أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - الثورة العربية الإسلامية الثالثة















المزيد.....

الثورة العربية الإسلامية الثالثة


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 08:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إذا استجمع المثقف، المتوسط، بالدول العربية الإسلامية ( أو المسماة رسميا بالدول العربية الإسلامية)، أفكاره وأفكار محيطه، ورتبها ترتيبا زمنيا ومكانيا سيجد أن هناك، منطقا أو قل نسقا سياسيا وثقافيا، حتمي الكينونة، ينطبق على مسار كل الدول العربية الإسلامية. وسيجد أن هناك وقائع وأحداث متناسقة ومتشابهة وذات نتائج موحدة داخل أغلبية هذه الدول.
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الاستثناءات الشاذة التي نعتبرها داخلة في قاعدة: "لكل قاعدة استثناء ولكل استثناء قاعدة". وسيستخلص نفس المثقف، المتوسط، في نهاية تحليله للمسار السياسي والثقافي بهذه الدول نتيجة موحدة وواحدة، مفادها أن الشعب العربي الإسلامي ( بدون إقصاء للمواطنين البربر أو الحسانيين أو الأكراد أو المسيحيين العرب أو اليهود العرب وغيرهم) عاش و يعيش وسيعيش ثلاث ثورات، هي كالتالي :

- الثورة الوطنية: ضد الاستعمار الذي تسلط على الدول العربية الإسلامية
- الثورة العسكرية: ضد الأنظمة التقليدية التي أفرزها الاستعمار
- الثورة الديمقراطية والشعبية: ضد العسكر أو ما يسميه الغربيون ب"ثورة الربيع العربي"

وقد اقتصرنا في نظرتنا هته على هذه المراحل الثلاث لأنها هي المحطات الرئيسية في التاريخ الحديث للشعب العربي الإسلامي.
هذا، وأن لكل ثورة من هذه الثورات الثلاث أسبابها ومسبباتها رجالها وزعاماتها القبليين أو البعدين. كما أن لها أهدافا محددة ومنطقية في محتواها وانفعالها وتفاعلاتها.
وما يؤكد نظريتنا هذه هو أن غالبية الدول العربية الإسلامية عاشت وتعيش وستعيش نفس هذه الثورات الثلاث المتعاقبة في أوقات مختلفة أو متقاربة أو متباعدة. المهم أن أغلب الدول العربية اجتازت هذه المراحل أو تجتازها أو كادت تجتازها بحسب الظروف الاقتصادية والثقافية المحيطة بكل دولة ونسبة الديمقراطية المطبقة لديها.
أما الدول التي لم تمر من هذه المراحل الثلاث أو مرت بمرحلة دون المرحلتين التاليتين أو لم تمر بمرحلة دون باقي المراحل فهي مهددة بطريقة أو أخرى بوصولها إلى نفس النتيجة بطريقة أو أخرى. وهذا النوع من الدول العربية الإسلامية يمثل الاستثناء من القاعدة السابق ذكرها. والسبب في استثنائها أي عدم مرورها بنوع من أنواع هذه الثورات هو وجود انحسار سياسي وثقافي لم يزح التاريخ بعد عن أقنعته...

أما تشابه العديد من الدول العربية في مرورها عبر هذه الثورات الثلاث فمرده إلى وجود التشابهات التالية : وحدة التاريخ، تسلسل ووحدة الجغرافية، وحدة اللغة، ووحدة الدين.
ونحن هنا نكتفي بهذه التشابهات، دون غيرها، لأنها المهمة والأساسية في نظرنا...

