أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - هل المثقف عقدة السياسي؟














المزيد.....

هل المثقف عقدة السياسي؟


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 21:57
المحور: الادب والفن
    






ثمة وهم كبير يتلبس الكثير من كردنا الذين لا يكفوُّن، في مناسبة ودون مناسبة، عن محاولة توضيح العلاقة بين كل من السياسي والمثقف باعتبارهما ينهلان من النبع ذاته لتكون الريادية على أسبقية الوصول والنهل، وهو وهم سياسيّنا المتحزب قبل أي كان وصناعته التعبوية، عندما يمدُّ في ظل إيديولوجيته ليجعل المثقف متحركاً في دائرة نفوذه الاجتماعية، وكونه يتعامل مع جماعة، أو يتنشط في وسط اجتماعي، كما هو وضع المتحزب الكردي الذي يتحدث عن المثقف حديث المسئول عمن يجري، وما في ذلك من تفويض معطى لذاته وتشديد عليه.


يبرز السياسي في مقام الصوت الذي غالباً ما يتكرر على وتيرة واحدة، انطلاقاً من مفهوم جماهيري ليصبح مألوفاً. فالنمطية عبر التكرار لعبارات وذات الصياغات هي التي تعرّف به، بينما تنوع الإيقاع في الصوت هو الذي يميز المثقف أو الكاتب المبدع، وإلا لتوقف معنوياً، ولفقد القدرة على الاتصال بقرائه، وبالتالي فإنه من التعسف بمكان أن يجد السياسي في المثقف منازلاً له أو محارباً إياه، إلا إذا اعتبر نفسه" أي السياسي- والحزبي خصوصاً" نداً ومن موقع الغيرة والحسد يقتفي أثره ولا يدخر جهداً في النيل منه في الوسط المشترك، بينما الأجدى له هو أن يزداد تعرفاً إليه، لاختلاف مقام المثقف باعتباره متعدد المسالك خلاف السياسي أو الحزبي..
يعمل السياسي الكردي باعتباره متحزباً متحركاً على الخط الذي يصله بالعشائري وقد تمَديَن، كما هو الشكل الذي يعاين فيه مظهره. العشيرة تصل الكل بالواحد، والواحد حامل الكل، في منطق السياسي الكردي، إجمالاً، تتعشش هذه الصورة العشائرية، بقدر ما يتم رصد المثقف وهو يتحرك هنا وهناك كما هو سعيه في التفكير والتنويع في الأفكار، وكأن انتقالات المثقف هذه تمثّل سلسلة هجومات معاكسة على السياسي بصفته سالفة الذكر.
ما يجري على أرض الواقع هو هذا العمى السياسي أو التعسف في الفصل بين معنى وآخر، وهي أيضاً خطيئة نظام تفكير أحادي الجانب وضحل إلى حد مريع، عندما ينبري السياسي محتداً وبنوع من المقاومة الكلية في وجه كل من يوجّه إليه نقداًً. واقعاً، إنه – وهو في مرمى نقد المثقف- لا يكون هدفه، إنما جزء من اهتماماته التي تتنوع، لأن الأفكار تكون هي الذخيرة الحية للمثقف وهي في منتهى التحول على ضوء المستجدات، إنه السعي نحو واقع مختلف دائماً واعتبار الواقع القائم يضيق عليه الخناق، وربما كان تفكيره في السياسي قائماً في اللحظة التي يراه حجر عثرة أمام تحولات الواقع، كما لو أنه سلطة تستميت في الدفاع عن مصالحها الذاتية رغم بؤسها، بينما السياسي المذكور" الكردي في المجمل" فهو يتعامل مع أشخاص أحياء ويلزمهم بالسير خلفه، فهو المتكلم باسمهم ومرجعهم. ولذلك يسهل تفسير العنف الذي يميّز هذا الحزب الكردي أو ذاك، إزاء تصرف مثقف له نظام عمل تفكير وتدبير مغاير، وكأني به يمثل تهديداً للسياسي فيما يستهدفه خارجه. ولنتلمس في لائحة الذين يعبّرون عما هو حزبي ومن موقع الدفاع عنه أو عن رمزه المطلق أو شبهه نوعاً من المافيا الإيديولوجية، باعتبار الحزب أو من يمثّله فوق النقد، بينما تظهر قائمة الوقائع المتعلقة بأحزابنا الكردية مدى الوهم غير المعترف به في انزلاقاتها، وأنها ليست خارج التاريخ، كما هي ولادتها التعسفية من منشأ واحد منذ 1957، وما في ذلك من تعتيم على حقيقة تصارعاتها، هذه التي تحدد لكل معني بحزب معين حلبة تصارع خاصة به.
