أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أبو الحسن سلام - ذكريات .. لزمن آت















المزيد.....



ذكريات .. لزمن آت


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 09:41
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


هذى بعض ذكرياتي عن حياتي في السجون معارضا لسياسات السادات ؛ أدلى بها بوحا يفيد منه جيل معارضين لسياسات تعوق خطة المسير نحو دولة المواطنة الصحيحة والتحرر قصد تحقيق العدالة .
# على كرار ولعبة القط والفار :
جاء من باب الحديقة عصر صيف ذات يوم .. دق دقات خفيفة بأصابع ترتعش قلت من ؟ من بعد دقات ثلاث – خربشات – قلت من ؟ قال : على ! من على؟ عوض الله . ما الذي جاء به ؟ تلك أيام عصيبة !! أصدقاء الفكر سجنوا .. أنا قيد الانتظار .. ما فعلنا غير كوننا نفكر .. فإذا بنا نمارس الجريمة .. هكذا قيل لنا !! في بلاد خير ما فيها العساكر ترتكب جرما إذا كنت تفكر !!
آن ذاك .. منذ ثلث القرن كان الانتصار - جاء بعد الانكسار- ربما ذلك وقت الانكسار .. لا يهم ؛ حيث لا فرق هناك !! كنت منهمكا بإخراج رواية لبريخت : هي ( دائرة الطباشير) ذاك في عام تلا عام الهزيمة ؛ كان حولي ثلة من الشباب من يسار الفكر جاءوا ليفنّوا ؛ مثلوا العرض معي ( صابر خضر – حسين شاهين محمود فؤاد – سعيد ناطورة – وعيال مدحت نظيم / ماما حميدة) وفتاة عاملة .. مالها تكتب أو تقرأ شيئا عربيا . وكذا لا تدري شيئا عن لغات أجنبية – دربتها على أداء دور " جروشا " ذلك الدور الذي كانت تمثله سميحة – المهم .. كان من بين الذين يحضرون ليس للتمثيل .. لا أعرف لماذا ؟! فرجة .. مراقبة !! مركز الألمان مفتوحا لتفعيل الثقافة ودخول الناس مشروعا لمن شاء الدخول.. وعلى كان ممن يحضرون .. فرجة .. مراقبة !! لست أدري . لم تفته بروفة للمسرحية . لم يغب عن الحضور مرة .. حتى عندما العرض انتهى !! اجتماعات الفريق بعدها هو حاضره .. قد يغيب ممثل عن الحضور إنما على حاضر !! أثار ريبة الجميع ... أثار ريبتي كذلك !!
كان " صابر - ناطورة - حسين شاهين وآخرون لا تبين لهم هوية " في نهاية البروفة يجلسون جلسة التهامسات في السياسة كل ليلة - ذاك من وراء ظهري – لم تكن لي بالسياسة ذات شأن ؛ وربما دخلت من باب الخطأ ؛ مذ طالعت عيناي مسرح التغريب .. فكر بريخت .. عندها أو بعد ذلك بسنين قد قرأت ( رأس المال – خطوتا الاشتراكية – اليسار مرض طفولى ) وقرأت للينين كذلك ماوتسي تونج وستالين . استعرت بعضها من مركز السوفيتي يوما – لم ترد- كان جنرال المباحث ( عبد الهادي السيد – اسمه ) قد ألح على كي ما استعيرها وأوصلها إلى (سعيد حفني) .. ليضبطونها لديه تلبسا – من بعد ذلك !! أنا رفضت فهددوني .. لم أعد لمنزلي ذاك المساء بل ذهبت إلى " سعيد " بمنزله .. أخبرته ؛ فقال نفذ ما طلب ولا تخف !! هات الكتب دونما أن تخبره . زاد ذلك ريبتي - هات الكتب !! – أتكون تلك مؤامرة ضدي أنا ؟! فأر بعبّي قد لعب !!
وفي هبوطي درجات المكتبة ؛ يهب ساعي مركز السوفييت نحوي يكتشف بيدي كتاب لينين في الدولة والثورة – وفق ما يرى – وهنا قد اكتشفت أن ساعي مركز السوفييت كان مرشدا .
قبل القبض على أصحابي - رب يوم أو يومين - دق باب حديقة بيتي ؛ بأصابع خوف مرتعشة ؛ فإذا الطارق " على عوض الله " . هامسا يقول لي : ربما الليلة فجرا زائر الفجر يزورك .. فانتبه . لو في بيتك كتب .. شيئا .. ممنوعات ؛ تخلص منها !! زاد شكي .. ربما ما قيل عنه هو الحقيقة – قالوا عميل مخابرات- أترى الجنرال أرسله لإرباكي ورصد تحركي؟ من أقرب الناس إلى نفسي إذا ما جد جدٌ ؛ لتلاحق زمرة المعارضة !! وضعت ما بحوزتي – تحسبا- من ممنوعات الفكر في جوف صفيحة .. وحفرت في الحديقة .. قبرتها والفكر فيها صاحيا .. هكذا دفنت مصدر متعتي في جوف بئر . في الفجر دق الباب .. باب مسكني .. ليس من باب الحديقة .. فهو بابنا الخلفي .. دقا قد ارتعشت له كل منافذ الجيران .. لفظت حواسهم الدخيلة صوب بيتي.. الحي كله انتفض وكأنه قد خالف القانون أو هو متهم .. ماذا يظن الناس بي ؟ قد افتضحنا – المرة الأولى التي تطرقنا يد الحديد بمدفع رشاش – منازل الحي توشوش بعضها: " الجار ذلك .. قاتل أم هو لص؟ لا يشعر المرء به خارج بيته حين يخرج .. حين يدخل .. سر ترى وراءه .. رجل يلفه الغموض .. لا بد شيئا ما به ؟ إلا وما جاءت له فحرا جحافل العسس " وعندما التفت الذي قاد العسس نحو الشبابيك التي من غير خجل ثرثرت ؛ تكممت أفواه من وراءها . قد افتضحنا – صوت حال زوجتي كذا يقول – قتلت ضربا يومها من العساكر .. أنني بصقت في وجه العقيد ؛ لأنه لما تلكأ بابنا في فتح نفسه خائفا .. من فجر يوم من توابع انتفاضة .. سب العقيد زوجتي من قبل أن يفتح له !! ما ذنبها .. والباب هو من قد تلكأ .. فبابنا كان الأمين على سلامة أهله !! الباب ما أن انفتح وصافحت وجه العقيد بصقتى ؛ حتى تناوشت الأيادي بالسلاح كل جسدي .. فمؤخرات مسدسات المخبرين كأنها أختام ختم النسر تبصم صفحة الصدر وصفحات الضلوع .. حملت حملا بعدها وكأنني طرد حوي بممنوعات صودرت. حتى الصباح أودعوني مركز الشرطة في حي فليمنج . راجعت صفحة يوم أمس وابتسمت !! صدق الرجل . كان علىٌ صادقا . لكن وسواس الظنون يطوف بي موسوسا .. من أين جاءه الخبر .. إن لم يكن هو مخبرا ؟! " الظلم من شيّم النفوس كما يقول أبو العلاء . " لكنني في غرفة التحقيق ليلا حيث كنت .. ما إن غفوت أفاقني دبيب أقدام تحقق وتدقق ؛ وأظافر التساؤلات تنبش في ضميري ؛ فعلّ خيطا واصلا بيني مع نزيل غرفة جوار غرفتي . نحن هنا بأمن دولة البلاد .. ومخابرات ونيابات تحقق – وذاك كان خطؤهم ضد القانون ؛ فللنيابة دارها فيها تحقق - مكثت أسبوعا بأمن الدولة .. مضى قطار الأسئلة.. قفزت منه مبكرا بحرفنة . ما بين صفين يمينا وشمالا ضباط أمن وكذا المخابرات من اليمين يقذفونك بالسؤال ومن شمال.. فلا أجيب وابتسم !! أتبتسم ؟! يسأل ضابط ؛ فأقول: خبرات العقول تحيط بي ؛ وأنا ضعيف!! استفذ .. واستفذ ؛ ولا إجابة . واجهوني بسعيد .. جاءني المخبر حارس غرفتي ظهرا ونبهني : " تمسك .. أنت تعجبني تشجع .. بعد لحظات تواجه بسعيد" – كان مخبرا.. فحبذا به من رجل .. رجل جدع – كان العقيد من قذفته ببصقتي يتمنى موتي .. أرادني على البلاط واقفا دون حذائي إنما مداس مخبره وكانت تحت قدمي وحين يشعر أن رب نعمته برأس طرقة المكان يسترد خفه ..
