أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - الوعي القومي الكردي البائس-














المزيد.....

الوعي القومي الكردي البائس-


إبراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أكاد أقول إن الوعي القومي الكردي يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتضحيات، ليكون في مستوى المُرتجى.
يمكن لأيٍّ كان، أن يشير بيسر ٍ إلى عشرات الملايين الكردية المؤلفة، أن يسمّيها في مدنها وقراها ونواحيها، أما أن يتوقف عند هؤلاء على الصعيد القومي فالوضع المختلف تماماً تماماً، جهة النّسْبة العددية البائسة في وعيها القومي.

من السهولة بمكان الحديث عن الأكراد في مجموعاتهم أو تجمعاتهم المتناثرة، وباعتبارهم عشائر وقبائل وبطوناً وحالات تداخل نَسَبية، أو مصاهرات بتفاوت بين طرف وآخر أو أكثر، أما أن يتم التحدث عن الكرد ومن منظور قومي، فهذه واقعة لا يصادق عليها التاريخ بدقة، حيث عاشت كل الثورات أو الانتفاضات الكردية، ودون استثناء بالمعنى الحرفي للكلمة، باعتبارها ثورات وانتفاضات حملت أسماء أشخاص وكان وراء سقوطها أو فشلها أشخاص أكراد، أي تم كل ذلك في المجمل من خلال الختم العشائري، والولاءات العشائرية أو تكتلاتها، حتى وهي في أكثر حالات تجلّيها بما هو قومي.
إن التاريخ هو الذي يقول ذلك وليس إبراهيم محمود، الجغرافيا التي يتناثر فيها الأكراد هي التي تشهد على ذلك.

نعم، ليس هناك كرد بقدر ما يوجد أكراد، والوجود الحزبي المسمَّى منذ قِدَمه التاريخي النسْبي ليس أكثر من نسخة مشوَّهة ومقلقة عن هذا التواجد" الأكرادي"، فيما يلجؤون إليه في تكتلاتهم وتحالفاتهم وتخاصماتهم الجانبية.
نعم،يكون أي حديث عن الوعي القومي الكردي، هو ذات النسخة المشوهة التي فقدت وضوح الخط والتاريخ، وأفصحت عن حالة" ضحك على اللحى" إزاء الجاري على أرض الواقع منذ عشرات السنين بين سماسرة القومجية الكردية.
سل الشارع الكردي" إن وجد باستقلاليته" يجبْك بأسى مقابل هذا الجاري مع الكردي ضد الكردي ورغم أنف أنفه!

ما أكثر الأكراد، وما أقل أقل الكرد، لأن ثمة التباهي القروي المختروي والبيكوي والآغوي والوجاهي والاستزلامي... حيث كل ذلك لمّا يزل يتعشش في نفوس من يعتبرون أنفسهم رموزاً كردية، وحمَلة أقلام في التنظير القومي الكردي، وكتّاباً ينخرطون في تدوين التاريخ الكردي، بينما الواقع هو كيفية تغليب" الأكراد" على " الكرد" والعدو يتفرج بمتعة.
ما أكثر المتاجرين بالقومية الكردية وفي صفاقة معلومة، وهم يتحدثون عن كردستان وشعب كردستان، وليس في ذاكرتهم كماض ٍ وكحاضر سوى سمسار بغيض، ونوعية " خدماته" على الضد من دعاويه لخصوم قوميته، مستغبياً من هو في الهرم الأعلى من السلطة، ومن يكون قريبه أو رفيقه الحزبي، وهو يده مقبوضة على" شيكات" محوَّلة إليه.
( لم يدخل العدو من حدودنا- قد دخل العدو من عيوبنا) هكذا قال الشاعر الراحل نزار قباني! فليفهم وعّاظ الكرد إذاً!

لا أقل من ذلك من ينظر إلى شيكات أو حوالات أو عمولات مماثلة، لقاء خدمات باسم الكردية، وهو دون الكردية مقاماً، لأن يلبّي رغبات من هو أكثر نفوذاً منه، ويطلق شعاراته ليعلو نجمه على حساب" كرده" الغلابة" في " كردستانه".
لا كردية تُنسَب لكردي إن لم يحترم مكانه، وبوعي كردي، إن لم يراع ِموقعه، حيث يطلق" رصاصاته" الخلّبية من مكان آمن، على عدو معتبَر، ليعدّ " كرده" الغلابه، لنيران عدوه الحقيقية، ويتاجر ثانية بدماء هؤلاء وقد صاروا شهداءه!

