أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاتن واصل - منافسة بدون منافس















المزيد.....

منافسة بدون منافس


فاتن واصل

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 15:53
المحور: المجتمع المدني
    


قواعد المنافسة حيرتنى منذ مدة طويلة وخاصة مع تغير معايير الكفاءة ، فمنذ الصغر كانت مدرسة الفصل تقيم فيما بيننا منافسات صغيرة فى صورة مسابقة فى المعلومات العامة او التاريخية أو الرياضية وتضع الجائزة فى مكان واضح لنراها جميعا وتراقب اتقاد الحماس الذى يقفز من أعيننا ، وكانت الجائزة تذهب فى النهاية لأفضل من فينا ولم نكن نغضب او نحزن لأنها (أى المدرسة )كانت تحدد لنا الأسس التى بناء عليها سيتم التقييم ، وياويله يا سواد ليله الذى يحاول الحصول عليها بالغش أو التحايل فقد كان بث القيم الاخلاقية مثل لا تغش ، لا تكذب ، لا تسرق ، إتقن عملك ، ان تذاكر تنجح ،اعطف على اليتيم ، بر بالوالدين .. الخ مبادئ جوهرية يكرسها المدرسون فى المدرسة بالاضافة لما يحرص عليه الآباء فى المنزل.
المنافسة الشريفة فى أبسط معانيها هى مباراة بين اثنين او أكثر يتبارون للوصول الى هدف ، ومفترض أن يتحلوا بحد ادنى من الأمانة وان يتحلى الشخص الذى يقيم عملهم بالحيادية وان يضع نصب عينيه تحقيق الهدف بالطرق المشروعة طبقا لاسس محددة ، دون النظر لصلة قرابة او ولاء له شخصيا أو اى تمييز راجع لنوع او لعقيدة أو للطبقة الاجتماعية لأى من المتبارين ، ويجب ألا يسمح بدخول المنافسة لمن هم غير مؤهلين من الأصل فلو كان الهدف ـ على سبيل المثال فى مؤسسة ما ـ هو الوصول الى نوع من المبيدات التى تؤثر على الآفات دون الانسان فيجب أن يتنافس على تحقيق الهدف مهندسين الزراعة قسم مبيدات وليس مهندسين من أى تخصص آخر بسبب صلة قرابتهم بمدير المؤسسة مثلا ، أو لأن الآخر سيدة او مسيحى .
اليوم اهتزت معانى كل القيم والمعايير التى تربينا عليها ولم نعد نعرف معنى لأى شئ ، وما كنا نراه عارا أو عيبا فى وقت ماض نراه اليوم عاديا وطبيعيا وفسدت المنافسة الحقيقية وتراجع الاداء فى كل شئ ، فبتنا نسمى الرشوة إكرامية أو عرق أو الشاى أو تعب فلا يؤدى الشخص عمله العادى الذى يتقاضى عليه مرتب الا إذا عرقناه أو أكرمناه أو أعطيناه ثمن الشاى ، سرقة الأفكار نسميها اقتباس القرابة للمدير نعتبرها أن اللى له ظهر ما ينضربش على بطنه ، ويا بخت من كان النقيب خاله .. علي ان يظل الموضوع سرا لماذا ؟ لأن القانون لا يقره بل يجرمه .
فى رحلة بحثنا الدائم عن استثناءات.. نتحايل على دورنا فى الطابور بتصرف فيه الكثير من الالتفاف وحتى ولو بادعاء المرض ، نرشى رجل المرور لمجرد ان يستخرج لنا المخالفات من الحاسب الآلى .. وكانه سيرفع عنا المخالفات التى ارتكبناها ، حتى فى الحصول على نتيجة امتحان نضطر لدفع اتاوة لموظف شئون الطلبة أو الساعى رغم انه ليس له أى فضل فقط يضعون أمامك تلال من العقبات المفتعلة ليذللوها ويتقاضوا ثمنها.
المشكلة انه فى طريق الحياة وبهذا الاسلوب نحن نفسد ليس فقط انفسنا وإنما نفسد قطاع عريض من الناس، ونكرس قيم تحقر بذل الجهد و قيمة العمل ( بعد ان كان واجب ، حق ، حياة ) للوصول لأهدافنا بأى وسيلة كانت حتى لو على حساب أى مبدأ ، وكأن التحايل والوساطة والرشوة حلت محل الجهد والتعب والجدية والسعى والسهر وأصبحت هى الطرق الطبيعية وأزاحت أمامها كل الطرق الشريفة.
فى خضم هذه المتاهة ضاعت قيمة كبرى أخرى هى قيمة النقد الذاتى ورصد العيوب والتى تسهم فى الانطلاق الى حال أفضل ، فشعور المرء أنه فى منافسة حقيقية وأن هناك تقييم موضوعى على أسس علمية وبشفافية كاملة ، كذلك الثقة التامة فى وجود عدالة وحيادية ، يجعله فى حالة من الاستعداد الدائم لتطوير وتعديل نفسه للوصول للأفضل .
