أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - العربية و ولعها الجنوني بالصفة














المزيد.....

العربية و ولعها الجنوني بالصفة


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 19:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اذهب و اقول ان العربية تتطرف لانها مولعة بالصفة بصورة جنونية و اسأل لماذا هذا الجنون و هذه المبالغة و هذا التطرف؟ ثم ارجع و اقول كيف تقول هذا و انت المغرم بوزن فعيل؟ انظر الى جمال صفاتها من الجديد و القديم و الكبير و الصغير و ثم الا تبالغ اللغات الاخرى بصفاتها الجميلة و القبيحة التي تصم اذاننا بها كل يوم؟ و هي فوق ذلك لا تصيغها بقالب جميل كالعربية في الفعيل لتخفيف حدتها و مساعدتنا على تحملها.

و لكني قرأت الكثير عن الصفات الى حد الاضراب التام عنها و اعلم ان الذي يستعملها بكثرة يميل الى التطرف و المبالغة و اسمع الكثير من النصائح لكتاب كبار للاقتصاد في استعمالها و اعلم ان الكاتب الفرنسي الكبير Voltaire اعتبرها عدوة الاسم:
The adjective is the enemy of the noun و لكن لماذا هذا الضجيج على الصفة الا تبالغ الاقوام الشرقية كلها دون استثناء؟ هل هناك فعلا فرق بين مسلم و مسيحي رغم الميم في اول اسميهما في المبالغة؟ الا يفتخرالمسلم رغم ان القرآن يأمره بترك الفخر عندما يقول (ان الله لا يحب كل مختال فخور)؟ يا للغرابة اجد نفسي اتفق مع القرآن في نبذ الفخر.

نعم لا تعتبر العربية الصفة و الاسم اجزاء مختلفة من اقسام الكلام مثل اللغات الاخرى و لذلك تحول الصفة بشكل متطرف الى اسم و تسلبها ميزتها الاصلية كصفة لدرجة اننا لا نشعر بانه اي الاسم كان صفة يوما ما فمثلا كان اسم (محمد) سابقا صفة تكونت باضافة مقطع (مَـ) في بدايتها مثل الصفات (مجتهد) و (مهم) واسماء المهن مثل (معلم) و (ممرضة) و (مهندس: صيغت باضافة مَـ رغم كونها استعارة من الفارسية). لاحظ ان اسم (احمد) ايضا ليس الا صيغة المقارنة لنفس المجرد (حمد) مثل (اكبر). تحويل الصفة الى اسم ليست ظاهرة غريبة في اللغات فالانجليزية مثلا تحول الصفة rich غني الى اسم باضافة الاداة the rich.

و لكن العربية تتطرف هنا الى درجة المبالغة بحيث تتلاشى الحدود التي تفصل بين الصفة و الاسم خاصة في النصوص القديمة كالقرآن و هناك علاقة وثيقة بين نسبة و نوعية الصفات المستعملة و عقليتها و ثقافتها. يمتلئ القرآن باسماء كانت صفات سابقا و لكن القرآن لا يكتفي بتحويل الصفات الى الاسماء كما يحلو له بل يحول صفتين دفعة واحدة الى اسماء يتجلى اكثرها تطرفا في (الرحمن الرحيم) بسبب اعتماد الكلمتين على المجرد (رحم) و و في (غفور رحيم) و غيرها من عدد كبيرمن الصفات الغريبة تأتي دفعة واحدة او مع البعض يسميها الانجليزي بـ collocations اي الكلمات التي تتبع بعضها دون الاعتماد على اية قواعد دعني اسميها حب اعمى لا يعتمد على المنطق. فماذا يعني كثرة الصفات في القرآن ان لم تعني المبالغة؟

تأتي الصفة قبل الاسم في الانجليزية مثل beautiful house لان للصفة نوطة شخصية تحدد الاسم و تضيقه لهذا السبب اعتبرها الكاتب الفرنسي عدوة الاسم بينما العربية تعتبر الصفة تابعة للاسم يجب ان تتبعه مثل (بيت جميل) اي ان العربية تلحقها بالاسم كالحاشية و النساء و العبيد.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين وصل الغباء؟
- ليس الدين عقيدة بل فريضة و ذاكرة
- مباغي اسواق الدعارة
- تأثيرالتمزق الجغرافي الكردي على التمزق اللغوي الكردي
- هل الأنانية تهمة؟
- الاغنية الكردية حاملة الهوية عبر الحدود
- ما معنى وجود لهجات كردية كثيرة؟
- شيرين (گيان) حياتي
- فلسفة الصحراء
- العلاقة بين الامور و الاوامر العربية
- التشكيل و التأسيس
- الطبيعة و الاسلحة الكيمياوية
- جاذبية الحب و التبن في الكهرباء
- صندوق ورقة الغضب
- الفراغ
- كيف؟
- للبيع في المعرض
- لا يحب الله المؤمن
- الانسان و منطق الالوان
- شنطة المرأة


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - العربية و ولعها الجنوني بالصفة