- وحدة التاريخ:
فعلا، فالملاحظ أن الدول التي عاشت الثوراث الثلات تجمع بينها أحداث ووقائع تاريخية متشابهة أو متشابكة. تتشابه في ذكر رجالاتها ونسوتها داخل التاريخ. التاريخ المشتركة يوحد الإنتماء بين عدة دول...وتشابك الأحداث والوقائع بين الدولة العربية يجعل تاريخ كل دولة يتقاطع مع دولة عربية اخرى...فحين نتحدث عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وعن الحجاج بن يوسف الثقافي أو الفرزدق أوابن سينا أو ابن خلدون أو محمد عبد أو طه حسين أو...فإن المثقف العراقي والسوري والمصري والليبي والمغربي وغيره من المثقفين العرب يجد أنه حامل لثقافة هؤلاء وداخل في تاريخهم. وحين يذكر ابن خلدون مثلا، عالم الإجتماع والفيلسوف، فالمثقف العربي، أينما كان داخل هذه الدول العربية، يستحضر في فكره هذا المفكر العربي الإسلامي الذي عاش بتونس وبالمغرب وبالأندلس بإشبيليا الإسبانية...وهكذا دواليك. فالتاريخ المشترك بين دولتين عربيتين أو أكثر يشكل وحدات فكرية وروابط ثقافية وتاريخية متقاطعة...
فمن غير العجيب أو الغريب أن تكون وحدة التاريخ إذن ساهمت بقدر معلوم في تشابه تسلسل الثورات الثلاث بالدول العربية.

- تسلسل وتقارب جغرافية:

التقارب الجغرافي بين للدول العربية كان له تأثيره المباشر في خلق نوع من الإحتكاك التاريخي والديني والثقافي والسياسي والإقتصادي و...
وهذا التسلسل والتقارب له بدون شك تاثيره في تشابهية المراحل الثلاث التي مر أو يمر أو سيمر منها الشعب العربي الإسلامي...

- وحدة اللغة :

فعدد الدول التي تقر رسميا اللغة العربية كلغة وطنية هو 22 دولة، وهي كالتالي : مصر، الإمارات، البحرين، الجزائر، المملكة العربية السعودية، السودان، الصومال، العراق، الكويت، المغرب، اليمن، تونس، جزر القمر، جيبوتي، سوريا، عمان، فلسطين قطر، لبنان، ليبيا، الأردن موريتانيا.
وشعوب كل هذه الدول تنطق بالعربية الفصحى فقط أو اللغة العربية زيادة على لغات أخرى رسمية كما هو الحال بالمغرب بالنسبة للغة البربرية والحسانية المعترف لهما مؤخرا دستوريا بالرسمية...
فمن كتب مقالا بسوريا يفهمه مثقف يوجد بالغرب رغم وجود مسافة فارقة بين كلا الدولتين تقدر ب 3900 كلم تقريبا. وما يكتبه مصري يفهمه مغربي رغم وجود مسافة فاصلة بين الرباط ( عاصمة المغرب) والقاهرة ( عاصمة مصر) تقدر ب 3600 كلم تقريبا...وهكذا دواليك بين دولة عربة واخرى عربية...
فاللغة تعتبر حافزا catalyseur مشتركا بين جميع الدول العربية؛ هذا إذا لم نقل أن اللغة هي اللصق الرابط بين الدول العربية وبين شعوبها ككل، زيادة على محتوى اللغة...
فاللغة كعنصر ديناميكي وفعال ساهم إلى حد كبير في تشابه وقوع الثورات العربية الثلاث السابق ذكرها.

- وحدة الدين والثقافة :