وعندما دخلت قاعة الوزير حتى يواجهني " سعيد " قلق بدا في وقفة الجنرال. أما سعيد فكان يجلس يائسا مستسلما .. هب يبادرني التحية واحتضنته .. كان خلّي الحميم .. أأنكره ! سعيد قال مبادرا : " اقعد " .. فقلت : لست أنت آمري .. فابتسم ؛ من ثم قال: " أبو الحسن .. الحقيقة فيه تنظيم " .. فنفرت : أنا مالي؟ .. قال : " فعلا لست معنا " . وهنا الجنرال صاح : " عايز أعرف حاجة واحدة – الكلام موجها لسعيد حفني – أبو الحسن .. جالك وقال لك عبد الهادي السيد قال له خد كتب لينين وماركس روح لسعيد ؟ " قال سعيد - برجولة أكيدة - " لا .. ما حصلشي " . هاج الجنرال عبد الهادي – دا كان اسمه – " في اجتماع حزبي أنت قلت وكله مسجل .. إنه جالك .. بلغك إني كلفته ياخد لك من السوفييتي لينين وماركس ؛ كم كتاب .. دا حصل ؟ " بثبات سعيد يقول : " لا ما حصلشي . " يضرب الجنرال كفوفه – " دا مسجل في جهاز.. مخابرات " سعيد يقول: " كان كلام . " ينفجر بركان جنابه : " خرجوه " .. يخرجوني .
بعد ساعة حارس المكتب جاء يقول لي : خلّي بالك فيه مواجهة تانية لك .. مش عارف مع مين .. استنى " يخرج .. يدخل .. يهمس " أيوه .. مع " عيد صالح.. عارفه ؟! - لم أجب - جائز يكون ناصب لي فخ - لكن بين نفسي أنا قلت : " عم عيد .. كان ( حدت - تاوي قديم ) دار نقاش بيننا في جلسة أو جلستين .. ولاّ أكثر .. لست أذكر . المهم .. من ورا الساتر لمحت عيد أمام مكتب جنابه جالسا .. والعقيد " سمك " – إلهي يرحمه - من خلف مكتبه عيون على بصّت – ركزت نظري على العقيد - العقيد يقول لي : " سلم " .. أمد يدي له أسلم .. يبتسم !! قال لي : سلم على الرفيق – شاور عليه .. على عم عيد - كنت أنا قاصد أركز بصري ناحية العقيد منذ البداية – ولما قال : سلم على رفيقك ؛ قلت محتدا لعيد : " أنت تعرفني يا أخ ؟ " عيد ضحك .. ضحك وقال : " في الحقيقة " – لكني قاطعته – " اتقي الله !! معرفكش " – فترة صمت تمر وروحي في سابع أرض – " في الحقيقة " هو قال لما تنحنح " ما أعرفكش . " .. " الناس دول رجالة بجد" – قلت في سري – " كانت بينا كثير جلسات ونقاش ساخن في السياسة عن مصر وأحوال عمالها .. عن سياسات عصر السادات عن 99% من أوراق لعب السياسة في يد أمريكا وكلام هيكل .. والترويج للأمريكان والحل السحري في أياديهم !!
والغريب إن كل من قعدت معاه في قعده ودار نقاش حول السياسة.. لما سألوه في التحقيق .. اعترف بوجودي في الجلسات وأكد . برغم ذلك كل مرة أسأل أقول " محصل شيء أبدا !! " - يضرب الضباط على كفوفهم .. غريبة – " يعني خمسة يقولوا كان قاعد معانا .. ويعرفوك .. تنكر أنت تقول ما فيش !! " ردي ببساطة " يا فندم .. أنا مخرج مسرحي .. لما أخرج مسرحية فيها عشرين .. قصدي فنان أو ممثل أختبر 100 – 200 أفتكر أنا حد منهم ؟! قصدي .. أنا شخصية عامة " أكثر الناس يعرفوني .
ضابط في المخابرات - وعيونه خضرة - طلبني نقعد قعدة – يعني غسل مخ – " دخن سيجارة !! " قلت : " لا " .. " تحب فنجان قهوة ؟ " .. " شكرا " .. " قهوتك إيه " " لا .. مفيش " " أنا عايز أفهمك - ودا كلامه - .. إحنا عارفين أنت مين .. أنت مش تنظيم شيوعي .. مش منظم أنت خالص .. أنت شاهد " – انتفض عرقي الصعيدي – " لا .. ما شفتش حاجة أبدا ".. " بص .. شوف .. خلك معايا .. أنت بس خد لي بالك . كل تنظيم له خلايا .. والخلية خمسة أعضاء بالمقرر .. كل عضو ياخد له كنية .. سعيد صديقك.. كنيته " صلاح وطارق كنية الرفيق جمال .. أما .... " " من فضلك " – قاطعته أسأله - معني خليه ؟ كنيه .. معناها إيه ؟ " – أنا عارف كل شيء لكن أراوغ !! " -0 ابتسم كما لو إنه خلاص قفشني .. قال جنابه : " الخلية يعني حلقة .. كل حلقة وفيها خمسة .. أما هذه الخلية اللي فيها صلاح صديقك .." " حضرتك تقصد سعيد !! " – انشرح .. حس إني واقع تحت عجلات المباحث – " آه .. برافو أنت صاحي معايا آهوه !! شوف يا سيدي الخلية ناقصة واحد .. " لما لاحظني انزعجت .. قال.. استدرك : " مش عارفينه !! " قلت فورا : " تقصد إن العضو دا هو أنا ؟ " – قال جنابه : " لا.. لا.. لا.. أنت شاهد .. لا وإيه.. شاهد ملك .. واخد لي بالك ؟ " دا كلامه .. قلت له : " شوف جناب البيه .. أنا.. راجل ماليش غير في الدراما .. تقول لي مسرح .. ينفتح عقلي وقلبي أقول وأقول " .. " شوف يا شاطر .. " انقلب فجأة شيطان .. أصفر وشه .. أزرق .. قال : " شوف يا روح طنط أخت أمك . كله متسجل على شريط والنيابة موقعاه .. " .. " صوتي في شريطك يا بيه ؟ّ! " كان سؤالي – الصمت خيّم في المكان ؛ بعدها انفجر جنابه ونص عينه مغمضة – " الشريط فيه كل حاجة والنيابة مبرشماه وبختم أحمر " .. " أحمر .. أزرق .. شوف جنابك .. أنت عارف إني مخرج .. أقدر أجمع في الشريط أصوات كتيرة كلب يهوهو .. نونوة قطة وصوت عجلات قطار .. بياعين سريحة .. دوشة مؤثرات .. والشريط مربوط بمسامير لها حل .. يطلع القلب اللي جوه غيره يدخل مطرحه ." – ابتسامه صفره كشفت عن سنانه . هو ناب أزرق طويل .. وأنا مواصل كلامي كأنه مش موجود بتاتا – " تحب أقلد لك "على الكسار" يا بيه ولا الريحاني ؟! " – وهنا قفز العميد أو العقيد أو اللواء كائن ما كان – " " خذوه .. خذوه " - أودعوني الحبس في بركة وساخة .. ملئت زنزانة البدروم بماء لكن قذر .. قضيت خمس ساعات هناك .. أقطع البركة بطولها وعرضها في سكوت بينما بركان كلام جوايا داير . غير أن عساكر الخدمة في عصر النهار يثرثرون ويصلني قولهم : " أفلت الآن كما أفلت قبله .. عبد السلام !! " - صك نطق الاسم أذني .. كأنما وقر أصاب قلبها .. عبد السلام !! " عبد السلام !! ترجمت في ذهني من " عبد السلام " هذا هو الواشي الذي وشى بهم .. أحد المحامين بشركة النحاس ( عبد السلام قنديل – ذلك اسمه ) كان " سعيد صاحبه " من خلفه يمشي كظله في المصانع ؛ في النقابة أينما سار سعيد هو خلفه .. لا زلت أذكر أنني عاتبت سعيدا وقلت : " ما ذلك التافه خلفك دوما ؟! " .. " عبد السلام !! لا تلق بالا له أبدا .. إنه .. داعر فكر برجوازي رخيص " ويبتسم !! حصص الحق وبان ما استتر .. (عبد السلام قنديل) جاسوس استخباراتي .. وطابورا خامسا كان جنابه .. خامس الأعضاء في تلك الخلية التي قد حاول الضابط أن يدخل بي عضوا بها محله !! لطفك اللهم لطفك .. يا دعاء الوالدين – مع أن موتهما مضى .. مذ كنت طفلا .. حيث أمي غادرت .. وأبي مضى ؛ من بعد عقدين وعشت مشردا !!
سألت مخبري الحبس الذين سمعتهم .. من ضابط النوبتجي يا زين الرجال ؟ " قالوا هو : " العميد سمك " – ما كنت أعلم أنه عم الشهيد " نزار سمك " ذاك المناضل الذي دهمته نار المحرقة في " بني سويف " إلا وقد مرت أعوام لما حبسنا وآخرين في طره ( 79 ) قلت: " أخبروه أنني أريد أن أكلمه " – نزل الرجل - عليه رحمة ربنا – قد كان شهما – قال لي : " سلمت نمرك عايز إيه ؟ " " طمعان في كرمك يا أخي " ضحك وقال : " طب خرجوه .. اغسل كويس جزمتك واطلع لي فوق " غسلت فعلا جزمتي .. طلعت له في مكتبه .. طلبت قهوة .. ابتسم قال : " هاتوا قهوه " قال والسيجارة مولعة: " كم مرة كنت أنصحك ابعد عن اللي اسمه شاهين .. حسين شاهين - ودن من طين أو من عجين - خلصت خلاص .. " إفراج .. مفيش حاجة عليك .. خد قهوتك .. ما توريناش وشك تاني "
خرجت منها إنما حسيت ومخي خلاص ضرب من كتر ما شحنت كل طاقاتي أدفع الخطر أمام عقول ضباط كبار.. مخابرات . كان كل فكري انتقم من الحقير عبد السلام .. عرفت فين سكنه وفكرت أحرقه .. لكن ترويت وامتثلت . هذا الحقير سجل لمجموعة سعيد جلسات كثيرة موثقة .. مدسوس من المخابرات .. سجن الجميع سنتين هنا في (الحضرة) رهن الاتهام: ( حسين شاهين – سعيد - خليل كلفت ومرسي والعليمي وإبراهيم فتحي وناطورة وجمال عبد الفتاح ) لكن القضية (فنيخت) لأن كل الإجراءات غير قانونية . رفع الجميع بعد الخروج دعوى حقوق للتعويض .. حررت شيكات فلوس .. لكن الأهم هنا .. إنهم تحرروا .
