أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكون















المزيد.....

حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكون


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 05:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أعلن علماء في أكبر مراكز الأبحاث في العالم اكتشاف جسيم جديد يُعتقد أنه جسيم قريب من المادة المعروفة باسم "هيغز بوسون" (Higgs boson)، الذي يُعتقد أنه النواة الحقيقية التي تكتسب منها كل مواد الكون كتلتها.
وقد قال مدير المركز الأوروبي للأبحاث النووية في سويسرا رولف هيور: لقد قمنا باكتشاف حجر الزاوية المفقود في المواد الفيزيائية. وأضاف هيور، أن المادة المكتشفة هي مادة "بوسون"، لكنه اشار إلى أنها ليست "هيغز بوسون"، مضيفاً أن لديهم إكتشاف، وأنهم لاحظوا أن الجسيم الجديد متسق مع جسيم "هيغز بوسون".
وقال المدير التنفيذي للمجلس البريطاني لمنشآت العلوم والتكنولوجيا جون وومرسلي خلال مؤتمر في لندن: يمكنني أن أؤكد أن جزيئا تم اكتشافه يتوافق مع نظرية هيغز بوسون.
وقال جو انكانديلا وهو متحدث باسم أحد فريقين يجريان الأبحاث عن جزئ هيغز أمام حضور في المختبر الأوروبي لفيزياء الجزيئيات قرب جنيف "هذه نتيجة أولية، لكننا نعتقد أنها قوية جدا ومتماسكة جدا". وكان الفيزيائي الإسكتلندي "بيتر هيغز" (Peter Higgs) قد تنبأ في عام 1964 بوجود الجسيم "هيغز بوسون" الذي يُعتقد أن المواد الأساسية في الكون قد انفصلت عنه عند الانفجار العظيم.
وبحسب تفسير العلماء، فإن قوة الجاذبية هي أول ما انفصلت عن "بوسون" ثم تبعتها بقية القوى.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف الجديد من شأنه شرح أصل كتلة المادة، الأمر الذي من الممكن أن يعيد كتابة العديد من المعادلات والنظريات المتعلقة بعلم الأوزان والكتل.
وجاء هذا الإعلان الكبير في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية جنيف، يوم الجمعة 06-07-2012، بعد الأنباء الواردة عن تحقيق العلماء لاكتشاف جديد تم التوصل إليه في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية.
ويعتبر جزيء "هيغز بوسون" الحلقة المفقودة في سلسلة الفرضيات التي تعيد تشكيل فهم نشأة الكون قبل أكثر من 13 مليار عام، كما يقول العلماء."

