أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - بغداد بين قمتين بلا سفوح















المزيد.....

بغداد بين قمتين بلا سفوح


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعكس المشهد السياسي العراقي الراهن, صورة مبهمة ومقلقة لمستقبل البلاد, على المستوى الداخلي والخارجي , فبعد تلكؤ العملية السياسية في الداخل, وضياع الرؤية الموحدة لمستقبل هذا البلد, ووفي ظلّ التقاطعات والتباين الكبير في رؤى التيارات السياسية الفاعلة على الساحة , وتحت ضغط وسخط الشارع على الساسة العراقيين, واماطة اللثام عن شخصيات سياسية متورطة في الجريمة والفساد والعلاقات المشبوهة مع الخارج , في ظل كل هذه الظروف والحالات اتت الدعوة الى مؤتمر "قمة" وطني يُصلح فيه السياسيون ما خربوه هم بانفسهم , وفي مراجعة سريعة لآيدلوجيات الجهات السياسية العراقية ومرجعياتها الداخلية والخارجية , وفضاءات الحرية الممنوحة لها من قبل المرجعيات والممولين , نجد, ان نجاح المؤتمر الوطني بتحقيق مصالح الشعب العراقي هو ضرب من الخيال المستحيل , ويعود ذلك الى اسباب كثيرة باتت مكشوفة لأي مراقب للعمل السياسي العراقي , ولكن اخطر هذه الاسباب واكثرها تأثيرا هو المحرك او الدافع الذي يقف وراء عمل رجل السياسة العراقي "قبل واثناء عمله في مراكز القرار" والمتمثل بالمصلحة الشخصية حصرا . مخطئ من يعتقد ان أي سياسي عراقي (دون استثناء) انما يتصدى او تصدى لهذا العمل السياسي بدافع خدمة هذا الشعب وتقدم هذه البلاد . ولو ابتعدنا عن التصريحات السياسية الاعلامية التسويقية لوجدنا ان كل السياسيين انما اقبلوا على هذا العمل لمصالح شخصية تتمثل بالحصول على السلطة , المال , الجاه , واخواتهن من المكاسب . واذا كان بعض السياسيين يدافع عن حزب او طائفة او عرق او مذهب او حتى حين يتحدث باسم الوطن والشعب فان ذلك يعود الى ان مصلحته الشخصية مرتبطة بمن يدافع عنه او يتحدث باسمه ,ويتوقف عمله وحديثه بتوقف تحقيق تلك مصلحته الشخصية. وفي نظرة سريعة على كل القرارات التي اجمع عليها الساسة العراقيون نجد انها فقط, تلك القرارات التي تمنحهم امتيازات واموال متساوية كقرار توزيع الاراضي ومنح الجوازات والمُنح المالية الخاصة بتحسين المعيشة, ناهيك عن تخصيص السيارات والحمايات والعقارات المختلفة وغيرها من المكاسب . ومادام المحرك والدافع الحقيقي والوحيد لعمل السياسيين العراقيين هو تحقيق مصالحهم وزيادة مكاسبهم , فان أي اتفاق بينهم في أي مؤتمر (قمة وطني) انما يعني تقاسم مقدرات هذا الشعب فيما بينهم بغير حق او استحقاق , وما دام هذا التقاسم لا يمكن ان يمنح الجميع مكاسب متساوية فان الاتفاق على خط سياسي واحد امر مستحيل . ونستطيع القول ان المؤتمر الوطني الذي يتحدث عنه السياسيون هذه الايام ما هو الا اعادة تدوير للآليات " المنتهية الصلاحية" التي استطاع السياسيون بها - من قبل - تحقيق مصالحهم الشخصية . ومادمت الحال لا تسمح باعادة التدوير فان المؤتمر مصيره الفشل حتما .
ان فشل الساسة العراقيين في "مؤتمرهم الوطني" بالوصول الى خطاب سياسي موحد اتجاه الخارج هو اعلان مبكر بفشل مؤتمر القمة العربية المزمع عقده في بغداد , ذلك لان العرب اليوم ليسوا عرب الامس , وعراق اليوم ليس عراق الامس , لقد ذهب صقور القمم العربية " صدام , القذافي , مبارك , الاسد " واصبحت دجاجات الخليج صقورا بدلا عنهم, بقيادة امير قطر . والحال هذه فان العراق "ومنذ التغيير" لم يحظ بتاييد عربي حقيقي اطلاقا, لا من الصقور السابقين ولا الصقور الجدد , بل, ان حكّام دول الخليج الذين زعمتهم امريكا لقيادة المركب العربي بعد الصقور خلفا للصقور القدامى, هم اشد عداء وخصومة للنظام السياسي الجديد في العراق لأسباب كثيرة, لم تزلها او تخفف منها حتى الخيمة الامريكية التي امست تظلل العراق ودول الخليج معا , فدولة مثل السعودية لم تستطع الى اليوم تقبل زيارة رئيس وزراء العراق لها, لا يمكنها العمل مع حكومة العراق في قمة عربية . وحكومة مثل حكومة قطر مصابة بحمّى اسقاط نظام الاسد في سوريا - الذي يحظى بتعاطف رئيس الوزراء العراقي - لا يمكنها العمل مع هذا الرئيس , ودولة مثل البحرين تلقت ادانة الحكومة والبرلمان العراقيين في قضية الاحتجاجات التي شهدتها وتشهدها تلك الدولة الصغيرة لا يمكن لهذه الدولة التعامل مع حكومة العراق , وهكذا الحال لا تختلف مع كل الدول العربية التي تسير على الخط الامريكي المار عبر الخليج, والمعادي لايران, "المتنفذة سياسيا وشعبيا في العراق" . وبعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وحضور مصر وليبيا وتونس واليمن للقمة العربية شكليا وبدون أي رؤية سياسية واضحة او تأثير يُذكر, بات من المؤكد ان قرارات القمة لن تحقق غير ما حققته وتحققه الجامعة العربية من افعال وقرارات تمليها دول الخليج بقيادة قطر نيابة عن امريكا . هذا يعني "اذا ما انعقدت القمة ونجحت " فان العراق يمنح عمل تلك الدول شرعية شعبية عراقية, اُخذت بغير حق من غالبة الشعب العراقي . واذا ارادت الحكومة العراقية تفعيل ارادة الاغلبية شعبها فان هذه الحكومة انما تعلن بنفسها فشل مؤتمر القمة العربية وتشيعه في بغداد ,
مما سبق لا بد من التذكير ان القمة الوطنية العراقية متمثلة بالمؤتمر الوطني فاقدة للشرعية حتى وان عقدت, لان الساسة العراقيين – وان كانوا منتخبين – فهم قد انحرفوا عن المسار الوطني لصالح مسار مصالحهم الشخصية كما بينا من قبل لذلك فهم فاقدوا الشرعية , فما بالك وهم يقدمون العراق اربا اربا لمرجعياتهم العربية غير الشرعية حتى في بلدانها . وعليه نستطيع القول ان المؤتمر الوطني حتى وان نجح فلن يخدم العراقيين ابدا بل يخدم المشروع الامريكي الذي تنفذه قطر في المنطقة العربية لصالح اسرائيل , اما القمة العربية فهي كسابقاتها فاقدة للشرعية بحكم فقدان الانظمة العربية لشرعيتها الوطنية المبنية على ارادات الشعوب التي تفرزها صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة وهذا ما لم يحدث في أي بلد عربي غير العراق لحد الان . وعليه فان نظام الحكم في العراق يتأرحج هذه الايام بين قمتين بلا سفوح قمة وطنية واخرى عربية وكلتاهما بلا سفوح شعبية , ولكن المروحيات الامريكية التي اقلت الزعماء العرب ووضعتهم على القمم في بلادهم ومن ثم على القمم العربية, لا شك انها قادرة على وضع الزعماء العراقيين على القمة العربية القادمة , ولكن بشروط واملاءات امريكية خالصة .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الفنان الاسباني -انتوني تابيس- رائد الفن التجريدي العال ...
- سياسيون ومراقبون ومواطنون يقيّمون أداء الحكومة المحلية في مح ...
- الشعب يريد حسم قضية الهاشمي والبدء بحسم كل قضيا الجريمة والف ...
- ثقافة الطفل ... المحتوى, الاتصال, التواصل
- ديوان رئاسة الوزراء العراقي يثير جدلا وخلافا جديدين في مجلس ...
- -جامعة دول الخليج الاسرائيلية الامريكية- تُطيح بالجامعة العر ...
- دعوة لأعلان جمهوريات وممالك العراق المستقلة
- قناة الحرّة الفضائة.. هدر للمال العام الامريكي وانتهاك لشرف ...
- قراءة في مهرجان أدب الطفل - الاول- في محافظة النجف
- عدم فصل السياسة عن الادارة في مجالس المحافظات العراقية, باب ...
- هل تركيا واسرائيل في صراع على المنطقة العربية, ام أنّهما شري ...
- الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلَّم .. فطرة, تدوّن ذاكرة المكان ...
- المتاحف ادوات اتصال جماهيري بين اجيال الشعب الواحد المتعاقبة ...
- امريكا والدول الغربية -وصبيانها- من الحكام العرب يريدون اسقا ...
- العراق يستطيع الرد على الكويت وايران ولكن ... !!
- عقيدة -المخلّص- ومعركة -هرمجدون- وراء الاحداث العربية الراهن ...
- العرب عازمون على قتل العراق, وامريكا وايران تتصارعان على لحم ...
- النجيفي .. علاوي .. وللسقوط السياسي بقية ..
- تَمَيّز
- الجندي الذي مات قبلي


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - بغداد بين قمتين بلا سفوح