أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة أو الدليل على تكريم المرأة في الإسلام













المزيد.....

المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة أو الدليل على تكريم المرأة في الإسلام


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 02:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتج الكثير من المسلمين عندما يقال لهم أن الإسلام لم يساهم بشيء في تحرير المرأة بل أمعن في إذلالها وتحقيرها والحط من كرامتها ومكانتها في المجتمع، ويستشهدون للدفاع عن دينهم بأقوال من قبيل أن "الله جعل الجنة تحت أقدام الأمهات" وأن إلههم قال "إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى"(آل عمران، 195)، وقول رسولهم: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات" وبأن الله خصص سورة كاملة في القرآن للنساء... لكن كل هذا لا يساوي شيئا لأن الأدلة كثيرة وواضحة لا ينكرها إلا أعمى أو منافق.
وقد كنت أطلع منذ قليل على أحد مواقع الفتاوى التي أصبحت كالفطريات تتنبت في كل مكان على الشبكة العنكبوتية. وأثناء تنقلي بين المواضيع، وجدت موضوعا يتحدث عن المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة فتعجبت وقرأته وزاد تعجبي من الإسلام وكثرة تناقضاته وخطر ببالي أن أكتب في الموضوع. لكن لنبدأ بإستعراض النص المنشور أولا.
أتى السؤال كالآتي (ويمكن الإطلاع عليه بالعنوان http://binbaz.org.sa/mat/888): "لقد سمعنا منكم إذا مر كلب أو حمار أو امرأة أمام المصلي تبطل الصلاة فما هي المسافة التي تمر فيها هذه الأشياء وهل إذا كانت هذه المرأة من المحارم أيضا تبطل الصلاة؟ أفيدونا أفادكم الله؟" ثم أتى ردّ أحد الشيوخ – ولعله بن باز نفسه – بما يلي: "ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود". (رواه الإمام أحمد في "مسند الأنصار" برقم 20414، ومسلم في "الصلاة" برقم 789، والترمذي في "الصلاة" برقم 310، والنسائي في "القبلة" برقم 742، وأبو دواد في "الصلاة" برقم 602، وابن ماجه في "إقامة الصلاة والسنة فيها" برقم 942.) وجاء في الحديث الآخر: "المرأة الحائض". (رواه الإمام أحمد في "مسند بني هاشم" برقم 3071، وأبو داود في "الصلاة" برقم 603، والنسائي في "القبلة" برقم 743، وابن ماجه في "إقامة الصلاة والسنة فيها" برقم 939.) والمراد: المكلفة. فمن مر بين يديه واحد من هؤلاء الثلاثة وراء السترة لم يقطع صلاته أما إن مر بينه وبين السترة فإنه يقطع صلاته، فإن لم يكن له سترة ومر واحد من الثلاثة بين يديه قريبا منه في حدود ثلاثة أذرع من قدمه فإنه يقطع الصلاة، أما إذا كان المار من هذه الثلاثة بعيدا أكثر من ثلاثة أذرع فإنه لا يقطع الصلاة؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما صلى في الكعبة جعل بينه وبين جدارها الغربي ثلاثة أذرع وصلى، ولأن من مر أمام المصلي في أكثر من المسافة المذكورة لا يعتبر مارا بين يديه. أما غير الثلاثة كالرجل وكالكلب غير الأسود وكالدواب الأخرى فإنها لا تقطع الصلاة لكن يحرص المصلي على أن يمنع المرور بين يديه مطلقا حتى غير الثلاثة لكن لا يقطع الصلاة ويبطلها إلا هذه الثلاثة المرأة والحمار والكلب الأسود إلا في المسجد الحرام فإن المار بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة مطلقا لأدلة وردت في ذلك ولصعوبة التحرز من ذلك. والله ولي التوفيق."
عن أي توفيق يتحدث شيخ الأحمرة هذا؟ أين تكريم المرأة الذي يتحدثون عنه ويصمون آذاننا بإلقاء خطاباتهم الجوفاء التي لا تملك من السند سوى ما إختاروه من عبارات منتقاة وآيات منقوصة أو ملوية الأعناق وأحاديث مغربلة؟ أين تكريم المرأة ورسولهم يعتبرها في نفس الدرجة مع الكلب الأسود والحمار؟ أليس كلام رسوله واضحا في تصنيف المرأة على أنها حيوان، أي أنها ليست إنسانا ولا تمت إلى البشر بصلة؟ أليس المعنى من حديث نبيه أن الكلب الأبيض أو الرمادي أو المبقع أجل قدرا وأحسن من المرأة؟
سيقول بعضهم أن الفتوى المذكورة تتعلق بأحكام قطع الصلاة وليس بمكانة المرأة... إلى غير ذلك من الترهات التي أصبح المسلمون في إختلاقها أسيادا وأساتذة لا يجاريهم أحد، فهم سادة النفاق والكذب والتأويلات المشبوهة، خبراء في تزييف الحقائق عندما يتعلق الأمر بدينهم... ولكن الحديث صريح والمعنى واضح ومفهوم ولا يحتاج إلى وضعه في إطار زماني أو مكاني معين يتغير بتغيره. فإذا كانت المرأة حيوانا في هذا الحديث فما الذي سيغير مكانتها؟ فإذا كانت المرأة عنصرا نجسا يمنع صلاة المؤمن من الوصول إلى ربه وينجسها، رغم رمزية الصلاة كفعل، فذلك ينسحب على كل شيء وعلى الأفعال الحقيقية أيضا. فأين تكريم المرأة وأين حقوقها وكيف يمكن أصلا أن تكون لها حقوق في الإسلام ورسوله يجعلها أدنى مكانة من الكلب؟
ثم ماذا عن قول ربهم: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيراً" (النساء، 34)؟ وماذا عن قوله: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع.." (النساء، 2)؟ وماذا عن قوله: "أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء (النساء 43)"؟ وماذا في قول رسولهم: "النساء ناقصات عقل ودين"؟ وقوله: "اتقوا النساء فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"؟ وماذا عن قوله: "إن إبليس الملعون يخطب شياطينه فيقول: عليكم باللحم وبكل مسكر وبالنساء فإني لم أجد جماع الشر إلا فيها"؟ وغير ذلك كثير سواء في القرآن أو في الآحاديث أو في كتب المفسرين والفقهاء، وكل واحد منهم يزيد على تلك التفاهات بما جادت عليه قريحته المتسخة من أفكار ملتوية وتأويلات متطرفة...