# 77 فيما بعد الانتفاضة:
هاجت الدنيا و ماجت لما أهل الاقتصاد قرروا رفع السلع والشعب شارب من كيعانه !! خرج الناس ألوفا في الشوارع .. مظاهرات .. مظاهرات .. أخرجت أحشاءها كل الحواري ؛ لم ينم أحد ببيته يوم ( تمنتاشر تسعتاشر) يناير سبعه .. سبعه .كنت في الكلية يومها .. كنت طالب خرجت وبراء الخطيب برضه معايا ؛ من مجمع نظري قدنا مظاهرة كبرى ؛ التقينا مع الزراعة .. الهندسة .. بحر بالجماهير مغرق الشوارع . كنا مانعين أي تخريب في المرافق .. المظاهرة لما وصلت المنشية ناس في تيار اليسار " تيمور " زعيمهم ولعوا في الاتحاد الاشتراكي .. مبنى أثري بورصة الأموال زمان . بعد ثورة يوليو أصبح اتحاد؛ مرة قومي ومرة أصبح اشتراكي .. إنما في الانتفاضة صبح خرابة .. السادات صدق ما تم وهدمه خالص .. حولوه إلى كراج !!
كنت بالليل انهمك في نقل جرحى الانتفاضة .. بتاكسي للميرى أو الطياني.. كان معايا من أعضاء جمعية الدراما زملاء .. كنا نتجنب شوارع واسعة نمشي في الحواري .. المباحث عينها بيضة .. يمسكوا المجاريح في عنبر العلاج .. كنا نسعفهم وتهريبهم أكيد كان شيء مهم . كنا في الجمعية أصدرنا بيان ضد إجراءات زيادة الأسعار جاني استدعاء لأمن الدولة قبل ما نصدره .. مهدي بندق كان معايا ( الرئيس والسكرتير ) والغريبة.. قبل إصدار البيان.. العقيد سمك فاجئني بنسخة قبل ما ننشره !! يعني فيه جاسوس علينا !! اكتشفنا بعد ذلك عن طريق فنانة في الجمعية كان لها علاقة حب وأمين الصندوق ( سيد شمخ ) أبلغتنا بالحقيقة !! – هو كان خطيبها .. شبه ذلك !! – سيد كان أمين مخازن بورتلاند للأسمنت . بعد عملته معانا .. نقلوه أكاديمية نقل بحري .. فجأة ( سي السيد شمخ) نطروه لفوق .. فوق قوي مكافأة طبعا. وعرفنا إن ( سحس الشيخ ) وكان نائب الرئيس .. قام بواجب التوصيل .. يعنى .. نسختين من البيان من قبل نشره فى المباحث – سحس دكتور في التاريخ يدّعي المسرحانية – سحس بعد كم سنة أصبح أستاذ .. عينوه عميد لمعهد السياحة .. في كينج مريوط .. جنبنا - طبعا أصدرنا البيان - برغم ذلك - فجر عشرين من يناير اعتقلنا .. شحنوني مع مهدي الضابط ومخبر جنبه سواق الفيت - 28- رحلة في الصحراوي واشتعل الحديث حاصل إيه في الدولة .. إيه خلل السياسة .. بعد صبر سنين طويلة الدنيا بعد النصر ربيع .. ربيع .. والنتيجة أرضنا من غير سيادة .. انتصار منقوص سياسيا وشعبنا جعان .. اللي حارب عاش ومات ما أخدشي حاجة واللي فايز بالمغانم السماسرة أو كبار ضباط نظامه .. مهدي سخّن الطريق لهيب سياسة ما شعرت برهبة أبدا .. أصل حديث الاستفزاز أزال الرهبة . شاركت ومهدي في ذلك .. ضابط أمن الدولة القاهري .. في أمن الخانكة .. اهتماماته الملاكمة فيما أذكر .. يتكلم عن بوسي ونور ( قطة فوق صفيح ساخن ) قصده الفيلم المستلهم عن وليامز . هم الظابط رايح كله ناحية بوسي .. يضحك ضحكة عبيطة يقول : ( حتة لحمة بيضه يابيه .. لحم أبيض لهلبني ياواد ) كل اهتماماته النسوان .. " فكر وفلقة مخ .. سياسة . يا راجل خليك عباسي !! " يختم كل عبارة غبية بضحكة عبيطة .. في ظني ظابط جنائي !
وصلنا سجن الاستئناف .. فتح الباب .. باب السجن بباب الخلق . لا أخجل إن قلت بأني : خرجت روحي خارج جسدي !! من لا ترهبه السجون ليس بكائن . لكن قدمي حين تخطت باب السجن شاهدت النزلاء بطرقته المكشوفة .. مثل الخلق بخارج بابه .. كل منشغل في شأنه.. البعض بأزياء السجن .. البعض بزي مدني .. شخص يرفع نصف ذبيحة يمضي بها . شخص يحمل دلو الماء .. والبعض جلوسا ووقوفا.. يتطلع بعضهم إلينا كأنا من دنيا مختلفة .. يجري تسليم وتسلم .. أصبحنا وكأنا طرودا سلمها الضابط للضابط . حيّانا ومضى بسلام. لم تبرح خشم سيادته قهقهة غباء . حجز المأمور حوائجنا .. حقيبة هدمتي الخاصة وبداخلها – الأندر وير - صحت حاجاتي .. اتركها هي للتفتيش – المأمور بكل هدوء - وتشبثت بممتلكاتي - طمأنني - ذلك إجراء للتأمين .. حجز ماكينة حلق الذقن .. وصلتني حقيبة حاجتى مع جندي بدون ماكينة حلق الذقن فجزعت لذلك من خشية تتغول ذقني يشتبه بأني إخواني أو سلفي – لا سمح الله –
أودعت ومهدي الزنزانة ثالثنا فهمي النكلاوى - شيوعي قديم ومرشح عن حي الساحل .. دوما يسقط – معنا أيضا عم جاد - شيوعي قديم .. وحدتّاوي – زنزانات رفاقي بأعلى .. الدور الثاني . نصعد درجات الحديد تنزلق عليها الأقدام من كثرة ما صعد عليها من أيام الاستعمار .
حين يجن جنون الليل .. إذاعتنا من داخل الزنازين تبدأ في البث.. الافتتاح لحن ( بلادي ) سلام جمهوري .. وعرض للفقرات بعده تحليل سياسي للأوضاع ونقد للأحوال في السجن وبعدها طلبات حرة للمحبوسين في زنازن السجن. في كل باب فتحة يراقب منها السجان داخل الغرفة كان المذيع خلفها يرفع صوته .. كان السكون عامل حاسم في إذاعة الصوت ..أقول نشيد الافتتاح شدو بصوتي ومهدي يلقي قصيدة شعر.. ورفيق يذيع بعده التحليل . أخرى تطلب أغنيات.. من الزنزانات طالبه أغاني .. محابيس جنائي ما تعدش !! زوروني كل سنة مرة .. حرام تنسوني بالمرة ) كان ذا طلبهم. كنت أغني .. ( آهو دا اللي صار ) كنت أغني ( اقرأ يا شيخ قفاعة تلغراف آخر ساعة) أغني .. أغني . " وليم " - جاسوس محكوم .. إعدام بلباس أحمر.- مر عليه العام ولكنه لم يعدم .. ومفاوضة تجري بين حكومة مصر وتل أبيب .. تبعده عن شبح الشنق – ثرثرة في السجن تدور !! - المشنقة مراحتش بعيد .. في ذات السجن . وكل طلبات سي وليم هذا إني أغني : " زروني كل سنة مرة "
* بيت أم حسن – درب سعادة:
في السجن ده ميزة غريبة .. لازق في ظهر المحكمة وفي ظهره كان درب سعاده لازق برضه !! شبابيك حيطان غرف المساجين شرق العنبر من فوق تفتح على هذا الدرب . وفيه بيوت من غير سكان فاتحه الأبواب لكل زوار المساجين لكن بحساب . عشر دقائق للمدة وبعشره جنيه.الدرب ده .. درب المشاهير .. عيلة تيمور .. عيشة ومحمود ومحمد أشهر أدباء – كان في الماضي – لكن في أيام المؤمن – قصدي السادات – فيه ناس تانية استوطنوا في الدرب .. الست: " اسكت / ماسكتشي " مع " أم حسن " دي بيوت تتأجر بالساعة للزوار .. يقفوا من البلكونة يطلوا على المساجين .. قرايبهم.. والرغي يدور .. سلمات .. سلمات
* حتة بخمسة يا طماطم :
كنا بسجن الاستئناف برغم حقارة ذاك السجن وضيق مساحات الترويح لا نعدم تسلية ما . خلف السجن بدرب سعادة.. شقق ببيوت تؤجر لتواصل أهل المحبوس مع المحبوس لحظات صفاء لنفوس من خلف شبابيك الدار آو من فتحة بلكونات تقف شقيقة شاب ما أو تقف فتاة المحبوس تبعث عبر أثير الحجرة بالقبلات يرتفع حنان المحبوس ينظر للحراس كما لو كانوا جنس مجوس أما أرباب السجون تأتيه عشيقته تقف بصدر الباب فيناديها حتى بخمسه تخلع شيئا !! وينادي : " طب حته كمان" تخلع أخرى.. فيزمجر .. ". جرى إيه يا طماطم ؟. فين الأبيض؟ " تخلع .. تخلع .. يبرز أنياب فحولته ( التغريبية ) - معذرة فالصنعة تحكم - تخلع.. لا شئ سوى ورقة .. ورقة توت.. " يا طماطم ما بلاش التوت .. كشّف .. العيان ح يموت. !! " في هذا العصر الإباحي في السياسة .. يعرض يوميا مجانا.. " استربتيز" درب سعادة .. عرضا خاصا للمساجين !!
