أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محيي المسعودي - الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل الإعلام















المزيد.....

الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل الإعلام


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3779 - 2012 / 7 / 5 - 00:37
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل الإعلام
محيي المسعودي
باتت عقدة الوضع الأمني المتردي في العراق مستعصية على الفهم والحلِّ معا ! ولا نسمع او نجد أحدا يشخّصها بدقة ويكشف ملابساتها, ولا احد يقترح الحلول لها . وكل ما تتناقله وسائل الإعلام من تحليلات ومقالات, وكل ما يصرح به السياسيون من جميع الجهات المختلفة والمتخالفة لا يعدوا ان يكون توظيفا وتوصيفا غبيا وتافها وسطحيا لهذه المشكلة وبعيدا عن الحقيقة , وكل ما تقوله الحكومة برئاسة نوري المالكي يندرج مع ما يقوله خصوم المالكي في عملية تسطيح المشكلة وتوظيفها لأهداف سياسية شخصية وحزبية , ولكن الأكيد ان بعض السياسيين العراقيين يعلمون عمق وحقيقة هذه المشكلة ويصمتون إزاءها في محاولة منهم لاستثمارها سياسيا, ان لم يكونوا هم أنفسهم وراءها او جزءا منها , والبعض الآخر من السياسيين عاجزين ومحكومين بمرجعيات المشكلة نفسها. والحقيقة ان المشكلة ليست تقصير امني او نقص خبرات في قوى الأمن العراقي, - مع اننا ندرك ضعف هذه القوى على المستويات كافة –
إذن, ما هي المشكلة الحقيقية في تردي الوضع الأمني الذي يخطف يوميا العشرات من أرواح العراقيين !؟ ولكي لا ندخل من باب تسطيح المشكلة كما يفعل البعض, علينا مراجعة التاريخ القريب في المنطقة والمشاريع التي طرحت قبيل وأبان احتلال العراق ومعاينة الواقع الراهن في محيط العراق او ما يسمى الشرق الأوسط او الدول العربية . وكلنا يتذكر مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي رسمته تل ابيب وتبنته واشنطن كمنفذ وراع له, وكلنا شهدنا التغيير الدراماتيكي ألغرائبي الذي قلب الشعوب العربية من مستكينة الى ثائرة ودموية بعمياء مطلق كما هي الحال في ليبيا وسوريا واليمن وحتى في مصر وتونس . كل هذه الأحداث وما سبقها في العراق لم تكن عفوية او عشوائية او حدثت صدفة . من هنا نستطيع القول وبشكل اكيد ان الأمن في العراق هو جزء من المشروع الستراتيجي الإسرائيلي الأمريكي الذي يُنفذ في المنطقة . واعتقد ان ليس هذا القول بجديد ولكن الجديد فيه هو اعتقاد البعض ان احتلال العراق وتغيير نظامه وهدم بناه التحتية بالكامل ومن ثم انسحاب الجيش الأمريكي . مرحلة حققت كل أهدافها وانتهت , وان شراكة رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني مع الصهيوني دفيد ليفي في صناعة المجاميع الإرهابية من قبل في العراق قد انتهت هي ايضا . نعم لقد تحققت الأهداف التكتيكية لمشروع الشرق الأوسط "الستراتيجي" الجديد في العراق, بانسحاب الجيش الأمريكي وتشكيل حكومة عراقية منتخبة وغيرها من الأهداف الأولية, ولكن الأهداف الستراتيجية لمّا تزل غير متحققة ومنها تقسيم العراق واعلان دولة كردستان , وغيرها مما نعلمه ومما لا نعلمه . وما إعلان واشنطن بتوسيع جهدها المدني والمخابراتي في العراق, الا بداية الجزء الثاني من المشروع الستراتيجي للشرق الأوسط الجديد – قسم العراق - وفي هذا الجزء يعتمد المشروع على أدوات ومحاور عديدة ومختلفة . منها المحور السياسي المعرقل بل المدمر لبناء دولة العراق . وفي هذه المحور يعتمد المشروع على الساسة العراقيين الذين يعملون كشركاء في هذا المشروع مثل مسعود برزاني, وآخرين لا يعلمون ولكن المشروع خطط لإيهامهم واحتوائهم وجعلهم يعملون فيه ومن اجل تحقيقه , وهؤلاء غالبية الساسة العراقيين . ومن خلال المحور السياسي تتداخل المحاور الأخرى , التي تدمر الإنسان العراقي ماديا ومعنويا لتحقق أهدافها . كمحور الخدمات عامة, والكهرباء خاصة , اذ يدفع تردي الخدمات وانعدام الكهرباء إلى نقمة شعبية مستدامة على الحكومة لا تُعرف نهايتها, ما يدفع الشعب الى طلب تقسيم العراق باسم الأقاليم الفدرالية , خاصة وان إقليم كردستان قد اعده وجعله المشروع الإسرائيلي الأمريكي أنموذجا لتشجيع العراقيين على الانفصال بأقاليم , خاصة مع الفشل المستمر للحكومة المركزية, وقد شهدنا مؤخرا كيف يعمل محافظ الموصل اثيل النجيفي مع مسعود برزاني من اجل فصل الموصل عن حكومة المركز . وقبلها دعوات الأقاليم في الوسط والجنوب . والى جانب محور الخدمات