أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-














المزيد.....

سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقي الطاغية معمَّر القذافي ما يستحقه من جزاء عادل، كما لقي طغاة آخرون قبله ما يستحقونه جرَّاء أعمالهم الفظيعة، وثمة طغاة أُخَر على الدور: معروفون، وقيد التسمية، في انتظار ما يجب أن ينالهم من عقاب على الطغيان الذي جسَّدوه في سلوكهم. إن ضحايا الطاغية" القذافي هنا" لن يعودوا ليشهدوا هذه النتيجة العادلة، كي يبتهجوا، ويكونوا شهود عيان على نهاية طاغيتهم، والذين فرحوا ومازالوا يفرحون بنهاية الطاغية" القذافي" هذا، لا صلة لهم من ناحية بضحاياهم، حتى لو كانوا أقرب المقربين إليهم، فهم أحياء، وأولاء أصبحوا أمواتاً، ويعني ذلك أنهم يعبّرون عن فرحهم المشروع بنهاية طاغية كان يذيقهم الويلات، وقد تنفسوا الصعداء، كما هو حقهم العادل، وهم يتابعون المشهد المريع والمتلفز للطاغية ومن كانوا معه، وليعيشوا إنسانيتهم الفعلية.

يعني ذلك أن الطغيان إذا كان واحداً كمفهوم، إلا أنه له درجات أو ألواناً. تعني" طغى": تجاوزَ الحد من الظلم هنا، وهذا يفصح عن أن للطغيان حدوداً واسعة، وثمة من يتمادى في الطغيان: تجاوز الحد المسموح له.

وثمة تقارب في المعنى للطغيان بالفرنسية والانكليزية. بالفرنسية هوtyrannie، وبالانكليزية:tyranny، أما في الكردية فربما كان الأقرب: zordarî. في الحالات كافة، ثمة شعور بالتفاوت إزاء مفهوم الطغيان، من خلال تصور سلسلة من طغاة التاريخ قديماً وحديثاً، وما يمكن البحث فيه بصدد مفهوم سلالاتهم، ووجهات النظر التي تنظّر للطاغية، حيث الطاغية يعيش طغيانه، إلى درجة تلذذه بما يمارسه طغياناً، ولا يعتبر ذلك تجاوزاً لحد، كما هي طبيعة السلطة التي تسمّيه، أو القوة التي يحق له استخدامها تعبيراً عن وجوده وعن نظامه سياسياً، ودور الذين يحيطون به، ويكونون- بالطريقة هذه- طغاة من نوع آخر، سواء فيما يفعّلونه أو فيما يمثّلونه نظرياً.

ولعل التفكير في الطاغية، ومن خلال وجوده في سلطة نافذة: قمعية ودموية، قد ينسّي كثيرين ما هم عليه من تجسيد لسلوكيات طغيانية، بما أنهم يتجاوزون حدودهم إزاء الآخرين، في التدبير والتفكبير، ويعني ذلك ثراء مفهوم الطغيان، وتوافر كم لافت من الذين يمثّلونه وهم مختلفون من ناحية الدرجة والتعبير.

إن ذلك يصلنا- حتى- بأولئك الذين يعقدون العزم على القيام بأمور، ولو تخيلياً، أو تخطيطياً، لكن ثمة روادع أو أسباباً تحوُل دون تحولهم إلى طغاة، ينتمون مباشرة إلى سلالة من سلالات الطغاة.

أشدّد في هذا المجال، على العاجزين عن القيام بأفعال تعبيراً عن أحقاد أو أنانيات تعتبَر قاتلة أو هائلة في ذواتهم، وهم يعبّرون عن مواقفهم أو صواب تصرفاتهم، واعتبار الآخرين دونهم مكانة، لا بل واستحقاقاً للنيل منهم، حتى بأكثر الطرق بشاعة، أي طغياناً، حيث إن النية ذاتها تأخذ حصتها لتسمية حد من حدود الطغيان، ورسم أنواع من الطغاة، وكيفية تعاملهم مع وسطهم الاجتماعي والسياسي، أو بيئتهم الاجتماعية والثقافية..

وجرَّاء الانشغال بالطاغية الأكبر، كما هو معهود أو مألوف، يكون هناك تناس ٍ أو عدم تفكير مباشر في أولئك الذين يتمنون أن يكونوا على قياس الطاغية ذاك، أو أن يمارسوا سلوكات تضعهم في خانة الطغيان، ولكنهم لا يمتلكون القوى أو السلطة المشرعِنة لما يريدون الإقدام على تنفيذه، غير أن ذلك لا يمنعنا من متابعة ظلال هؤلاء أو مواجهتهم باعتبارهم فيما هم عليه، ونتيجة مكاشفة أو مراقبة تصرفات ذوي وشائج قربى بالطاغية.