إنما المذهل في الأمر أن آليات التواصل بين حبيس الرغبة هذا وتلك المرأة عرف باسم الأسانسير. للزنازين نوافذ عليا بمطلات نحو الخارج .. فهي تناظر (درب سعادة) حتى يرتفع المحبوس لينظر منها يأخذ سكان الزنزانة أجر الطلة والعملة دخان / سجائر .. العملة في السجن سجائر! حتى الشخص / الأسانسير يأخذ أجرا .. ظهره يستند إلى الحائط في قعدته ؛ يقف على كتفيه العاشق والمتلهف للأحباب ؛ وجهه متجه للحائط .. يقف القاعد من قعدته يرتفع كمثل أسانسير .. حتى يرى المحبوس الضيف .. فيدور حديث وشجون .. لدقائق يحسبها الحامل ؛ لا الملهوف سنين طوال . المحمول على الأكتاف حبيس حر والمحبوس الحامل حبسته ضعفين . قد يتبادل محبوسان مواضع بعضهما أحيانا المحمول يصير الحامل يقضي ذاك ميعاد غرامه فوق الربوة .. ( كتف زميله ) تأتي أنثي الآخر صدفة في البلكونة .
اتحبسنا عشان الفكر .. شغلتنا نقرأ نكتب ونجادل في شؤون بلدنا .. في سياسات نظام الحكم ؛ في الحرية .. تداول السلطة وحقوق المواطنة .. العدل واستقلالنا الاقتصادي والسياسي بدون تبعية . الثوري دايما رومنسى .. دايما حالم بالحرية. لو هفت فكرة على باله تكتب فورا .. كتبت أنا غنوه لمراتي لما زارتني فقفشها مأمور السجن ما بين غسيل في الشنطة .. حجزها- المساجين قالوا : مراتك محجوزة عند المأمور - نزلت أهرول وبمكتب سيادته ؛ يقول لي : " مالك .. اهدأ .. هي ضيفه على كوب شاي .. تشرب فنجانها وتروّح .. بيتك .. بيتك " في الحقيقة راجل ذوق . لكنه حرر لي محضر بمذكرة لأمن الدولة – دي واجبات وظيفته الميري - أنا ليّ ملف كبير في أمن الدولة .
يجي الليل نقضيها إذاعة.. تحاليل وغناء مع أخبار وبالنهار شعارات أناشيد بين المساجين .. مكان السجن بباب الخلق .. ظهير لمحكمة استئناف .. هتافاتنا كانت تزعجهم .. خاصة والمحكمة شغاله .. لذا نقلونا.. في عصر يوم ما طلعتشي الشمس عليه .. ترحلنا على سجن طره . وما أدراك ما طره !!
* من ذكريات درب سعادة :



واحنا في سجن الاستئناف كان ( ناجي) وكانت ( سعدية) من ( درب سعادة ) يزوروني لاتنين كانوا رباية ايدي .. تلاميذي وأنا مزوجهم .. كانوا أعضاء في الجمعية مؤسسين وبفرفة سيد درويش المسرحية .. رفقة عمر( ناجي- يونان- سعدية – عويس – ومحمد إدريس وأنا ومهدي وفوزية شبل مراته) وما كناشئ نتفارق لحظة . سعدية وكنت اسميها (سعد) وبس .. كانت مجدع . في الدرب وفيه بوكس حكومة واقف دايماً .. والسواق مخبر فيه نايم - دايماً نايم - ولا فيه مرة حد يزروني المخبر إلا ويكون نايم أو عامل نايم يتنصت على أي كلام من مسجون ؛ خصوصي إن كان المحبوس سياسي مش متصنف في سجلاتهم - قصدي سجلات أمن الدولة .. ولذلك مهدي أما رفعته كأسانسير يشوف ( فوزية ) من الشباك – والشباك عالي ونا قصيّر ومهدي قصير ووزنه تقيل - وكلامه ما بيخلصشي يا راجل مع (فوزية) – الله يرحمها - وكلامه مباشر ويخوّف – خفت عليهم - " شلتي الحاجة اللي في الرز ؟! طب واللي جوه السيفون ؟! واللي في الدقيق شلتيه ؟! " لم يرق ذلك لي .. صحت ومهدي فوق أكتافي : " فيه مخبر في البوكس نايم.. يمكن يسجل كل كلامك .. قصر .. قصر " قال وبغيظ :" هو أنت مسؤولي الحزبي " – زعلني – بقا دا اسمه كلام !! من غيظي سبته متعلق في الشباك ولا شئ تحته وهو تقيل .. يصرخ : " دا كلام !! أنا مش قادر .. ح أسقط .. الحق.."
ورجعت يداس تاني برجليه فوق .. على أكتافي- مهدي صديق العمر رفيقي .. عشرة مسرح ؛ عشرة فكر ؛ وختاما كان عشرة سجن .

# اخلع نعليك بباب (طره) :
عصر اليوم الرابع عشر ونحن بسجن الاستئناف أخذوا منا عشر رجال أو ما زاد وأنا منهم .. مهدي كذلك كتيبة شغب قالوا عنا . في سلسلة حديد طويلة ربطت أيدينا من أيمن والشنطة في اليد التانية. حشرونا بداخل صندوق متحرك بأربع عجلات وموتور خربان للصندوق أربع منافذ للتهوية .. وصل الصندوق سجن طره .. خرجنا فسيخ من غير تمليح إلى باب ضيق تدخل منه منحنيا وكأنك فرخه بتدخل عشه ! حادي مسيرتنا في الرحلة كان عليا - من دمياط - كان طليعة الاتهام .. ما أن حط القدم بداخل باب السجن إلا سمعنا ونحن أمام الباب وراءه صوت الصفعة يكتم صوته.. فلقد حاول رفع شعار ضد الدولة.. عاجله لواء التشريفة صفعة وجه.. لا علم لدى أحد منا بذاك الحادث إلا والأسبوع يمر . في ساحة عنبر تأديب وعرضوا عرضا في صف ولواء السجن وأركانه في صف مواجهة ينصب وحقائقها صف ما بين الصفين وتلا حزمة تعليمات .. محظورات.. نائبه العميد .. فرقنا ثلاثات .. ثلاثات على الزازين .. رفعت يدي أسأل : حقائبنا ؟ نظر إلى بعين لواء.. تتفتش بعدين تاخدوها . خفت ضياع وسادة نومي.. دفعت لها ثمنا بسجائر.. هناك بسجن الاستئناف . في السجن إذا تطلب شيئا تجد الشيء نظير سجائر .. العملة في السجن سجائر !! عشر سجائر ثمن وسادة .. يصنعها صناع ماهر محكوم أو قيد الحكم . ما صادر جبروت الباشا لواء طره وسادة نومي .. " ضربة حظ " ذلك رأي الصول مزيكا صول العنبر - يغضبه كثيرا الفيلي له : صول مزيكا .. يتبرم .. يشكوني لمهدي. لم اتجرأ إلا بعد صبيحة يوم دخل لواء السجن علينا في الزنزانة.. كنا ثلاثة.. النكلاوي ومهدي وأنا. كانت عادته أن يفتح الزنزانة تلو الأخرى بالدور يخرجنا صوب ( كنيف) العنبر صبحا فردا فردا يتفحصنا قبل قضاء الحاجة فحصا ثم يبيتنا الزنزانة .. ذكرني ذلك بحماتي - رحم الله الست حماتي- كانت كل صباح تصعد سطح البيت وعلى سلمه الخشبي تفتح عشة دكر البط تزغطه ويعود حبيسا للعشة .- كان ( حسين زكي) - اللواء – رئيس السجن - يقف بباب كنيف العنبر حتى يقضي الواحد منا دين غريزته الكونية كل صباح . فعل تأنف منه ضواري الحيوانات .. الطير - الحيوان كذلك يخجل - ما بال الناس بلا خجل !
