الفصل الثالث عشر الاحتلال الامريكي للعراق وممارسته لاسلوب الفاشية الهتلرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 12:36
المحور: سيرة ذاتية
    

الفصل الثالث عشر
الاحتلال الامريكي للعراق وممارسته لاسلوب الفاشية الهتلرية
بعد واحد وعشرين يوما , من القصف والتدمير , احتلت القوات الامريكية بغداد بمسرحية , لم يجهد مهندسوها حتى على احباك اخراجها. فقد هرب صدام , كما سبق وهرب ابن لادن . وذابت كل المؤسسة العسكرية بين السكان , وبقيت اسلحتهم منتشرة بين البيوت وقرب المؤسسات الصحية والخدمية. وبدأ الاسلوب الفاشي في اجتياح كل المعالم الحضارية والمؤسسات الانسانية , بتشجيع واسناد من القوات الامريكية الغازية . فقد فتحت دبابة امريكية امام عدسات التلفزة , باب المتحف العراقي , امام عصابات السلب والنهب والقتل. واوقفت عمل سيارات الاسعاف وقصفت بعضها وتركت للغوغاء تجريد الجرحى من الفراش وسرقة اجهزة العلاج. وامام انظارهم احرقت المكتبات وهدمت المدارس . وكم ادمى قلبي منظر طفلة وقفت حائرة امام الخراب الذي شمل مدرستها.
ومع كل ذلك بدأت طلائع شعبنا التفكير لمواجهة الحاضر والاستعداد للمستقبل. وبدأ الصراع الفكري حول الاولويات. فالهدف الاستراتيجي هو انهاء الاحتلال . والسبيل الى ذلك يتطلب اولا توحيد القوى الوطنية ووقف اعمال السلب والنهب, وتنظيم حياة الجماهير , وضمان امنها ومعيشتها , وتعليمها والتعلم منها, ممارسة الديموقراطية في ادارة شؤنها وفي رسم حاضرها ومستقبلها, وتنظيم مقاومتها للاحتلال لتحقيق هدفها في التحرر وبناء البديل الديموقراطي.
ولابد من الاستفادة من تجارب شعبنا وشعوب العالم في مقاومة الاحتلال , ومنطلقنا ثقتنا بقدرات شعبنا واسناد الراي العام العالمي. لقد عشنا اربعين عاما تحت عبء الاحتلال البريطاني , وخاض شعبنا مختلف اشكال الكفاح ضد الامبراطورية التي كانت لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها, وضد كل اسلحتها من تجهيل وافقار وتمزيق لوحدة الشعب و..الخ. كل ذلك تحت شعار * جئناكم محررين لا محتلين!!* وخاض شعبنا الكفاح ضد قواعدها الاجتماعية وادواتها , النظام الملكي الرجعي ووزراء وبرلمانيين اجراء طيعين . فنضجت عبر هذا الكفاح طليعة ثورية , استطاعت قيادة نضالات الشعب العراقي السلمية والمسلحة , وصولا الى تحقيق التحرر الكامل من قوات الاحتلال في ثورة 14/تموز/1958 . واذ نواجه اليوم احتلال الدولة الاعظم في العالم, بما تملكه من اسلحة دمار شامل , يكفي لابادة البشرية عدة مرات , ومن اسلحة ايديولوجية تعمل على اعادة بناء السايكولوجيا الاجتماعية لعموم البشرية واخضاعها من خلال اثارة الرعب واليأس والخوف, عن طريق ادواتها من انظمة دكتاتورية ومنظمات ارهابية , الى وسائل تبليد الفكر الانساني وافساده بتجارة الجنس والمخدرات و...الخ , وخبرة واسعة باساليب تمزيق وحدة صفوف الشعوب والهائها بمعارك جانبية فيما بينها, و بشعارات مزيفة, من حقوق الانسان والديموقراطية واعادة البناء .
واذ بلغت هذه المرحلة من العمر فان ثقتي بالاجيال العراقية الصاعدة راسخة وقد عززتها انطلاقة جماهير شعبنا في بداية سقوط النظام الدكتاتوري, فكرست كل جهودي للنضال عن طريق الكتابة من اجل تصعيد انطلاقة شعبنا , التي كان بالامكان ادامتها وتطويرها وصولا الى تحرير شعبنا من الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي , لاسيما وان الراي العام العالمي كان مناهضا للاحتلال وتجسد حتى في مواقف دول امبريالية كبرى سواء من باب المنافسة او تحت ضغط شعوبها. ولكن تخلي القيادة السياسية عن استراتيجيتها الوطنية وتبنيها شعار * انجاز العملية السياسية وبناء العراق الديموقراطي وحماية الجماهير من الارهاب ومن ثم المطالبة برحيل قوات الاحتلال !!* الامر الذي ادى الى تشكل مختلف الكتل الحزبية وتحت مختلف الشعارات, المني كثيرا .
لم انحاز لاي منها لانني مؤمنة بان الحزب الشيوعي العراقي , حزب فهد ذو التجارب الغزيرة والمبادئ الثورية الاصيلة هو ضرورة موضوعية ملحة لشعبنا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه وتاريخ البشرية.. وعلينا النضال لتخليصه من العناصر الانتهازية والمهادنة عن طريق الصراع الفكري وفضح مواقفها الخيانية بحق الشعب والوطن اولا وبحق الحزب وشهدائه ثانيا.
في الحقيقة ليس لي حياة خاصة فانا اكرس كل تفكيري وطاقاتي لما يجري في الوطن وفي العالم والاجتهاد في تحديد الموقف الصحيح من منطلق تجارب شعبنا والبشرية والنهج المادي الديالكتيكي. وبفضل الثورة العلمية التكنولوجية وطلائع عصرنا من العراقيين, اكتب وانشر على الحوار المتمدن عبر الانترنيت وكل امنيتي هي ان استطيع تعزيز ثقة كل العراقيين بقدرة شعبنا على التحرر وعلى تطوير وسائل كفاحه السلمية والمسلحة وصولا الى التحرر الكامل من الاحتلال وبناء العراق الديموقراطي والمساهمة في تحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الحقيقي.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل