أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - والآن إعلان نعْي الثقافة الكردية














المزيد.....

والآن إعلان نعْي الثقافة الكردية


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 17:14
المحور: الادب والفن
    



والآن إعلان نعْي الثقافة الكردية


إبراهيم محمود

وحده من يريد خداع نفسه، أياً كان في مقامه الكردي، يمكنه أن يقول بأن الثقافة الكردية الآن بخير، وأن أجندتها لا يدّخرون جهداً في إبرازها للآخرين، حيث انتشرت وتنتشر مراكز وقاعات ومنتديات كردية تحمل أسماء رموز لها، دون أي سؤال عن العلاقة الفعلية القائمة بين الأنشطة المقدَّمة باسم الثقافة، وهاتيك الأمكنة، وتحت رعاية من كان يجب عليهم أن يجري تمثيلهم لأنهم لم يدّخروا جهداً طوال عقود زمنية في تجيير هذه الثقافة وتسطيحها، وها هي الآن تشحذ هممها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، لإعادة انتاج ذات الثقافة التي تعني القيّمين عليها وأكثر، بحجة إحياء الثقافة الكردية ورعايتها.


يبقي السؤال الاعتراضي الأول: كيف يمكن لثقافة شوّهت، ولوحقت، واختزلت في رموزها على مدى عقود زمنية، إلى درجة إجهاض علامة الكردية الفارقة فيها، وبعثها، وزعم أن ثمة فرصاً مواتية لمنح الثقافة هذه ما تستحقه من اهتمام؟