وفق العادة ذات صباح كان لواء السجن .. يمارس فرجته اليومية صبحا في عرض قضاء الحاجات .. دخل علينا في الزنزانة حاشية الضباط وراءه ونحاس الأكتاف تلألئ فوق البدل الميري السود .. فوجئت بجوقة غربان تدهس بالأقدام فراشي (برشي ) المندثر بغطاء .. بطانية . في العادة قعقعة الفتح تزلزل نومة أجعص نائم .. قام زميلاي أو قعدا كل فوق فراش البرش .. وتعمدت النوم انفذ عهدا كنا فطعناه ثلاثتنا إلا نقف لذاك الفاشي حين دخوله .. حيث علمنا واقع سلعته لزميل عند دخوله باب السجن بأول يوم .. حيث تلقى " علي زهران " الصفعة منه مهدي والنكلاوي خجلا ألا يقفا للواء السجن وأركانه .. لكن خجلي من مأمور يحكم في السجن ويحبسني .. ليس بطبعي .. وقف لواء السجن على رأسي ويصيح .. ( مش شايفني .. قوم .. قوم ) حاشيةرتب الباشا تردد ( فز .. قوم.. أقف للباشا) مخ صعايدة أهلي مقفل .. لا مش قايم .. يصرخ : قوم. لا حياة لمن تنادي . صعيدي وتربس .. مخه تحين ( لا مش قايم ) مال لواء الشرطة على قاصد رفعي .. كبشت النياشين من فوق صدره .. لحق ومسكني .. قفزت وجردل بول الليل في وش الحيطة تناثر فوق ملابسهم هربوا لبره .. يقول : " مش ح أعملك حاجة. .. أخرج " - صاح لواء الشرطة وحرسه وراه رجالته تنظف في البدلة قلت أنا أطلع لو حد من الزملا يقول لي أطلع .. أنا أطلع " مهدي تبرع قال : " يازميل .. ممكن تطلع" " أنا مش خايف منك .. أطلع " لما طلعت الشاعر ( نجم ) بصوت حياني يزعق من زنزانته يقول : "يا حسين زكي يا خدام .. جوز العالمة ما لوهشي ملام " ردد كل العنر بعده هتافه وقال : " يا حسين زكي يا عميل.. يا خدام لإسرائيل . . فرحان يعني بكيلو نحاس فوق كتافك .. روح العالمة يا جوز العالمة تشد لحافك ) يصرخ لواء السجن يقول: " عيب يا نجم .. إحنا معارف بينا عشرة ) ( في التجربة هنا ورا عنبركم فيه مساجين .. تكفير وهجرة 200 مش عايزين هنا هيجان و السجن كبير) لكن نجم أسد هصور .. يهتف ويهتف والزملاء من بعده يقولوا.
نجم بعد يومين تلاتة من ترحيلنا طره جلبوه .. هندسة عين شمس كانت عاملة ندوة كان هو والشيخ إمام أبطال السهرة .. قال في الندوة قصيدة رهيبه عن السادات .. بالتأكيد إمام غناها.. بتقول إيه :( قوقة المجنون أبو برقوقة. بزبيبة فالصو وملزوقة) حبسوه ومعاه تنين طلبه (عاطف وعزت)
" إمام " ترحل سجن ابوزعبل " نجم " معانا !! بصراحة .. لولا " نجم ".. زماني ؛ كنت خبر كان.. نجم ده أسد هصور.. اللوا منه كان مرعوب.
خدني اللوا ومعاه ضباطه داخل مكتب ضابط العنبر؛ قال: " فيه إيه مالك زعلان iحد أهانك وغلط فيك .. إيه طلباتك؟ " قلت : " مافيش بطاطين ومراتب ولا فيش جرانين ولا أوراق حبستنا دي.. علشان إحنا مفكرين مش صيع أو مجرمين " قالً: " بسيطة .. أصروا مراتب.. بطاطين و الجرائد .. نبعت نسأل .. وندبرها .. بتدخن ؟ دي سيجارة خفيفة .. مورس.. دخن أجيب لك قهوه ؟! " " شكرًا " "هات قهوه .. أنت في شركة إيه .. وبتدرس.. بص أقولك المنطقة هنا بقا مش ناقصة 2000 جنايات و200 تكفير والهتافات تقلبها حريقة .. لازم " نجم " يهدي اللعب.. طلباتكم أنا ح أسمح بيها " قلت :"اللايحة سيادتك تسمح زنزانة بفتحات تهوية متقابلة وسرير مفروش ومفيس جندي مسلح يقتحم الزنزانة " قال : " أنا لما لقيته ورأيا أمرته يخرج بره .. حصل ؟! " قالوا : " فعلا.. الباشا قال له أطلع بره " ". ما علينا. " - أنا قلت لنفسي .. فوت دي " قال: " مبسوط ! عقل نجم .. ومراتب تأكي جديدة نوفي ح تجيلكم ويا البطاطين .. لو عايز شئ تاني أبعت لي " " شكرًا .. لا تكون زعلان مني" " لا.. شوف نجم أنت وهديه " " الزيارات .. لنا زيارتين " " من خلف السلك " - دا كان رده - " لا .. وزيارة بتصريح رسمي في وجود ظابط" " لما نيابة أمن الدولة تصرح لك نبقى إحنا ننفذ .. فيه إيه تاني ؟ " " الجرانين !" " بكرة الصبح.. أبعت لك تلات جرانين" " ممكن راديو ترانزستور ؟ " " طبعا لا مش عايزه كلام .. بيتك .. بيتك "
حققنا انتصار أكيد بالتفاوض .. فسحة طول اليوم إلى ساعة الغروب .. الجرانين وزيارات السلك وزيارة بتصريح نيابة ولقاء حار . قبل رجوعي العنبر قالوا : " لك زيارة " دا يوم سعدي ! في طريقي أشوف الزوار .. لقيت حبيبتي مراتي " كريمة " والواد " شادي " بشورت قصير.. وتشيرت أبيض .. عمره كان سنة وشهور؛ في رقبته حبل بصفارة .. شافني وهاتك يا صفافير ( توت .. توت ) .. تركوا الغرفة وجري على بالأحضان .. حضن كأنه حضن عريس .. آه والله.. أكدب يعني !! ده إحساسي . المدهش مراتي تقول لي : " العسكر قالوا بتتخانق .. ليه .. مع مين ؟! لما سألت عليك ووصفتك بالشرز البني أبو صفين - صنعة ايدي - قالوا تخانق ويا الباشا .. مين الباشا ؟ فيه بشاوات محبوسة معاكم ؟ هو شيوعي ؟! أنت متعرفش أبدا تقعد من غير شبطه ! مين الباشا ؟ رديت قلت : لواء السجن " " يانهار مش طالعة له شمس !! لوا يا بو شادي ؟! " جات معاها زيارة. لمهدي ؛ مدام ( فوزية) - الله يرحمها فوزية - الاتنين صحاب وحبايب .


Sent from my iPad
* زعيم التكفير وحوار ساخن:
ليبرالية اليسار في مواجهة تيار معادي للحرية كانت حاضرة داخل السجن .. في الزنزانة الـ 13 زنزانة مبطنة بالجلد _ الملك فؤاد قالوا كان حابس فاروق فيها لما جات له لطشة – أمن الدولة حبسوا فيها شكري زعيم تكفير وهجرة .. كان حرص اللواء ما يكونشي فيه تقارب بين يمين ويسار في السجن .
# ذكريات لزمن آت :
كافح الزملاء في سجن طره .. من أجل أن يسمح لشكري مصطفى زعيم جماعة التكفير حتى يقضي فسحة كل صباح معنا خارج زنزانته المنبوذة أقصى الساحة عبر العنبر .. الساحة كانت مكشوفة فوق الزنزانات حراسة جاهزة التسليح تماماً .. كان نداؤهم يتتابع ما بين اللحظة واللحظة : " واحد تمام .. إتنين تمام.. ثلاثة تمام " ودبيب الأقدام رتيبا طول الليل بسقف العنبر " شمال .. يمين .. هوب حديد " خطوات تحدوها صيحة : " هوب حديد " حتى يظن الواحد منا أن السقف يخر علينا .. ربما قد كان أمرا من مباحث أمن الدولة ( طيروا النوم من عنيهم .. اليساريين الكفار !! ) - هكذا قد كان ظني - ينعتوننا بالكفر .. علما أننا .. إيماننا لا ريب فيه - لم يدر في ذهن شكري مصطفي اتهام لي بكفر ولذا في تمشية الصباح بجانبي ذاك لان أبا الحسن في ظنه قد كان كنية لشخصي ليس اسما لي ولكن للتقية اتقاء البطش من فعل المباحث عبثا قد كان تأكيدي له إني يساري ولست انتمي لزمرة المتأسلمين .. يقول : لا.. أبو الحسن منا .. نعم . قد كان شكري نافذا من مهدي بندق لأن مهدي المتبحر في علوم الدين والفقه ولما جادله أدرك المكفراتي أن مهدي إن يناقشه يفوز .. ولذا كانت قطيعة بعد وقفتي نقاش !!