في الحالة هذه، يمكن إدراج كم كبير من المعتبرين أنفسهم سياسيين أو ممثلي أحزاب كردية، ومن معهم، والذين يتحركون في ظلالهم، أو على صلات مباشرة بهم، وهم يكيلون لهم المديح، وفي مواقع مختلفة من في الوسط الكردي، وفي الجوار، طغاة، بكل معنى الكلمة. إنهم يذهبون بما هو مشين وسيء في مردوده الاجتماعي والاعتباري والتاريخي، وفي دائرة المحسوبيات المطعَّمة بالطغيان، إلى الحدود التي يقدرون على الوقوف عندها، ومحاولة توسيعها، أو تعدّيها إن واتتهم الفرصة المناسبة، عبر انتهازيات لا تخفى على أحد.

فإذا كان الطاغية هو الذي يتجاوز الحد، وفي الظلم، من خلال الإساءة إلى غيره، أو بسوء استخدام السلطة، والحفاظ على موقعه، وإقصاء الآخرين، والسعي المستمر، إلى النيل منهم بصيغ شتى: أناساً عاديين، أو في مواقع وظيفية، أو ذوي مكانة اعتبارية أخرى في الكتابة والفن، وصحبة المتلذذين بذلك.... إذا كان الطاغية بمثل هذه المواصفات، فإن بالإمكان الدفع إلى دائرة الطغيان بأغلبية الذين يمثلون ما هو حزبي، وفي مواقع معروفة، ومن يزكّونهم بالقول والفعل، واستخدام كل القوى أو تسخير الامكانات كافة لتشويه المختلفين عنهم، وتمني التخلص منهم، وبأكثر الطرق دناءة أخلاق، والتعتيم على الذين يشتهون نهاية ما- فضائحية- لهم عبر تلفيقات مختلفة، وبالتالي يكون الدفع هذا بما هو أناني وسيء في العمق، لصيقاً بهذه الممارسات، ويعني ذلك، أخيراً وليس آخراً، أن استغراق أي واحد من هؤلاء الماضين في السفه الأخلاقي والتسفيل القيمي، في الوسط الكردي، دون أخذ العبرة مما يجري في محيطهم، كونهم بعيدين عن السلطة الفعلية، كما لو أن ممثّل السلطة السياسية في بلد، وكنظام، وحده من يكون الجاري التفكير فيه ، أي فيما إذا يستحق تسمية الطاغية أم لا، يعني ذلك، مدى تجذر الطغيان في نفوس من أشرنا إليهم، ولو في الحد الأدنى لعدم وجود سقف حام ٍ. والمتأمل لحيثيات الحراك الكردي السياسي" طبعاً"، وفيما يخص مهزلة المؤتمر الكردي ومباريات فرقه ولاعبيه المنتقين، ومن الأجدر بتمثيله مجتمعياً، سوف يرى العجب العجاب، وهذا لا يخفى على ذوي النظرة الثاقبة ممن تابعوا، ولا زالوا يتابعون السيرة البائسة لهذا" المؤتمر" ومآلاته، والالتفافات التي تمت هنا وهناك، لنكون إزاء المزيد من الإفرازات التي تحفّزنا على تصور العدد الهائل من طغاتنا البائسين حقاً، وهشاشتهم من الداخل، طالما أنهم ماضون وهم مأخوذون بما هو شديد الذاتية فيهم، ويتعامون عما يجري في محيطهم ومن يتفرج عليهم.



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعددت الانقسامات والكردي واحد
- هل المثقف عقدة السياسي؟
- في حضرة الآلهة الجدد
- عاء كردي خبيث
- صلاة الكردي خارج الجامع
- كلام مناسباتي جداً للعُزَّل إلا من الحياة جداً جداً
- القامشلي في كتاب عن القامشلي حول كتاب( القامشلي1925-1958) لأ ...
- أقولها لمن يسمع
- انتصار الدم الليبي
- حول مقال(PKK إرهابي حتى النخاع؟!)-
- في البازار الثقافي الكردي
- PKK إرهابي حتى النخاع؟!-
- سرديات القهر، في المجموعة القصصية (غبار البراري) لصبري رسول
- المصحَّة الكردية: ليس من كردي معقَّد إطلاقاً
- النظام يريد إسقاط شعبه
- بين فرعون وطغاة اليوم
- الإعلان عن دورة تدريبية لقادة أحزاب الحركة الكردية في سوريا
- أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بين التجاهل والتحامل
- أطفالُ المعارضة وسمُّ الحيَّة
- سيصبح بشار الأسد أتاتوركاً كردياً؟


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-