هذا هو الخبر الذي أثار في داخلي منذ ساعة رغبة جامحة في الكتابة... وليس الدافع غرابة الإكتشاف أو الحاجة إلى شرح خلفياته وتبعاته للقاريء، إذ أني لست متخصصا في الفيزياء الجزئيات ولا حتى في الفيزياء العادية، وبالتالي فليس بإستطاعتي أن أشرح وأفسر... فكل شخص لديه مؤهلات في ميدان معين وإهتمامات محددة قد تتسع في بعض المجالات وتضيق في مجالات أخرى ولكنه لا يستطيع أن يدعي العلم بكل شاردة وواردة في كل شيء، ثم أن الأمانة الفكرية تقتضي أن لا يعتدي على أهل الإختصاص في إختصاصهم وأن لا يتكلم إلا في ما يفهمه ويدركه جيدا... لذلك ذكرت الموضوع كما جاء في بعض الصفحات الإخبارية على الأنترنات...
ولكن الغرابة تظهر عندما نضع عالما من علماء الغرب الذين يعملون ليلا نهارا وبجهد ومثابرة لإكتشاف المزيد من الأسرار والأشياء المبهمة ولإختراع أشياء لتحسين حياة الإنسان في كفة ونضع في الكفة المقابلة "عالما" من "علماء المسلمين" مثل يوسف القرضاوي أو زغلول النجار أو محمد حسان (وهناك الآلاف منهم)... فهل تستوي الكفتان، لكي لا نقول شيئا آخر؟ بالطبع لا، ولو زعم المنافقون العكس.
علماء الغرب وصلوا إلى القمر منذ نصف قرن ومشوا عليها وداروا حول الأرض وإكتشفوا أغوار البحار ولم يتركوا مكانا على سطح البسيطة إلا وإنتشروا فيه باحثين، منقبين عن أسرار الوجود وخبايا الكائنات، و"علماؤنا" إلى اليوم غارقون في وحل الأساطير المقدسة، يسبحون بحمد الخرافة ويتبركون بالأوهام. وأحسن مثال يمكن أن أسوقه لكم هو رأي أحد "العلماء" (ما أقبح هذه الكلمة في هذا الموضع) الذين يستشهد بأقوالهم معظم "علماء" اليوم (صحيح أنهم لا ينقلون عنهم كل هلوساتهم، لكن الدماغ الفاسد ينتقل فساده إلى كل المواضيع دون إستثناء ولو بدرجات... واللبيب من الإشارة يفهم.). فها هو شيخ الوهابية عبد العزيز بن باز يرى في كتابه "الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جريان الشمس وسكون الأرض" (من مطبوعات "الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة" سنة 1395 هـ) أن من قال بثبوت الشمس كافر حُلّ ماله و دمه وعرضه. ("فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله وكذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" إلى قوله: "ومن قال هذا القول فقد قال كفرا وضلالا لأنه تكذيب لله ، وتكذيب للقرآن وتكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنـها إذا غربت تذهب وتسجد بين يدي ربـها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر – رضي الله عنه – وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم". نفس المرجع، ص 23). ولا يقف عند هذا الحد، فيفسر ويشرح رأيه بغباء لم أر له مثيلا، فيقول في الصفحة 23: "وكما أن هذا القول الباطل - ثبوت الشمس ودوران الأرض - مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس ومكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس مسلمهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة وغاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة ويشاهدون كل بلد وكل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء، ولو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال والأشجار والأنـهار والبحار لا قرار لها ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار وبالجملة فهذا القول فاسد من وجوه كثيرة يطول تعدادها". ويقول في الصفحة 24: "ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحد في المدينة في محلّه وهكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر وكل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه وأنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم ونعوذ بالله من التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه وينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء". ويضيف في الصفحة 39: "ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير وصعود حتى تتوسط السماء ثم لا تزال في سير، وانخفاض حتى تغرب في مدارات مختلفة بحسب اختلاف المنازل ويعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم وذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح - حديث سجود الشمس - والآيات القرآنية ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس ومخالف لصريح المنقول وأنا من جملة الناس الذين شاهدوا سير الشمس وجريانـها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب بصري وكان سني حين ذهاب بصري تسعة عشر عاما وإنما نبهت على هذا ليعلم القراء أني ممن شاهد آيات السماء والأرض بعيني رأسه دهرا طويلا والله المستعان ، وبالجملة فالأدلة النقلية والحسية على بطلان قول من قال إن الشمس ثابتة أو قال إنـها جارية حول نفسها كثيرة متوافرة وقد سبق الكثير منها فراجعه إن شئت".
أي "عالم" هذا الذي يتحدث في زمننا هذا بمنطق الإنسان البدائي؟ أي علم هذا الذي ينحاز إلى المنقول الأسطوري وينفي نتائج العلوم الحديثة؟ أبهذا سيتطور المسلمون؟ ما هذا العلم الذي ينسبونه إلى بغل أفكاره لا تتجاوز حوافره؟
غير أن كل هذا يفهم عندما نعرف جنسية هذا الشيخ وإنتماءاته، وكما يقولون: إذا عرف السبب بطل العجب... فهذا الشيخ سعودي (والسعودية من الدول التي أصبحت تعبد التخلف لكثرة إلتصاقها به وبحثها عنه) وسلفي (يعني أنه ذو جسد يعيش في الحاضر ويسيره عقل عمره 1400 سنة، أي أن صلاحيته قد إنتهت منذ قرون خلت، رغم أن السلفيين يؤمنون بخرافة السلف الصالح) ووهابي (والوهابيون لا ينتمون أصلا إلى الإنسانية) ومفتي عام المملكة العربية السعودية منذ 1993 إلى وفاته سنة 1999 (أي أنه من المقربين من الحاكم وخادم مصالح خادم الحرمين وآله وصحبه). هذا ولن أتحدث عن العمى الكلي الذي أصابه في الأربعينات من عمره، لأنه لا يمكن إعتباره سببا مؤديا إلى العمى الفكري... فعميد الأدب العربي طه حسين كان أعمى ومنذ صغره لكن هذا لم يؤثر سلبا على تفكيره.
ويوجد من أمثال بن الباز العشرات من "علماء آخر الزمان" الضاحكين على عقول الناس بأساطير قديمة يجددونها حسب الطلب... ويمكن أن نذكر منهم عبد الله ابن جبرين ومحمد بن عثيمين، وكلاهما تلميذا بن باز... وهذا دليل على أن مهزلة هؤلاء الشيوخ "العلماء" لن تنتهي، لأنهم يرثون الغباء عن شيوخهم ويورثونه لتلاميذهم في سلسلة مترابطة ترابط الجهل بالتخلف.
لن أطيل المقال أكثر من هذا... لكن أردت فقط أن أطرح سؤالا على المسلمين، على ضوء ما تقدم من كلامي: كيف ترون مستقبلكم بين الأمم؟ أنا شخصيا لا أنتظر منكم إجابة ولكنني أمني نفسي برؤية أجيال جديدة تولد على هذه الأراضي، أجيال جديدة عقولها متحررة من الأساطير والخرافات والشعوذة، تستطيع أن تخضع تاريخها وتاريخ أجدادها الفاسد للنقد العقلاني وأن ترمي بكل هذا الموروث المتخلف في مصب النفايات وتكون لها القدرة على النظر إلى المستقبل بعيون وعقول مفتوحة... فهذا هو الشرط الأول للتقدم واللحاق بركب الأمم الأخرى، شئتم أم أبيتم.
-------------------
للإطلاع على المزيد، الرجاء زيارة مدونتي: http://chez-malek-baroudi.blogspot.com