هذا يفضي- بالنسبة للعلاقة القائمة بين السياسي والمثقف الكرديين- إلى التأكيد على ما هو خفي ويعيشه السياسي الكردي وهو مأهول بغواية الحزب وعصامية ممثله الأعلى، وهو شعور السياسي بخطورة المثقف فيما يقوله أو يكون أساساً لسلوكه اليومي، من جهة الحرية التي يتمتع بها وتلك التي تسم أفكاره أو تصوراته.
إنه في لاشعوره يريد أن يكون في مقامه، ولكن إرادة الرغبة غير إرادة الواقع، كون معايشة المثقف تتطلب التحرر من وطأة قيود كثيرة تلعب أكثر من دور سلبي في العبث بمصير شعب كامل، وحتى بالنسبة لشخص السياسي الذي يتوجه إلى الخارج بما هو شعاراتي أكثر مما يعاين داخله. إنه يعيش خيانة مستمرة لذاته وهي مركَّبة، ويتماهى مع تصورات حزبية لا تستجيب لتحديات الواقع، ليكون الالتفاف على الحقيقة وتجميل المزيف فيما يجري وحتى تجاهل ما هو مؤثر في مجريات الحياة اليومية علامة فارقة لسلوكه.
إن كل الرطانة الإيديولوجية ومشاهد التنظيرات وما يسمى بـظاهرة" الندوات المفتوحة" والصور الملتقطة وتثمينها ليست أكثر من حمَّى تسابق مرَضية بين المعتبرين أنفسهم قادة أحزاب، زعماءها، أمناءها العامين، دون السؤال عن البعد العملي لما يجري، وهي تعبير آخر عن مدى انغلاق السياسي على نفسه، واعتماده على فقر معلوماته وضحالتها، خصوصاً ونحن في ظل المعلوماتية المتفجرة، وما يسمى بـ" جماهير حزبه" الهزيلة"..
لكل ما تقدم يظل المثقف رغم كل أشكال العنت والتحريض ضده" ومن ذات السياسي وأعوانه" أكثر إخلاصاً لموقعه أو منبته وأكثر تجاوباً مع تحديات وقائعه، وجماهير أفكاره التي يعيش وإياها في الهواء الطلق.
وإن أردنا الدقة أكثر، فإن الفصل بينهما محاولة لضربهما ببعضهما بعضاً، لأن الحالة الصحية تقتضي وجود كل منهما في مجتمع يعمل بقوة الأفكار، بقدر ما يعمل بقوة السواعد والأذهان المتفتحة، وهي الحالة التي تنتظر من يبحث في بنيتها ويقرّب بين الطرفين في مصير يسمّيهما معاً رغم مجال العمل المغاير لكل منهما، كون الاثنين ينتميان إلى المجتمع نفسه، وهو الذي يتطلب من السياسي مرونة أكثر وتفهماً أكثر لطبيعة عمله وعمل الآخر الذي يحتاج إليه، بقدر ما يخلق حافزاً لدى المثقف على أن ثمة من يجسّد بعضاً- على الأقل- مما يفكّر فيه!




#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة الآلهة الجدد
- عاء كردي خبيث
- صلاة الكردي خارج الجامع
- كلام مناسباتي جداً للعُزَّل إلا من الحياة جداً جداً
- القامشلي في كتاب عن القامشلي حول كتاب( القامشلي1925-1958) لأ ...
- أقولها لمن يسمع
- انتصار الدم الليبي
- حول مقال(PKK إرهابي حتى النخاع؟!)-
- في البازار الثقافي الكردي
- PKK إرهابي حتى النخاع؟!-
- سرديات القهر، في المجموعة القصصية (غبار البراري) لصبري رسول
- المصحَّة الكردية: ليس من كردي معقَّد إطلاقاً
- النظام يريد إسقاط شعبه
- بين فرعون وطغاة اليوم
- الإعلان عن دورة تدريبية لقادة أحزاب الحركة الكردية في سوريا
- أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بين التجاهل والتحامل
- أطفالُ المعارضة وسمُّ الحيَّة
- سيصبح بشار الأسد أتاتوركاً كردياً؟
- أيها المؤتمري الكردي، قف: نقطة نظام-
- نورالدين ظاظا وأحداث 2011 كردياً


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم محمود - هل المثقف عقدة السياسي؟