروز" لا لغة " الخنساء" و "هيفاء" .. لغة "تيزي وزو" و "تيزي نتيشكا" لا لغة "غزة" و "الحجاز" .. لغة " إحاحان" و" إداوتنان" لا لغة "عدنان" و "قحطان" .. لقد ابانت المعارك الأخيرة حول التشكيك من قدرة العربية الفصحى على تلبية متطلبات الأجيال المعاصرة بأن الصحفيين المسعورين كلما عجزوا عن مواجهة المنطق بالمنطق ٬ لا يجدون أمامهم إلا الإستنجاد بالأموات لإسكات صوت الأحياء٬ بالرغم مما قد يكون في ذلك من مآخذ أخلاقية ..



وخير الكلام أنني لا أريد أن يفهم كلامي على أنني ضد " اللغة العربية" و لا ضد " الوحدة العربية" و لا حتى ضد " القومية العربية"٬ ولكن أود أن ارفع صوتي ضد التعريب و طمس الهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا.. و ضد الذين يسعون إلى تسييد هويتهم باستبعاد هويتي .. و سوف لن أساند الذين يغرسون سيوفهم المسمومة في ظهر لغتي لأنه حتى الحيوانات تستشعر الخطر حين يهدد وجودها و لأنه كذلك " من الغباوة أن تساند من لا يساندك "٬ كما قال الأستاذ احمد الدغرني على البي بي سي في برنامج " في الصميم ".. فكان كلامه "في الصميم " في الصميم .. بل كما كان كلامه دائما " أحلى كلام" ..



#علي_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان ”عبد الله الفوا“ رسولا ؟ا
- الجابري – الأمازيغي المغرر به
- أكاديب العرب الحقيقية
- من قطاع الطريق إلى قطاع التاريخ
- حمى المطالبة بالإنفصال في الوطن العربي
- وصايا طارق بن زياد -العروبي-
- الأمازيغ: -حواريو النبي محمد (ص)-
- العرب و اليهود و احترام العالم
- العرب والهلوكوست اللغوي
- الأمازيغ و الصواريخ العربية العابرة للقارات
- سبحان الحاكم العربي العظيم ! !
- ذهبت أخلاقهم فذهبوا ...
- عدالة الشيطان
- عندما يستنجد بوش و أوباما بالأمازيغ
- رسالة إلى الرئيس أوباما
- - العروبة - إله العرب الجديد
- امة اقرا لا تقرا
- اعتبروا يا أولي الألباب !


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي جديد - سقوط الصنم العربي