كيف يستطيع المطعون في روحه، والمشوَّه في ذاكرته الجمعية، أن يعثر على الطريق السليم وتنشيط ثقافة فاعلة؟
أي مهزلة تقوم في هذه العلاقة المتمثلة في من كان القيّم على الثقافة تلك، والمضعضِع لها، وهو الآن الموجّه لها وكل ما يعنيها ويعنى بها، يكون تحت رعايته حضوراً وغياباً، دون أي شعور بالمسئولية بالانحطاط الثقافي الذي تم باسمه؟
أي وعي انشطاري لدى هذا المتحمس في المضمار الثقافي، وغير المتنبه إلى المناورة القائمة وفي وضح النهار كردياً، وقد كان حتى الأمس القريب، لا يتوانى في تحديد القيّم ذاك بوصفه حفَّار قبر ثقافته التي يحرص عليها واقعاً؟
أي نوع من التسوية، تم بسحر ساحر ووفق أي مقتضى، أو مساومة بين القيّم الحزبي، والتيّم بثقافته وهو أعمى البصيرة، بصدد هذه الأنشطة المحمومة والمرسومة، وجعل الجمهور شيعاً، ومن يعني بهم ممهوراً بخاتم هذا الحزب أو ذاك؟
هل يعني أننا إزاء مقولة (طنجرة لقت غطاها)؟ جهة هذا التعاون بين طرفين، لم تكن الثقافة بالمعنى الواسع للكلمة في صلب أهدافهما، على الصعيد الكردي ! إذ على الصعيد الحزبي هذا، كان، وما يزال، على الثقافة أن تحمل دمغات تحزبية وبالتناسب مع جمهور تحزبي، وفكرة تحزبية، وتحت سقف تحزبي، ويبقى المعرَّف به كاتباً أو مثقفاً تحت الوصاية الحزبية أو في حكم القاصر، إن دقّق في السياسة الحزبية وكيفية تقييمها للكاتب أو للثقافة الحقيقية؟؟!!!
هل حقاً يعيش الكرد الغيارى على ثقافتهم، وشعبهم، وتاريخهم، حالة عودة الوعي، أم نعي الثقافة بقضها وقضيضها، وانتظار الطوفان جرَّاء هذا الانجراف في لعبة من تهمهم أسماءهم وألقابهم، أكثر من هدف نبيل، لا أُعدمه في هذا الكاتب الكردي أو ذاك، لكنني لا أجرّده من مسئولية الصائر إليه، وسط هذه الكانتونات التحزبية الممثّلة في الثقافة الكردية؟
ربما علينا هنا انتظار عقود زمنية إضافية لنكتشف أننا لا نحتفل بالثقافة، وقد شبت عن الطوق، أو بلغت سن رشدها التاريخي، إنما لنكون على بيّنة من فاجعة الثقافة الجثة المتفسخة، حيث يسلس من هو برسم المثقف القياد لسياسيّه بالذات.
ليس هذا فتح جبهة مع أصغر سياسي كردي أو ادعاء تعالم على كاتبه، إنما هو "صراخ في ليل طويل" يلتهم حتى النهار الكردي "إذا كان نهاراً كردياً حقاً!"، ينتشر صداه في الجهات الأربع، لجعل هذا الجاري من بين القضايا الكبرى، ولعلها قضية القضايا التي يجب الوقوف على رعب التمثيل فيها، تحت يقين، فحواه: إن شعباً يفتقر إلى ثقافة سوية، يستحيل عليه تبصرة الطريق إلى الحياة! وما نهضة الشعوب الأولى وساعة حسمها الحضارية إلا اعتماد ركائز ثقافية سوية، وما يجري هو على النقيض تماماً، جرّاء إفساد ما لم يفسَد بعد، بتعبير أحدهم، ولو في سياق آخر، وحيث إن الذي يعلن نعي هذه الثقافة "وهو أنا"، ينتمي إليها، ومسكون بها، وليس لأنه يشير إليها، عبر أداء" دور معين: مأجور تماماً؟"، كما يتهيأ لبعض من هؤلاء الذين يرون أن فرصتهم الذهبية قد حانت، وهم يُپرزون صورهم ويتفسبكون، دون أي إعلام ذاتي، أو مقاربة ذاتية لرعب الحاصل، كونهم ينسون حقيقة موقعهم، ويعرضون بضاعتهم على من يستهين بها وبهم معاً.
في وسعي أن أذكر جملة هؤلاء الذين يتباهون بحضورهم الأضوائي التحزبي، بصفتهم كتاباً متعددي الاختصاصات، وكيف أنهم كانوا حتى الأمس القريب جداً، يطلقون أشنع النعوت على مجمل الأحزاب الكردية ورموزها، وربما هم الآن فيما بينهم، خارج لعبة الكراسي الخشبية الناتئة طبعاً، وها هم الآن يتسابقون فيما بينهم دون أي شعور بدور الضمير الكتابي أو الثقافي ووخزه، ويوحون إلى أن كل ما كانوا يرددونه وهم يصرحون به في جلساتهم الخاصة جداً، وفي لحظة فالتة من الوعي، ينسبونه إلى غيرهم ممن يتخذون مما يجري موقفاً نقدياً، بدعوى الكشف عن الأوراق الملوثة ليكونوا أهل صرف لا حرف، ليجري إثر ذلك تشويه الضمير الذي كان أكثر في كوميديا كردية سوداء، كأن الذين فقدوا الذاكرة هم الآخرون وليسوا هم، وهم يعيشون بكل واقعية زئبقية موضة ركوب الموجة ودون أن يرف لأي منهم جفن وكل طرف يعَلم ما يريده الآخر، والضحية الكبرى هي الثقافة التي يجري الحرص عليها ورعايتها وفق المتطلبات الصحية المناسبة، أي عندما تكون هناك وحدة فعلية، يتنادى إليها الجميع، وتكون الثقافة واحدة، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، وهنا المعضلة! هل ما يتردد هنا تصعيد بالموقف؟ ربما هو الوضع بالنسبة للداخل في لعبة انتشاء ذاتية، ونسيان ما هو عليه، ولكن الممارسة الثقافية تنأى بنفسها عن هذا الاستهتار الثقافي، إنها لا تسمّي أحداً، بقدر ما تضع لجميع في المواجهة، لأن ليس من استثناء لأحد لحظة الشعور بخطر مهدّد، إلا من يعتبر أنه يعيش نشوة اللحظة التاريخية ووهم المردود طبعاً...!
تُرى متى نشهد رحلة " حنظلة" الكردي، من الغفلة إلى اليقظة؟...متى... متى.. متى؟!



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال المثقف الكردي
- القفا ولعبة الخازوق الكردي
- بيان ثقافي أول إلى
- داخل التاريخ.. خارج التاريخ «إلى أصدقائي التاريخيين حيث هم، ...
- منشور غير سياسي معمَّم
- المثقف الكردي؟ وخيانة الوصايا!-
- نتهاك حرمة الرموز الكردية كردياً-
- الوعي القومي الكردي البائس-
- الورقة المحروقة للسياسي الكردي- نموذج صلاح بدرالدين ثانية-
- درس تاريخي في الجغرافيا
- مؤتمر للمجلس الوطني الكردي على كوكب- خَوْنِستان-
- تصريف الدولار كردياً ( الإقليم الكردي العراقي نموذجاً)
- واقعة دفن حزبيٍّ كردي لا على التعيين
- تجريد الدكتور عبدالباسط سيدا من كرديته-
- الأكراد وصراعاتهم
- البطيخ الكردي
- سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-
- تعددت الانقسامات والكردي واحد
- هل المثقف عقدة السياسي؟
- في حضرة الآلهة الجدد


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - والآن إعلان نعْي الثقافة الكردية