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى آخر الزمان: لهذا سيبقى المسلمون متخلفين إلى أن ينقرضوا
- الدليل على أن العرب المسلمين هم أكثر الشعوب إختراعا وأخصبهم ...
- سياسة الكيل بمكيالين في موقع -مقالاتي-
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الثاني
- أصول فكرة الدين وتطورها عبر التاريخ - الجزء الأول
- رد على مقال عبد الحكيم عثمان: إثبات ان النصوص القرآنيه ليس ل ...
- نعم، الإسلام هو سبب كل مآسي الشعوب الإسلامية
- ردا على مقال -إستفزاز- لآمال قرامي
- ردا على مقال: لماذا يكره العقلاء والأحرار الإسلام؟
- مقتطفات من دراسة حول ظاهرة التكفير في الإسلام - سلمان رشدي ن ...
- آه يا دنيا - ثلاث رباعيات هدية لقراء الحوار المتمدن
- مقتطفات من دراسة حول ظاهرة التكفير في الإسلام - مثال تكفير ا ...
- المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة أو الدليل على تكر ...
- رسالة لأطفال اليوم وأوليائهم حول الأخلاق في الميزان الإلهي و ...
- إرادة الله أم إرادة إبليس؟
- الرد على مقولة بعض المسلمين بأن الإسلام هو الحل
- في تاريخ العرب المسلمين المحرف والمظلم
- ترهات الإسلامويين وكذبهم في ظل جهل الشعوب ونهاية الإسلام الق ...
- قول على هامش -حملة مناهضة حجاب الصغيرات - حتى لا تعيش الفتيا ...
- في التناقضات الواضحة بين العلم وصحيح الدين الإسلامي (01)


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حديث على هامش خبر اكتشاف جسيم يعتقد أنه النواة الأساسية للكون