فى أمريكا (عن تجربة شخصية ) فى مجال خدمة المطاعم ولأننا نحصل على السلعة بثمنها الحقيقى والخدمة والنظافة فى أعلى مستوى ـ وهى ليست محل نقاش ـ وكأنهم فى حالة من المنافسة المستمرة ، فالناس متفقة ضمنا فيما بينهم على منح النادل نسبة حوالى 10% ، لو تكرر عدم دفع الزبون البقشيش يسأله النادل((هل هناك مشكلة فى الخدمة ؟ ؟ )) لأن النادل يعلم تمام العلم أنه لم يقصر فى عمله وتدرب على أداءه بأعلى كفاءة وجودة ويتقاضى راتبه على هذا المستوى من الأداء ولكن كل هذا لا يمنعه من القلق حيال الزبون والحرص على رضاءه خوفا من فقدانه الى منافس ، أما فى المطاعم لدينا فالخدمة سيئة والأداء ردئ ومع ذلك يتم إضافة 12% على الفاتورة رسوم خدمة وبعدها ندفع بقشيشا او إكرامية للنادل الذى يحوم حولك كالذباب محاصرا إياك لئلا تهرب وهو يعلم تمام العلم أنك حتى وان لم تعجبك الخدمة فلن تحاسبه .
إنها إذن المحاسبة على الأخطاء.. بداية سلم الصعود والتقدم والتفوق ، لأن المحاسبة هى أول الدرجات فى سلم النقد والمستهلك هو الأداة لقياس وتقييم السلعة والمجس الأول لمستواها والعامل الأساسى فى عملية المنافسة بين محترفى نفس المهنة والأمر هنا ينطبق على كل شىء ، على المهندس والطبيب والبائع والعامل والحرفى وكل من يتعامل مع المستهلك بشكل مباشر أو غير مباشر .
تبدأ المسألة بأن يعرف المرء واجباته وحقوقه ومن ثم تتكون لديه قاعدة ينطلق منها كأساس للمحاسبة وهى الاخلال فى أى من الواجبات أو الحقوق ، ان كان من واجبك ان تدفع الضرائب فمن حقك ان تحصل على طريق معبد وآمن ونظيف وتشرب ماءً نقيا وتأكل طعاما صحيا الى آخره من حقوق .. إذن لو لم تحصل على كل هذا رغم دفعك للضريبة الواجبة عليك فلابد من وقفة للمحاسبة ولابد بعدها من تعديل للموقف بالسلب أو الايجاب لينتقل الحال من مستوى الى مستوى .. استحواذ الحكومات وسيطرتها على موارد الدولة ومرافقها لا يجعل لها منافسا مع إنعدام المحاسبة مترجما فى حالة من الصمت والعزوف عن التذمر أو اتخاذ اى موقف ، فلا يوجد فى هذه الحالة حافز لدى الحكومة لتحسين أو رفع مستوى الأداء ، و تتدنى الخدمات الحكومية الى أسوأ مستوى فنشرب مياه ملوثة ونموت فى المستشفيات وفى حوادث الطرق ونخبز قمحا مسرطنا ونأكل خضروات مروية بمياه الصرف الصحى .. والى آخره من تبعات .
فكرة ((امسكوه عشان أعدى )) قصة زميل لنا كان يخاف الكلاب رغم إدعاءه المستمر بأنه يستطيع مواجهة حتى الأسد ، ومع اول مواجهة له مع الكلب طلب منا الامساك به ليمر أى انه شجاع ولكن بشرط ان يكون المرور آمن وبلا تحديات أى مع الامساك بالكلب ، وسط ضحكاتنا لم يستطع إخفاء خجله وتراجعه عما كان يدعيه من شجاعة زائفة ، أو القول المصرى الشهير والذى ينسب لأهالى بورسعيد (( شيلوه من فوقى لأموته)) وهى دعابة نتداولها حين السخرية ممن يدعى القوة بشروط وليس بشكل مطلق أى فى حال منع الخطر ، ليست فى الحالة الأولى شجاعة ولا فى الحالة الثانية قوة .
التدرب على المنافسة ( الشريفة ) والدخول فى تحديات للوصول الى هدف واعتلاء درجة أفضل ، كما التدرب على المحاسبة ( على أسس موضوعية ) وبوازع الشعور بالأحقية ، هى أسس تقدم الأمم فأنظمة الدولة فى إدارة شئون البلاد القائم على عمليات الأخذ دون العطاء وسيطرتها واستحواذها على المرافق الاساسية ـ على سبيل المثال وليس الحصر ـ فى رأيي ليس لصالح الطرفين المرسل ( للخدمة ) والمســــتقبل ( لها ) .
فى أحد دروس الادارة ضمن برنامج تدريبى طرح مثالا عن الصناعة اليابانية التى يضرب بها المثل فى الاتقان والتطور السريع حيث وضعوا مبدأ ان يتم العمل وفقا للآتى :
يتم العمل بطريقة ( صح )
ومن أول مرة ( صح )
وفى كل مرة ( صح )
مع التكهن بتوقعات المستهلك مستقبلا وتطويرالمنتج ليصبح سابقا لأحلام المستهلك.