اعتمد مشروع الشرق الأوسط – قسم العراق – على المحور الاقتصادي وخاصة المالي . ونلاحظ اليوم كيف يعيش الشعب العراقي سطوا مشرعنا على مقدراته ومدخراته المالية من خلال الفساد والبضائع الرديئة والفاسدة التي يغرق فيها السوق المحلي , ولكن يظل المحور الأخطر هو المحور الأمني , وهذا المحور تديره شبكة مخابرات متخصصة من إسرائيل وأمريكا ودول متعاونة معهما ناهيك عن بعض الساسة والمتنفذين في الوسط السياسي العراقي وهذه الشبكة هي اقوى بكثير من كل الجهد الأمني والاستخباراتي والعسكري العراقي . وهي لا تدير العمليات الإرهابية بصيغة واحدة او من قبل جهة واحدة , فمرة تديرها بشكل مباشر ومرة بشكل غير مباشر من خلال عملاء ومتعاونين ومرة ثالثة من خلال التبني غير المرئي للجماعات الإرهابية . ولكي لا نذهب بعيدا لنعمل مقاربة بين الوضع في سوريا والوضع في العراق . اذ ان الإرهاب والقتل في سوريا ليس جهدا شعبيا , فالشعب قد يتظاهر ويعتصم ويشكل عصيانا مدنيا وقد يخرب وينهب ولكنه ابدا غير قادر على إدارة معركة بأسلحة حديثة وفتاكة كما في سوريا . انها مجاميع جرى إعدادها وتدريبها وتسليحها ودعمها لوجستيا وإعلاميا من قبل دول كبرى وعظمى كأمريكا وفرنسا وغيرهما . واذا كان مشروع الشرق الأوسط الجديد قد هيأ ووفر كل هذا الجهد الإجرامي المسلح في سوريا, فانه لا يعدم توفيره في العراق خاصة وان العراق فيه حكومة ضعيفة ومخترقة من الداخل والخارج وليست كحكومة سوريا , والعراق مستباح منذ العام 2003 وان قدرة أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد على ضرب نظام قوي ومتماسك ويمتلك قاعدة شعبية واسعة كما في سوريا , لا يصعب عليهم ان يغذوا ويديموا وينموا الإرهاب في العراق . وخلاصة القول ان العراق لمّا يزل مستهدفا وعليه دفع الكثير من أمنه ووحدته ووجوده , والحال هذه فان النظام السياسي العراقي الراهن ( برلماني اتحادي ديمقراطي) هو الاساس والبوابة التي يدخل منها اعداء العراق والمنطقة لتنفيذ مشروعهم . فالنظام البرلماني وفق التركيبة الديمغرافية العراقية لن يسمح بوصول حكومة قوية او حتى حزب وطني عراقي يمثل كل العراقيين او غالبيتهم العظمى , ما يعني بقاء البلاد في صراع سياسي ابدّي متكافئ, تحجم فيه الأطراف السياسية بعضها البعض والكاسب الوحيد هو مشروع الشرق الأوسط الجديد والساسة الانفصاليون الفيدراليون والطائفيون والقوميون – وليس شرائح الشعب التي يمثلونها – اما الديمقراطية وحقوق الإنسان , فستكون ليس لصالح الشعب بقدر استخدامها كاداة لمحاربة اية حكومة قوية قد تنشأ في العراق وتسعى الى توحيد شعبه وحماية مصالحه . ومع هذه الحال لن نشهد جهاز مخابرات فاعل او جيش وشرطة قويين , لأنهما سيكونان مخترقين دائما من قبل أعداء العراق , ومن خلال الساسة العراقيين الشركاء في الحكومة والشركاء أصلا في مشروع الشرق الأوسط الجديد .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -في الترجمة من الانكليزية الى العربية - للدكتور حميد حسون بج ...
- ايفادات رسمية .. ام سفرات سياحية !؟
- كيف استطاع المالكي ان يكون اقوى من خصومه السياسيين, واكثر شع ...
- قراءة في مهرجان بابل الاول للثقافات والفنون
- لا للمؤتمر الوطني .. لا للتوافقات السياسية .. نعم لعراق قوي ...
- الفنان التشكيلي العراقي محمد مهر الدين .. قلق, وفوضى مشاعر, ...
- خطايا رئيس وزراء العراق التي اغضبت خصومه واشعلت حربهم ضده
- هيمنة اللون على الشكل والأنثى على الذكر في معرض -نساء التركو ...
- دلير شاكر فنان يحتفظ بأصالة االفن العراقي بعد خراب المكان وت ...
- شهوة السلطة عند الاسلاميون العرب توقعهم في الفخ الامريكي
- الأنثى في العصر الجاهلي .. قداسة وابتذال وقرابين
- قمة بغداد .. تغيّب زعماء قُدامى وحضور فاعل لزعماء جدد
- قمة عربية في بغداد تسبقها خلافات عراقية حادة
- تصريحات برزاني محاولة لاجهاض جنين القمة العربية في بغداد
- مفارقات الموقف الامريكي اتجاه سوريا والعرب
- بغداد بين قمتين بلا سفوح
- رحيل الفنان الاسباني -انتوني تابيس- رائد الفن التجريدي العال ...
- سياسيون ومراقبون ومواطنون يقيّمون أداء الحكومة المحلية في مح ...
- الشعب يريد حسم قضية الهاشمي والبدء بحسم كل قضيا الجريمة والف ...
- ثقافة الطفل ... المحتوى, الاتصال, التواصل


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محيي المسعودي - الوضع الأمني في العراق ليس كما يصفه السياسيون وتتناقله وسائل الإعلام