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لأطفال اليوم وأوليائهم حول الأخلاق في الميزان الإلهي و ...
- إرادة الله أم إرادة إبليس؟
- الرد على مقولة بعض المسلمين بأن الإسلام هو الحل
- في تاريخ العرب المسلمين المحرف والمظلم
- ترهات الإسلامويين وكذبهم في ظل جهل الشعوب ونهاية الإسلام الق ...
- قول على هامش -حملة مناهضة حجاب الصغيرات - حتى لا تعيش الفتيا ...
- في التناقضات الواضحة بين العلم وصحيح الدين الإسلامي (01)
- لكي لا تخدعك الكلمات الجميلة والشعارات الرنانة التي يرفعها ا ...
- الرد على نقد (أو إنتقاد) نهاد كامل محمود لمقالي -عشرة أسئلة ...
- عشرة أسئلة تجعلني لادينيا
- الجمل وثقب الإبرة أو حديث الحقائق الكبرى
- هل أن الله حفظ القرآن فعلا؟
- من أجل إنسان أكثر إنسانية
- تجارة الدين في العالم العربي
- بين الإسرائيليات والأدب الفرنسي
- تهافت الشيوخ في إسلام الشروخ
- كيف يكون الدين أصل كل فساد


المزيد.....




- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - المرأة والكلب الأسود والحمار يقطعون الصلاة أو الدليل على تكريم المرأة في الإسلام