هل فكر اى صاحب مصنع لأى منتج بهذا المنطق ولو مرة واحدة فى حياته ..!! الاتقان ليس موهبة انه علم كامل ، نتلقى بعض من مبادئه فى البيت ونتعلم أسسه ونظرياته بعد ذلك فى المدرسة والجامعة وليس له سن أو مستوى اجتماعى ، أنه يتحول الى منهج تفكير وأسلوب حياة .. نتدرب عليه ببرامج تدريبية ، كما أن له أدوات لتنفيذه ومعايير يقاس بها .
أنظر لعامل النظافة الذى يتجول فى الشارع طوال النهار ومعه أدوات معيقة أكثر منها أدوات مساعده لإنجاز عمله الملئ بالمخاطر .. مجرد الانجاز وليس الاتقان ، ولكن تجده يلبس ملابس رثة ولا شئ يحمى رئتيه أو عينيه من التراب ، يداه عاريتان بلا قفازات كما هى أقدامه معرضة للجرح والتلوث فى أى لحظة .. لا يكون معه أى حاوية ليضع بها ما جمعه من قمامة اللهم الا جوال كبير يعلقه على كتفه خاصة لو كانت مهمته فوق أحد الكبارى ، أما لو فى الشارع فيكون معه حاوية من الحديد ذات عجلات ولكن يبدو من شكلها انها ثقيلة الوزن جدا عليه ان يدفعها أمامه ، هذا مع انعدام وجود أى أداة لرفع القمامة الى الحاوية الا قطعة من الكارتون صنعها بنفسه .. لا يوجد غطاء رأس يقيه من الشمس الحارقة فى عز الصيف ، يتقاضى قروش قليلة رغم عمله شديد الارهاق ويتوقف من حين لآخر لإلقاء تحية على المارة بالسيارات أو المشاة فيمنحوه بعض القروش كمتسول ..... هل ننتظر من متسول أن يتقن عمله ؟ هل منحته شركته أداة لينجز بها عمله ؟ هل نستطيع محاسبته بعد ان وضعنا امامه كل ما يعجزه عن أداء هذا العمل ..؟؟
هل يقوم عامل النظافة بعمله بالطريقة الصحيحة ومن اول مرة ، وهل مع تكرار العمل يظل دائما يعمل بالطريقة الصحيحة ؟ وهل تستطيع الشركة التى يعمل بها التكهن بتوقعات المواطن فتحاول تطوير العمل والأساليب والعمال وكذلك الأدوات حتى يتطور العمل ويدخل فى مرحلة الابداع والابتكار وتنطلق فى عالم المنافسة الشريفة مع مثيلاتها من شركات ؟ لا أظن .
نحن نريد أن نبذل حد أدنى من الجهد ونحصل على أكبرقدر من المكاسب الممكنة وفى أقل وقت وهذه هى سياسة حكوماتنا قبل ان تكون سياستنا فلم نتلق سوى أسوأ خدمة وبأعلى سعر.
المواطن لا يعرف حقوقه ولا يعرف كيف تكون أساليب الحياة الصحيحة ، هو لا يجد رصيفا بالشارع يمشى فوقه لأنه إما محتل بسيارات أو قمامة أو مهشم على إثر عمليات تجديد وإحلال .. فتتعرض حياته للخطر لمجرد المشى على الرصيف أو فى عرض الشارع فى حالة إنشغال الرصيف.
حين تنكسر ساقه أو يسقط فيتسبب السقوط فى جرح رأسه لا يجد من يحاسبه ، بل أنه لا يعرف أصلا ان من حقه أن يحاسب من تسبب في إيذاءه ، أما لو حاول فيقابل بالسخرية والاستهزاء ، المحاسبة لدينا كبيرة من الكبائر نُجرًّم عليها ..... يا ترى .. هل يأتى اليوم الذى نستطيع فيه الدخول فى منافسة شريفة ونمتلك الأدوات التى تؤهلنا لاجتيازها بنجاح..! لا أظنه آت أبدا بما لدينا من أساليب إدارة فاشلة ، نظم تعليم متخلفة ، قيم أخلاقية واجتماعية منهارة ، فقدان للبوصلة والاتجاه والرؤية المستقبلية ، حقوق انسان مهدرة و فقر مهين يسلب الانسان إرادته .



#فاتن_واصل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليمنا جهل وأمية
- لماذا يكره الله المرأة ..!!
- المرأة ، مواجع 8 مارس
- لدغة الاستلاكوما
- الشرطة تريد تغيير الشعب
- سيناريو ما بعد جمعة بنى سلف
- أيها الرجل .. سأتهمك باغتيالي
- قانون المطيرى للجوارى موديل 2011
- إعادة التدوير.. ومنال الشريف
- رد على ياسمين يحيى .. والفرق نقطة..!!
- ليسوا مختلفين ..
- لغة الإبهام
- لقمة القاضى السخنة
- سافرة ..ولا زلت
- هو الذى هو..
- حشو عصب
- أطواق
- قبعة
- إنسحاب ..
- أماكن


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاتن واصل - منافسة بدون منافس