وهذا العنصر تختلط فيه كل العناصر السابقة الذكر. فالدين الإسلامي هو الناقل le Vecteur الأساسي والمفرز لعدة ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية وغيرها من الظواهر. فبدونه لا أساس للتاريخ ولا للغة ولا للثقافة العربية الإسلامية. وبدونه يصبح الإنسان العربي مجرد كائن تائه في اللا محدود أو العدمية. فبدون الدين الإسلامي فالمواطن العربي الإسلامي المتوسط الثقافة لا يمكنه أن يحس بذاته. فهو لم يستطع بعد أن يميز بين ذاته ومعتقده الديني...
باختصار، فعنصر الدين يذكر الفكر العربي بهوية حقيقية أو مفتعلة...يخلق فيه روح الأبدية وتملك الحقيقة بل أحيانا "تملك فكرة الله". ولا يمكن إزاحة الدين من عقل غالبية المثقفين العرب دون سلخه عن هويته وإنسانيته. وفي هذا المقام أقول لمن يريد ان يسلخ الناس عن الواقع او الواقع عن الفكر، ان الشعب العربي، في غالبيته، له تركيبة عقلية دينية من الصعب هدمها أو إبعادها عنه، لأنه شعب في الغالب لا يقتنع بالبدائل الموقتة...أو بالمنطق المغلب للعقل على الدين...
وحتى الديممقراطية فهي في نظره بديل مؤقت غير موثوق من صحته رغم أنها حل آني مستعجل وفي صالحه ومصالحه...وفي نظرنا فاقتناعه المستقبلي بنجاعة العلمانية الإسلامية هي أقرب السبل لتقريبه من الفهم الصحيح للدين والمنطق والديمقراطية...
ومن ثم فالدين الإسلامي أو فكرة الدين الإسلامي صعبة جدا جدا عن الإزاحة من الفكر العربي. ولا يمكن لمثقف أو منظر أو غير منظر، سياسي أو غير سياسي أن يزيحه بجرة قلم منطقية أو شبه منطقية، خاصة إذا كان هو البديل لبأسه والظلم الذي يقع عليه اجتماعيا وسياسيا...وهذا إلإحساس بضرورة الدين في حد ذاته هو السلاح الذي يحميه في حالة اليأس...وهو إحساس إنساني لا يضر بقدر ما ينفع في تنظيم من لا يفقه في التنظيم الحضاري والعقلي شيئا...
بل صحيح أن الدين الإسلامي في العديد من الحالات يبدو كإديلوجية تنبذ وتدين وترفض الظلم والفساد والتسلط والجريمة؛ وهي أفكار إيجابية لكن محتواها أوسع من الواقع وأوسع من الديمقراطية بكثير...
خلاصة القول أن الدين الإسلامي، والثقافة الإسلامية التي تصاحبه، ساهما في خلق تشابه في التصور والفعل والإنفعال لدى الشعوب العربية رغم تباعد دويلاتها. ومن ثم فالدين كان وسيكون وسيلة موحدة، ومتعارف عليها، ساهمت بقدر معلوم في إثارة فكرة الثوراث الثلات في الدول العربية...
كل هذه يفسر إلى حد الدور الإيجابي للدين ومساهمته في خلق الثورات المتعاقبة بالدول العربية. لكن لا ننسى أن التشابه في اعتناق الدين الإسلامي خلق تشابها آخر ألا وهو التشابه في الطموح. فالشعوب العربية كلها تواقة وطموحة إلى تحقيق العدل والديمقراطية والتقدم، لأنها كلها أو غالبيتها شعوب تحس وترزح تحت تسلط الظلم والتخلف والغبن والقهر والتجويع. وتواقة بالخصوص إلى توزيع عادل لخيرات بلدانها ولو نظريا بواسطة الدين الإسلامي...

ولنفهم لماذا وقعت هذه الثورات الثلات المتعاقبة نورد الملاحظات التالية :

- الملاحظة الأولى تهم سبب تعاقب هذه الثورات الثلات. فتعاقبها يعني عدم قناعة الشعب العربي بأي ثورة حققها لحد الآن. وأنه كلما عجزت ثورة عن تحقيق طموحاته إلا وانتقل مؤيدا ثورة اخرى تعقبها.

