أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الاصالة العراقية تتحدى افضع وسائل تركيع الشعوب














المزيد.....

الاصالة العراقية تتحدى افضع وسائل تركيع الشعوب


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 12:14
المحور: سيرة ذاتية
    


جاء مؤتمر لندن ونتائجه بائسة, رغم الضجة الاعلامية التي استمرت لعدة اشهر, سبقت ورافقت انعقاده. وعكست جلساته اهداف المشاركين فيه الشخصية والفئوية , بعيدا عن اهداف شعبنا وقضاياه الاساسية. وتجلت في صراعات وتكتلات قومية وطائفية , وتنافس على الحصص في الحكم الذي يحلمون به تحت المظلة الامريكية. مصورين الشعب العراقي تمزقه الانتماءات القومية والطائفية , وليس الارهاب الدموي الذي تمارسه الدكتاتورية والحصار الاقتصادي والقصف المتواصل الذي تمارسه الولايات المتحدة وتهدده بحرب ابادة!! الامر الذي دفعني الى عكس تجربه عشتها في لندن. فكتبت,
طورت العولمة الراسمالية كل وسائل تركيع الشعوب, واخطرها الانظمة الدكتاتورية, لتيئيس الشعوب واضعاف ثقتها بقدراتها على التحرر ونسيان تجاربها , لتتقبل الهيمنة الامريكية باعتبارها اهون الشرين!! ولذلك كرست كل طاقاتي المتواضعة لتعزيز الثقة بقدرات شعبنا على تجاوز اخطر الكوارث واشد المحن التي لم يعرفها اي شعب اخر. من حيث تزامنها واستمرارها لعشرات السنين , من ارهاب دموي وحروب عدوانية واسلحة دمار شامل وحصار اقتصادي يضمن استنزاف كل طاقاته بالتجويع والمرض , بامل تركيعه وقتل سليقته الثورية وتجريده من مثله الاخلاقية .
تمدني بهذه الثقة التجربة التي عايشتها في ظروف ما قبل ثورة 14/تموز/1958, وكيف احالت الهيمنة البريطانية, العراق , البلد الغني بالثروات , الى بلد الفقر والجهل والمرض!! وكيف استطاع هذا الشعب ان يسترد حريته وكرامته , وكيف تفجر عن طاقات وامكانيات بناءة هائلة وتكشف عن اصالة ثورية ومثل اخلاقية عالية اذهلت الاعداء والاصدقاء!!
نعم ان اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري والارهاب الدولي الذي تقوده اكبر دولة في العالم باسناد جميع المحافل الدولية , لا يمكن تحمله, فالطرق يفل الحديد , ولكن اصالة الشعب العراقي اقوى من الحديد واكثر مرونة من الفولاذ!!
لقد اثارت كل مكامن عولطفي فتاة عراقية رائعة!! نورت لحظة حالكة مررت بها في مساء 6/1/2003, في احد شوارع لندن وانا تائهة, استشيط غضبا من عدم شعور سائق الباص بالمسؤلية ازاء امرأة كبيرة السن سألته عن المحطة التي تقصدها واستلم منها ثمن التذكرة دون ان يخبرها بانها اخطأت في اختيار رقم الباص!! واذا بفتاة تحتضنني سمعت لهجتي العراقية في تكلم الانكليزية وتسألني بحنان,هل انت عراقية!!
كانت كاشراقة الامل بتحرر العراق الذي انتظره , وكنسمة منعشة من انسام ضفاف دجلة عند المساء , تغمرني في بلد جففت العلاقات الراسمالية العريقة كل العواطف الانسانية لدى الكثيرين. ولا ادري كيف وكم تبادلنا من القبل وهي تطمنني على امكانية عودتي الى منطلقي الذي اعرف كيف اعود منه الى البيت وعن امكانية الاتصال بعائلتي لتطمينهم عن تاخري. وعندما اخبرتها بانني لا اتحمل الطريق المعقد الذي يجب ان اسلكه وعن نيتي استئجار تاكسي , ابدت استعدادها لدفع اجرة التاكسي رغم تاكيدي لها بحملي ما يكفي من النقود اصرت على اضافة مبلغ اخر لدرء كل الاحتمالات!! واوقفت التاكسي وابلغته العنوان وسألته عن التكاليف لتطمئن وودعتني.
احتضنتها وفي اعماقي تمور كل مشاعر الحب والافتخار بشعبنا الذي ينجب مثل هذه الاجيال الوفية لشعبها ووطنها , وهي توجه صفعة قوية لاعداء شعبنا الذين يذرفون دموع التماسيح على امكانية تمزيق وحدة العراق قوميا وطائفيا لتبرير احتلالهم لعراقنا الحبيب !! فهذه الفتاة التي من المحتمل انها ولدت في الغربة ولم تر العراق, لم تسألني عندما هبت لمساعدتي , لا عن اسمي ولا عما كنت عربية ام كردية , مسلمة ام مسيحية ولا ان كنت شيعية ام سنية!! وانما سؤالا واحدا , هل انت عراقية!!
فقلت لها ودموع الفرح تغمرني, لم يستطع صدام قتل الاصالة العراقية كما يدعي البعض!!
واجابتني بحماس شبابي مرح, ولا احد يستطيع قتل اصالتنا!!
انها من الجيل الثالث من الاجيال العراقية التي عانت الكوارث والارهاب والغربة, ومع ذلك تحتضن في كل خلية من جسدها الغض الاصالة العراقية التي تدفقت في لحظة لقائها بكيان لاتعرف سوى انه عراقي!! ولابد ان يحمل بدمائه شيئا من مياه دجلة والفرات وفي كيانه ذرات من تراب الوطن!! لقد عززت هذه الفتاة ثقتي اكثر بما سيكشفه شبيبة العراق من طاقات وامكانيات , ومن طموحات ومثل اخلاقية , لبناء العراق الديموقراطي المزدهر والمساهم في تحرير البشرية



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاطعوا مؤتمر الوصاية الامريكية والتفويض باحتلال العراق
- الموقف من مؤتمر لندن لقوى المعارضة العراقية
- النضال من اجل تحرير الشبيبة من اليأس لاطلاق طاقاتها
- تعزيز ثقة شعبنا بقدراته على درء الحرب واسقاط الدكتاتورية بعد ...
- تثمين شعار الحزب الشيوعي العراقي *درء الحرب على العراق واسقا ...
- الفصل الحادي عشر في مواجهة اقسى المحن الوطنية تصعيد النضال م ...
- فشل الارهاب والحروب في توطيد الهيمنة الامريكية
- التهويل من احداث 11/ايلول الارهابية السلاح الايديولوجي المفض ...
- ضريبة الاعتصام
- ليلة اعتصام مع الشبيبة السويدية تضامنا مع الانتفاضة الفلسطين ...
- مساهمتي في الكفاح لدعم الانتفاضة الفلسطينية
- تذوقي دور الجدة لشهر واحد
- استمرار الكفاح لاصدار مجلد *مؤلفات زكي خيري*
- اعدادي المجلد الثالث لمؤلفات زكي خيري بعنوان * مؤلفات زكي خي ...
- النضال ضد *طلب الحماية الدولية* من النظام الدكتاتوري
- ندوة لندن بعنوان *العولمة والحتمية التاريخية*
- زيارة لندن الثانية احتفاء بالحفيد الاول
- كتاب * العولمة وحدة وصراع النقيضين العولمة الراسمالية والعول ...
- الاعتصام من اجل وقف العدوان الامريكي على العراق عام 1998
- الكتاب تحليل نظري لاسباب تفجر ثورة 14/تموز وانتصارها وضياع م ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - الاصالة العراقية تتحدى افضع وسائل تركيع الشعوب