ولأن شكري مفكر في حضن قالب ديني متطرف ما كان يحيا دونما فعل الجدل لكنه جدل يدور حول فكرة مقولبة .. نظرية الإسلام في حكم البشر تلك التي قال بها المودودي قبل سيد قطب في معالم الطريق : تكفير مجتمع المدينة أولا أنها لا تمتثل للحاكمية منهجها أساسها الشورى وحكم الناس كل للناس للناس تطبيقا لنص الشرع " خلفاء على الأرض" استخلف الخلق على الأرض جميعا للعمار .. ولأن المدنية عند أولئك تعني كفرا بين تركوا وظائفهم وكذلك هجر الأبناء مدارسهم . تركوا مساجد خلق الله وتمركزوا بزوايا ( ضرار) صلوا فيها دون الناس صلاة تشدد نهجوا نهجا إرهابيا ضد الدولة أوقعوا أضرارا بالغير. والإسلام نهى عن ذلك.
سألت زعيم الزمرة ما اسم جماعتكم ولماذا سميتم تكفير وهجرة ؟! أشتعلت حوراء عيونه صارت شررا " لسنا كذلك " صاح بوجهي " فماذا أنتم ؟ " نحن جماعة آخر الزمان " .. " يعني ماذا" .. " نزلت فينا الآية قالت: " الأرض يرثها عبادي الصالحين " .. " تقصد يوم قيام الساعة !! " قال: " تماماً.. ذاك صحيح " .. "ستعيشون ليوم الساعة ؟! أعلم أنك جامعي .. خريج زراعة .. أصحيح ! حدثني حديثاً علميا يقبله العقل.. يفني الكون ويفنى الناس وأنتم أحياء وترثون " قال بنبر الشخص الواثق : " الكافرة روسيا وأمريكا يضربوا بعصيهم بالذري .. يفنى الكون" .. " أنتم في الكون لما يفنى تغنوا معاه" .. قال: " إحنا ح نكون بأمان.. في اليمن فيه كهف كبير ضد الإشعاع .. ح نكون فيه " .. " قدر .. فيه حكومات عبيدة هنا وهناك .. الزرع .. الميه.. الهوا والأكل .. فيه إشعاع " انقلب الحور بعينيه حمارا بعد بياض صاح بحدة " نترك هذا الأمر الآن "
كان يقاسمني في كوب الشاي في تمشيي كل صباح .. كوب بلاستيكية أحمر وبمعصمه ساعة يد ويقدمه شبشب (زنوبه) فتخابثت بطرح سؤال: " في كوب بلاستيكي نشرب شايا أحمر .. تنتعل الشبشب ذنوبه تحمل في معصوم الساعة .. تلك صناعات المدنية وتكفرها.. يعقل هذا ؟ " قال بحدة : " نترك هذا"
كل صباح يدور حوار مسائي ليس كما كان اليونان .. كما سقراط .. كان حديثاً بيزنطيا استهدف شكري تجويدي فيما يبدو .. كان يقول : اسمك أقرب منا نحن .. فلما أنت شططت يسارا.. أدخل حضن الدين وأسرع ؟!
يوم الحكم عليه صباحا .. والكلابوش يقيد يده بيد الضابط عن يمين والكلابوش يقيد يده بيد الضابط عن يسار وكبير الضباط يسير أمام الركب ورشاش يلصق بإبط الجند .. خلف الركب يسيروا .. فوهة المدفع في الظهر . يرفع يمناه يودعني قدر الطاقة .. قلت له : ستعود بإذن الله سليما.. آمنا "
لم أره من بعدها أبدا. كان الحكم معدا سلفا - فيما يبدو- فما أن خرج بركب حراسته الموصوف إلاّ على عجل رحّلنا عنبر ( تجربة) ملعون .. ورأينا قبل الترحيل فتحات تفتح بقواطع أوكسيجين نوافذ ببيبان خمس من زنازين . كنا نعلم أن خماسي المتهمين بقتل الشيخ الذهبي سيعدمون .. أربعة منهم قد حبسوا هناك بسجن الاستئناف.. وزعيم العصبة هو شكري .. يا الله !! كان وديعا في مظهره .. لحيته سوداء تناسب وجها أبيض وعيون مها هي عيناه. أذكر جاورني في زيارة أهلي وأهله .. همش من روعة لقيانا بالأهل عساكر أحلاف أفلا يكفي سور من سلك يفصلنا !! زوجتا شكري .. الصغرى يا ما شاء الله !! - بدر منور.. حون عين - منذ تراكب واللواء .. حدثت تسهيلات كثيرة .. زغت أنا من جنب السور وكذلك زاغت كريمة .. جمعتنا الأحضان .. فلطم الحارس خده . . " ح تودوني في ستين داهية "
ولمستشفي السجن نقلت من الأعياء .. أضربنا عشرة أيام دون طعام حتى تغادر عنبر تجربة المساجين .. كنا محشورين ومائتي عضو إرهابي فيها .. يأتي الواحد منهم يسأل ( اسمك إيه .. ساكن فين ؟! " لا أدري لم السؤال ! محبوسين بعشر سنين وسبع بعد الحكم وبالإعدام على خمسة زعماء ! ليس لأحد في التنظيم قدرة تفكير وحوار .. خلقوا من آذان تصغي ثم تطيع .
في المستشفي كان بغرفتها المخصوصة قائد جيش هزيمة يونيو ( شمس بدران ) المحبوس مع أركان نظام جمال .. فيما عرف بحركة مايو . ( عبد المنعم أبوزيد ) - ياور عامر- كان محبوسا مريضا أو معماري بالمستشفى .. جاء بطولة برتقال أملا في فض الإضراب فرفضت الأمر . فضفضة الحديث اتسعت قال :" جيهان .. ترد الصفعة.. ذهبت بنتي آمال إليها تركوها آن يفرج عني .. وعدتها لكن ما وفت . لم تنسى إذ كانت تأتي في الجيزة بيت المشير تلتمس مقابلة الهانم .. زوجة عامر.. كنت أؤخرها - عن عمد - حتى يؤذن لي أن تصعد .. كنت أنفذ أمر القائد" وحكي عن أسباب الحبس وعن فساد الجمعيات الاستهلاكية ونفى ما قد نسب إليه وأدى لصدور الأحكام .
# مهدي يبكي:
يبكي مهدي لما تعبت من الإضراب .. يطلب نقلي للمستشفى .. ظل يلح الضباط حتى نقلت إلى المستشفى .. مدنيون أمام العسكر كنا نحاكم .. يفرج عن مهدي وأرحل سجن أبو زعبل مع نجم وطلبة عين شمس . الشاعر زين العابدين فؤاد هناك ومعاه كان (برجو) وكان ( شرباش) زين فؤاد كان له ديوان ( النيل بيجري في دمي) حولته للمسرح نصا . نجم علم كل الحبسة لعبة. ( استميشن) شهر ونصف بسجن طرة وشهر بسجن أبوزعبل ونص في سجن الحضرة لأجل الامتحانات. كنت تمهيدي ماجستير .. ولما ظابط أمن الدولة سطا على كتبي لما دارت بينا خناقة ليلة القبض على في بيتي . فوزي زميلي طالب وافد وفلسطيني أرسل لي محاضرات وذاكرت .. حجزوني في زنزانة كريهة تحت الأرض في المدرية بأبي الدردار والمغرب على سجن الحضرة.. وفي زنزانة محكومين بالرشوة نزلت ضيف ثلاث ساعات أقل الزنزانة مفروشه سجاد نجفه متعلقة في السقف وثلاث مساجين السكان .. قلوا كأية بيض على بسطرمة وضيفوني . جهز الحارس زنزانتي .. كان جنبي محب يوسف .. كان زميل ..يساري ( كان واحد من الرفيصة .. يعني من حزب العمال) .. ضيفني على ورك فرخة طول الليل


flagged
Wednesday, July 18, 2012 11:00 PM

# ميلاد أغنية وطنية :
يكتب مهدي قصيدة شعر في تكريمي.. عبر إذاعتنا الليلية من فتحة باب الزنزانة ينشدها ليلا ويقول: " صوته السكين يشق صمت الليل " واصفا صوت غنائي بلحن " سيد الغناء "درويش الأداء بالمعاني : ( " آهو دا اللي صار- بلادي .. و زروني .. وكذا : هادي يا هادي .. ثم " شيخ قفاعة " يقرأ الجرنال لشيوخه العميان "
زنزانة التأديب ضيقة كقبر ضاق صدري مثل غيري إن تحرك من ثلاثتنا أحد .. كان ذلك بحساب . قلق قد كان مهدي مثلما عادة كل الشعراء .. فعلى رأس فراشي علقت حقيبته . كان طول الليل ينزلها ويرفعها ولا أدري السبب .. ربما اشتاق إلى صورة " فوزية" التي كانت بها . وربما أراد تعديل قصيدته التي ما انفك يكتبها .. يراجع وزنها أو صورة شعرية من صورها . كانت علاقته بحصن حوائجه هي شغله الشاغل ليلا .. يخطو على جسدي الممدد نائما؛ أفز مفزوعا .. ترى .. ماذا جرى ؟! لا شيء غير حقيبة نزلت لتعبث في ثناياها يد الإثم التي اغتالت منامي دون إعلان ودون مداولة !!