- الملاحظة الثانية تهم وضعية الدول العربية خلال التاريخ الحديث. فقبل مجيئ الإستعمار كانت كل الدول العربية في وضعية تخلف في جميع الميادين. وجاء الإستعمار الغربي ليحتل كل الدول العربية الإسلامية باستثناء السعودية التي استعمرت لأول مرة بطريقة غير مباشرة. وللقارء أن يدخلها ( السعودية) أو يخرجها كما يشاء في سياق المراحل الثلاث السابقة الذكر، أو يستثنيها لأسباب معينة...
وهذه الملاحظة الثانية تفيد أيضا أن كل من وصل إلى الحكم بعد رحيل الإستعمار ( أي الأنظمة التقليدية التي تلت رحيل الإستعمار الرسمي) هم رجال ( ملوك) لهم تكوين مدني تقليدي ديني بالدرجة الأولى. لكن هذا النظام التقليدي الذي جاء بعد الإستعمار لم يكن ليقنع الطبقة المثقفة ثقافة غربية حديثة (بالنسبة لفترتها التاريخية) وهم في الغالب عسكريون.
وهؤلاء هم من سينقضون على النظام التقليدي ليحولوه إلى حكم عسكري. ومن ثم تتالت الإنقلابات العسكرية في الدول العربية لتخلق أنظمة عسكرية تقليدية. وهذه الأنظمة هي التي سادت في كل من اليمن ( على عبد الله) والعراق ( صدام حسين) وسوريا ( حافظ الأسد) ومصر( جمال عبد الناصر) وليبيا (القدافي) وتونس(بن علي) والجزائر( الهواري بومدين)...
وأغلب هؤلاء العسكريين تلقوا تكوينهم بالدول الأوروبية...وتشبعوا بثقافة الثورة التي خلقتها الإديلوجية الإٌشتراكية أو الشيوعية...وإذا كانت الإديلوجية اللبرالية هي التي خلقت( في الغالب) الأنظمة التقليدية، فالإديلوجية الإشتراكية هي التي خلقت ( في الغالب)الأنظمة العسكرية بالدول العربية.
هذه الثورات العسكرية بانظمتها العسكرية بعد نجاحها وهيمنتها على خيرات البلاد أطلقت على نفسها في البداية وفي الغالب تسمية "الثورة الشعبية"...فخدعت الشعب العربي الإسلامي طيلة جيلين متعاقبين...وانقلب النظام العسكري دكتاتورية عسكرية مقنعة بإديلوجية مزيفة...وأنه بعد شيخوخة النظام العسكري الدكتاتوري بالدول العربية ثار الشعب العربي الإسلامي مرة أخرى على هؤلاء العسكر، وهو ما اطلق عليه اليوم "ثورات الربيع العربي" . هذا رغم أنني لا أحبذ مصطلح " الربيع العربي" لأنه مصطلح رخو ومستصغر لقيمة الثوراث العربية الإسلامية الحالية....
وهكذا توالت الثورات الثلاث (الثورة الوطنية ثم الثورة العسكرية ثم الثورة الديمقراطية الشعبية) بشكل مماثل داخل أغلب الدول العربية الإسلامية. وأن كل هذه الثورات كيفما كانت فهي استعملت واستعانت بالإديلوجية الوطنية أو الشيوعية أو اللبرالية أوالديمقراطية أو الدينية أو خليطا من الإديلوجيات الحاقدة على الوضع المزري للمواطن العربي الكادح والمقهور والمظلوم...
الملاحظة الثالثة وتهم الإختيار الذي نهجته كل دولة بعد حصولها على الإستقلال. فكما سيلاحظ القارء فأغلب الدول التي عرفت مؤخرا ثورة الربيع العربي هي الدول التي كانت مقربة من المعسكر السفياتي الشيوعي. وهي أيضا دول بدلت كل ما في وسعها، خلال فترة من فترات تاريخها الوطني، إلى تثبيت نظام اشتراكي تابع للقطب السفياتي...