ما أكثر الأكراد المتطفلين، العايشين المتسولين على تخوم الآخرين، رغم بطرهم المادي فقط، ما أكثرهم، وأكثر فقرهم فيما هم عليه وعياً، فقرهم بتاريخهم، رغم أن البعض منهم، سوَّد آلاف الصفحات، ولكنها بمثابة سندات تمليك مكتوبة بدماء البسطاء من كرده العفويين، القوميين بطبيعتهم بالأمس واليوم، ما أكثرهم وهُم عبء على تاريخ البشرية بالذات، وكل مرة تُكرَّر أو تلفّظ فيها مفردة الجغرافيا، يحدث زلزال تسونامي يتهدد المقيمين على ضفاف التاريخ الفعلي.
ما أشنع أن يقيم هؤلاء المتشدقين بما هو كردستاني وقومي كردي في شقق مفروشة، أو ڤِلَل فاخرة، مدفوعة الآجار مسبقاً هنا وهناك، ويمارسون المزيد من الإتلاف أو التشويه القومي لكردستان ِالذين يحتضنون تاريخهم الكردي بأرواحهم.، بقدر ما يجسّدون دور المرشد في القومية، وفي إعطاء دروسها، بينما يكون المثال الأسوأ في تمثُّل القومية ووعيها، من خلال تاريخه المديد، ومكوكياته في عقد صفقات، ونثر الخطابات والتنظيرات المرجلاتية دون حساب لأحد..

لا كرد كما هو مفهوم" الكردية" أو " الكردايتي" بالمعنى الحرفي، وبؤس المعنى في تزايد، لأن سماسرة الاسم تكاثروا وتناحروا وتفاخروا ولم يزل يتفاخرون وهم في تزايد، وكل منهم يمثّل إحدى موضات" الكردية" على الورق، ويبوّق من بعيد، لتكون الكردية كرديات، ليكون لنا الأكراد مبتلِين بهؤلاء خرّيجي الثكنات التحزبية والكولكة والفذلكة، وتحرير التهَم ضد الآخرين، لأنهم يعيشون المزيد من التقاعس والتخبط، ليكون الكردي البسيط والبليغ ضحيتهم الكبرى.
ما أكثر بلاغة اليوم، عما يمكن قوله عن الأمس وأمس الأمس، رغم أن" أمس الأمس" أكثر تشريفاً لللاعبي الثيران الكردية كردستانياً وفي المغتربات المزعومة، كما لو أن الحديث عن قومية ممكنة، رغم بساطتها، يتجه إلى الوراء، وأن ما ييمّم بنا إلى الأمام يكاد يهدد هذا القليل القليل المحقق من هذه القومية، لا غد لهذه الكردية المسنودة بفقاعات القومجية!

أيها المتهافتون على المناصب وعوراتكم إلى الأعلى، اقرأوا التاريخ لبعض الوقت جيداً، لتتعرفوا إلى جغرافيتكم الكردستانية المطعونة والمفجوعة بكم كثيراً كثيراً كثيراً، وبعدها يمكن سرد حكاية القومية الكردية...!
أيها الفاقدون لذاكرة التاريخ من القومجية، إن" المال الداشر يعلّم أولاد الحرام على السرقة"، وكردستانكم مال داشر، يتقاسمه أولاد الحرام، وأنتم يسيل لعابكم لمهمّات لا علاقة لها بما يجري، إنما بتخمة تنسيكم مواقعكم المسماة بكم!



#إبراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة المحروقة للسياسي الكردي- نموذج صلاح بدرالدين ثانية-
- درس تاريخي في الجغرافيا
- مؤتمر للمجلس الوطني الكردي على كوكب- خَوْنِستان-
- تصريف الدولار كردياً ( الإقليم الكردي العراقي نموذجاً)
- واقعة دفن حزبيٍّ كردي لا على التعيين
- تجريد الدكتور عبدالباسط سيدا من كرديته-
- الأكراد وصراعاتهم
- البطيخ الكردي
- سلالات الطغاة- الكرد ضمناً-
- تعددت الانقسامات والكردي واحد
- هل المثقف عقدة السياسي؟
- في حضرة الآلهة الجدد
- عاء كردي خبيث
- صلاة الكردي خارج الجامع
- كلام مناسباتي جداً للعُزَّل إلا من الحياة جداً جداً
- القامشلي في كتاب عن القامشلي حول كتاب( القامشلي1925-1958) لأ ...
- أقولها لمن يسمع
- انتصار الدم الليبي
- حول مقال(PKK إرهابي حتى النخاع؟!)-
- في البازار الثقافي الكردي


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم محمود - الوعي القومي الكردي البائس-