حرية الفنان في فعل الغناء أو الكتابة والتشكيل رسما حين يحبسه نظام جائر.. إن مارس الفن تحرر.. هكذا قد كان مهدي وكذا كنت أنا. وكعادة كل مشتغل بفكر وسياسة كان بيننا اتفاق واختلاف.
لم يطق مهدي مبيتا عندما حدث اختلاف .. ضاق ذرعا بي .. كذلك ضقت ذرعا بالحقيبة !
بات ليلته التي تلت ما قد جرى عند " نجم" غير أني من إذاعة ليلنا المحبوس في سجن طره لم أطق فراقه فكلانا كان نصفا لرفيقه ولذا قلت قصيده.. عنوة غناها من ب " إمام " أهديتها لاسم ( مهدي) :
بنادي على كل واحد في مصر. هدايا أنا لكل بيت كل قصر
دي مصر في محنة نظامها دبحنا. وواكبوا إحنا وصوتك ولمصر
-------------------------
بنادي على الفلاح الحزين. وأقوله يا أسمر بلاش الأنين
وخالي دموعك عرق ع الجبين. وقلب ترابك ح تحمر مص
دي مصر في محنة نظامها دابحنا. وواكبوا إحنا وصوتك وأنصر
------------------------
بنادي على العامل اللي هناك. في وسط المداخن في وسط الهلاك
يبني لغيره وما لوش في خيره. وصابر وإيه بس آخرك يا صبر !!
دي مصر في محنة. ....... .......................
----------------------------
بنادي على الجيش هناك ع الحدود. مشمر ليحمي عرين الأسود
رئيسكم خلاص سلمك لليهود. وضيع عليك أي فرصه في نصر
د ي مصر في محنه ........
كان لهذه القصيدة وقع كبير في نفوس زملاء الحبسة .. أجرى (نجم) عليها بعض التعديلات؛ يدفعها للشيخ إمام فيغنيها .. صارت تتردد وتغنى كل مظاهرة أو حفل .. وداع زميل يفرج عنه.
كان مهدي طيب القلب إذا ما قد جلسنا لطعام وتحلقنا ثلاثتنا عليه .. عندما ينهي طعامه بكبش المخلفات ثم يلقيها بداخل الأطباق .. ويشيع فعلته بعبارة أثيرة " خلاص أكلتوا " بينما لم ننته أنا وفهمي من الطعام !! في كل جلسات الطعام يكون ذلك - لست أدري لها سببا !! كان ذلك عندما كنا بعنبر التأديب .
# حكاية مذبحة الاخوان: :
يحكي الصول عبد الهادي حين نقلنا للتجربة مع أعضاء في التكفير .. يحكي عن حدث دموي داخل زنازين التجربة على الإخوان .. طلبوا مطالب لم تتحقق .. لما هاجوا.. كسروا زجاجات فارغة .. شهروها في وجه العسكر.. أدخلناهم في الزنازين .. جاء الأمر من الوزير بالتصفية . - زكريا قد كان وزيرا للداخلية - " اصطدناهم بالبنادق من فتحة باب الزنازين والجثة تقطع أرباعا عبوها داخل أجولة تدفن سرا "
ذلك ما حكاه الصول .. عما حدث مع الإخوان لما ثاروا في الزنازين أمر وزير الداخلية الصاغ " زكريا محي الدين" بالخلاص منهم جيمعا .. هل ذلك حقا ما كان؟ أم أن الصول عبد الهادي يحكي شيئا ما لم يحدث - علم ذلك عند ربي. -
# كرامات " نجم " الفاجومي :
كراماتك يا أحمد نجم !! كصليل الذهب الرنان عند كل الجنائيين كان ذكر اسم نجم .. عندما ينقص شئ من سكر أو من سجائر أو من كافة شئ تتطلبه حياة المعتقلين العامة (نجم) يسارع يرسل عبد الهادي الصول إلى عنابر الجنائي ليقول لهم ( نجم ) يطلب إلا والطلبات تجاب .. جلسته جلسة تسلية وحكايات عن مطاردة السادات له وإمام وكيف أتي العميد يطلب فض الندوة في هندسة عين شمس ؛ فإذا بإمام يسأل " أنت عميد كلية ولا عميد بوليس ؟! " وكل صباح تفترش الساحة تتصفح في بعض الجرائد ؛ فإذا نجم يصيح تعالوا .. عدوا معايا شوفوا كم صورة للسادات في جرنال واحد ! عدينا صور السادات .. فوق الثلاثين .. خمسة وثلاثين صورة في جرنال واحد بس.. لا حطوا عنيكم ع الكرافتة مرسومة صلبان معكوفة .. نازي طول عمره بتاع هتلر ! " والغريب في المسألة نجم إزاي لاحظ صلبان معكوفة في الكرافتة ؟
# طرة جنوبا وشمالا أبو زعبل :
يوم الإفراج عن مهدي وبعض الزملاء في النيابة العسكري .رحلوني مع( نجم ) لأبو زعبل .. هو قضية ندوة "عين شمس " أما أنا فالعيب في ذات رئيس الدولة .. كنا بنهتف و احنا في صندوق التراحيل في بداية التحقيق معانا ضد سياسة الانفتاح .. قالوا شتمتوا رئيس الدولة ! كانت عقوبة سب القصر أيام فاروق شهر حبس ؛ أيام السادات 6 أشهر ! أبوزعبل زنازينه برحه .. جددوه أيام شعراوي جمعة وزير الداخلية في عهد جمال .. بعد التجديد أول ناس يتحبسوا فيه كان شعراوي .. السادات اتعشى بيهم قبل ما يتغدوا بيه ! سبحان ربك له تدابير ! شهر ونصف قضيتها هناك مع زين العابدين فؤاد وفؤاد نجم . يوم جلسة تجديد الحبس شاب جنائي - قال لي إنه سكندراني وابن سهير القلماوي سبب في حبسه قال قصة يعني اشتغاله - جاب لي ليلتها فنجان قهوة .. قال : " متحوج " قلت في بالي : " حب هان "
قهوة لكن طعم غريب – حب هان ؟ مش حب هان !! شربت الفنجان .. لفت راسي مكان رجليّه .. يا أخينا حاطط إيه فيها ؟ " فتفوتة حشيش " في السر مع آخر رشفة يبلغني " بكره بعون الله إفراج " نايم صاحي طول الليل وصور لجنتين وورود وفواكه شئ غير معقول تتراسل لي كأني في جنة استرجعت في ذهني تاريخ حسن الصباح .. الوردة عشر أضعاف حجمها في العادة الأشياء كلها تتضاعف حجم ولون كان تأثير فنجان القهوة.
في مقر نيابة العسكر ( الهلالى - قديس الدفاع الحاضر بلا أتعاب عن معارضي الرأي يساري ولا يميني ) دافع عني وجاب إفراج .
# كلاكيت .. في 79 آخر حبسه :
ودعت سجونك يا مصر آخر مرة 79 .. ستة أشهر وأنا معتقل بطرة .. مكرم عبد المنعم شاعر ..أسيئتا مع عبد الهادي مجلة حائط داخل شركة النحاس حيث عملنا ذاك الحين .. ثم جمعت أنا لمئات التوقيعات بحل نقابة العمال بتلك الشركة .. كانت أول تجربة حزبية قمت بها بعد دخولي حزب العمال الشيوعي .. كان "حسين عبد ربه" – محامي يساري - مسؤولي الحزبي المباشر .. حي المنتزه من غير لجنة .. جاني التكليف شكل فيه للحزب خلية .. ولقد كان .. كانت من ( عصام أبوسيف - يونان نصيف- مكرم عبد المنعم وأنا وسعيد حفني ) كنت وعدت بمنحة أسافر أدرس فيها علم المسرح في الإخراج .. كانت موسكو محطة سفري ؛ جاءت تعليمات السفر لحضرموت !! كان غريبا هذا الأمر !! سألت : لماذا ؟ قيل تحصل لغة الروس ! السوفييتي مراكز كبرى للثقافة والتعليم فلماذا اليمن الجنوبي .. هل هم في اللغة الروسية أفضل تعليما من مصر ؟! أريد كلاما منطقيا. قيل (ستعمل بعض الوقت بقصر ثقافة حضرموت تحاضر ! أو بإذاعة مصر الحرة ) .. (لأهاجم منها السادات ! ) - قلت لنفسي - قلت لمسؤول اتصالي : " لست أحبذ ذم بلادي بالطعن على رأس الدولة خارج مصر ؛ بل ألعن أسلاف رئيسي داخل مصر وأعاقب بالاعتقال ولا أشتمه خارج مصر" ولذا لم أذهب .. أكملت البحث بجامعتي داخل مصر حيث وجدت المنحة في تاريخ المسرح وليست في فن الإخراج - البعض يرى في ذلك انتهازية.. أقول : نعم هي انتهازية .. هل حقل السياسة يخلو أبدا منها !