كما لا ننسى أن نذكر ملاحظة هامة مفادها أن كل هذه الدول المارة في تاريخها الحضاري عبر الثورات الثلات هي فعلا الدول العربية الإسلامية التي اختارت النظام الجمهوري.
والظاهرة الغريبة أن كل العسكريين اختاروا النظام الجمهوري في بداية ثورتهم، لكنهم ستحولون إلى ملوك جمهوريات. ومن ثم حاولت كل جمهورية أن تنقلب إلى مملكة، كما هو الحال مع حافظ الأسد الذي أصبح رئيسا طوال حياته وعين ابنه قبل مماته... أما بن على والقدافي ومبارك فهم كانوا يهيئون شعوبهم لتقبل نفس التصرف الذي دشنه حافظ الأسد، أي "جمهورية الملك"...
وهكذا يلاحظ الجميع كل هذه التشابهات ونتائجها المفضية إلى وجود ثلاث ثورات في التاريخ العربي الإسلامي...
أما الاستثناءات الواردة على "قاعدة مرور الدول العربية الإسلامية من ثلاث ثورات" كما بينا أعلاه، فهي مجسدة في الدول التي حافظت على النظام الملكي قبل الإستعمار وبعده وحتى وقتنا الحالي، مثلا، العربية السعودية والمغرب والأردن والكويت وعمان والإمارات العربية. كما أن هذه الفئة من الدول المستثنات من القاعدة فهي، بالفعل وبدون شك، الدول التي اختارت النمودج اللبرالي الراسمالي.
هل هذا يعني أن الدول التي اختارت الملكية واللبرالية هي الدول التي لا تنطبق عليها القاعدة السالفة الذكر؟ وهل الإختيار اللبرالي لدى هذه الدول هو الأصلح لاستقرار نظمها رغم تفشي الفساد وانعدام الديمقراطية بها؟ هل حماة اللبرالية هم أشد حرصا على حماية الدويلات العربية التابعة لهم؟ وهل ضعف وتعفن الإشتراكية وموت أو ضعف حماتها هو السبب في انطباق القاعدة على الدول السابقة الذكر؟
وما دام المقام غير سانح للإجابة عن كل هذه الأسئلة لفهم القاعدة والإستثناء في تاريخ الثورات العربية الإسلامية، فإننا نكتفي بالقول أن عددا من الدول اللبرالية هي الأخرى عرفت الثورات العربية الثلات. والمثال هو مصر واليمن. فرغم ميولهما واختيارهما للبرالية فهما لم تنجيا من انفجار الثورات الثلات السابقة الذكر...
أما دولة الجزائر فمرت بمرحلتين من الثورات العربية الثلات، لكنها لم تعرف بعد الثورة الثالثة رغم أن العسكر ما يزال يسيطر على الحكم بنظامه العسكري وبقبضة حديدية لا سابق لها...
كما أن الجزائر كدولة تابعة رسميا وافتراضيا للقطب الإشتراكي ( السابق) لم تعرف انفجار الثورة الثالثة...
فهل انتقال النظام الجزائري من المعسكر الإشتراكي إلى المعسكر اللبرالي هو الذي يحميها الآن من الدخول في الثورة الثالثة؟
أما عن المغرب، والمنتمي إلى القطب اللبرالي فهو نجا من الحكم العسكري عبر انقلابي 1971 و 1972 ( انقلاب السخيرات 1971 وانقلاب الطيارين1972). وبعد هذه المحاولتين العسكريتين قام ملك المغرب بإلغاء وزارة الحرب أو الدفاع من قائمة الوزارات. فاصبحت وزارة الدفاع في بالغ الهمية بل أكثر من وزارات السيادة... ومنذ ذلك التاريخ، وللوقاية من انقلاب آخر، أصبح ملك المغرب هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، أي أنه هو وزير الدفاع أو وزير الحرب...ومن ثم فالمغرب عرف فقط ثورة وطنية فقط دون الثورتين التاليتين...
فهل سيطرة الملك على العسكر هو الذي يفسر عدم اندلاع الثورة الثانية والثالثة؟ وهل انتمائه للقطب اللبرالي هو الذي حماه من تتابع الثورات؟
لا أضن. فالإصلاح الدستوري الذي أدخله واقترحه الملك المغربي محمد السادس لم يستوفي بعد نتائجه والمغرب بوضعه المتدبدب واستفحال الفساد بغالبية مؤسساته الدستورية مفتوح أمام كل الإحتمالات...
أما الدول البترودلارية كالسعودية وقطر والإمارات فهي لم تمر من أي نوع من الثورات أو أنها مرت من الثورة الأولى أو الثانية دون باقي الثورات. لماذا؟ هل لأنها دول لبرالية وسلطة العسكر توجد بيد الملك أو عائلته، أم أن السبب راجع إلى غناها وتوزيع خيرات البلاد على الشعب بشكل عادل؟
لا أضن. فسبب انحسار الفكر الثوري لدى هذه الدول البتودولارية هو كل ما ذكر سابقا ( البرالية والملكية) زيادة على المستوى الثقافي الرائج عامة...
السؤال المحير في هذا السياق هو : : هل هذا يعني أن الشعب لا يحتاج لأي ثورة إذا كانت له وسائل العيش الكريم ومستوى معاشي مناسب؟ هل هذا يعني أن الشعب العربي بهذه الدول لا يحتاج أيضا إلى الديمقراطية إذا كانت خيرات البلاد تصله بقدر يتناسب واحترام حد أدنى من حقوق الإنسان؟
نكتفي بهذا القدر من الدراسة للثورات العربية الإسلامية في العصر الحديث لنطرح سؤالين أساسيين أخيرين : هل الأنظمة التي لم تعرف أي ثورة أو عرفت ثورة دون أخرى يمكن اعتبار أنها نجت من وقوع ثورة أو أكثر مكملة ومؤكدة "لقاعدة الثلات ثورات"؟
وهل "ثورات الربيع العربي" هي الثورة الأخيرة في تاريخ ثورات الدول العربية؟
لا اعتقد ذلك، لأن المسافة بين الديمقراطية والواقع الذي افرزه الربيع العربي ما تزال مسافة طويلة...وأن لا شيء الآن سيبقى كما كان بالدول العربية...وأن الديمقراطية تنتزع ولا تعطى...وحتى الديمقراطية فهي متحركة ومتطورة بكل بقاع العالم، ولها مراتب ودرجات تتخطاها الشعوب حسب المكان والزمان بالسلم أو بالعنف...تلقائيا أو حتميا.



