طالب المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 02:00
المحور:
الادب والفن
جندي النصب
خمسون عاما واربع وهو يحطم قضبان السجون , تعبت يداه , ترك القضبان , أهاله السكون , هذا المكان من بغداد كان نابض ابدا , ما هذا السكون , اين العوائل التي تملأ ليل بغداد ؟ اين المصورين ؟ هنا دائما تسجل الناس ذكرياتها , اين السكارى ؟ ...لا احد ....ام الشهيد جفت دموعها ونامت على وجهها , العامل لم يطرق على السندان , واستغرب كيف لم ينتبه منذ زمن لهدوء الضجيج , استل نفسه من بين جموع النصب خشية ايقاضهم , نزل الى الساحه , تجول في الشوارع القريبه , لا شئ تماما الا العسكر , اين الناس ؟ سأل جنديا , اجابه انهم في بيوتهم خائفين , والقتله في الشوارع , صاح جندي النصب : ولماذا لا تضعونهم في السجون ؟ اجابه الجندي ان ابواب السجون مفتوحه دائما للهاربين ... رجع امام النصب وشاهد قضبان السجن المحطمه , قال مع نفسه ماذا عملت منذ خمسة عقود ؟....وام الشهيد لم تكن مصيبتها خاتمة الاحزان وختامها لم يكن مسكا .....اللافتات السود تغطي حيطان بغداد وكلها تندب حظ العراق . عاد الى نصبه , تسلل من بين جموع النصب , وقف في مكانه ومسك القضبان بقوه محاولا اغلاقها .
#طالب_المحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