في ذكري ميلا " ناصر" - وفق العادة- جاءت عصبة أمن الدولة عند الفجر- دقت بابي .. أصداء الدقات ترددها أبواب بيوت جيراني.. ينتفض النوم فيوقظهم .. يوقظ حيا.. في الأحياء التي يسكنها شعبيون.. إن دقت يد غريبة بابا من مسكن واحدهم ؛ تتفتح كل الأبواب .. نوافذ كل بيوت الحي تواجه شخص الطارق. مواجهة من أجل الفرجة ؛ حيث العسكر يعتقلوني بدون أوامر اعتقال . سألت كبير الضبط فقال : " أنت عارف .. يطلع الأمر في ثواني بالتليفون " قلت : " وماله.. برضه أشوف أمر النيابة" - وكانت قعدة - كلم بالتليفون رئيسة .. قال له : بسيطة .. تاهت ولقيناها أنا عارفه .. واد مشاغب أبعت لك أمر التفتيش ع القسم اللي ينزل فيه بعد دقايق " شربوا الشاي وجلسنا نهرتل لما هاجمت أنا واحد فيهم كان متطاول .. قلت له : " أنت الظاهر إنك في مباحث جنايات القسم " - ضحكوا وقال كبيرهم : " أنت عرفت إزاي؟ " قلت : " طريقته في الكلام دليل على إنه يتعامل مع إجرام حرامية غسيل وآداب "
وترحلت لسجن طره .. لقيت تيمور الملواني زعيم هندسة إسكندرية – سقط نفسه 9 سنين علشان النضال في الجامعة - وعماد أبو غازي قابلته .. كان معانا نزار سمك .. والمخرج مراد منير .. ومكرم عبد المنعم صاحبي.. وفيه عمال غزل و أعضاء نقابيين . أمن الدولة لموا كل مراجع بحث الماجستير ومسوداته بخط اليد .. كنت أنا في دراسة التمهيدي والبحث الرئيسي عن( أبي العلاء ورسالة الغفران) تحديدا كان بحثي عن سمات فن الدراما في الرسالة .. الزملاء قالوا لابد الإضراب نسترجع كتبك .. وبحوثك و المراجع .. وفي صباح يوم الإضراب ما لقيت واحد منهم قال : ياللا إضراب !! اليسار في مصر طفولي .. كلام في كلام أما الفعل ؛ فحدث .. حدث دون حرج !
في كل يوم كان سفرجي بيت أبوغازي يجيب لعماد صواني غداً وجزر مبشور المبشور شيء وشويات ! القاصي والداني كان يحلي بقه بالمبشور يوماتي الظهر كان فيه ملعب كورة طايرة وكنا بعد محاضرة واحد منا نخرج نلعب طايرة . وقبل الساعة 2 الظهر يتجمع كل الزملاء عند الباب بتاع العنبر.. في انتظار صول المراسلة يحمل أمر بالإفراج يتلموا الزملاء حواليه يتمنى الكل إنه يسمع اسمه وارد في كشوف الإفراج ويروح . فكرني هذا الموضع بتجربة الأسلوب الشرطي ل : (بالفأر و بافلوف والرنة)
يوماتي الظهر الساعة 2 كل المحابيس خلف الباب .. يفتح يتلم الزملاء حول الصول.. آذان وعيون مع صمت رهيب يسمح للصول ينطق أسم المحظوظ منهم صوته شحيح طالع بصعوبة - بقصد أظن - فرحت لما الإفراج عن مكرم ذات يوم .. تم تحقق.. مع إن الغيرة زاولتني – أنا بني آدم !! -
معرفتش أذاكر أو أكتب زنزانتي كان فيها عشرين ويجوز أكثر عمال ثرثرة طول الليل ..ومرارة حكي استرجاع بطولات وزعامة على العمال .. كان " صفوت " - قائد للسجن يجوز نوبتجي – في أول حبسة كان عقيد .. جايز الآن لوا سجن طره .. كنت استنى لما الزملا تنام وأذاكر أو كنت أكتب .. فوق شنطة أقف خلف الباب من فتحة بأعلاه وعيني على الحوش كل ما نفسي يضيق .. كان صفوت ومعاه حراسه يمر .. شافني في الشراعة متعلق في الباب .. سلم حياني وحييته.. كان شاهد في الحبسة الأولي على واقعة لوا باشا السجن ( حسين زكي) .. قال صفوت : " لو عايز تطلع في الهوا بره شوية .. ممكن " قلت له : " شكرًا .. لو عايز تخدمني انقلني زنزانة وحدي أعرف أذاكر ! قال : ابعت لي الالتماس.. بكرة الصبح " نقلت في زنزانة انفرادي .. زنزانة كبيرة كما الشقة - حاجة تخوف- لقيت علب بلاستيك فارغة بألوان أحمر .. أخضر .. أصفر .. قفلت علب منها بلونين وبداخل منها فيه لمبة الزنزانة نور على نور .. وكأني عايش بالليل داخل كافيتريا . مراد منير حرجم و عايز ينقل في الزنزانة معايا .. مع أن لوائح السجون تحول دون حبس اتنين في مكان واحد مع بعض- خشية فتنة أوما شابه - .. لكن سألوني فكان جوابي: عادي .. مراد أنا عارفه من فترة كان طالب في إسكندرية كلية حقوق الثغر .. وفي صيف 68 كنت أخرج أنا مسرحية بمركز ألمانيا الشرقية .. ( دائرة الطباشير لبريخت) وكان مراد يحضر بروفاتي .. كنا معارف .
# فصول البحث بختم السجن :
انهمكت في الكتابة .. نفسي أخلص هذا البحث .. جابت لي كريمة كتب ومراجع دخلت مختومة بأختام سجن طره . سبحان الله المعري شاعر الحكمة عاش ( رهين المحبسين) من ألف عام وكتبه بقت محبوسة معايا في سجن طره !! سبحان الله !! حكام بلاد المسلمين ضد الأفكار من ألف سنة و لحد الآن !!
لما كنت أخلص من فصل يخرج رسمي بختم السجن .. لما يكون تحليلي خالي من الفكر السياسي أو من التعليق اللي فيه شبهة سياسة .فصل فيه تعليق سياسي أو إسقاط يتهرب – كله بحسابه - لما يخلص فصل ضروري احتاج ترفيه.. يوم يومين تهدأ أعصابي
عملنا مرة كرنفال مشهد كنسي تيمور ينميها عمل قسيس أطيان حلل بدل الأجراس وهو قاد للإنشاد جوقة إنشاد كنسي بكلمات غير دينية .. مساجين ولازمهم تنفيس ما دام مفيش ترفيه في السجن .
السجن له تقاليد خاصة بوداع زميل يفرج عنه.. يصدر أمر الإفراج عن واحد زميل .. زملاؤه في العنبر ليلة الإفراج يعملوا هيصة وحفلة .. كنا عند خروج زميل مفرج عنه نقف صفين ورا باب العنبر؛ الكل يغني ويقول بنفس واحد :
" بنادي على كل واحـد في مصر ندايا أنا لكل بيت كل قصر
دي مصر في محنة سادتها فضحنا وواجبنا إحنا نصوتك يا مصر "
كانت أغنيتي قد ذاعت بعد غناء إمام لها في 77.. وكثيرا ما كانت تنسب للفاجومي أحمد نجم .. لكن في حفلة تكريمي لأحمد نجم بقاعة مجلس الثقافة صحح نجم الأمر ونسّب تأليف الأغنية لشخصي .
أما بعد .. فليس لنا من بعد كلام .. الآن الكلمة لشباب صنعوا ثورة في التحرير.. قفز عليها ذئاب كهوف صحراوية .. زعموا أنهم الثوار .. بات على صناع الثورة استرداد الثورة من بين الأنياب غير المحمية بالعسكر .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء أسود وحوائط عازلة
- حرية العقيدة في القرآن
- الفاعل الفلسفي في المسرح الوجودي - المومس الفاضلة نموذجا -
- كتابة الصورة المسرحية بين أفلاطونية التقديس والتدنيس
- خيوط الاتصال بين الناقد والباحث
- الممثل وبناء الدور المسرحي بين البواعث والدلالات
- مدرسة المشاغبين فبي ميزان النقد
- عروض مسرحية بلا إنتاج
- كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة
- - برشيد - وقضية تخوين الحركة النقدية المسرحية
- تراجيديا في قالب كوميدي
- محاكمات المبدعين في عصر المتأسلمين
- حرفية الناقد و مراوغات التطبيق النظرية
- البحث المسرحي في سرير بروكست
- حيرة الباحث المسرحي بين نظرية العامل ونظرية المتخلفات والمتغ ...
- الإيقاع في فنون التمثيل والإخراج-ج1-
- نهار اليقظة في الثقافة المصرية بين وهج التخريض ولهيب التعريض
- الإرتباك الإبداعي في فن التأليف وفن الإخراج المسرحي
- المسرحيون العرب وغياب فعل الاستشفاف
- سارة وأخواتها والثالث المرفوع


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - أبو الحسن سلام - ذكريات .. لزمن آت