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التعيينات بالوظائف العمومية
- حرب الأفكاء بدأت
- رسالة مفتوحة إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب
- مجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان و ...
- القاضي والمحام لا يرغبان في استقلال القضاء ولا نزاهته ؟
- موقف الغربيين من الثورات في الدول العربية-الإسلامية
- الثورة المصرية ملك أيضا للشعب العربي الإسلامي وغير الإسلامي.
- دعوة للإحتفال ب -عيد الثورة العربية-الإسلامية- بتاريخ 17 دجن ...
- أخيرا، النخبة المثقفة بكاملها تنظم إلى الثورة المصرية
- هؤلاء يساهمون في تأخر مجتمعهم الوطني والدولي الإنساني.
- لا مانع ولا تحريم في الجمع بين الدين والعلمانية
- الطبقة الكادحة هبة مصر الثورية
- هل الدين الإسلامي هو سبب تخلف الشعب العربي الإسلامي ؟
- لماذا لا يجد الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي حلا ؟
- الولائية هي سمة الأنظمة القائمة
- الشعب العربي الإسلامي يلقن دروسا في علم السياسة.
- حقوق الإنسان متجاوزة بحقوق المواطن
- أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني
- العولمة حتمية تاريخية
- كيف ولماذا تسيس الدين وتدينت السياسة بالعالم العربي الإسلامي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الحايل عبد الفتاح - الثورة العربية الإسلامية الثالثة